لماذا سمي عيسى بالمسيح

لماذا سمي عيسى بالمسيح احتلت هذه العبارة أذهان الكثير من الناس فجميعنا يعلم أن عيسى بن مريم يطلق عليه المسيح بن مريم حيث تم ذكر هذا في القرآن الكريم بالإضافة إلى أن الله ذكره في الكثير من الآيات باسم المسيح عيسى بن مريم ويعد عيسى من أولى العزم من الرسل، وأرسله الله سبحانه وتعالى لليهود وذلك لهدايتهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، وأرسله الله عز وجل بكتاب وهذا الكتاب هو الإنجيل ولكي يكون المرء مؤمنًا إيمانًا حقيقيًا يجب أن يؤمن بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكل من قبله من الرسل المبشرين المنذرين وهنا سيقدم لكم موقع زيادة الإجابة على سؤال لماذا سمي عيسى بالمسيح بالإضافة إلى الكثير من المعلومات عن عيسى بن مريم.

لماذا سمي عيسى بالمسيح

تعددت أسباب تسمية عيسى بن مريم عليه السلام بالمسيح وفي الأسطر التالية سنعرض لكم بعض من هذه الأسباب:

  • يعد سبب تسمية عيسى بن مريم بالمسيح واحد من دلالاته على إحدى معجزاته عليه السلام، حيث كان نبي الله عيسى عليه السلام يبرئ الأكمة والأبرص وذلك إذا مسح بيده مسحة على الأكمه فيشفى، كما أن الأعمى يرجع له بصره وذلك بإذن وأمر من الله الشافي العافي، حيث أن الأمر لله وحده والقوة له جل وعلا وما عيسى عليه السلام إلا بشر وعبد من عباد الله الصالحين ولذلك سمي عيسى بالمسيح ودليل على ذلك قول الله جل جلاله في كتابة العزيز في سورة آل عمران: ” وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ اللَّهِ ۖ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ”.
  • كان عيسى بن مريم مسيح القدمين.
  • أطلق عليه المسيح لأنه قام بمسح الأرض بمعنى أنه قطع فيها العديد من المسافات
  • ويمكن أن يكون سبب هذه التسمية أن سيدنا عيسى عليه السلام خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن.
  • ومن الممكن أن يكون سبب التسمية أن الله جل جلاله قد خلقه خلقًا حسنًا أي مسحه.
  • البعض يؤكد أن الله جل وعلا مسحه بالبركة عند ولادته.

اقرأ أيضًا : معجزات سيدنا عيسى عليه السلام مع قومه

ميلاد عيسى بن مريم عليه السلام

كانت مريم رضي الله عنها تقوم بخدمة بيت المقدس وقام زوج خالتها (نبي الله زكريا) بكفالتها كما اتخذ لها محرابًا وهو المكان الشريف من المسجد لا يقوم أحد بالدخول فيه سواها وقامت مريم بالاجتهاد في العبادة وقامت الملائكة بمخاطبتها بالبشارة وباصطفاء الله لها وبأنه سيرزقها بولدًا ذكيًا وسيكون من بعد ذلك نبيًا كريمًا مباركًا مؤيدًا بالمعجزات، فتعجبت السيدة مريم بأن كيف سيكون لها طفل وهي لم تتزوج فقالت لها الملائكة أن الله قادر على ما يشاء وانه إذا قضى أمرًا فإنما يقول له كن فيكون فاستسلمت مريم وسلمت لأمر الله وذُكر ذلك في كتاب الله عز وجل في سورة آل عمران حيث قال سبحانه وتعالى: “إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ قَالَ كَذَلِكِ اللّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاء إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ * وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ”.

قصة ولادة عيسى بن مريم

وفي القرآن الكريم قصة ولادة نبي الله عيسى عليه السلام في قول الله: ” وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آَيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا * فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا” (سورة مريم، آيات من 16-29)

وبعد ما قلناه في السابق نفخ جبريل عليه السلام في جيب درعها فدخلت النفخة في جوفها فحملت بعيسى، وقامت مريم بالاعتزال إلى مكان بعيد عن أهلها على مقربة من بيت لحم خوفًا منها أن يعيروها بالولادة من دون زوج، وألجأها ألم الطلق إلى نخلةً يابسةً وذلك لتعتمد عليه أثناء الولادة، وفي هذا الوقت تمنت مريم أن تكون قد ماتت قبل ذلك وكانت قد نُسيَت وذلك لأنها شعرت أنها سوف تمتحن من قبل قومها في هذا المولود فقام الملك بمناداتها من تحت النخلة أن لا تحزن لهذا الأمر فقد جعل الله عز وجل جدولًا يجري أمامها وحركي جذع النخلة فيتساقط الرطب اللذيذ الطري عليك واشربي من الماء العذب وإذا قابلت أحد من الناس وسألك عن هذا المولود فقولي له إنك قد نذرت الصمت والسكوت لله تعالى ولن تقومي بالكلام مع أي احد من الناس، وهكذا ولد عيسى بن مريم عليه السلام.

