من هو أمير الشعراء

من هو أمير الشعراء؟ ولما لُقب بهذا الاسم؟ فمنذ بدأنا مرحلتنا التعليمية ونحن نسمع ذلك اللقب، أو يتم ذكره في التجمعات العائلية، وحتى كمزحة بين الأصدقاء حينما يتحدث صديقهم باللغة العربية الفصحى، لذا سنعرض من خلال موقع زيادة من هو أمير الشعراء.

من هو أمير الشعراء

من أشهر شعراء الشرق والغرب، وتنتمي عائلاته إلى الأصل الكردي، نشأ في حي الحنفي بالقاهرة وكان تلميذ للشيخ بسيوني شاعر الخديوي، هو
أحمد بك شوقي بن علي بن أحمد شوقي، وهو من أفضل الشعراء الذي له عدة قصائد لا يمكن حصرها، ولنتطرق أكثر في الفقرات القادمة لنعرف من هو أمير الشعراء.

اقرأ أيضًا: من هو جلال الدين الرومي

منشأ أمير الشعراء

ولد أحمد شوقي في الثامن والعشرين من جمادي الثاني لعام 1285 هـ الموافق يوم الأحد السادس عشر من أكتوبر عام 1868 م بالقاهرة، كان جده كُرديّ الأصل، وقد أتى إلى مصر بتوصية من واحد من الولاة الأتراك، وكان أبوه لا يملك الأموال قد بددها، بينما كفلته والدته.

قضى أمير الشعراء أغلب حياته في القصور، فقد كانت جدته لأمه شركسية الأصل وتخدم في قصر الخديوي إسماعيل، مما سمح أن يتم تربية حفيدها في القصر، وذلك طبقًا للتقاليد والعادات الخاصة بالأسرة العلوية الحاكمة لمصر.

تعليم أحمد شوقي

من الجدير بالذكر ذكر مرحلة التعليم ضمن إجابة سؤال من هو أمير الشعراء، فقد التحق أحمد شوقي بالكتّاب منذ صغره حتى تعلم وحفظ قدرًا من سور القرآن الكريم، كما تعلم القراءة والكتابة، ومن ثم التحق بمدرسة ابتدائية تسمى الشيخ صالح وهو في عمر الخامسة، ومن ثم أكمل دراسته في بالمدرسة الخديوية للمرحلة الثانوية في القاهرة.

بعدها بعام 1883 م التحق أمير الشعراء بمدرسة الحقوق لمدة عامين بتوصية من صاحبة القصر الذي تعمل به جدته وصيفة، إلا أنه بعد مرور العامين قد التحق بمدرسة الترجمة، وقد حظي أحمد شوقي بوضوح بلاغته منذ الصغر، حتى أن قامت المدرسة الابتدائية بإعفائه من دفع المصروفات المدرسية لتفوقه.

أنهى أحمد شوقي تعليمه في عام 1887 م من قسم الترجمة، لكن لم تتوقف رحلة علمه لهذا الحد، فقد أكمل دراسته في الآداب والفرنسية والحقوق بمدينتيّ مونبليه وباريس، ذلك بتوصية من الخديوي توفيق، وزار خلال تلك الفترة أقاليم كثيرة بالجزائر وإنجلترا وكثير من الأقاليم الفرنسية.

نفي أحمد شوقي

ففي عام 1915 م طلب الإنجليز منه مغادرة مصر، واختار أمير الشعراء أن يتم نفيه إلى أسبانيا هو وعائلته، ومكث فيها ببيت على البحر الأبيض المتوسط، منتظرًا بشغف العودة إلى مصر التي تعلق قلبه بها، وكتب العديد من القصائد أثناء فترة نفيه.

شعر أحمد شوقي

كان أمير الشعراء منذ ريعانه يحب الشعر وينكب على قراءة دواوين الشعر لأكبر الشعراء القدامى، فكان مولعًا بها ويحفظ منها ما يقدر عليه، حتى لمّا كبر ودرس بفرنسا ظل قلبه متعلقًا بشعراء العرب والشعر الأصيل، ومن أفضل الشعراء الذين كان أحمد شوقي يفضلهم هو المتنبي.

