من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة شرح الحديث الشريف

من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة نقدم لكم شرح الحديث بالتفصيل عبر موقعنا زيادة حيث إن الستر في القاموس اللغوي واللغة معناه تغطية الشيء، وهو مصدَر سَتَر الشَّيء يَسْتُرُه ويَسْتِرُه سَتْرًا وسَتَرًا، وهذا يعني غطاه أو أخفاه، والستر من أجمل ما أمرنا الله سبحانه وتعالى به، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم.

من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة

وفي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”.

  • قال أبو زكريا النووي العالم الإسلامي في تفسير الحديث – رحمه الله – في شرح صحيح مسلم – عند قوله صلى الله عليه وسلم: ((ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)).
  • وأما الستر الذي قصده سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف، أنه طالما أخيك المسلم ليس معروف عنه الفساد والأذى في الخلق وفي المجتمع وأحوال الناس.
  • فمن المستحب أنه إذا أخطأ أخيك أن تغطي عليه بالكتمان وأن لا تستبيح ذكره وتطعن به، وتكون لسان يضاف فوق الألسنة التي لم ترحمه كأنها كانت تنتظره أن يخطأ ويقوم بشيء حتى يبدأ الجميع في أكل لحمة.

ويمكن التعرف على المزيد عبر: دعاء الستر من الفضيحة والأوقات التي يستحب فيها الدعاء

ما هي الحالات التي توجب الستر؟

  • أما الأشخاص دائمي الخطأ ومكررينه ولا ينفكوا عن فعل الخطأ تلو الآخر بشتى الطرق، بل ويفعلون الكثير من الفساد ومتنوعيه، أي أنه لا يخفى على الناس سمعته ومفسدة.
  • فيستحب إذا رأينا شيئا منهم أن نقوم بإبلاغ ولي الأمر أو المسؤول عن نوعية الفعل ومن يستطيع أن يحاكمه ويتخذ ناحيته أجراء ردع أو وقاية.
  • لأن الصبر والستر والسكوت على مثل هؤلاء من الناس معروفين ومكشوفين الفساد، لهو جريمة في حق المجتمع وفي حق النفس لأنها بالتأكيد ستعود على كل المعنيين بالأذى.
  • لأن هكذا قد يكون الشاهد إذا سكت لهو شريك معه فيما فعله من محرمات وسيشجع هذا الشخص أو النوعية من البشر على تكرار أخطائهم، وتحريض غيرهم على فعل ذات الأمور لان سابقهم فلت ومر منها بلا أي عقاب أو ردع.
  • وكل هذا يقع تحت بند وشريطة الخطأ المعصية التي حدثت وانقضت.
  • أما إذا كان أخيك المسلم غير مشهور ومعروف عنه الفساد، في حالة أنه كان سيقوم بمعصية وخطأ قد يراه الناس وهو يفعله بشكل مباشر ولحظي أي متلبس بالجرم.
  • فيجب إذا سمعنا هذا عنه أن ننكرها على قدر المستطاع ولا نخوض بها مع الآخرين.
  • وفي حالة معرفتنا بالأمر قبل أن يقع ويقوم به أخيك في الإسلام، فيجب عليك في الحال بلا أي انتظار أن تمنعه على فعل هذه الفعلة مهما كانت صغيرة ولا تعاونه على البغضاء.
  • وإن لم يستجب لنصيحتك وكلامك ثم أمرك عليه، يجب في الحال أن تقوم بإبلاغ ولي الأمر الخاص به أو من يستطيع أن يقوم برد فعل رادع مناسب طالما الخطأ لم يحدث بعد.

وإليكم المزيد من التفاصيل من خلال: اللهم اجعلني خيرا مما يظنون وبعض أدعية الستر والمغفرة

الحالات التي لا يجوز فيها الستر

  • لكن هناك بعض الحالات التي لا يجوز به الستر إطلاقا مهما كان من يفعلها قريب لك، ولا تقع تحت بند أنه يفعلها لأول مرة، فالجرم الكبير لا يغتفر مهما كانت عدد المرات السابقة ولو كانت حتى تساوي صفر ولم يقم بها من قبل.
  • فمثلا مثل الشهود في المحكمة، إذا عرفت أن فلان سوف يشهد زورا على فلان، يجب عليك على الفور بمنعه والإبلاغ عنه ولا تنتظر أن يقع الجرم.
  • ومثل أيضا الأمناء على رأس المال مثل الصدقات في الجمعيات الخيرية، والأوقاف الخاصة بالأزهر والمؤسسات، ومن يؤتمن على مال اليتيم.
  • هذه الحالات لا يجب فينا التأخير والستر عليهم عند معرفتنا بنيتهم في فعل هذا الجرم أو إذا كانوا فعلوا بالفعل، وهذا لا يقع تحت خانة الوشاية أو الفتنة، بل يحل لنا فعل هذا والإبلاغ عنه بشكل مباشر هذا أمر شرعي مجمع عليه.
  • فإن الدين الإسلامي هو دين تربية ودين إصلاح وتقويم، وكل من تعرف عليه جيدا وتعرف على آداب الإسلام وأخلاقياته في التعامل يجب عليه أن يدرك أن جزء من تعاليم الدين هي الستر على المسلم.

كما يمكن التعرف على معلومات إضافية من خلال: حكم النقاب على المذاهب الأربعة والأدلة على وجوب الستر من القرآن الكريم

ما هي أهمية ستر المسلمين؟

  • والستر أيضا بشكل صريح ينص على ستر العورة إذا كان هذا بشكل حرفي أو مجازي في العموم، ومن معاني الستر في الدين، هو التفاني في أداء الواجب ناحية إخوتك في الإسلام ومساعدتهم وتلبية حوائجهم.
  • فإن الأخوة في الإسلام ليست مجرد لفظا نتلفظ به بل هي ميثاق يجب علينا أن ننفذه، وهي واجب شرعي تجاه كل فرد في المجتمع الإسلامي نحو الآخر من ذويه وقرناءه.
  • ومن الواجبات أيضا التي على المسلم أن يتحلى بها لكي يتقدم المجتمع الإسلامي إلى الأمام هي فك الكرب، لأن المصائب والشدائد واردة إلى أي أحد في الحياة.
  • ولا تخلو الأيام بدون كرب وشدائد ومصاعب يجب أن تواجه كل واحد فينا، فالحياة كموج البحر متقلبة في العلو أو التدني، هي ليست بصفحة ماء رائقة وهادئة ومستوية، بل مليئة بالتقلبات.
  • وعلى كل واحد في المجتمع أن يكون على علم أننا في هذه الحياة هي دار ابتلاء وشقاء في كثيرا في الأحيان، بل نحن هنا لنشقى ونتعب.
  • وعندنا يقع أحد مننا في كرب وابتلاء فإنه يصبح كالنحلة لا يقف في موضع سكون بل يكون دائم الحركة والتفكير والانشغال في أن يبحث عن مخرج وأفكار ولا يكون في حفرة الصعاب التي وقع فيها.

ماذا يجب على المسلم تجاه المكروبين؟

  • فإذا كنت قادر أخي المسلم على فك كرب أحد فلا تتردد، إذا كنت قادرا على أن تهون من مصيبة أخيك في الإسلام فإياك أن تقف أنانيا ساكن عن أداء واجبك.
  • وفك الكرب قد يأتي في هيئة صدقات ونقود تخرجها مما رزقك بها الله، وليس كل المصائب تتمحور حول النقود، بل كلمتك وابتسامتك لأخيك صدقة، قد تفك من كربه، وتخرجه من ضائقته النفسية.
  • فالحديث الشريف كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم  ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة”.
  • الحديث لا يتمحور حول الستر فقط، على الإطلاق فالستر مهم لكن تمعن فيما قبله من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى.
  • فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه، أي إذا أردت أن تستحق لقب أخ في الإسلام؛ أي عضو فعال ونافع في المنظومة الإسلامية المجتمعية، عليك أن تكف نفسك عن آذى الغير من إخوتك في الإسلام والمجتمع.
  • وفرج الكرب والمصائب النفسية والاجتماعية هي شيء ضروري، وأكرر أن ليست كل المصائب هي مصائب مالية، فالنفس مبتلية بما يفوق النقود، فبداخلنا دائما تروس لا تكف عن العمل والتفكير والمشاعر.
  • فلتكن لأخيك مطمئنا سامعا تشعر به وباحتياجاته، فمن منا لا يحب أن يفرج الله عز وجل كربة من كرب يوم القيامة، لهذا أخي المسلم كن عضو فاعلا في المجتمع الإسلامي يستحق لقب أخ مسلم.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا