متى كانت غزوة تبوك

متى كانت غزوة تبوك؟ وفيما تختلف عن باقي الغزوات ليذكرها الله في كتابه ويحث المسلمين عليها؟ فقد كانت هذه الغزوة إحدى الأحداث الفاصلة في حياة المسلمين؛ لما ترتب عليها من نتائج غيرت تشكيل مراكز القوى عالميًا آنذاك؛ وعليه فمتى كانت غزوة تبوك؟ وما هي النتائج التي خلفتها؟ وما الأسباب التي دفعت النبي (ص) لخوضها؟ هو ما سنوضحه عبر موقع زيادة.

متى كانت غزوة تبوك؟

متى كانت غزوة تبوك

القوى العظمى مصطلح يجعل أكثر الطموحين إقدامًا وشجاعة يفكر مرتين قبل أن يفعل أمرًا يُغضب إحدى هذه القوى التي لا طاقة له به، وفي عصر الرسول (ص) وعندما كان الإسلام لا يزال وليدًا قد كانت هناك 4 مراكز عالمية للقوى، أشهرها الفرس والروم.

فالصيت حول قوتهم وجيوشهم وبطشهم جعل من الخوف سلاحًا لهم يغزون به منطقة تلو الأخرى ويتنازعون فيما بينهم على الغنيمة، حتى اصطدموا بخير جنود الأرض هذا الوقت “المسلمين” لتظهر الشجاعة الحقيقية الناجمة عن قلب شجاع واثق بالله يقاتل من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض.

بالتالي تهشمت في غزوة تبوك كرامة الروم، وتخلى عنهم أنصارهم، وانضموا للمسلمين.

فمتى كانت غزوة تبوك التي كُسرت فيها شوكة الروم؟ كانت في شهر “رجب” في السنة التاسعة من الهجرة، وتحديدًا بعد ستة أشهر من قيام جيش المسلمين بحصار مدينة الطائف.

إن هذه الغزوة التي غيرت معالم القوى في العالم حث الله المسلمين عليها في آية أُنزلت تشجيعًا لهم على القتال، وهي الآية رقم 28 من سورة التوبة، حيث قال -تبارك وتعالى- في محكم تنزيله: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ“.

إذًا فمن عصى الله ورضى بالحياة الدنيا دون الجهاد في سبيل الله ونصره إخوانه المسلمين الذين يخلفون وراءهم أمتعتهم وأموالهم وأهلهم طاعةً لله فقد خسروا، إلا من تاب الله عليهم وهو أعلم بهم.

اقرأ أيضًا: اسم أطلق على الجيش في غزوة تبوك

أسباب غزوة تبوك

متى كانت غزوة تبوك كانت هزيمة الروم؛ فهي موعدهم الذي دحروا فيه وخفت نجمهم، ولكن لماذا الحرب مع الروم في المقام الأول خاصةً أن حال المسلمين الاقتصادي كان سيء آنذاك؟

هي مجموعة من الأسباب، أشهر سبب منهم يتم الأخذ به هو أن في هذا الوقت كان شياطين الإنس والجن يحاولون جهدهم لإطفاء نور الله في الأرض، ولكن أبى الله إلا أن يتم نوره وينصر من ينصره.

فقد عزم الروم على قتال المسلمين؛ لهزيمتهم، وقتل الإسلام في مخدعه، وقد سعوا لتحقيق ذلك باستفزاز المسلمين بقتل “الحارث بن عمير” الذي كان متوجهًا برسالة من النبي إلى “عظيم بصري”.

بعد هذا تواجهت سرية مسلمة مع الروم بشكل عنيف في “مؤتة”، ولكن فشلوا، حتى جاء أمر الله بحث عباده المؤمنين على السعي والأخذ بالأسباب والتوجه إلى قتالهم فالقتال كان واقع لا محالة.

أعداد الجيوش في غزوة تبوك

متى كانت غزوة تبوك؟ كانت في ظل وجود ظروف سيئة محيطة بالمسلمين؛ فبغض النظر عن وضعهم الاقتصادي وعسرة الحال التي ألمت بهم فقد كانت أعدادهم أقل من أعداد المشركين.

قوام جيش المسلمين كان 30 ألف مقاتل، أي أقل من جيش العدو بـ 10 آلاف مقاتل، إلا أن المسلمون تعلموا من غزوة أحد ومن بدر ومن الغزوات الأخرى أن الفوز ليس بكثر العِدة والعتاد، بل هو توفيقًا من الله.

في هذه الغزوة تشابه وضع المسلمين مع وضع جنود طالوت عندما توجه بجنوده في ظروف صعبة لقتال أعدائهم وأعداء الله، ولكن “كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ” سورة البقرة الآية 249.

إضافة إلى هذه المعوقات فقط كان وقت الغزوة شديد الحرارة، ولكن مع كل هذا نصر الله عباده المؤمنين الذي خرجوا مطيعين لأوامر الله ورسوله، وأعزهم بجنده التي هزمت الأعداء دون قطرة من الدماء المسلمة الذكية.

العوائق التي واجهت جيش المسلمين وقت غزوة تبوك

الآية التي حث الله المسلمين فيها على القتال سميت بسورة التوبة، وبخلاف الآية السابقة فقد شملت السورة آيات أخرى حول الغزوة منهم الآية رقم (117)، وقال تعالى:

لَّقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ“.

