من هو ابن العربي الأندلسي

من هو ابن العربي الأندلسي؟ وكيف كانت نشأته؟ فقد أثر ابن العربي الأندلسي في رجال عصره بشكل كبير، وكانت له علامات فارقة في تكون جيله والجيل الذي يليه، وعلى الرغم من أنه كان من كبار المتصوفين فقد ذاع صيته أيضاً عن الأشاعرة، وفيما يلي من خلال موقع زيادة سنعرض لكم كل ما يتعلق بابن العربي الأندلسي.

من هو ابن العربي الأندلسي

ابن العربي الأندلسي هو محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، وقد كان من أشهر المتصوفين.

لقب من قِبل اتباعه وغيرهم من الصوفيين الغير متبعين له “بالشيخ الأكبر” لذلك تُنسب إليه ما تسمى ب ” الطريقة الأكبرية الصوفية” وهذه الطريقة انتشرت في مصر وكان لها أربع أهداف: الصمت والجوع والعزلة والسهر، وكانت تتحلى بعدة صفات: الشكر عن الرخاء والصبر على البلاء والرضا بالقضاء.

اقرأ أيضًا: ابن خلدون والعرب

نشأته ابن العربي الأندلسي

لنتعرف إلى من هو ابن العربي الأندلسي، فمكان مولده هو مرسية، وهي مدينة في جنوب شرق إسبانيا، ولد في شهر رمضان سنة 558 هجريًا الموافق 1165ميلاديًا، توفى في دمشق سنة 638 هجريًا الموافق 1240م، وتم دفنه في سفح جبل يطلع على مدينة دمشق يسمى ب “جبل قاسيون “.

يعد من العلماء الروحانيين من علماء المسلمين في الأندلس، ويعد شاعرًا وفيلسوفًا عظيمًا أيضًا، وانتشرت أعماله خارج الاندلس وذاع صيتها في البلاد المجاورة، وتزداد مؤلفاته من الكتب عن 800 كتاب ولكن الموجود حاليًا حوالي 100 كتاب فقط.

لقب بألقاب عديدة من اتباعه من المتصوفين منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين، الكبريت الأحمر… وغير ذلك من الألقاب.

كان أبوه عربي طائي وأمه عربية خولانية، كان والده علي بن محمد من الأئمة الكبار في الفقه والحديث، وكان من أعلام الزهد والتقوى وكان من الصوفيين أيضًا. وكان جده من كبار قضاة وعلماء الأندلس.

نشأته الدينية

استكمالًا لحديثنا عمن هو ابن العربي الأندلسي، انتقل والده من مدينته إلى إشبيلية وكان حاكمها وقتها السلطان محمد بن سعد، وكانت إشبيلية عاصمة حضارية عُرفت بالعلم والعلماء. فألحقه والده بدروس أبي بكر بن خلف عميد الفقهاء، فعلمه القرآن الكريم بجميع القراءات وعلمه كتاب الكافي، فعندما وصل إلى سن العاشرة كان عالماً بالقراءات السبع وقارئًا لها وبالمعاني والإشارات.

ثم انتقل إلى علماء الحديث والفقه وتنقل بين البلاد لطلب العلم وفي النهاية استقر في دمشق حتى مات وكان عالمًا من علماء دمشق الكبار حتى وفاته سنة 1240م.

تزوج بفتاة من فارس تسمى نظام والدها الشيخ أبي شجاع بن رستم الأصفهاني، وهو من كبار شيوخ في بلاده. وكانت زوجته مثالاً للكمال الروحي والجمال الخارجي وحسن الأخلاق، فشاركته في حياته ومسيرته الروحية وكانت من أكثر الداعمين والمشجعين له.

رحلات ابن العربي الأندلسي

استمرارًا للإجابة عن السؤال عمن هو ابن العربي الأندلسي، فقد ذهب ابن العربي الأندلسي إلى العديد من الأماكن خلال سنوات حياته، والتي ساعدته هذه الرحلات في تكوين تاريخه الزاخر، وسنوضح من خلال النقاط التالية الأماكن التي ذهب إليها ومتى كانت تلك الرحلات:

  • في عام 595هـ كان في مدينة غرناطة مع الشيخ أبي محمد عبد الله الشكاز
  • بين عامي 597هـ، 620هـ الموافق عام 1200م بدأت رحلاته لمسافات بعيدة وأماكن متعددة حيث اتجه إلى بلاد الشرق ثم إلى دمشق واستقر بها.
  • في عام 599هـ ذهب إلى الطائف وقام بزيارة عبد الله بن العباس وهو ابن عم رسول الله صل الله عليه وسلم.
  • في عام 601هـ، 1204م ذهب إلى الموصل ليتلقى العلم على يد الشيخ الصوفي العظيم علي بن عبد الله بن جامع.
  • في عام 1206م ذهب إلى القاهرة.
  • في عام 1207م رجع إلى مكة استقر فيها ثلاثة سنوات ثم رجع إلى دمشق وقام بزيارة قونية في تركيا فرحب به أميرها السلجوقي فأقام احتفالًا كبيرًا. عقد قرانه على والدة صدر الدين القونوي. ثم ذهب إلى أرمينيا.
  • في عام 1211م ذهب إلى بغداد وقابل شهاب الدين عمر السهروردي الصوفي الكبير المشهور.
  • في عام 1214م ذهب لزيارة مكة فالتقى بفقهائها الدساسين الذين قاموا بتشويه سمعته بسبب القصائد التي نشرت في ديوانه منذ ثلاثة عشر عامًا ثم ذهب إلى دمشق.
  • في النهاية استقر في دمشق بين عامي 1223م ـ 1240م، وقد كان أميرها من تلاميذه المؤمنين بعلمه أكمل حياته في دمشق وأخذ يؤلف الكتب ويعلم الطلاب من جميع الانحاء، وكان من أبرز طلابه جلال الدين الرومي.

