من هو النبي إسرائيل عليه السلام

من هو النبي إسرائيل عليه السلام؟ وما سبب تسمية هذا النبي بلقب إسرائيل؟ وماذا تعني؟ حيث إن كثير من الناس يسمعون هذا الاسم ويرونه أثناء قراءة القرآن الكريم ولكن لا يعرفون من هو النبي صاحب هذا الاسم، وسوف نعرض لكم عبر موقع زيادة من هو النبي إسرائيل عليه السلام.

من هو النبي إسرائيل عليه السلام؟

الإجابة عن سؤال من هو النبي إسرائيل عليه السلام هي النبي يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم – عليهم السلام أجمعين – فيجدر الذكر بأن اسم إسرائيل ذُكر في القرآن كثيرًا، حيث ذُكر حوالي 43 مرة سواء جاء الاسم مفردًا أو مضافًا نحو “بني إسرائيل”، ومن تلك الآيات الكريمة: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ) [سورة آل عمران، الآية 93]

ما سبب تسمية سيدنا يعقوب – عليه السلام – بلقب إسرائيل؟

بعد معرفة من هو النبي إسرائيل عليه السلام وهو النبي يعقوب بن إسحاق، نتطرق لذكر سبب تسميته بهذا الاسم ومعناه فانقسمت التفاسير حول هذا اللقب إلى قسمين، وهي على النحو التالي:

1-تفسير علماء الإسلام

بالحديث عن التفسير الأول من وجهة نظر العلماء ومفسري القرآن الكريم، تجدر الإشارة أنهم فسروا لقب إسرائيل على أنه مكوّن من جزئين، وهما: “إسرا” و “ئيل” وكلا المقطعين لهما معنى في اللغة العبرية، فالأولى تعني عبد والثانية تعني الله.

أي أن لقب إسرائيل الذي تم إطلاقه على نبي الله يعقوب – عليه السلام – يعني عبد الله، فلقب عبد الله من الألقاب التي أطلقها الله – عز وجل – على كثير من أنبيائه، مثل:( وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا) [سورة الجن، الآية 19] إشارة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم –

كما يجدر الذكر بأن اسم عبد الله تم إطلاقه على النبي يعقوب – عليه السلام – بسبب كثرة صبره على البلاء من فقد ولديه العزيزين وفقدان بصره، ولكن على الرغم من ذلك إلا أنه ظل متمسكًا بإيمانه بالله وأنه لن يحيب أمله.

اقرأ أيضًا: من هو المهدي المنتظر

2- تفسير غير المسلمين

يتمثل الرأي أو التفسير الثاني في وجهة نظر المستشرقين أن سبب تسمية نبي الله يعقوب – عليه السلام –  بإسرائيل يعود إلى أنه نجح في انتصاره على الله، حيث إنهم كانوا يرون أن كلمة إسرائيل تتكون من مقطعين أيضًا، ولكن هذه المرة المعنى مختلف تمامًا.

حيث فسروا المقطع الأول “إسرا” بأنه يعني الفائز، والمقطع الثاني “ئيل” بأنه يعني الله، أي أن إسرائيل من وجهة نظرهم تعني الفائز على الله – تعالى الله عما يصفون-.

كما يعتقد يهود اليوم بهذا التفسير بسبب غطرستهم فهم يرون أنفسهم ما ليس هم عليه في الحقيقة، كما يجدر الذكر بأن هذا الرأي لا يوجد له أساس أو سند من الصحة.

ما هو نسب نبي الله يعقوب الملقب بإسرائيل؟

ضمن إطار عرض من هو النبي إسرائيل عليه السلام، يجب أن نشير للنسب المبارك لهذا النبي، فهو يعقوب ابن إسحاق ابن سام ابن نوح ابن إدريس ابن شيث ابن آدم – عليهم السلام جميعًا – فهو ذرية مباركة من الأنبياء وعباد الله الصالحين والذي خلفوا من بعدهم نسلًا مباركًا أيضًا مثل: سيدنا يوسف وسيدنا موسى عليهما السلام.