اقرأ أيضًا : قصة عيسى عليه السلام في القرآن

ما بعد ولادة عيسى

بعد ولادة المسيح عيسى بن مريم توجهت السيدة مريم ومعها طفلها إلى قومها فلما رأى القوم مريم وهي حاملة بطفل استنكروه وقالوا لها: لقد جئت شيئا عظيما منكرًا، فيا شبيهة هارون في الصلاح و العبادة (هارون رجل من بني إسرائيل و كان من العباد المجتهدين لله والمراد ليس النبي هارون أخو موسى) ما كان أبوك رجلا فاجرًا و ما كانت أمك زانية فكيف صدر منك هذا و أنت من بيت طاهر معروف بالصلاح و العبادة، فلم تجبهم و أشارت إلى ابنها عيسى ليكلموه و يسألوه، فقالوا متعجبين: كيف نكلم طفلا رضيعًا لا يزال في السرير، فيجيب عيسى وهو في المهد: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا) وكان هذا أول كلام ينطق به عيسى عليه السلام و هو لا يزال في المهد ولم يتكلم سيدنا عيسى عليه السلام بعدها حتى وصل لسن الكلام ، كما اعترف بالعبودية لربه ومن ثم قام بتبريء أمه مما قد أتهمت به من قبل الجاهلون.

حياة عيسى بن مريم

في بيت لحم نشأ عيسى بن مريم عليه السلام وظهر العلم عليه في الصغر فبدأ بنو إسرائيل يشكون منه، وظلوا يتحدثون عنه وبأنه سوف يكشف عن فسادهم فبدوءا يؤذونه لكن مريم رضي الله عنها كانت حريصة عليه وفي الكثير من الوقت كانت تخرج به إلى خارج المدينة ولم تبقيه فيها وحده أبدًا وبعد ذلك ذهبت به على تل بالقرب من بيت المقدس فيه عين ماء وكثيرًا من العلماء قالوا إنهم انتقلوا من بيت لحم إلى بيت المقدس وبدأ يكبر حتى ظهرت عليه علامات العلم والحكمة والصلاح.

نبوة عيسى بن مريم

ظهرت على عيسى علامات الحكمة والعلم ولكن لم يؤتى عيسى النبوة إلا عند بلوغه الثلاثين عامًا عندها فقط أنزل الله عليه الانجيل، ومن هنا بدأ نبي الله عيسى بدعوة الناس وقومة لعبادة الله الواحد الأحد وطاعته واتقائه، ووضح لهم صراط الله المستقيم مصدقًا لما بين يديه من التوراة وبعد ذلك أظهر الله سبحانه وتعالى على نبيه علامات النبوة وأيده بالكثير من المعجزات فقد كان يصنع من الطين كهيئة الطير وعندما ينفخ فيه يصبح طيرًا بإذن الله القدير وكان يمسح على الأعمى فيشفيه بإذن الله ويشفي الأبرص ويحيي الموتى بإذن الله كما كان عليه السلام يخبر قومه بما يأكلونه وما يقومون بادخاره في بيوتهم ومع كل هذه المعجزات لم يصدقونه وعندما شعر عيسى منهم الكفر قال لهم من أنصاري إلى الله فأجاب الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بأنا مسلمون وكانوا اثنا عشر فردًا وهكذا آمن الحواريون بعيسى بن مريم كنبي مرسل من الله جل وعلا وتم ذكر هذه القصة في سورة آل عمران حيث قال الله سبحانه وتعالى: ” وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِىءُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ * إِنَّ اللّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ * فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ * رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ”.

اقرأ أيضًا : قصة سيدنا عيسى عليه السلام وأهم معجزات سيدنا عيسى

نزول المائدة

حدث نزول المائدة جاء بعد أن آمن الحواريون وخبر نزول المائدة جاء في سورة المائدة في الآيات من 112 إلى 115 حيق قال الله تعالى في كتابه المبارك: “إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * قَالُواْ نُرِيدُ أَن نَّأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَن قَدْ صَدَقْتَنَا وَنَكُونَ عَلَيْهَا مِنَ الشَّاهِدِينَ * قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنزِلْ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاء تَكُونُ لَنَا عِيداً لِّأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِّنكَ وَارْزُقْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ * قَالَ اللّهُ إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ فَمَن يَكْفُرْ بَعْدُ مِنكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لاَّ أُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِّنَ الْعَالَمِينَ”، حيث سأل الحواريون نبي الله عيسى أن ينزل لهم مائدة من السماء فرد عليهم سيدنا عيسى أن يتقوا الله في هذه الأسئلة إن كانوا مصدقين بقدرته فقال الحواريون إنهم بسؤالهم هذا ما يريدون إلا أن يأكلوا منها تبركًا وحتى تسكن نفوسهم بزيادة اليقين وليعلموا علم يقيني لا يتخلله أي شك بصدق عيسى في دعوى النبوة وروي أنه عندما أراد عيسى الدعاء إلى الله عز وجل قام بلبس جبة شعر ورداء شعر ومن ثم قام عيسى ليصلي ويدعو ربه متضرعًا له، حتى يكون يوم فرح وخير لهم ولمن يأتي بعدهم، وأيضًا ليكون دلالة وحجة للشهادة على صدق عيسى عليه السلام وقال المسيح داعيًا ربه: “ارزقنا يا الله فانك خير من يعطي و يرزق لأنك الغني الحميد”، فأجاب الله سبحانه وتعالى وأنزل عليهم المائدة من السماء وقال الله أن من يكفر بالله بعد تلك الآية فسوف يعذبه الله عذابًا عسيرًا لم يعذبه لأحد من البشر ونزلت المائدة من الجنة وأكل منها الحواريون وبهذا بقوا على إيمانهم.

