من هو خطيب الأنبياء

من هو خطيب الأنبياء ولماذا سمي بهذا الاسم المميز، فالكثير من المسلمين يرغبون في معرفة إجابة هذا السؤال، فقد سبب لهم هذا الأمر حيرة شديدة، واستغرق منهم البحث عن هذا الأمر وقت طويل، فحياة أنبياء الله تعالى وسيرتهم العطرة بوجه عام تهمنا جميعا، ودائما نسعى إلى التعرف عليها بالتفصيل، وإليك إجابة سؤال من هو خطيب الأنبياء فتابعنا لتتعرف عليها فيما يلي عبر موقع زيادة.

اقرأ أيضًا: يوم عذاب قوم شعيب

من هو خطيب الأنبياء

من هو خطيب الأنبياء

لعلك ترغب يا عزيزي في التعرف على من هو خطيب الأنبياء واسم النبي الكريم الذي قد أطلق عليه هذا الاسم المبارك، ولماذا قد سمي بهذا الاسم بالتحديد، ومن الذي قد أطلق عليه هذا اللقب، فقد أطلق اسم خطيب الأنبياء على سيدنا شعيب عليه السلام وذلك لفصاحة لسانه، فقد ميزه الله تعالى عن الأنبياء جميعا بلسان فصيح، لا يتحدث إلا بأحسن الكلمات.

والدليل على ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر اسم نبي الله شعيب عليه السلام قال عنه أنه خطيب الأنبياء، فقد ورد عن الحاكم عن محمد بن إسحاق أنه قد قال:

وشعيب بن ميكائيل النبي صلى الله عليه وسلم بعثه الله نبياً فكان من خبره وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكره قال: ذاك خطيب الأنبياء لمراجعته قومه.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا موسى مع بنات شعيب مكتوبة كاملة

قصة نبي الله شعيب عليه السلام

من هو خطيب الأنبياء

وبعد أن عرفنا سويا أعزائي من هو خطيب الأنبياء وبالطبع قد عرفنا أنه نبي الله شعيب عليه السلام، اسمحوا لنا أن نتعرف على نبي الله شعيب عن قرب، حيث يرغب الكثير من الناس في التعرف على نبي الله شعيب عليه السلام والتعرف على قصته وأحداث حياته بشيء من التفصيل فإن كنت يا عزيزي واحد منهم فتابعنا لتعرف أكثر:

فهو نبي الله شعيب بن ميكيل بن يشجن وكان يسمى يثرون أو رعوئيل ويقال أن أمه أو جدته هي بنت سيدنا لوط عليه السلام، فقد ولد في أرض مدين التي تقع في أطراف دولة الشام، تحديدا شمال غرب مدينة الحجار بمنطقة البدع الواقعة بالمملكة العربية السعودية، ويقال أن سيدنا لوط قد عاش 242 سنة.

وقد بعثه الله سبحانه وتعالى إلى قوم مدين الذين قد ورد ذكرهم في القرآن الكريم باسم أصحاب الأيكة، وكانت قد سميت هذه المدينة التي ولد فيها سيدنا شعيب باسمهم، نسبة إلى عودة أصولهم إلى بني مدين بن مديان بن إبراهيم عليه السّلام، حيث كانوا يعيشون في مدينة قريبة من مدينة قوم سيدنا لوط عليه السلام.

فقد كان قوم مدين لا يؤمنون بالله الواحد القهار، وكانوا دائما يسعون لانتشار الفساد في الأرض، وقد كانوا أيضا يطففون الميزان، وكانوا قد اعتادوا قطع السبل وإيذاء الآخرين والاستيلاء على ممتلكاتهم.

لذا بعث الله نبيه شعيب عليه السلام ليأمرهم بعبادة الله الواحد الأحد، ويدعوهم لفعل الخير، وترك الذنوب والمعاصي، والكف عن إيذاء الناس، وترك الفساد والأفعال السيئة، حتى ينير لهم طريقهم ويساعدهم في الخروج من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان والتوحيد.

وقد أخبر سيدنا شعيب عليه السلام قوم مدين أنه رسول الله تعالى إليهم، ووضع بين أيديهم العلامات والدلالات الواضحة التي تثبت لهم صدق قوله والدليل على ذلك قول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز:

(وَإِلى مَديَنَ أَخاهُم شُعَيبًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم).

ودعاهم إلى الكف عن قطع الطريق وظلم الناس وإيذائهم وسلب أموالهم وممتلكاتهم، فقد كان نبي الله شعيب عليه السلام هو أول من خالف أهل مدين، واعترض على تصرفاتهم ونصحهم باتباع الصواب، وقد أخبرهم عليه السلام أن مصيرهم سيكون الفقر وانتزاع البركة من كل ممتلكاتهم، فضلا عن ما سيصيبهم من عذاب من الله تعالى بعد البعث، إن لم يستجيبوا لأوامر الله تعالى ويؤمنوا برسالته وينتهوا عن الأفعال السيئة.