اقرأ أيضًا: شرح قصيدة ابن زيدون الى ولادة بنت المستكفي

مؤلفات ابن العربي الأندلسي

تعددت مؤلفات ابن العربي الأندلسي ومنها:

  • تفسير ابن عربي ويحتوي على تفسيره للقرآن.
  • الفتوحات المكية الذي يحتوي على 37 سفر و560 باب.. تميز بالنصوص الصوفية المتعمقة
  • فصوص الحكم، حيث لقى صدى كبير وقتها وحتى وقتنا الحاضر.
  • ديوانه الذي يسمى بـ “ترجمان الأشواق”، حيث كان في مدح نظام.
  • شجرة الكون والذي يعرض فيه الكون بوصفه شجرة.
  • الإعلام بإشارات أهل الإلهام.
  • اليقين، والذي تحدث فيه عن اليقين كتاب تفسير ابن عربي ويحتوي على تفسيره للقرآن.

عقيدة ابن العربي الأندلسي

لمعرفة من هو ابن العربي الأندلسي لابد من معرفة عقيدته، فهو يعرفه البعض أنه من الغلاة المتصوفين، فقد كتب ابن العربي الأندلسي كتابًا زعم أنه رأى الرسول في منامه وأخذ منه الإذن لكتابته وإخراجه إلى الناس، وكيف ذلك وقد كان هذا الكتاب فيه ضد ما أُنزل في الكتاب والسنة وعكس لما جاء به الأنبياء.

بالإضافة إلى ذلك كذب بوجود حكم الوعيد من الله والذي هو حق من حقوق الله وكلمة العذاب على العباد، فجاءت آراء العلماء؛ لتوضح لنا مع العلم أن جميع الأديان تقود إلى هدف واحد وهو عبادة الله وتبين لنا صفاته وأسماءه.

اختلاف الآراء حول عقيدة ابن العربي

اختلفت الآراء حول من هو ابن العربي الأندلسي وعقيدته هل هي من الصواب بمكان أم لا، فمنهم من وصفه بالصديق ومنهم من وصفه بالزنديق، فمن وصفوه بالصديق كانوا يرون أن آراءه عظيمة وأن من يكذبوه هم من لا يعلمون قدر علمه ولا يقدرون على فهم ما يفهمه، فهو في وجهة نظرهم سابق لزمانه، ولتعدد الآراء حول ابن العربي سوف نعرض لكم من خلال الفقرات التالية آراء كبار العلماء فيه.

فمن الأمور التي قالها والتي توضح عقيدته الاتي:

قال عن آدم عليه السلام: ” إن آدم إنّما سمّي إنساناً، لأنه من الحق بمنزلة إنسان العين من العين، الذي يكون به النظر” وقال: ” إن الحقّ المنزّه، هو الخلق المشبّه“.

قال عن قوم نوح: ” إنهم لو تركوا عبادتهم لودٍّ وسواعٍ ويغوث ويعوق، لجهلوا من الحق أكثر مما تركوا

يشجع ابن العربي بذلك عبادة الأصنام في قوم نوح، بل وجعل ترك العبادة لتلك الأصنام والأوثان سببًا في الجهل مما يدعو من أراد العلم على حد توجيه أن يقوم بعبادة هذه الأشياء والذي يعتبر عبادتها مع الله شرك، وعندما تعبد وحدها فهذا كفر تام.

قال أيضًا: إن للحقّ في كلّ معبود وجهاً يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله، فالعالم يعلم من عبد، وفي أي صورة ظهر حين عُبد، وإن التفريق والكثرة، كالأعضاء في الصورة المحسوسة”

قال عن قوم هود: إنهم حصلوا في عين القرب، فزال البعد، فزال به حر جهنم في حقهم، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق، فما أعطاهم هذا الذوقي اللذيذ من جهة المنّة وإنما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها، وكانوا على صراط مستقيم”

النظريات التي ألفها ابن العرب الأندلسي

لزيادة معرفتنا إلى من هو ابن العربي الأندلسي، فلنعرف أنه ألف نظريات تدل وتوضح وتفصح عن عقيدته من هذه النظريات ما يأتي:

  • نظرية الإنسان الكامل.
  • نظرية ختم الولاية.
  • نظرية الأعيان الثابتة.
  • نظرية المراتب السبعة.
  • نظرية التنزلات الستة.

اقرأ أيضًا: من صاحب قصيدة البردة

آراء العلماء والفقهاء في ابن العربي الأندلسي

يذهب بعض العلماء إلى تصديق ابن العربي والدفاع عنه وعن معتقاداته وآراءه، وذهب البعض الأخر إلى إنكار ما يعتقده مع التوضيح بالأدلة من كتاب الله، باستخدام العقل والمنطق في الإقناع، وسنعرض من خلال الفقرات التالية آراء العلماء والفقهاء في عقيدة ابن العربي الاندلسي.

رأي القاضي بدر الدين بن جماعة

يعارض القاض بدر الدين بن جماعة آراء ابن العربي ويري فيها من التكذيب ما يدعو لعدم اتباعه فكيف للنبي الله محمد أن يأذن لأخد أن يتكلم فيما يخالف عقيدة الله وما أمر به والأكثر من ذلك أن ينشره ويهاجر به، يقول القاضي بدرالدين: حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته”

يعقب القاضي أيضًا على حديثه عن أبو البشر آدم عليه السلام، وكيف له أن يشبه هذا التشبيه ويغالي فيه أيضًا، وعما أنكره من الكتاب والسنة من حق الوعيد فيعتبر كافر من قِبل علماء التوحيد، وقد رد عنه حديثه عن قو نوح وهود وفي حكمه أنه رد ويجب الإعراض عنه؛ لأنه يعتبر اختلاق في الدين ووضع فيه ما ليس منه، فكل ما جاء به غير محقق.

رأي شمس الدين محمد ابن يوسف

تحدث شمس الدين عن حديث ابن الأندلسي عن آدم فوصف ما قاله بالتشبيه والتكذيب وأنه باطل، وعن قوم نوح وعبادتهم للأصنام وصفه بالكفر، وعن قوم هود فحديثه هو افتراء على خالق الخلق الله تعالى وتنزه عما قاله في حقه، وعن قوله ان جهنم ستحول لهم جنةٍ ونعيمٍ فهذا كذب ويعد تكذيب للشرائع، فقد حكم الله عليهم بعدله أن مصيرهم هو العذاب وبقاؤهم في جهنم.

يقول شمس الدين أن من صدقه فيما يقول فحكمه كحكم ابن العربي الأندلسي من حيث التكفير والتضليل وذلك إذا كان عالمًا، أما من كان جاهلًا فعليه أن يعرف حقيقة ذلك الأمر ويردع عنه.

يقول شمس الدين في عن إنكاره الوعيد على الله: كذب وردّ لإجماع المسلمين، وإنجاز من الله عز وجل للعقوبة، فقد دلّت الشريعة دلالة ناطقة، أن لا بدّ من عذاب طائفة من عصاة المؤمنين، ومنكر ذلك يكفر، عصمنا الله من سوء الاعتقاد، وإنكار المعاد”.

رأي ابن تيمية في عقيدة ابن العربي الاندلسي

يرى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رجل سوء؛ لأنه يدعي أن العالم هو الله وأن العالم يعد صورة الله ويعبر عن هوية الله وهذا أعظم ما يمكن أن يُقال في الكفر بالله، فقد قال عنه حينما سُأل عن ابن العربي: هو شيخ سوء مقبوح، يقول بقدم العالم، ولا يحرم فرجاً“.

كان هناك مؤديين له ولآرائه مثل: ابن حجر الهيتمي، وعبد الوهاب الشعراني، والفيروز آبادي، والسيوطي. من الساكتون عنه شرف الدين المناوي، والشوكاني. من أشهر المعارضون له ابن خلدون، وابن تيمية، وتقي الدين السبكي، وأبو حيان الأندلسي.. وغيرهم.

اقرأ أيضًا: أهم الكتب العربية وأفضلها

شخصيات هامة عاصرت ابن العربي الأندلسي

عاصر ابن العربي الأندلسي عدة شخصيات معروفة تاريخيًا منهم:

  • ابن رشد وهو عالم في مجال الطب الإسلامي والفلك والجغرافيا.
  • فخر الدين الرازي وهو عالم من علماء الكلام والتفسير والفلسفة الإسلامية.
  • العز بن عبد السلام وهو عالم من علماء الفقه والتفسير واللغة والأصول.
  • فريد الدين عطار وهو فيلسوف وشاعر ومتصوف.
  • شهاب الدين عمر السهروردي وهو من المتصوفين واشتهر بأنه صاحب الطريقة الصوفية السهروردية.
  • جلال الدين الرومي وهو كاتب وشاعر يعمل في مجال الفلسفة الإسلامية والصوفية.

اختلفت العقائد والأديان ولكن نظل جميعًا بشرًا نخطأ ونصيب فعلينا احترام بعضنا البعض، ولكي نتجنب الوقوع في الأخطاء علينا التبين أولًا لاتباع الطريق الصحيح.

قد يعجبك أيضًا