من هم أهل البيت عند الشيعة كما يذكر علماؤهم وجاء في كتبهم؟ فهل يُقصد بأهل البيت عند الشيعة جميع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ أم هم يختصون بهذا اللفظ أشخاص من أقرباء بيت الرسول دون غيرهم؟ ومن هم أهل البيت عند السنة؟ هل هم المقصودون عند الشيعة؟ وهل يشمل أهل البيت عند السنة من هم أهل البيت عند الشيعة؟ كل تلك الأسئلة سنجيب عليها في السطور التالية على موقع زيادة.
من هم أهل البيت عند الشيعة
إن الشيعة حصروا أهل البيت في أربعة أشخاص فقط من أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء الأربعة هم:
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء لقضاء الحوائج أهل البيت
علي رضي الله عنه
أخرج الشيعة أولاده دون الحسن والحسين، فلا يعدون بقية أولاده من أهل البيت من محمد بن الحنفية وأبي بكر بن علي وعمر بن علي وعثمان بن علي والعباس بن علي وجعفر وعبد الله وعبيد الله ويحيى.
لا يعدون أحفاد علي رضي الله عنه من غير الحسن والحسين من اثنى عشر ذكرًا حفيدًا ولا ثمانية عشرة بنتًا حفيدةً.
فاطمة رضي الله عنها
أخرجوا بنتي فاطمة: زينب وأم كلثوم من أهل البيت، وكذلك أخرجوا أحفاد فاطمة من بنتيها: زينب وأم كلثوم من أهل البيت، وهذا يعد من طرائف أفكار الشيعة.
الحسن بن علي رضي الله عنهما
أخرجوا جميع نسله من أولاد وبنات وأحفاد من أهل البيت.
الحسين بن علي رضي الله عنهما
أخرجوا من نسله من لا يأتي على هواهم، بل أفتى كثير من علماؤهم على عدد من أولاد الحسين بالكذب والفسوق والفجور، بل وصل بهم من فساد عقيدتهم وضلال علماؤهم أن يتهموهم بالكفر والارتداد.
كما يسبون ويكفرون أبناء أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم وعماته وأولادهم، كذلك يخرجون من أهل البيت إخوة علي رضي الله عنه من أولاد أبي طالب عم الرسول.
من الجدير بالذكر أيضًا انهم أخرجوا بنات النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة غير فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، وأخرجوا أزواج بنات النبي الثلاثة من أهل البيت.
إن الذي يريد خلاصة إجابة سؤال من هم أهل البيت عند الشيعة، فهم:
فاطمة وعلي والحسن وابنهما رضي الله عنهم، والأئمة التسعة من الحسين رضي الله عنه إلى الحسن العسكري، والمولود العاشر المزعوم عندهم، أما بالنسبة لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين، فالشيعة يخرجونهم من أهل البيت.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء لإبطال السحر عن أهل البيت
من هم أهل البيت عند علماء السنة
كما بينت فيما سبق من هم أهل البيت عند الشيعة، فلا بد من التبيين لآراء علماء الدين وعلماء اللغة من السنة عن أهل البيت…
فقد أجمع المختصون من أهل العلم فيما يخص أهل البيت: أن أهل الأمر يُقصد منها ولاة الأمر، وأهل البيت في اللغة سكان البيت، وأهل المذهب من يدينون بالمذهب، وأهل بيت الرجل زوجته وأولاده وبناته وربائبه إن وجد الذين يعيشون معه.
بل ويُقال عن أهل الرجل أيضًا أمه وأبوه وأخوته وأولاد اخوته وعمومته و أخواله وأولادهم وجميع أحفاد من سبق، وقد يدخل أزواجهم في الأهل، وكل من سبق يصح في إطلاق لفظ الأهل عنه.
أما أهل بيت الرجل فيُطلق على زوجات الرجل وأولاده وبناته خاصة، وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم هم زوجاته وبناته، واختلف العلماء في من يُنسب لأهل بيت الرسول غير أزواجه وبناته، فمنهم من يضيف أحفاده وأزواج بناته.
من العلماء أيضًا من يضيف لمن سبق عمومته وأبناء عمومته من المؤمنين، ولكل منهم حجته التي يسوقها من الآيات والأحاديث النبوية الصحيحة الثابت روايتها، فيشمل أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم عند بعض أهل العلم م أزواجه وذريته وبنو هاشم وبنو المطلب ومواليهم، والله تعالى أعلم .
ينتقد كثير من علماء اللغة والدين اختصاص الشيعة عليًا رضي الله عنه من أصهار الرسول صلى الله عليه وسلم في أهل بيته، فإذا كان حجتهم أنه صهره (زوج فاطمة رضي الله عنها)، فلما لم يذكروا بقية أصهاره عثمان بن عفان الذي تزوج من بنتين من بنات الرسول صلى الله عليه وسلم.
كذلك أبي العاص بن الربيع الذي هو صحابي جليل، وصهر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد تزوج من زينب، ووالد علي بن أبي العاص وأمامة بنت أبي العاص التي تزوجت من علي رضي الله عنه وأنجبت منه محمد الأوسط رضي الله عنهم أجمعين.
إن قيل اختصوا عليًا رضي الله عنه لأنه ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما لم يضيفوا إخوته جعفر وعقيل؟ ولما أخرجوا عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم، وأبنائه، ونسائه؟
أهل البيت في كتب الشيعة
عندما تبحث في كتب الشيعة عن إجابة السؤال الذي فيه: من هم أهل البيت عند الشيعة؟ ستجد أنهم يحصرونهم في الشخصيات الكرام الذين ذكرتهم، ولكن في أقل علماء الشيعة غلوًا وفي الكتب التي كتبت عنهم لا يخرجون عن الأشخاص الذين ذكرته سابقًا.
