من بنى قبة الصخرة

من بنى قبة الصخرة وسبب بنائها ولماذا سميت قبة الصخرة بهذا الاسم نجيب عليه اليوم عبر موقعنا زيادة حيث تعتبر قبة الصخرة من أشهر المعالم الأثرية المعمارية بالوطن العربي، والتي مازالت تحتفظ بخصائصها، وشكلها حتى يومنا هذا، تقع قبة القبة في حرم المسجد الأقصى في القدس. وبنيت القبة على الحجر الذي صعد عليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى أعلى الجنة في ليلة الإسراء والمعراج، وبهذه المقالة سنتعرف على من بنى قبة الصخرة وسبب بنائها ولماذا سميت قبة الصخرة بهذا الاسم، ومراحل البناء، والتعمير لقبة الصخرة.

من بنى قبة الصخرة

بنيت في عهد الخلافة الأموية على يد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان عام 685 م، وأكملها تمامًا عام 691م،  وأشرف عليها رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام، كان شكل القبة يتناسب مع ارتفاعات المدينة المحيطة بها، وسميت الصخرة بذلك الاسم نسبة للكتل الصخرية غير منتظمة الشكل التي تتكون منها، أي بتم بناء القبة على صخرة، وبنى عبد الملك بن مروان فوقها القبة للحفاظ على هذا الصرح المقدس، وتخليدًا لذكراها.

لماذا سميت قبة الصخرة بهذا الاسم

تعددت الأسباب حول قصة بناء مسجد قبة الصخرة، ومنها سببين مشهوران وهما:

السبب الديني

  • لتحليل سبب بناء قبة الصخرة بهذه العظمة، لا شك في أن السبب ديني، تَبَعًا لما ورد في القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، وقصص، وروايات التاريخ، فإن الصخرة تعد كرمز ديني إسلامي.
  • لأنها ارتبطت بمعجزة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالإسراء، والمعراج، فلولا ذلك لم كان الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان أقام هذه القبة على الصخرة.

السبب السياسي

ظهرت العديد من الروايات والقصص حول سبب بناء المسجد، فبعضها مؤيد لوجهة نظر التي تقول أن سبب بناء “قبة الصخرة” ليطوف المسلمون حولها بدلاً من الكعبة، وبعضها الآخر ينفي ذلك تمامًا.

وجهة النظر المؤيدة

  • أن الأمويين استولوا على السلطة، واتخذوا دمشق مقرا لهم، واستقر عبد الله بن الزبير في مكة المكرمة مولي نفسه خليفة على المسلمين، حيث كان من أقوى المعارضين للأمويين، وكان الخلاف بينهم طويلاً، حتى أطلق على نفسه اسم “العائذ بالبيت الحرام” مشيرا بذلك سيطرته على البيت الحرام في مكة.
  • فأمر الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ببناء قبة الصخرة لمنع المسلمين من زيارة الكعبة، واستبدالها بالصخرة الجليلة لارتباط المسلمين بها باعتبارها المكان المقدس الذي صعد منه النبي محمد في ليلة الإسراء والمعراج إلى الجنة.
  • وورد عن  البعض أن بناء القبة راجع لهدف سياسي، وهو يمنع عبد الملك الناس عن بيعة عبد الله بن الزبير في مكة، ولكنه عبر عن فكرته تجاه هذا التشسسد الفخم، بناءً على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تُشَدُّ الرحالُ إلَّا إلى ثلاثةِ مساجِدَ : المسجِدِ الحرامِ والمسجِدِ الأقصى ومسجدي هذا).  مع العلم أن “عبد الملك بن مروان” أراد أن يضاهي المسجد ملكية الكنائس البيزنطية الموجودة بكثرة ببلاد الشام بذلك الوقت.
  • وأنه منع الشام من أداء فريضة الحج إلى مكة، وبنى مسجد قبة الصخرة في القدس، وأمر الناس بالطوف حولها بدلاً من الكعبة في أيام الأمويين.

وجهة النظر المنافية لما سبق

  • أي الرد المعارض هو زعم معظم المؤرخين الشديد أن ما بنى قبة الصخرة هو الوليد بن عبد الملك، وليس عبد الملك بن مروان، وأنه لا يوجد ما يدل على ظهور المسلمين فالحج إليها بدلاً من الكعبة؛ لأنه يعد كفر صريح لا يسكت عنه خصوم الأمويين، وأعدائهم.
  • أي ليس هناك دليل أن عبد الملك هو من بناها بالفعل، لكي يقف عليها الناس للحج، كما لايوجد ما يذكر الحج في القبة بدلاً من الكعبة، إلا الوقوف يوم عرفة كانت تعد عادة لبعض الناس بذلك الوقت، وذكر الفقهاء بأن ذلك مَكْرُوهًا.