كما قد ذكرهم أيضا بنعم الله سبحانه وتعالى عليهم، وأن ما يصيبهم من رزق قليل دون تطفيف الميزان هو أفضل من الرزق الكثير الذين يحصلون عليه بخداع الناس وتطفيف الموازين، فالله يبارك دائما في الرزق الحلال، ولكن رغم فصاحة كلامه ومنطقية بيانه إلا أن قوم مدين لم يستجيبوا لنبي الله شعيب عليه السلام وسخروا منه، واتهموه بأن هو من يريد الفساد لأنه يريد أن يخرجهم من دين آبائهم وأجدادهم.

ولم يدعهم سيدنا شعيب إلى فعل شيء لم يفعله هو قبلهم، فهو يدرك جيدا أنه قدوة لهم، وكذلك فعل جميع أنبياء الله تعالى من قبل سيدنا شعيب عليه سلام الله ومن بعده، فكل أنبياء الله تعالى يبتغون الإصلاح في الأرض وهداية الناس، وبعد أن باءت محاولات سيدنا شعيب عليه السلام في إصلاح قومه عن طريق الترغيب بالفشل، اضطر إلى استخدام أسلوب الترهيب في دعوته لهم لعلهم يهتدوا.

فبدأ بتحذيرهم من أن يصيبهم عذاب الله تعالى كما عذب الأقوام الذين كذبوا الرسل من قبلهم مثل قوم هود وصالح ونوح وثمود، وقوم لوط الذي لم يمر على عذاب الله تعالى لهم أمدا بعيدا، وقد تشابهت أفعال قوم مدين مع أفعال قوم لوط.

اقرأ أيضًا: قصة شعيب عليه السلام

الحوار بين نبي الله شعيب وقومه

الحوار الذي دار بين نبي الله شعيب وقومه هو أفضل إجابة لسؤال من هو خطيب الأنبياء، حيث يبرز الحوار لباقة النبي شعيب وطلاقة لسانه، فعلى الرغم من علم قوم مدين بما أحل بقوم لوط من عذاب إلا أنهم لم يتعظوا ولم يستجيبوا لأوامر الله تعالى، وقالوا لنبيهم شعيب:

(وَإِنّا لَنَراكَ فينا ضَعيفًا)

ويقصدون بضعفه هنا أن نبي الله شعيب عليه السلام كان يعاني من ضعف في بصره، فرد الله سبحانه وتعالى إليه بصره، وبعدها قال لهم نبي الله شعيب كما ورد في في كتاب الله العزيز:

(وَيا قَومِ اعمَلوا عَلى مَكانَتِكُم إِنّي عامِلٌ سَوفَ تَعلَمونَ مَن يَأتيهِ عَذابٌ يُخزيهِ وَمَن هُوَ كاذِبٌ وَارتَقِبوا إِنّي مَعَكُم رَقيبٌ).

فردوا عليه بقولهم كما ورد في القرآن الكريم:

(قالَ المَلَأُ الَّذينَ استَكبَروا مِن قَومِهِ لَنُخرِجَنَّكَ يا شُعَيبُ وَالَّذينَ آمَنوا مَعَكَ مِن قَريَتِنا أَو لَتَعودُنَّ في مِلَّتِنا قالَ أَوَلَو كُنّا كارِهينَ* قَدِ افتَرَينا عَلَى اللَّـهِ كَذِبًا إِن عُدنا في مِلَّتِكُم بَعدَ إِذ نَجّانَا اللَّـهُ مِنها وَما يَكونُ لَنا أَن نَعودَ فيها إِلّا أَن يَشاءَ اللَّـهُ رَبُّنا وَسِعَ رَبُّنا كُلَّ شَيءٍ عِلمًا عَلَى اللَّـهِ تَوَكَّلنا رَبَّنَا افتَح بَينَنا وَبَينَ قَومِنا بِالحَقِّ وَأَنتَ خَيرُ الفاتِحينَ).

ولم يكتفي الفاسدون من قوم مدين بعد تصديق سيدنا شعيب عليه السلام فحسب، بل وصل بهم الأمر إلى مطالبته بإعادة من آمن معه إلى دينه السابق، وهنا أخبرهم شعيب أنه من ذاق طعم الإيمان ولامس قلبه فلن يتخلى عنه بإرادته أبدا.

