شرح حديث من بات آمنا في سربه

من بات آمنًا في سربه هو مقتطف من أحدى الأحاديث النبوية الشريفة التي نتناولها بالتفصيل عبر مقالنا هذا على موقع زيادة، فهو من الأحاديث العظيمة التي لها معنى جميل جدًا، وتبعث شعور كبير من الراحة في النفس، فقد عرفنا دائمًا عن الأحاديث النبوية الشريفة ملائمتها لكافة مواقف الحياة، ولذلك سنتعرف على التفسير الكامل للحديث بشكل مفصل.

من بات آمنًا في سربه

في بعض الأحيان قد لا يشعر الإنسان بقيمة النعم التي منحها الله له، ثم يبدأ بالتعرف على أهميتها بعد فقدها، وبالرغم من وجود الكثير من مصاعب الحياة إلا أن الله من علينا بكثير من النعم، والدليل على هذا الكلام هو الحديث النبوي الشريف «من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».

تابع معنا اتق الله حيثما كنت تفسير الحديث الشريف التفصيل

مدى صحة حديث من بات آمنًا في سربه

نبدأ بالتأكيد على صحة الحديث النبوي الشريف، فقد رواه سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطمي، عن أبيه، وقد رواه البخاري في الأدب المفرد (رقم/300)، والترمذي أيضًا في السنن (2346)، وقال: حسن غريب.

كما قال الشيخ الألباني رحمه الله بعد تخريجه الحديث عن جماعة من الصحابة: “وبالجملة فالحديث حسن إن شاء الله بمجموع حديثي الأنصاري وابن عمر” وذلك في السلسلة الصحيحة ( رقم 2318).

تابع معنا المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف “تفسير الحديث”

تفاسير العلماء في حديث من بات آمنًا في سربه

تفسير المباركفوري للحديث

سنتناول الآن تفسير مفصل للحديث طبقًا للتفسير الذي قام به المباركفوري رحمه الله:

  • من أصبح منكم: المقصود بها المؤمنون، أي أن الحديث موجه إلى المؤمنون، وهنا إشارة إلى ضرورة أن لا ينشغل المؤمنون بهم ما هو قادم، حيث أن أمور الإنسان كلها في يد الله، وهو وحده من يستطيع تدبير الأمور، ولذلك يجب أن يكون هناك حسن ظن بالله وتفاءل بالخير.
  • آمنًا: تعني لا يشعر بالخوف من أي عدو أو أي شخص، حيث أن الأمن من أهم نعم الله علينا بعد نعمة الإسلام، ولا يقدر الكثير تلك النعمة إلا عند فقدها مثل معاصرة الحروب أو ما إلى ذلك.
  • في سربه: هناك اختلاف في تفسيرها حيث قال البعض أن الكلمة مصدرها كلمة سرب التي تعني الجماعة والمقصود منها أولاده وأهله عمومًا.

فسرها البعض الآخر على أن يتم نطقها بفتح حرف السين والتي تعني طريقه، وتم تفسيرها أيضًا على أن يتم نطقها بفتحتين والتي تعني بيته.

  • معافى: الكلمة هي اسم مفعول يتبع لباب المفاعلة، والمقصود بالكلمة هنا أن يكون الشخص سالم من أي علل أو أمراض.
  • في جسده: تعني جسمه الظاهر منه والباطن.
  • عنده قوت يومه: مقصود بها أنه لديه ما يكفي من قوت يومه بالحلال، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من شعور الجوع، كما ورد في الحديث النبوي «اللهم إني أعوذ بك من الجوع، فإنه بئس الضجيع».
  • فكأنما حيزت:  جاءت الكلمة بصيغة المجهول من كلمة الحيازة.
  • بحذافيرها: المقصود منها بتمامها، والحذافير هي الجوانب، وقال البعض أنها تعني الأعالي، والمعنى الإجمالي المقصود هو كأنه حاز على الدنيا بأكملها.

تابع معنا حديث عن صلة الرحم وأهميته من القرآن والسنة وعقوبة قطع الرحم

تفسير المناوي للحديث

فسر المناوي رحمه الله الحديث كالآتي:

من منحه الله نعمة الجمع ما بين العافية في بدنه، وشعر بالأمان في قلبه أينما توجه، ويوجد لديه قوت كاف ليومه، وأنعم الله على أهله بالسلامة، فبهذا يكون الله منحه كافة النعم التي يمكن أن يحصل عليها في الدنيا، وينبغي على من يحصل جميع تلك النعم أن يبدأ يومه بشكر الله عليها، وأن يتمتع بها في التصرف بها بالتقرب إلى الله بالطاعات، وأن لا يرتكب بها معاصي، ولا يتكبر على شكر الله عليها.

وبهذا ينتهي مقالنا عن حديث من بات آمنًا في سربه، والذي تعرفنا من خلاله عن أهمية النعم التي أنعم الله بها علينا، مع تفسير مفصل للحديث، ونتمنى أن ينال المقال إعجابكم.

قد يعجبك أيضًا