تصميم وتكوين قبة الصخرة

  • قبة الصخرة عبارة عن مبنى ثماني الأضلاع، له أربعة أبواب من الرخام الأبيض، وبقبة مصنوعة من الذهب، وبداخله قبو آخر مبني على أعمدة أسطوانية، وبداخله دائرة في وسطها “الصخرة الجليلة” التي منها عرج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للسماء.
  •  حيث ترتفع الصخرة لما يصل لنحو متر ونصف عن الأرض، ويتراوح قطرها بين 13 و 18 متراً، والقبة مستديرة الشكل ويبلغ قطرها 20متراً، وهي قبة مطلية بالذهب، ويبلغ ارتفاعها حوالي ثلاثة، وخمسين متراً.
  • ويبلغ ارتفاع الهلال لنحو 5 أمتار، بالإضافة إلى ذلك يوجد كهف تحت هذه الصخرة، ويمكن للزوار، والسائحين النزول إليه من جهة الجنوب بحوالي 11 درجة، ويبلغ ارتفاع السقف حوالي 3 أمتار، وعند الباب يوجد قوس، وأما السقف يوجد به ثغرة.

منزلة قبة الصخرة العريقة

تحتل قبة الصخرة مكانة بارزة، وتتمثل في الآتي:

  • كانت تعد القبلة الأولى للمسلمين، قبل تغير القبلة للكعبة الشريفة بأمر الله عز وجل.
  • تعتبر القبة كعقيدة حية تعيش في ضمير كل مسلم له قلب حي.
  • كما تعد القبة من أزهى، وأروع المباني الإسلامية، لأنها تعرض روائع العمارة الإسلامية، وقامت القباب والكنائس والأديرة الأخرى في القدس الشريف بالبناء على شاكلتها تقليدًا ببناء القبة الصخرية.

مراحل بناء وتعمير قبة الصخرة

مرت قبة الصخرة بالعديد من المراحل التاريخية التي شهدت بنائها، وإعادة تعميرها، ابتداءاً بالعصر الأموي، ممتدا لكل العصور الإسلامية.

مراحل البناء

  • شهد العصر الأموي أكثر المراحل بناء بداخل المسجد الأقصى المبارك، من خلال بناء قبة الصخرة، وغيرها من مساجد أخرى، حيث في عام 66 هجرية، بدأ مهندسون الدولة الأموية في بناء القبة، وتفوقوا في هندستها المعمارية بإبداع مذهل، فقد استمر البناء ست سنوات.
  • وقد دارت العديد من القصص حول القبة، فقال بعضهم إنه نور، وقال آخرون إنه معلق في السماء، وقال آخرون إنه اتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرحلة، وكل هذه الأقاويل غير صحيحة تَمَامًا.
  • والصحيح أن كل ما سبق لا يعد إلا أساطير ليس لها أساسا من الصحة، والحقيقة هي أن الصخرة المباركة تعد حجر طبيعي كان قبلة لأنبياء بني إسرائيل، وهو الحجر الذي صعد منه النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء، ويوجد بالقبة تجويف قوي يسمى مغارة الأرواح، لا يزال ظاهراً حتى الآن.

مراحل إعادة تعمير

عانت مدينة القدس من الكوارث الطبيعية عبر تاريخها، مما تتطلب تعميرها، ومن أشهرها:

  • المدينة تعرضت لزلزالين خلال العصر العباسي، مما اضطر الخلفاء الراشدين إلى ترميم الأضرار التي لحقت بالمسجد والقبة،
  • كما تعرضت المدينة لزلزالين عنيفين في العصر الفاطمي، فوقعت القبة، وتمت إعادة الإعمار في ذلك الوقت.
  • خلال الاحتلال الصليبي جرت محاولات لمحو معالمها ورسمها كمعالم صليبية، إلا أن صلاح الدين الأيوبي أمرهم بإعادة بناءها الإسلامي.
  • وأثناء العهدين المملوكي، والعثماني تم تغطية القبة بأجمل وأغلى اللوحات الفسيفسائية.

وبعد أن تعرفت على من بنى قبة الصخرة وسبب بنائها ولماذا سميت قبة الصخرة بهذا الاسم، قد تعلم أن قبة الصخرة تقع الآن تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم، وتتعرض القبة لمحاولات تخريب، وتدمير لمعالمها الإسلامية من قبلهم، داعيم الله تحريرها من أيدهم، وحماية المسلمين.

قد يعجبك أيضًا