اخترت كتابًا يصف كاتبه محمد جواد مغنية نفسه بأنه يقارب بين وجهات النظر بين الفرق الإسلامية، وسأذكر فيما يلي خلاصة ما كتبه محمد جواد مغنية الشيعي المعاصر في كتابه (الشيعة في الميزان).
يصنفه علماء السنة على أنه من الكتب التي هي على جانب من الاعتدال في التشيع مع إنه لا يخلو من الغلو والضلال، وعلى طالب العلم الاحتراس مما فيه:
يرى الكاتب أن أهل البيت في اللغة سكانه، وأن آل الرجل أي أهل الرجل، وان استعمال لفظ آل لا يأتي إلا لأهل رجل له مكانة، وأنه جاء ذكر أهل البيت في آيتين من القرآن الكريم:
الآية الأولى: الآية 73 من سورة هود في قوله تعالى: {رَحْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ}.
الآية الثانية: الآية 33 من سورة الأحزاب: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}.
يرى الكاتب أن أهل البيت في الآية الأولى هم أهل بيت إبراهيم الخليل، وفي الآية الثانية هم أهل بيت محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وسلم).
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: دعاء تسهيل الولادة عند أهل البيت
تابع أهل البيت في كتب الشيعة
يبين الكاتب أن المسلمين استعملوا لفظ أهل البيت وآل البيت في أهل بيت محمد خاصة (صلى الله عليه وسلم) تبعًا للقرآن، واشتهر هذا اللفظ وصار لفظًا علمًا عن أهل بيت الرسول فلا يُفهم عند قول اللفظ غيرهم إلا بقرينة كقولك المدينة يُراد من قولها مدينة الرسول (صلى الله عليه وسلم).
أما عن رأي مغنية فيما يخص زوجات النبي صلى الله عليه وسلم:
اختلف العلماء في عدد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فمنهم من يقول أنهن ثماني عشر زوجة، ويقول آخرون انهم إحدى عشرة زوجة، وفي جميع الأحوال عاش الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته سبعًا وثلاثين عامًا، رُزِق من زوجاته خلال تلك السنوات بالبنين والبنات، ماتوا جميعهم ولم يبق منهم في حياته إلا ابنته فاطمة.
يرى الكاتب في كتابه الشيعة في الميزان أن أهل البيت هم كما جاء عنده: “وقد اتفقت كلمة المسلمين على أن علي بن أبي طالب: وفاطمة، والحسن والحسين من آل البيت في الصميم”.
إن الباحث في كتب الشيعة عن أهل البيت سواء الغلاة من الشيعة أو من يُطلق عليهم المعتدلين من الشيعة لن يخرجوا عما سبق ذكره، ومن يزعم غير ذلك فاعلم أنهم يتعاملون بالتقية التي هي عند الشيعي نظام سري يعتمد عليه في مذهبه في تسيير شؤونه مع جميع الناس وإظهار الموافقة وإخفاء حقيقة اعتقاده.
رأي علماء أهل السنة والجماعة
إن رأي علماء أهل السنة والجماعة فيما يخص من هم أهل البيت عند الشيعة نلخصه فيما يلي:
الشيعة هم من يدعون موالاة أحد عشر شخصًا من أولاد علي رضي الله عنه، وعقيدتهم في الأحد عشر شخصًا أنهم معصومون كعصمة الأنبياء والرسل، بل وأفضل من الملائكة المقربين، كما يدعون أن مذهبهم مؤسس على أراء وأفكار الأحد عشر شخصًا.
الشيعة يزعمون أنهم يُوالون أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ويحبونهم، كما يزعمون أن أفعالهم وأقوالهم مبنية على آرائهم ومروياتهم.
إن هذا زعمهم وهم يكذبون كما اتضح من تخريجهم أكثر أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأن المراد عندهم ليس أهل بيت النبي وهم أنفسهم ينفون ذلك بألسنتهم.
إن علماء الشيعة دائمًا ما يتهمون أتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم حب أهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، ويزعمون
إن كتب علماء أهل السنة والجماعة تمتلئ بالكلام عن الرسول وأهل بيته الطيبين وصحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين دون غلو وضلال، ولا يعتقدون بغير ما جاء في القرآن الكريم، وما ثبت في السنة الصحيحة، وما غير ذلك من أباطيل ومنكرات وتفاسير على غير معناها الذي ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
كذلك ما يذكرونه من أحاديث إما موضوعة أو منكرة أو ضعيفة مما لا أصل له في السنة الصحيحة فلا يُعتد به ولا يؤخذ منه ولا يعتبر دليل.
خلاصة رأي علماء أهل السنة والجماعة
إن المسلمين لا يزيدون ولا يغالون في الرسول وأهل بيته وصحبه ولا نقول إلا كما أخبرنا الله سبحانه وتعالى به في القرآن الكريم حيث شرع لعباده الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه في القرآن العظيم في سورة الأحزاب.
قال تعالى: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)”
مما روي عن الصلاة والسلام على الرسول وآله وصحبه في السنة النبوية الشريفة الثابت صحتها:
“اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد”.
“اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ”.
“اللهم صل وسلم وزد وبارك على نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أزكى صلاة وأفضل تسليم”.