لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟ وما هي نتائجها؟ وقعت غزوة تبوك في السنة التاسعة من الهجرة النبوية وفي شهر رجب المعظم على وجه التقريب، بعد أن قام المسلمون بفتح مكة، واتسم الجو في هذه السنة بالحرارة المرتفعة، لذا من خلال موقع زيادة سوف نعرض لكم لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟

لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟

سمى القرآن غزوة تبوك باسم غزوة العسرة حيث قال تعالى (لَقَد تابَ اللَّـهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهاجِرينَ وَالأَنصارِ الَّذينَ اتَّبَعوهُ في ساعَةِ العُسرَةِ مِن بَعدِ ما كادَ يَزيغُ قُلوبُ فَريقٍ مِنهُم) سورة التوبة، بينما أطلق عليها المسلمون اسم غزوة تبوك وقد حدثت في العام التاسع من الهجرة في شهر رجب تحديدًا.

كانت السنة التاسعة من الهجرة هي أحد السنين التي كان حال المسلمين بها عسيرًا، حيث كان هناك قلة في المال والثمار وازدياد الشدة والضيق، وكان المناخ المحيط في هذا العام شديد الحرارة، وهو سبب تسميتها بغزوة العسرة.

حيث عسر على الناس القدرة على الخروج للحرب، ولكن جاء الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه وقدم مثال من أروع الأمثلة في تجهيز جيش تبوك، حيث تبرع من نفسه بتجهيز 300 بعير بعدتها كاملًة.

تعد غزوة تبوك هي آخر غزوة شارك فيها رسول الله، وكان معه أكبر جيش من جيوشه مقارنة بالغزوات السابقة، حيث كان معه حوالي 30 ألف مقاتل.

قد أنزل الله تعالى في سورة التوبة آياته لتبرهن صفحه عن المهاجرين والأنصار ورسول الله لمشاركتهم في غزوة العسرة، حيث كان هناك على هؤلاء المشاركين خاصةً المهاجرين شدة وعسر وقحط في الموارد الغذائية، حيث يُقال إن الفردين كانوا يتقاسمون التمرة الواحدة، وأن المشاركين في الغزوة أو الثلاثة يتشاركون البعير بسبب قلتها.

كان تخطيط رسول الله صلى الله عليه تخطيطًا محكمًا؛ حيث كان يريد أن يعلم المسلمين أن مشوار الفتح الإسلامي قد بدأ، وأن المسلمين من بعد وفاته يجب عليهم إكمال هذا الفتح، وهذا ما قام به المسلمين حقًا، حيث بلغ الفتح الإسلامي مشارق الأرض ومغاربها فوصل المسلمون إلى بلاد فارس والروم ومصر.

اقرأ أيضًا: متى كانت غزوة تبوك

لماذا سميت غزوة تبوك باسم تبوك؟

بينما نحن في صدد التحدث عن لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟ يمكننا التعرف على لماذا سميت غزوة تبوك باسم تبوك؟

يعود سبب تسمية غزوة تبوك بهذا الاسم هو وقوع هذه الغزوة في منطقة تبوك، وهي عبارة عن منطقة في بادية الشام قريبة من مدين التي بُعث فيها سيدنا شعيب عليه السلام، وهناك بعض المؤرخين يقولون إن سبب التسمية ظهر في اللغة من جملة باكت الناقة تبوك بوكًا فهي بائكومعنى باكت زاد وزنها وبهذا الفعل سميت بهذا الاسم.

لم يقاتل رسول الله صلى الله عليه في هذه الغزوة بينما صالح أهلها على الجزية، فكانت هذه المعركة بلا قتال فتم تشبيهها بالناقة الخالية من الضعف أو الهزال، وعرفت غزوة تبوك بهذا الاسم قديمًا وحديثًا، حيث قال أحد المؤرخين إن تبوك هي عبارة عن بركة تعود إلى أبناء سعد من بني ذرة.

هناك بعض الناس الذين قالوا إن تبوك هي وادي بين الشام والقرى، وفي موقعها تكون بين جبلين يطلق عليهم جبل حسمي وجبل شروري، وقال أبو زيد عنها “إنه حصن فيه نخيل وعين ماء وحائط للرسول محمد“، وتقع في نصف طريق الشام بين الحجر وأول الشام، مما يزيد من تأييد أنها عين.

أسباب غزوة تبوك

في سياق الإجابة عن “لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟” نتطرق إلى معرفة أسباب غزوة تبوك التي تتلخص في:

  • بعد انتشار الإسلام في الجزيرة العربية خاف الروم على الحدود التي تجمعهم مع الجزيرة من نفوذ المسلمين الذي كان في تزايد بمرور الوقت.
  • كانت غزوة فتح مكة تفصل بين الحق والباطل، حيث انقلب مجرى التفكير عند الناس، ودخل الناس في دين الله أفواج.
  • يعد السبب الرئيسي للغزوة هو وصول أنباء للرسول أن الروم تحشد جيشها وقوتها من الشام بقيادة القيصر هرقل لقتال المسلمين ومنع انتشار الإسلام، ووصل غزوهم للحدود الشمالية للمسلمين.
  • قرر النبي صلى الله عليه وسلم الخروج بجيش المسلمين ومعه الصحابة للخروج لهم.
  • كانت هناك أسباب مباشرة لهذه الغزوة والتي منها رغبة الرسول في الدفاع عن الإسلام، والشد من أزر القبائل العربية التي دخلت إلى الإسلام وكانت تخضع لحكم الروم.
  • الثأر لما حدث مع المسلمين في غزوة مؤتة، والعلم عن قوة الروم الحقيقة وحلفائهم ليستعد المسلمون للنصر القريب.