رفع المسيح عيسى بن مريم عليه السلام

كل المسلمون يؤمنون برفع الله لنبيه عيسى عليه السلام وأن اليهود لم يقتلوه ولم يصلبوه وورد ذلك في القرآن الكريم في سورة النساء (157-158) حيث قال الله تعالى: “وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا” وفي آخر الزمان سيعود إلى الأرض ليقوم بقتال المسيح الدجال  وقد ذكر ذلك في الأحاديث النبوية الصحيحة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “والذي نفسي بيدِه، ليُوشكنَّ أن ينزلَ فيكم ابنُ مريمَ حكماً مقسطاً، فيكسرُ الصليبَ، ويقتلُ الخنزيرَ، ويضعُ الجزيةَ، ويفيضُ المالُ حتى لا يقبلَه أحدٌ”

فعندما بدأت معجزات نبي الله عيسى بالظهور وتحدُث الكثير من الناس عنها، خاف اليهود على سلطتهم الدينية والدنياوية وخشوا أن يختفي دينهم مع الأيام فتآمروا وذهبوا للحاكم الروماني في الشام وظلوا يحذرونه من عيسى عليه السلام، وقالوا له أن عيسى يريد أن يكون ملكًا على اليهود وعلاوة على ذلك أنه سيأخذ الملك منه ويقضي على سلطته، فخاف الحاكم الروماني على ملكه فأمر بالبحث عن عيسى لقتله وصلبه ومن هنا بدأت مؤامرة قتل عيسى عليه السلام وهذه الواقعة حدث بعد ثلاث أيام من رسالته، وبعد ذلك علم المسيح بالأمر وخاف أن ينال اليهود منه لكن حماه الله وأنقذه من أيديهم فألقى شبهه على شخص آخر وعلم بعد ذلك أن ذاك الشخص كان تلميذ عيسى الخائن حيث بعد علم عيسى بمؤامرة اليهود توارى عن الأنظار وأخبر بعض من الحواريين بمكانه فوشى أحدهم لليهود عن مكانه مقابل ثلاثين قطعة فضة وهو يهوذا الإسخريوطي وأصبح كل من يراه لا يدخل في قلبه أي شك في كونه عيسى بن مريم، فأخذوه وقتلوه وصلبوه، وقد قال الله لنبيه ما سيحدث ورفعه إليه روحًا وجسدًا فنجا عيسى من شر اليهود بقدرة الله الواحد الأحد.

اقرأ أيضًا : قيام الساعة ونهاية العالم ما هي علامتها الصحيحة

رواية ابن عباس

روي عن ابن عباس في رواية للنسائي على شرط مسلم فقال: لما أراد الله عز وجل أن يرفع عيسى إلى السماء، خرج إلى أصحابه وهم في بيت اثنا عشر رجلا من عين في البيت، ورأسه يقطر ماء، فقال: إن منكم من يكفر بي اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن بي.

ثم قال: أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني، ويكون معي في درجتي؟. فقام شاب من أحدثهم سنا فقال: أنا.

فقال له: اجلس. ثم أعاد عليهم، فقام الشاب فقال: أنا.

فقال له: اجلس. ثم عاد عليهم فقام الشاب، فقال: أنا.

فقال: نعم، أنت ذاك. فألقي عليه شبه عيسى، ورفع عيسى عليه السلام من روزنة في البيت إلى السماء، وجاء الطلب من اليهود فأخذوا شبهه فقتلوه وصلبوه، وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، فتفرقوا فيه ثلاث فرق. فقالت فرقة: كان الله فينا ما شاء، ثم صعد إلى السماء وهؤلاء اليعقوبية.

وقالت فرقة: كان فينا ابن الله ما شاء، ثم رفعه إليه وهؤلاء النسطورية وقالت فرقة كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه إليه، وهؤلاء المسلمون فتظاهرت الكافرتان على المسلمة، فقتلوها، فلم يزل الإسلام طامسا حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم (فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة) يعني: الطائفة التي كفرت من بني إسرائيل في زمن عيسى والطائفة التي آمنت في زمن عيسى) فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين) بإظهار محمد صلى الله عليه وسلم دينهم على دين الكفار (فأصبحوا ظاهرين).

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال المقدم لكم من موقع زيادة والذي كان بعنوان لماذا سمي عيسى بالمسيح كما عرضنا لكم الكثير عن ولادة عيسى بن مريم عليه السلام ونرجو أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا