لماذا يحب الرجل تعدد الزوجات؟ وما هي أسباب التعدد؟ حيث يعتبر تعدد الزوجات من الأمور التي حللها الدين الإسلامي ولكن وفقًا لمجموعة من الشروط والأسباب التي يجب تواجدها حتى يتم، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يستخدم الرجال هذا الأمر بصورة خاطئة وليس كما شرع المولى عز وجل، وهذا ما سنبينه لكم من خلال موقع زيادة.
لماذا يحب الرجل تعدد الزوجات
من المتعارف عليه أن الرجال مثل النساء يرغبون في التباهي أمام أصدقائهم وغيرهم بما يمتلكون، فعلى سبيل المثال إذا امتلك الرجل سيارة فلن تجد حديثه إلا عليها.
فنحن نعتقد أن هذا الأمر تشتهر به السيدات فقط، ولكن على العكس تمامًا فهو أمر عُرف عن الجنس البشري بأكمله، وتوجد العديد من الأسباب التي تجعل الرجل محبًا للزواج من امرأة أخرى والتي تتلخص في الآتي:
1- سوء معاملة الزوجة له
من ضمن أبرز الأسباب التي تجعل الزوج يقدم على الزواج من زوجة ثانية هو تعامل الزوجة الأولى معه أو تعامل أهله بطريقة غير مرضية، فيجب أن تكون الزوجة هي أول من تشعر بزوجها وتشعره بقيمته وسط الآخرين.
فالبقاء مع سيدة تهين الرجل أو تقلل من مشاعره يزيد من شعور الرجل بالسوء، فالرجال عادةً يميلون إلى السيدات اللاتي تشعرهم بالتقدير والحب سواء منهن أو من عائلتهن، ولهذا في حالة استمرار العلاقة بهذا الشكل سيعمل الرجل على رؤية امرأة أخرى للزواج منها.
اقرأ أيضًا: هل يجوز تعدد الزوجات بدون سبب
2- عدم اهتمام الزوجة به وبالمنزل
من أهم الإجابات عن سؤال لماذا يحب الرجل تعدد الزوجات هو عدم اهتمام الزوجة به وبالمنزل، فهذا أكبر الأسباب التي تجعل الرجل غير راضٍ عن زوجته الأولى فهي لا تهتم بمنزل الزوجية كما يجب أن يكون بل يكون المنزل عبارة عن حالة من الفوضى.
هذا بالإضافة إلى عدم الاهتمام بالأطفال إن وجد، وهذا يأتي مع عدم الاهتمام بنفسها على الصعيد الآخر، وكل تلك الأمور يمكن أن تتسبب في بحث الرجل عن زوجة أخرى قادرة على توفير احتياجاته وتشعره بالراحة والاستقرار، فالرجال دائمًا ما يتوقون للشعور بالمودة والاهتمام من قبل الزوجة ولهذا يجدر بالزوجة عدم إهمال الزوج أو المنزل.
3- انتقاد الزوج الدائم
ذكرنا مسبقًا أن الرجال يحبون دائمًا أن يشعروا بالتقدير من قبل زوجاتهم، وهذا ما تحدثت عنه عالمة النفس المعروفة ميغان فليمينج أن معاملة الزوج بشكل سيئ وانتقاده باستمرار ولومه على الأخطاء وعدم قدرته على حل بعض المشكلات التي قد تكون هي السبب بها.
والتي تعتبر من العلامات السيئة التي تنذر باحتمالية رغبة الزوج في الذهاب إلى امرأة أخرى ونفوره منها، فهذا الأمر سيشعره بالمزيد من التقييد وعدم وجود أي حرية بينهما، بل سيشعر أنه غير قادر على التعبير عن آرائه خوفًا من التعرض للانتقاد اللاذع.
فيكون حذرًا من تلفظ أي كلمة يمكن أن تعود عليه بالسلب مسبقًا وهذا الأمر سيجعله تعيس على المدى الطويل وسيكون قلقًا من أن تقوم الزوجة بإصدار أحكام باطلة عليه، ولهذا يجب على الزوجة في حالة ملاحظة هذا الأمر أو عدم ارتياح الزوج البعد عن الانتقاد المستمر للزوج والتفكير في طبيعة العلاقة بصورة أكبر من ذلك.
اقرأ أيضًا: كيف تتزوج زوجة ثانية بدون مشاكل
4- عدم الرغبة في الإنجاب
من ضمن أبرز الإجابات التي طرحت عن سؤال لماذا يحب الرجل تعدد الزوجات هو سعي فئة كبيرة من الرجال إلى إنجاب الأطفال بعد فترة قليلة من الزواج، وهذا الأمر ما يدفعهم إلى الزواج من امرأة ترغب في أن تكون أم جيدة، ولكن من أكبر مشكلات الزواج هي معاناة المرأة من مشكلة مع الإنجاب أو عدم رغبتها في هذا الأمر.
ولهذا مع مرور الوقت تبدأ العلاقة في السوء بالتدريج وافتعال الزوج المشكلات التي لا داعٍ لها، بل ويبدأ في البحث عما يرغب به في مكان ثاني مع امرأة أخرى وربما يتسبب هذا في الانفصال، ولهذا ينصح بضرورة التحدث بكل صراحة مع الزوج أو الخطيب قبل الزواج حول أمر الإنجاب.
5- الرغبة الجنسية العالية
في أغلب الأوقات لا يقدر الرجل على التحكم في رغبته الجنسية، وخاصةً إذا كان يعاني من الرغبة الجنسية العالية فذلك سيجعله ينظر إلى الأخريات، بل ستكون رغبته في الزواج من أخرى متزايدة، فعندما تكون العلاقة الجنسية غير متكافئة بين الزوجين يكون هذا أحد الأسباب التي يحب الرجل الزواج مجددًا من أجلها.
فنجد أن الرجل يرغب في أداء العلاقة الحميمة أغلب الوقت بينما الزوجة تكون غير راغبة في ذلك، وهذا لأن طبيعة الرجال تميل إلى ممارستها على عكس النساء، وفي كثير من الأحيان تكون المشكلة هي قيام بعض الزوجات بتأجيلها أو خلق الأعذار من أجل عدم القيام بها.
اقرأ أيضًا: متى يكون تعدد الزوجات حرام؟
شروط تعدد الزوجات
في إطار الإجابة عن سؤال لماذا يحب الرجل تعدد الزوجات يمكن أن نتعرف إلى شروط التعدد، فهذا الأمر لم يوضع هكذا وإمكانية أي شخص من الزواج بأخرى طالما كانت لديه الرغبة، فهناك بضعة شروط يجب تحققها من أجل الزواج مرة ثانية، وتتمثل هذه الشروط في الآتي:
- ألا يتزوج الرجل من أكثر من أربع سيدات في الوقت نفسه.
- أن يكون الزوج لديه القدرة على الإنفاق على الزوجات بالكامل، فمن غير الجائز أن يشرع الرجل في الزواج في حالة عدم القدرة المادية وإتمام تكاليف الزواج، بالإضافة إلى النفقة الواجبة عليه طوال الزواج.
- العدل بين الزوجات بالتساوي من حيث حسن المعاشرة والنفقة والمبيت، فإذا لم يتمكن من العدل فيستحسن الزواج من واحدة وهذا لما ذكر في القرآن الكريم :
{ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُواْ فَوَٰحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰٓ أَلَّا تَعُولُواْ} [سورة النساء: الآية 3].
وليس المقصود في الآية العدل في العاطفة أو المحبة فهذا أمر فطري ولكن المقصود هو الأمور التي يمكن التحكم بها فالله عز وجل لا يكلف عباده بما لا يقدرون عليه، ولكن حذر الإسلام من أن يميل الزوج إلى إحدى الزوجات عن الأخرى إلى درجة الإهمال فيتركها مثل المعلقة وعدم منحها حقوقها الزوجية.
- امتلاك القدرة البدنية للجماع وإعفاف الزوجة من النظر إلى الرجال الآخرين أو الرغبة في الانفصال لعدم كفايتها الجنسية.
- القدرة على حماية نفسه من الافتتان بالزوجات وعدم الالتفات إلى أمور الدين، وهذا الأمر يجعله يقصر في حقوق الله عز وجل، بل يجب أن يكون العون لهم في عبادة المولى.
- ألا تكون الزوجات قريبات، حيث منع الإسلام الجمع بين المرأة وخالتها أو عمتها، لأن مثل هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى قطع صلة الرحم ونشأة عداوة بين الأقارب، كما أن هذا جاء في حديث رسول الله ”
سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ينهى عن نِكاحينِ أن يجمعَ الرَّجلُ بينَ المرأةِ وعمَّتِها وبينَ المرأةِ وخالتِها” رواه ابو سعيد الخدري.
تعدد الزوجات هو من الأمور التي شرعها الدين الإسلامي ولكن يكون وفقًا لبضعة شروط لا يمكن إسقاط أي منها، فلم يأتي بهدف إشباع رغبات الزوج المختلفة فقط بل أتى بهدف أسمى من ذلك بكثير.