من هم بنو إسرائيل؟

ينتشر بين الناس أن بني إسرائيل هم اليهود، ولكن الحقيقة أن بني إسرائيل هم أبناء نبي الله يعقوب – عليه السلام – فيجدر الذكر بأن اليهود لا ينتمي الكثير منهم إلى بني إسرائيل.

حيث إنه في القرن الثامن من الميلاد كان هناك مجموعة من عبدة الأوثان والذين تهودوا فأُطلق عليهم لقب اليهود وضموا أنفسهم ضمن يهود بني إسرائيل، وكانوا يعتقدون أن هذا اللقب موجه لهم، وهذا لا يجوز على الإطلاق، فيهود اليوم شعب همجي يعتدي على الأديان والحقوق، على عكس سيدنا يعقوب ونسله الصالح.

كما أن بني إسرائيل هم نسل أبناء يعقوب – عليه السلام – وهم اثنا عشر ولدًا، والذين أطلق على نسلهم الأسباط أي الأمم، وهذه الأمم هم بنو إسرائيل وهذا ورد في قوله – تعالى – في كتابه الشريف حيث قال:

( وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا(  [سورة الأعراف، الآية 160]

بالإضافة إلى أن بني إسرائيل هم أكبر الأمم وأعظمها بعد أمة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد – عليه أفضل الصلاة والسلام – أما بالنسبة للقب اليهود فهو مقتبس من اسم يهوذا وهو أحد أبناء نبي الله يعقوب – عليه السلام –

اقرأ أيضًا: الفرق بين الرسول والنبي

من هم الأنبياء الذين بعثهم الله لبني إسرائيل؟

ضمن إطار عرض من هو النبي إسرائيل عليه السلام، نجد أنه في الحقيقة لم يأتي نصًا في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة يجمع بين كل الأنبياء الذين تم بعثهم لبني إسرائيل، ولكن توجد بعض الآيات القرآنية التي ذُكر فيها بعضهم، ومنها قوله – عز وجل -: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [سورة البقرة، الآية 136]

كما يجدر الذكر بأن ورد في تفسير لعبد الله بن عباس – رضي الله عنه – حيث قال إن جميع الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة منهم –عليهم أفضل الصلاة والسلام – وهم:

1- نوح.

2- هود.

3- لوط.

4- صالح.

5- شعيب.

6- إبراهيم.

7- إسماعيل.

8- يعقوب ” فهو صاحب لقب إسرائيل”

9- عيسى.

10 – محمد

قصة نبي الله يعقوب وأخيه العيص

استكمالًا للحديث عن سؤال من هو النبي إسرائيل عليه السلام، سنتحدث عن قصة سيدنا يعقوب – عليه السلام – وأخيه العيص، حيث إن نبي الله إسحاق رزقه الله بولدين وهما سيدنا العيص وسيدنا يعقوب – عليه السلام –

كانت أمهما تُدعى رفقا، ولكن كان سيدنا يعقوب – عليه السلام – هو الأقرب لقلب أمه رفقا لأنه كان الأصغر سنًا، بينما كان الأقرب لقلب نبي الله إسحاق هو العيص، ومع تقدم إسحاق – عليه السلام – في العمر فقد بصره.

في يوم ما اشتهى نبي الله تناول اللحم، فطلب من ابنه العيص الذي كان ابنًا بارًا مطيعًا له بأن يذهب ليصطد له صيدًا، لأنه كان بارعًا في الصيد، وإذا جاءه بالصيد سيدعو له، وبالفعل ذهب العيص متحمسًا للصيد.

لكن سمعت رفقا هذا الأمر فذهبت لابنها المفضل يعقوب – عليه السلام – وكان يرعى الغنم فقالت له أن يختر جديين من أفضل ماشيته ويذبحهما، ثم يقوم على طهوهما جيدًا كما يشتهي أبوه النبي، وأن يسرع في ذلك حتى يسبق أخاه العيص فيدعو له نبي الله إسحاق – عليه السلام -.

بالفعل قام سيدنا يعقوب – عليه السلام – بما طلبته منه والدته، ولكنها قبل أن يذهب لأبيه النبي ضعيف البصر قامت بوضع فرو الجديين على ذراعيه ورقبته، وهذا لأن سيدنا العيص كان كثيف الشعر، بينما سيدنا يعقوب – عليه السلام – لم يكن كذلك.

فذهب يعقوب إلى أبيه إسحاق – عليهما السلام – فاحتضنه أبوه وتحسس جسده ليعرفه، فحياه يعقوب – عليه السلام – فقال الصوت صوت يعقوب ولكن الجسد والثياب للعيص، فتناول الطعام الذي أعده له يعقوب – عليه السلام – ثم دعا له الله أن يكون أكبر أخوته مكانةً عند الله، وأن يرزقه الله بالنسل المبارك وأن يبارك له في ذريته.

تابع قصة سيدنا يعقوب والعيص

بصدد الحديث عن سؤال من هو النبي إسرائيل عليه السلام، حيث إنه بعدما قام يعقوب بانتحال شخصية أخيه العيص ذهب سعيدًا بدعاء أبيه له، وبعد قليل جاء العيص بما طلبه منه أبوه.

فقال له سيدنا إسحاق – عليه السلام – ما هذا، فرد عليه العيص بأنه الطعام الذي اشتهاه وذهب هو لصيده، فقال له نبي الله ألم تكن عندي منذ قليل وأكلته ثم دعوت لك.

فأنكر وعندها عرف أن سيدنا يعقوب – عليه السلام – قد سبقه في ذلك فشعر بالحنق الشديد عليه، كما تذكر الكتب السماوية وليس القرآن الكريم بأنه عندما توعد العيص بقتل يعقوب – عليه السلام – سمعته أمه رفقا وخافت على ابنها المقرب من قلبها فأمرته أن يذهب لخاله الذي يُدعى لابان وأن يتزوج من بناته، وكان يعيش في أرض حران بالعراق، حتى لا يقتله أخيه.

اقرأ أيضًا: قصة طالوت وجالوت من بني إسرائيل

رؤية سيدنا يعقوب لتأسيس المسجد الأقصى في منامه

في إطار إجابتنا عمن هو النبي إسرائيل عليه السلام، تجدر الإشارة إلى أنه عندما خرج في طريقه ذاهبًا للعراق هربًا من غضب أخيه العيص شعر بالتعب فأخذ جحرًا واسند عليه رأسه واستلقى ليرتاح قليلًا فنام.

عندما نام رأى في منامه أن الله يبشره بأنه سيوفقه في بناء مكان عظيم للعبادة وهو المسجد الأقصى، وأن الله سيبارك له في نسله ويجعل منهم الأنبياء والمرسلين.

فاستيقظ من نومه يشعر بالسرور الشديد فأخذ يشكر الله، ونذر بأنه عندما يعود لأهله سيبني هذا المسجد أو المعبد آنذاك، كما نذر أيضًا أن كل شيء سيرزقه به الله سيجعل عشر هذه النعمة لله تقربًا منه وشكرًا على نعمه.

ثم حدد مكان نومه في هذا الموضع بعلامة مميزة وأطلق على هذا المكان بيت إيل والتي تعني بيت الله بالعبرية.

ماذا حدث في حران لسيدنا يعقوب؟

بصدد الإجابة عن سؤال من هو النبي إسرائيل عليه السلام، نكمل قصته مع أخيه العيص، حيث إنه عندما وصل سيدنا يعقوب إلى حران بالعراق، رأى ابنتي خاله لابان والكبرى تُدعى ليا ولم تكن جميلة، والصغرى تُدعى رحيل وكانت جميلة جدًا.

فطلب يعقوب – عليه السلام – من خاله أن يتزوج ابنته الصغرى رحيل، وكان مهرها هو أن يرعى غنم خاله لمدة سبع سنوات.