نرى هنا أن هناك دلالة حول تسمية الآية بهذا الاسم، فهي توبة الله على عباده من الذين تخلفوا عن الخروج للجهاد؛ لرحمة الله وعلمه باشتداد الظروف الصعبة التي كانت في هذا الوقت، ونلخص لكم كل المعوقات التي كانت أمام المسلمين هذا الوقت فيما يلي:

  • الحر الشديد، بالإضافة إلى المسافة البعيدة عن المدينة
  • السمعة الخطير لجيش الروم مما هز قلوب المنافقين
  • حالة القحط التي عانى منها المسلمون حالت بينهم وبين إمكانية تزويد الجيش بالمعدات اللازمة
  • كان موعد قطف محصول التمر

تسميات غزوة تبوك

هذه الغزوة سُميت بغزوة تبوك وبغزوة العسرة؛ وسنوضح أسباب هذه التسمية فيما يلي:

  • سُميت (تبوك) بهذا لأنها اسم المنطقة التي كانت موضع القتال.
  • أُطلق عليها تبوك بسبب وجود عين ماء في هذه المنطقة، ويُقال أن هناك عين ماء تفرجت فيها عندما قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بغسل يديه فيها.
  • سُميت بغزوة العسرة نظرًا للأحوال الاقتصادية السيئة التي كان يعاني منها المسلمين في وقت الغزوة، ناهيك عن المعوقات الأخرى التي جعلت هذا التوقيت توقيت صعبًا.

اقرأ أيضًا: كم عدد غزوات الرسول بالتفصيل؟

كيف انتصر المسلمون في غزوة تبوك؟

وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ رَمَىٰ ۚ” سورة الأنفال الآية رقم 17، ولكن على الرغم من أن هذه الآية لم تنزل في غزوة تبوك إلا أن بتأملها، فهي تصف حال هذه الغزوة أيضًا على نحو ما؛ فقد ألقى الله الرعب في قلوب الأعداء ليظهروا معدنهم الجبان ويولون الأدبار.

فحين وصل (ص) هو ومن معه من المسلمين إلى موضع الغزوة لم يجدوا بها أحد، فقد فروا وتشتت جمعهم، إلا أن رسول الله (ص) اختار البقاء؛ حتى لا يظن أعدائه أن المسلمين يتراجعون.

اختلفت الروايات في المدة التي انتظرها الرسول، فهناك بعض المصادر تشير إلى أن الرسول (ص) بقى في المكان ما يتخطى الـ 10 أيام، وأخرى تقول أن الرسول وجيش المسلمين انتظر عشرون يومًا، ولكن لم تظهر دابة من جيش “لم يجرؤ أحد”.

تم شن بعض السرايا -المعارك التي لم تكن بقيادة الرسول- من قِبل المسلمين على بعض المناطق التي تقع في الشمال، وقد كانت ناجحة، بعدها فكر الرسول (ص) في أن يوجه الجيش إلى الشمال؛ لفتح بلاد الشام.

لكنه تشاور مع أصحابه -كعادته في طريقة صنع القرار بتأييد جماعي- وقد نصحه الفاروق عمر بن الخطاب بأن الخيار الأفضل سيكون العودة إلى المدينة؛ لأن هذا التوقيت غير مناسب لفتح بلاد الشام وسيكبد المسلمين مخاطر كبيرة.

أمير المدينة المنورة في غزوة تبوك

يجب دومًا عند خروج الجيش لتلبية نداء الجهاد أن يتم ترك حاكمًا في المدينة؛ لتولى شئونها الداخلية، ويحكم بين الناس، ويرعى النساء والأطفال الباقيين في المدينة، وذلك لحين استقرار الأوضاع وعودة الرسول ومن معه من الغزوات.

في حالة غزوة تبوك تعددت الأقاويل حول اسم الحاكم الذي تركه الرسول (ص) في المدينة، ونذكر لكم الأشخاص التي غلب الظن أنه واحد منهم:

  • علي بن أبي طالب -عليه السلام- وقد القول الأرجح، والذي تعتد به كثيرًا من الكتب الإسلامية.
  • محمد بن مسلمة الأنصاري
  • سباع بن عرفطة الغفاري
  • ابن أم مكتوم

نتائج غزوة تبوك

كانت الغزوة نقطة فاصلة ليس للمسلمين فحسب بل للعالم كله، فقد نتج عنها تغيير موازين القوى عالميًا، فقد برز نجم الجيش الإسلامي عاليًا بينما هوت هيبة وكرامة الروم لأدنى بقاع الأرض.. وأيضًا:

  • نتج عنها زيادة جيش المسلمين؛ لانضمام المزيد إلى لواء الإسلام بعد أن توجه الناس إلى المسلمين؛ نظرًا لمركزهم القوي الذي تم إثباته بعد تبوك.
  • ارتفاع مكانة المسلمين عند قبائل العرب، مما نتج عنه توحيد شبه جزيرة العرب

اقرأ أيضًا: من هم الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك؟

عرضنا لكم متى كانت غزوة تبوك؟ شاملين أبرز ما ترتب عليها من نتائج، ونبذة مختصرة حولها، آملين إفادتكم.

قد يعجبك أيضًا