من هم التتار وأصولهم

من هم التتار هم مجموعة من القبائل المغولية التي غزت بلاد الشرق العربي، في القرن الثاني عشر الميلادي، والثالث عشر الميلادي، وكانوا يتحدثون بلغة خاصة بهم تسمى اللغة التتارية، وهي مشتقة من إسم قبيلتهم، ولهم العديد من الصفات الوحشية التي اشتهروا بها بين القبائل الأخري.

من هم التتار 

  • توجد العديد من التفسيرات الكثيرة حول ماهية التتار، فالبعض يقول أنهم قبائل مغولية، والأوروبين أطلقوا عليهم لقب آخر وهو التارتار، أما الصين فأطلقوا عليهم لقب تاتا، والثقافة التركية القيمة تطلق عليهم لقب مثل الأوروبين التارتار.
  • كانوا يسكنون أوروبا، وشمال آسيا،  وروسيا، نظرا لأنهم السكان الأوائل في منطقة الفولكا، ووفقا للإحصائة التي قامت بواسطة الجهات المختصة لمعرفة عددهم، بلغ 5.5 مليون نسمة، مقسمين في مناطق عدة، مثل جمهورية تتارستان حيث يوجد بها 2 مليون، وجمهورية بشكورتوستان 1 مليون، وباقي السكان في مناطق عدة من روسيا، وبعد حل الإتحاد السوفيتي، نجدهم قد كونوا دول مستقلة لهم فقط، مثل: أوزبكستان، وقزخستان وأوكرانيا.

يرشح لك موقع زيادة الإطلاع على من هو فاتح القسطنطينية أهم سلاطين الدولة العثمانية: من هو فاتح القسطنطينية أهم سلاطين الدولة العثمانية

أصول التتار 

  • يختلط الأمر على البعض في ماهية التتار والمغول، حيث يعتقدون أنهم شأن واحد، والبعض الآخر يؤكد أن كلا مهما قبيلة مختلفة.
  • ومن أهم سمات التتار، قصر القامة، والجذع عندهم يعد أطول من الأطراف، ورؤسهم عريضة ذات أوجه مسطحة وأنف صغيرة، وفكهم الأسفل يظهر عريضاً، ووجهم به ندبات قليلة، وعيونهم ضيقة تكاد لا تظهر، لون أجسادهم أبيض يميل للإصفرار قليلاً، كانت هذه الصفات المميزة لهم منذ القدم.
  •  وكلما تجولنا في مناطق أكثر وجدنا الإضافة من بعض الصفات المختلفة الأخرى، ونظرا لمعاشرتهم لأقوام عديدة انصهروا بداخلها وبدأت صفاتهم تختلف أكثر فأكثر، ويتم تقسيم التتار إلي مجموعة من القبائل، مثل قبيلة أتراك تركستان، وتركمان شرق القزوين و‌آسيا الوسطى و‌أرمينيا، والأوزبك، والبخاريون، وأتراك قرمان، والعثمانيون، وأتراك الأناضول، وتتار القرم، وغيرهم.

للمزيد من الإفادة قم بالإطلاع على دولة اسيوية سكانها من المغول ما هي ؟: دولة اسيوية سكانها من المغول ما هي ؟

جنكيز خان أشهر قادة التتار 

  • يعد جنكيز خان هو مؤسس الإمبراطورية المغولية، التي توسعت بعد أن بعد العديد من الحروب والمعارك الكثيرة التي سيطر من خلالها على مناطق عدة. 
  • ومن الصفات التي إشتهر بها أنه كان سفاكاً للدماء، لا يهاب أحد، وقياديا لجيشه عبقريا، له السلطة على تجميع الشعوب حوله سواء طوعاً أو كرهاً، وكانت شعبيته هذه سبب في كبر مملكته في جميع الأنحاء، حتى وصلت من كوريا شرقًا إلى الدولة الإسلامية غربًا. 

ديانة التتار 

  • يوجد جزر من التتار يعتنقون الدين الإسلامي، عدا الفئة التي تعتنق المسيحية الأرثوذكسية الروسية، وكانت هناك طوائف دينية أخرى، كل منه له ديانته الخاصة، مثل: البروتستانت، واللوثريين، واليهود، الأدفنتست أو السبتيون.

يمكنك الآن التعرف على من هو مؤسس الدولة العثمانية: من هو مؤسس الدولة العثمانية ؟

تاريخ التتار

  • في بادئ الأمر كان التتار جميعم يد واحدة يجمعهم  قائدهم الإمبراطور جنكيز خان.
  •  ولكن بعد وفاته انقسموا لعدة قبائل مختلفة، كل منه أصبح يسكن منطقة تخصه، ويأمل أن يكون دولة خاصة به.
  •  وكان العدد الأكثر للتتار يسكن في منطقة روسيا الأوروبية، حيث كان عددهم الأصلي حوالي 5 ونصف مليون تتري، وعقب انهيار الإمبراطورية وموت جنكيز خان، انقسمت إلى 3 أقسام مختلفة، من هذه الأقسام، تعرف بالقبيلة الذهبية وتقع فى النصف الغربى من السهوب الأوراسية، وتم إقامتها فى العام 1311.
  •  قبيلة الإيلخانيون التي تقع بمنطقة إيران والعراق وتم إنشاءها فى العام 1295.
  •  وقبيلة التشاجانيون وتقع في مناطق ما وراء النهر أنشئت في العام 1326.
  •  ولا ننسي أن القبيلة الذهبية هذه اعتنق حكامها وجميع أفرادها الديانة الإسلامية، أما ديانة التتار الديانة البوذية، وهناك آراء تشير إلا أن المغول والتتار شعب واحد  لما بينهم من تشابه كثير في كيفية المعيشة، وحروبهم، وأيضا ملامحهم الجسدية، ولكن هذا الرأي عليه جدال. 

سمات حروب التتار 

  • جميعًا نعرف أن التتار في أصلهم شعب خلق للقتال، ويجيد الفروسية، يمتلك قسوة متناهية في التعامل مع الجميع، لا يحب أن يختلط بأحد دونهم، فلنا أن نتخيل كيف تكون حروبهم، كانت علي درجة كبيرة من الوحشية، وعدم الرحمة إتجاه أحد، فكانوا يغزون الالمنطقة مدمرين كل شئ بها، يغزونها في سرعة رهيبة كالسيل. 
  • فمن الدول التي غزوها بلاد المشرق العربي وغيرها من الدول المجاورة، فكانوا عدد لا حصر له من الجنود، وكانت قدراتهم الجسدية تتيح لهم القدرة على الحرب والقتال في جميع الظروف في البرد القارس والحرارة المرتفعة، وأيضاً معروف عنهم أنهم لا يصنعون عهدا ولا يوفون بوعداً، كان طبعهم الخيانة.

أشهر معارك التتار 

  • تعتبر معركة عين جالوت هي أشهر المعارك في تاريخ التتار، بتاريخ 25 رمضان عام 658 هجرياً، وكانت الجيوش الإسلامية بقيادة سيف الدين قطز، وجيش المغول كانت بقيادة القائد كتبغا. 
  • وقبل المعركة حدث بالمسلمين خسائر عديدة في دول كثيرة، مما دفع المسلمين للدفاع عن نفسهم ومدنهم وتجهيز جيش قوي وتجهيز العتاد لتلك المواجهة، وعندما عجز الأمير تغطية تكاليف تجهيز الجيش، أصدر مرسوما لتجميع الضرائب من الشعب، وتواجه الجيش الإسلامي والجيش المغولي. 
  • كانت الغلبة في بادئ الأمر للجيش الإسلامي، وانتصر المسلمون انتصاراً عظيماً، وسحق الجيش المغولي كاملا، وأصبحت السيادة للجيش الإسلامي وانقلبت الموازين بالنسبة للتتار، وأصبحوا ذات قوة محجمة.

معارك التتار الأخرى

معركة حمص الأولى:

  • حدثت  في يوم 5 محرم 659 عام هـجرياً،  في عهد السلطان الظاهر بيبرس، وحدثت هذه المعركة  بعد معركة عين جالوت بفترة طويلة، وكانت هذه المعركة بمثابة رد إعتبار للتتار عن ماحدث لهم في معركة عين جالوت.
  • في بادئ الأمر الكانت الأولوية للتار، فاعتبروا ذلك إشارة لنصرهم، أن خططهم بدأت في النجاح للسيطرة على العالم الإسلامي جميعه، وبسط نفوذهم، ولكن الحقيقة غير ذلك تجمع الجيش الإسلامي على قلب رجل واحد وسحقوا بهم مرة أخرى كما حدث في عين جالوت.

معركة حمص الثانية:

  • حدثت هذه المعركة في يوم 14 من شهر رجب في عام 680 هجرياً، كانت في مدينة حمص التي تقع غرب نطقة الشام، كانت بين جيش مغول الإلخانات، ويعد مركزهم الرئيسي مدينة دولة إيران.
  • وجيش المماليك كان بقيادة القائد المنصور قلاوون، وكان هدف المغول من تلك المعركة هو رد الاعتبار لهم لما حدث معهم في معركة عين جالوت التي كانت بقيادة سيف الدين قطز الذي هزمهم شر هزيمة، وأيضا ليضموا الشام لهم مرة ثانية.

معركة شحقبك:

  • كانت هذه المعركة بين جيش المماليك بقيادة الملك الناصر محمد بن قلاوون الذي كان في ذلك الوقت سلطاناً علي مصر بلاد الشام، وجيش المغول كان بقيادة الإمبراطور قتلغ.
  •  وكانت هذه المعركة بعد معركة عين جالوت الشهرة بفترة طويلة بلغت حوالي 44 عاماً، التي حدثت في سنة 658 هجرياً، وسميت معركة شحقب بهذا الإسم نسبة إلى قرية شقحب التي تقع قريبا من دمشق، وهي قرية صغرة تبعد عن دمشق بضعة مترات.
  •  ومن الجدير بالذكر أيضاً أن حدث بها وقائع عديدة منها الواقعة الشهيرة التي كانت بين جيش المسلمين والتتار في شهر رمضان الكريم عام 702 هجرياً.
  •  بدأت المعركة فعلياً في شهر رمضان تحديداً اليوم الثاني من الشهر، وتكاتف الجميع مع جيش المسلمين فمنهم من شارك في القتال ومنهم من صلى بالناس وأخذوا في العناء إلى الله طالبين منه التوفيق والسداد، والنصر لهم بإذن الله، وأن يلحقوا بالتتار ويهزمهم شر هزيمة، وانقسم الجيش فمنهم من سار إلي دمشق قليلا، ومنهم من بقي في مكانه، ولكن في النهاية كان النصر للمسلمين وتوحيد رأيتهم، وإلحاق بالتتار أقسى الهزائم، وبذلك خاب أمل التتار في توسيع مملكتهم. 

لقد قمنا في هذا المقال بالتعرف على من هم التتار، وأصول التتار، وتحدثنا عن جنكيز خان أشهر قادة التتار، وديانة التتار، وتاريخ التتار، وسمات حروب التتار، وأشهر معارك التتار، ومعارك التتار الأخرى.

قد يعجبك أيضًا