لكن بعد مرور هذه المدة زوجه خاله بابنته ليا بحجة أن الكبرى يجب أن تتزوج أولًا، فاعترض نبي الله على هذا القرار، فلم يوافق خاله على زواجه بابنته الصغرى رحيل إلا برعاية غنمه لمدة سبع سنوات ثانية، فاستجاب لأمره وبالفعل تزوج من رحيل وكان من قبل قد تزوج ليا.

كما أنه ضمن إطار عرض من هو النبي إسرائيل عليه السلام يجدر الذكر بأنه لم يكن محرمًا أن يجمع الرجل بين أختين، وسرعان ما رزق الله ليا بكثير من الأبناء من الذكور، وأولهما يُدعى روبيل، فشعرت رحيل بالغيرة لأنها لم تكن تنجب، فيقال إنها وهبت جاريتها إلى يعقوب لينجب منها، فتزوجها وأنجب منها.

فقامت ليا بذلك أيضًا ووهبت إليه جاريتها فتزوجها وأنجب منها، لكن كانت رحيل قوية الإيمان بالله صابرة على هذا البلاء ولم تيأس فأخذت تدعو الله – عز وجل – أن يرزقها بالذرية الصالحة فرزقها الله يوسف – عليه السلام – وبنيامين.

وبذلك أصبح لدى نبي الله يعقوب الملقب بإسرائيل اثنا عشر ولدًا أُطلق عليهم الأسباط وهم:

1- روبين.

2- شمعون.

3- لاوي.

4- يهوذا.

5- ياساكر.

6- زبولون.

7- يوسف عليه السلام.

8 – بنيامين.

9- دان.

10- نفتالي.

11- جاد.

12- عشير.

عودة سيدنا يعقوب – عليه السلام – لأهله

بالحديث عن سؤال من هو النبي إسرائيل عليه السلام واستكمالًا لقصة خلافه مع سيدنا العيص، نشير إلى أن سيدنا يعقوب – عليه السلام – أرسل إلى سيدنا العيص يستعطفه ويطلب من الغفران، فما كان رد العيص عليه إلا أنه سوف يأتي له بأربعمائة رجل.

فخاف سيدنا يعقوب – عليه السلام – ودعا الله أن يكفيه شر العيص، فحسب قول ابن كثير أن الله قد رزق يعقوب – عليه السلام – بالكثير من الدواب والأنعام لحكمة ما.

تلك الحكمة هي أن يحضّر هدية لأخيه العيص حتى يهدأ غضبه منه، وتلك الهدية كانت عبارة عن 200 شاة و 20 تيسًا و 200 نعجة و20 كبشًا و 30 لقحة و 40 بقرة و 10 رؤوس من الثيران و20 أتانًا و 10 من الحمر.

فعندما رأى يعقوب أخيه العيص سجد له سبع سجدات تحية له، فيجدر الذكر بأن هذه التحية لم تكن محرمة آنذاك، فضمه العيص إلى صدره وأجهش في البكاء، ثم سجد أبناء يعقوب وزوجاته للعيص وهنا تم إخماد نار الخلاف بين الأخوين.

اقرأ أيضًا: اسم زوجة ابراهيم عليه السلام

قوة إيمان نبي الله يعقوب

في إطار الإجابة عن سؤال من هو النبي إسرائيل عليه السلام، يجب أن نشير لقوة إيمان هذا النبي، حيث إن قصة نبي الله يوسف وأخوته من أشهر القصص التي يعرفها الكثير من الناس، والتي توضح حكمة الله البالغة في كل شيء وقوة إيمان كلًا من نبيا الله يوسف ويعقوب – عليهما السلام – رغم كل ما تعرضا له من البلاء الشديد.

حيث تعود بداية القصة أن ابنا رحيل وهما: بنيامين ويوسف – عليه السلام – كان أحب الأبناء لقلب سيدنا يعقوب – عليه السلام – مما أثار نار الغيرة في قلوب باقي الأبناء.