وعندما فقد في هدايتهم الأمل ويأس منهم دعا الله عليهم، فاستجاب الله تعالى لدعاء نبيه وأرسل على قومه الرجفة، فاهتزت الأرض بهم بشدة حتى هلكوا جميعا، وهذا ما حذرهم منه نبي الله شعيب عليه السلام من قبل.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا موسى عليه السلام

السور التي وردت فيها قصة نبي الله شعيب في القرآن الكريم

من هو خطيب الأنبياء

بعد أن عرفنا سويا أعزائي من هو خطيب الأنبياء وبالطبع قد عرفنا أنه نبي الله شعيب عليه السلام، الذي قد أرسله الله تعالى لقوم مدين، وتعرفنا أيضا على قصته بشكل تفصيلي، فدعونا نتعرف أيضا على السور التي ذكر الله تعالى فيها قصته مع قومه وكيف كانت نهاية قومه بعد أن كذبوه، فلعلكم ترغبون في معرفة ذلك، فتابعوا لتعرفوا أكثر:

سورة الأعراف

وقد تحدث الحق تبارك وتعالى في هذه السورة الكريمة عن قصة نبيه شعيب مع قومه وقد شملت قصتهم 9 آيات من هذه السورة، فتحدث فيها عن دعوته لقومه بالإيمان بالله وترك تطفيف الكيل وغيرها من الأعمال الفاسدة.

ولكنهم ردوا على دعوته بالتكذيب والإنكار، ولم يصدقه منهم إلا فئة قليلة للغاية، وبعدها توجه نبي الله عليه السلام والمؤمنين معه إلى الله تعالى وتوكلوا عليه بصدق، وانتهت الآيات التسع بذكر عذاب الله تعالى لمن كذبوا سيدنا شعيب ولم يؤمنوا بالرجفة.

سورة العنكبوت

وقد وردت قصة نبي الله شعيب عليه السلام مع قومه في سورة العنكبوت خلال آيتين، وتحدثت عن دعوته لقومه وعدم تصديقهم له ورفضهم لدعوته، فأراهم الله العذاب وأهلكهم بالرجفة.

اقرأ أيضًا: من هو نبي الله إسرائيل

سورة الشعراء

وقد ذكر الله تعالى في سورة الشعراء أيضا قصة سيدنا شعيب عليه السلام مع قوم مدين الذي قد أرسله الله تعالى إليهم، وقد ورد ذكرهم في هذه السورة باسم أصحاب الأيكة، وقد قصت هذه السورة أن الله تعالى قد بعث إليهم سيدنا شعيب عليه السلام.، الذي قد دعاهم إلى أن يؤمنوا بالله وحده ولا يشركوا به شيئا، وأن ينتهوا عن الغش في الميزان، والاعتداء على الناس.

فهو لا يريد منهم أي مقابل لدعوته، فهو لا يريد إلا وجه الله ولا ينتظر الجزاء من غيره، فما كان ردهم عليه إلا رفض دعوته واستهزائهم به، واتهامه بالجنون والسحر، واستعلوا واستكبروا وتمادوا في عنادهم، وقالوا أن شعيبا ما إلا بشرا مثلهم، وليس له طاعة ولا فضل عليهم.

ثم تمادوا في طغيانهم واستهتروا بتحذيره لهم وتحدوه بأن طلبوا منه أن يسقط عليهم السماء ليهلكهم إن كان يستطيع فعل ذلك، وانتهت الآيات بالإفصاح عن كيفية هلاكهم وعذابهم يوم الظلة.

سورة هود

وقد ذكرت قصة نبي الله شعيب عليه السلام مع قومه في سورة هود خلال 12آية، حيث قد جاء إليهم برسالة التوحيد، ونصحهم بالابتعاد عن ما يفعلون من منكرات وإفساد في الأرض، ولكن ما كان ردهم على دعوته إلا الرفض، وهددوا سيدنا شعيب عليه السلام بالرجم لولا أن منزلته بين أهله وعشيرته تمنعهم عن فعل ذلك.

فذكرهم بنهاية من سبقوهم من الأمم الذين تملكهم الكبر والعصيان ورفضوا دعوة أنبياء الله تعالى ورسله، ورغم ذلك استمروا في الرفض والعناد والطغيان، فأصابهم عذاب الله ونجى الله نبيه والمؤمنين معه من الهلاك والعذاب.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا أيوب عليه السلام

وفاة سيدنا شعيب عليه السلام

من هو خطيب الأنبياء

حيث قد توفي سيدنا شعيب عليه سلام الله بعد أن أهلك الله تعالى قومه بفترة من الزمن، فقد صعدت روحه الطاهرة إلى خالقها وهو في أرض الأردن، ودفن فيها في وادي يسمى وادي شعيب، وهناك رأي يقول أنه قد دفن في مكة المكرمة.

اقرأ أيضًا: هو يوم العذاب الذي أصاب قوم شعيب

وهنا نكون قد وصلنا إلى ختام المقال، بعد أن عرفنا سويا من هو خطيب الأنبياء، وبالطبع قد عرفنا أنه هو سيدنا شعيب عليه السلام نبي الله الذي قد أرسله إلى قوم مدين، كما قد تعرفنا أيضا على قصته معهم بالتفصيل، كما قد تطرقنا إلى ذكر السور القرآنية التي ذكر الله تعالى فيها قصة نبي الله شعيب عليه السلام مع قومه، والجانب المذكور في كل سورة.

قد يعجبك أيضًا