قد عاد شوقي إلى مصر بعد إتمام دراسته في فرنسا، وكان الخديوي عباس حلمي متربعًا على العرش وقتها، وجعله مُترجم خاص بالقصر، ومن ثم عيّنه بعدما تقرّب منه كشاعر خاص بمدح الخديوي، وظلت العلاقات تتوطد بينه وبين الخديوي إلى أن تم خلعه من قبل الإنجليز.

في تلك الفترة كانت كل قصائده مدح بالخديوي وغزواته وله قصائد كثيرة جدًا بذلك الديوان، ومن أشهرها التي هجى بها رئيس النُظّار “رياض باشا” لما قام به من ثناء على الإنجليز في خطاب صريح، وأفضالهم على مصر، فقال أحمد شوقي:

  غمرت القوم إطراءً وحمدًا           وهم غمروك بالنعم الجسام

 خطبت فكنت خطبًا لا خطيبًا           أضيف إلى مصائبنا العظام

لهجت بالاحتلال وما أتاه        وجرحك منه لو أحسست دام

كما كانت مصر في تلك الفترة تابعة للولاية العثمانية، لذا فقام أحمد شوقي بمدح السلطان عبد الحميد الثاني، داعيًا أمة المسلمين أن يقوموا بالاتحاد فيما بينهم فقال:

 أما الخلافة فهي حائط بيتكم            حتى يبين الحشر عن أهواله

لا تسمعوا للمرجفين وجهلهم          فمصيبة الإسلام من جُهّاله

صداقة مصطفى كامل وأمير الشعراء

كانت تربط بين أحمد شوقي ومصطفى كامل زعيم الشعراء علاقة صداقة حميمية جدًا، وقد هجى في قصيدة أحمد عرابي، كما أنه قد قطع علاقته بالخديوي بعدما حدث وفاق بين القصر الملكي وسياسة الإنجليز، قام بتأخير رثاءه لوفاة الزعيم مصطفى كامل.

حتى تأكد من آلا يكون الخديوي شديد الغضب منه، من ثم قام احمد شوقي برثاء زعيم حركة الجهاد ضد المستعمر ـ مصطفى كامل ـ في قصيدة بها لوعة حزن واضحة، بألفاظ قوية وصادقة، ومن أبياتها:

  المشرقان عليك ينتحبان                   قاصيهما في مأتم والدان

 يا خادم الإسلام أجر مجاهد           في الله من خلد ومن رضوان

لمّا نُعيت إلى الحجاز مشى الأسى       في الزائرين وروّع الحرمان

اقرأ أيضًا: شعر عن العيون للعديد من الشعراء

من هو شاعر الإسلام؟

من أحد ألقاب أمير الشعراء أحمد شوقي، حيث إنه كان يمدح خليفة الدولة العثمانية بسبب أن سلطانها يحكم بالإسلام، وكان محبًا للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ فقد وجدت له قصائد عديدة في مدحه عليه الصلاة والسلام، التي شهدت جمالًا في الموضوع، وإبداعًا في الألفاظ.

فمن أشهر قصائد أحمد شوقي هي ” نهج البُردة”، التي نالت إعجاب شيخ الأزهر في ذلك الوقت وقام بشرحها وتفصيل بيانها، وتعد من أكثر القصائد سهولة وعذبة الألفاظ، وهي من القصائد التي عارض فيها بردة البوصيري، أي من حيث القافية والبلاغة، ومن أبياتها الأولى:

ريـمٌ عـلى القـاعِ بيـن البـانِ والعلَمِ

أَحَـلّ سـفْكَ دمـي فـي الأَشهر الحُرُمِ

رمـى القضـاءُ بعيْنـي جُـؤذَر أَسدًا

يـا سـاكنَ القـاعِ، أَدرِكْ ساكن الأَجمِ

لمــا رَنــا حــدّثتني النفسُ قائلـةً
يـا وَيْـحَ جنبِكَ، بالسهم المُصيب رُمِي

جحدته، وكـتمت السـهمَ فـي كبدي

جُـرْحُ الأَحبـة عنـدي غـيرُ ذي أَلـمِ

كانت تلك القصيدة معارضة لبردة البوصيري لمدح الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ وقد نجح أحمد شوقي في ذلك، ففيما يلي مطلع لبردة البوصيري:

أمِنْ تَــذَكِّرِ جيرانٍ بــذي سَــلَم
مَزَجْتَ دَمعــا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ

فترة نفي أحمد شوقي

لنكمل إجابة من هو أمير الشعراء، يجب معرفة مسيرته بالضبط، فبعدما تم نفي أمير الشعراء إلى إسبانيا فقضى ذلك الوقت في تعلم لغة البلد، ولم تؤثر تلك الخمس سنين في حبه للشعر أو تطويره إيّاه، بل جعلته يكتب أعظم قصائد الحنين إلى وطنه، كما أنه عكف بقراءة عيون الأدب العربي، والتي أثمرت بأن نظم أرجوزته “دول العرب وعظماء الإسلام”.

التي تضم 24 قصيدة بعدد أبيات 1400، يحكي فيها تاريخ المسلمين منذ النبوة إلى الخلافة الراشدة، وقد تم نشر تلك القصائد بعد وفاته، وفي أثناء نفيه قد اشتد حنينه إلى بلده مصر، والذي نتج عنه قصائد تظهر فيها ذروة شوقه ولوعة البعد عن الوطن، ومن أشهر تلك القصائد التي تتضمن على 110 بيت:

      أحرام على بلابله الدوح              حلال للطير من كل جنس

وطني لو شُغلت بالخلد عنه            نازعتني إليه في الخلد نفسي

شهد الله لم يغب عن جفوني           شخصه ساعة ولم يخل حسي

اقرأ أيضًا: من هو نزار قباني وما هي أهم أعماله؟

عودة أحمد شوقي إلى مصر

استرسالًا في الحديث حول إجابة من هو أمير الشعراء، فقد عاد أحمد شوقي إلى مصر في عام 1920 م، بعدما قضى خمس سنين بعيدًا عن وطنه مشتاق إليه، وذلك بعد ثورة 1919 م، وقد استقبله الشعب بترحاب بالغ وعلى رأسهم حافظ إبراهيم، وهو واحد من أكبر الشعراء في ذلك الوقت.

عبّر أمير الشعراء في تلك الفترة عن آمال الشعب المصري، ورغبتهم في الحرية والاستقلال، كما تغنى بعواطفهم فلم يترك مناسبة واحدة إلا وسجّل فيها كل ما يدور في ذهنه وذهن الشعب، فقد تحرر من ولائه للقصر وأصبح شاعر الشعب، ومن ضمن قصائده التي تهاجم الصحفيين وزعماء الأحزاب في حين مازال العدو الإنجليزي مُطبق على صدر الوطن:

إلام الخلف بينكم إلاما؟          وهذي الضجة الكبرى علاما؟

        وفيم يكيد بعضكم لبعض       وتبدون العداوة والخصاما؟

وأين الفوز؟ لا مصر استقرت         على حال ولا السودان داما

لم تقتصر مساندة أحمد شوقي على الشعب المصري فقط، فقد امتدت مسانداته الشعرية إلى النكبات التي حلت على دول العرب، كبيروت ونكبة دمشق، ومن أكثر قصائده جمالًا التي ذكر فيها تفاصيل ثورة دمشق ضد الفرنسيين هي:

بني سوريّة اطرحوا الأماني           وألقوا عنكم الأحلام ألقوا

وقفتم بين موت أو حياة         فإن رمتم نعيم الدهر فاشقوا

         وللأوطان في دم كل حرٍّ       يد سلفت ودين مستحقُّ

           وللحرية الحمراء باب       بكل يد مضرجة يُدَقُّ
كما أن اهتمامه بقضايا الوطن والاستقلال لم تشغله عن حبه للخلافة العثمانية، فعندما بلغه خبر إلغاء الخلافة العثمانية بعام 1924 م، وقع عليه كالصاعقة، فقد كانت الخلافة بالنسبة له هامة لحفظ ترابط العالم الإسلامي، كما أن حبه لها كان صادقًا، فكتب رثاء مُبكي في مطلع القصيدة التالي:

عادت أغاني العرس رجع نواح       ونعيت بين معالم الأفراح

كُفنت في ليل الزفاف بثوبه            ودفنت عند تبلج الإصباح

ضجت عليك مآذن ومنابر               وبكت عليك ممالك ونواح

الهند والهة ومصر حزينة             تبكي عليك بمدمع سحَّاح

لماذا لٌقب أحمد شوقي بأمير الشعراء؟

كما سبق الذكر فإن أحمد شوقي كان قريب للشعوب والمعبر عن قضاياهم، مما زاد من قدره لديهم وحبهم له، وتقديرًا لبلاغة شوقي في القصائد وقدرته على التعبير عما يدور في ذهنهم، ولقدرته على الجمع ما بين الحياة بالغرب والشرق، كما أنه شاعر اللغة العربية السليمة فكان يذكر الكلمات التي نسيها الشعب أو لا يعرفونها من الأساس.

لذا فقد قام شعراء العرب بمبايعته بأن يقوم بإمارة الشعر في عام 1927 م، ليأخذ لقب ” أمير الشعراء”، في حفل تمت إقامته في الأوبرا بمناسبة حصوله على منصب عضو في مجلس الشيوخ، وإعادة طبع ديوان “الشوقيات”، وقام حافظ إبراهيم بالإعلان عن مبايعته قائلًا:

بلابل وادي النيل بالشرق اسجعي     بشعر أمير الدولتين ورجِّعي

أعيدي على الأسماع ما غردت به     براعة شوقي في ابتداء ومقطع

أمير القوافي قد أتيت مبايعًا           وهذي وفود الشرق قد بايعت معي

أحمد شوقي والمسرح

عند الحديث عن إجابة من هو أمير الشعراء، لا بد من ذكر مسيرته في المسرح فبعدما تمت مبايعة احمد شوقي بإمارة الشعراء، زادت مؤلفاته الغاية في الجمال، فقد اتجه إلى الشعر المسرحي وعرض على الناس مسرحيات عدة، منها ما ينتمي إلى التاريخ المصري، مثل: قمبيز، ومصرع كليوباترا”.

منها ما يتبع التاريخ العثماني مثل: “علي بك الكبير، والبخيلة، والست هدى”، كما أن منها ما كان تابع للتاريخ الإسلامي والتي كانت تسمى: “مجنون ليلى”، بالإضافة إلى أنه كتب مسرحية من التاريخ القديم وهي “عنترة”، ومسرحية تسمى “أميرة الأندلس” على الرغم من أن بطلها شاعر يسمى المعتمد بن عباد.

قد غلب الطابع الغنائي على مسرحيات أحمد شوقي، وكانت الحركة بطيئة في المسرحية نظرًا لطول الأجزاء، بالإضافة لضعف الدراما بالمسرحية، إلا أن كل هذا لا ينقص من قيمتها الشعرية أي شيء.

مؤلفات أحمد شوقي

بالحديث عن إجابة سؤال من هو أمير الشعراء، يلزم عرض بعض من مؤلفاته فقد كان لشوقي الكثير من المؤلفات ذات البلاغة القوية، كان أغلبها من القصائد وأبيات الشعر، منها المدح والغنائي، أو الملاحم، كما كانت له مؤلفات مسرحية، وروايات مختلفة، ومن أشهر أعمال أحمد شوقي:

  • الشوقيات
  • عظماء الإسلام “وهي ملحمة شعرية”
  • كلمات شوقي.
  • دول العرب.
  • كشكول، وهي ما تحتوي على بعض القصائد التي لم تنشر عنه، وبها بعض الأبيات السهلة على الأطفال.
  • المسيح في شعر شوقي.
  • أسواق الذهب.
  • قصيدة النيل.
  • عذراء الهند.
  • شذرات من الحكم والأمثال.
  • ورقة الآس.
  • دل وتيمان.
  • نهج البردة.
  • أعمالي في مؤتمر المستشرقين.
  • كرمة بن هانئ.
  • صوت العظام.

اقرأ أيضًا: من هو فاتح القسطنطينية

وفاة أحمد شوقي

قد توفيَ أمير الشعراء في يوم 14 من جمادي الثاني بعام 1351 هـ، الموافق 14 من شهر أكتوبر لعام 1932 م، وتم دفنه في مقابر السيدة نفيسة، بالمدافن الخاصة بحسين شاهين باشا، وقد وُضع تمثال له في روما تكريمًا له، كما قد أوصى شوقي بأن يتم كتابة بيتين من قصيدة البردة على قبره، وهما:

يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتى      وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمى

اِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ     في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ

ظل أحمد شوقي ذو مكانة عالية لدى الشعوب والناس، وحتى الآن مازالت سيرته لا تنقطع عن لسان المثقفين وشهرته لا تزال قائمة، لذلك فيجب على أطفال الأجيال الجديدة الإحاطة علمًا بمن هو أمير الشعراء.

قد يعجبك أيضًا