لكن قبل متابعة القصة يجب أن نشير لرؤية يوسف الشهيرة بأنه رأى في منامه أن هناك 11 كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له، ففرح سيدنا يعقوب – عليه السلام – ببشرى النبوة ونصحه بألا يقص هذه الرؤية على أخوته حتى لا يزيد حقدهم عليه.

هذا ورد في كتاب الله – تعالى – حيث قال:

{إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأبِيهِ يا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ* قَالَ يا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُّبِين* وَكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَآ أَتَمَّهَآ عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [سورة يوسف، الآيات من 4 إلى 6]

تابع قصة يوسف وأخوته

على الرغم من عدم معرفة أخوته بالرؤية إلا أنهم غاروا من شدة تعلق أبيهم بيوسف – عليه السلام – فأخذوا يكيدون ويمكرون ليتخلصوا منه، حيث سوّل الشيطان لأحدهم أن يعرض هذه الفكرة الشيطانية، وهي أن يطلبوا من أبيهم أن يصطحبوا يوسف معهم في نزهتهم حتى يحرس لهم المتاع.

عندها يقومون برمي يوسف في البئر العميق ويأخذون قميصه ويضعون عليه دم شاة وكأن الذئب قد قتله، وهذا ورد في كتابه – تعالى – حيث قال:

(قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ لَا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) [سورة يوسف، الآية 10]

بالفعل فعلوا ذلك وجاءوا لأبيهم متظاهرين بالبكاء والحزن بأنهم غفلوا عن يوسف -عليه السلام – أثناء لهوهم فأكله الذئب، وهذا لقوله – عز وجل –:

( وَجَاءُوا أَبَاهُمْ عِشَاءً يَبْكُونَ (16) قَالُوا يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِنْدَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ (17) وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [سورة يوسف، الآيات من 15 إلى 18]

فحزن سيدنا يعقوب – عليه السلام – حزنًا شديدًا وأنعزل عنهم ورفض أن يكلمهم حتى ذهب بصره من شدة الحزن، وهذا لقوله – عز وجل -:

﴿وَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ يَٰٓأَسَفَىٰ عَلَىٰ يُوسُفَ وَٱبۡيَضَّتۡ عَيۡنَاهُ مِنَ ٱلۡحُزۡنِ فَهُوَ كَظِيمٞ﴾ [ سورة يوسف، الآية 84]

اقرأ أيضًا: قصة الخضر عليه السلام

وصية نبي الله إسرائيل – عليه السلام – ووفاته

في ختام حديثنا عن سؤال من هو النبي إسرائيل عليه السلام، يجب أن نسلط الضوء على وصية نبي الله يعقوب – عليه السلام – التي تم ذكرها في الكتاب الشريف، حيث وصى أبنائه أن يخلصوا لتعاليم الإسلام ولا يموتوا إلا وهم مسلمون، وهذا في قوله – تعالى -:

(وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

[سورة البقرة، الآية 132]

كما أنه عند وفاته سألهم عن تلك الوصية كتذكير لهم، حيث قال – عز وجل –:

(أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)

[سورة البقرة، الآية 133]

يجدر الذكر بأن نبي الله يعقوب – عليه السلام – قد تُوفي بعد عودة يوسف – عليه السلام – إليه بحوالي سبعة عشر عامًا، وتقول المصادر بأنه عاش أكثر من مئة سنة وتم دفنه في مدينة الخليل بجانب أبيه وجده إسحاق وإبراهيم – عليهما السلام – كوصية منه لأبنائه بذلك.

قصة نبي الله يعقوب – عليه السلام – تعطينا أحد أعظم الأمثلة على العبد الأواب قوي الإيمان بالله وأن لله – تعالى – حكمة في كل بلاء.

ِقعا – الله  يعقوب – عليه ا” و “ئيل” وكلا المقطعين لهما معنى في اللغة العبرية، فالأولى تعني عبد و

قد يعجبك أيضًا