اقرأ أيضًا: بحث عن غزوة أحد

موقف المؤمنين والمنافقين من غزوة تبوك

في سياق التعرف على لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟ فقد كشفت غزوة تبوك لرسول الله لما فيها من شدة وعسر عمن هم المنافقين ومن هم المؤمنين حقًا.

حيث حشد رسول الله جيشًا مكون من 30 ألف مقاتل من مختلف القبائل العربية، ومن أهل مكة ومن المهاجرين والأنصار، وعند إعلان لرسول الله للتجهيز لغزوة العسرة كان هناك تباطؤ من بعض المنافقين، وفي هذا الوقت تم كشفهم.

1- موقف المؤمنين الصادقين

عندما عرف المؤمنون استعداد جيش المسلمين للدخول في معركة مع الروم أخذ الكثير منهم بالتبرع بأمواله وكل ما أوتي به من مال، ومنهم من أتى بنصف ماله لتجهيز الجيش، وتبرعت الكثر من المسلمات بالحلي الخاص بها.

قد ضرب عثمان بن عفان أعظم مثل في هذا الوقت؛ حيث تبرع بألف دينار لتجهيز جيش المسلمين، وتصدق عمر بن الخطاب بما يقارب بنصف ماله، وتبرع أبو بكر الصديق بكل ماله، وعرف عن عثمان بن عفان بتبرعه بأنه أنفق بأعظم ما يمكن لأحد أن ينفقه وكان هذا استجابة لقول رسول الله “مَن جَهَّزَ جَيْشَ العُسْرَةِ فَلَهُ الجَنَّةُ”.

حزن الفقراء من المؤمنين أنهم لم يستطيعوا أن يشاركوا في التبرع لتجهيز جيش المسلمين لأنهم لم يملكوا المال، حيث أصابهم الحرج من القعود بسبب المرض الذي أقعدهم عن الجهاد في سبيل الله.

فأنزل الله تعالى قوله فيهم (لَيسَ عَلَى الضُّعَفاءِ وَلا عَلَى المَرضى وَلا عَلَى الَّذينَ لا يَجِدونَ ما يُنفِقونَ حَرَجٌ إِذا نَصَحوا لِلَّـهِ وَرَسولِهِ ما عَلَى المُحسِنينَ مِن سَبيلٍ وَاللَّـهُ غَفورٌ رَحيمٌ* وَلا عَلَى الَّذينَ إِذا ما أَتَوكَ لِتَحمِلَهُم قُلتَ لا أَجِدُ ما أَحمِلُكُم عَلَيهِ تَوَلَّوا وَأَعيُنُهُم تَفيضُ مِنَ الدَّمعِ حَزَنًا أَلّا يَجِدوا ما يُنفِقون) سورة التوبة.

قد بشر رسول الله أصحاب النوايا الحسنة الذين تخلفوا عن الانضمام لجيش المسلمين قائلًا “إنَّ بالمَدِينَةِ أقْوامًا، ما سِرْتُمْ مَسِيرًا، ولا قَطَعْتُمْ وادِيًا إلَّا كانُوا معكُمْ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وهُمْ بالمَدِينَةِ؟ قالَ: وهُمْ بالمَدِينَةِ، حَبَسَهُمُ العُذْرُ” (صحيح).

2- موقف المنافقين من غزوة تبوك

كان المنافقين حريصين على الالتزام بالقوانين في الظاهر، وإيهام الجميع أنهم ينفذون أوامر رسول الله وأن رسول الله قد أذن لهم بالتخلف عن الغزوة لأن الرسول يعلم أنه لن يشارك معه إلا من يرغب في الجهاد للإسلام حقًا، ويتم تلخيص موقف المنافقين في غزوة تبوك في الآتي:

  • تخلف المنافقين عن كل أنواع الجهاد سواء بالتبرع بالمال أو الجهاد بالنفس، بجانب هذا سعادتهم بهذا التخلف وفرحهم وعدم الحزن على ارتكاب مثل هذه الجريمة.
  • إحباط المؤمنين الصادقين لجعلهم يتخلفوا عن الغزوة، وترهيبهم من لقاء الرومان أو أنهم سيتم تكبيلهم في الجبال بسبب أن الروم ليس كسابق أحد وورد عنهم في القرآن (وَقالوا لا تَنفِروا فِي الحَرِّ).
  • السخرية من المؤمنين لإنفاقهم في سبيل الله والقول إنهم يفعلون ذلك من أجل الرياء والشهرة، بل إنهم سخروا أيضًا من الفقراء لعد قدرتهم على الإنفاق مثل الأغنياء.
  • اختلاق الكثير من الحجج والأعذار للتخلف عن المشاركة في الغزوة، ومثال على ذلك مثلما فعل الجد بن قيس والذي قال إنه لا يريد الخروج للقتال حتى لا يُفتن بجمال نساء الروم ورأى أن الأقل ضرر هو الخروج للغزوة، فأنزل الله قوله تعالى فيه (وَمِنهُم مَن يَقولُ ائذَن لي وَلا تَفتِنّي أَلا فِي الفِتنَةِ سَقَطوا).
  • الانسحاب في نصف طريق المعركة على سبيل الخدعة، حيث كانوا يظنون أن عددًا من المسلمين سوف يعود معهم مثلما حدث في غزوة أحد.
  • نشر الفتنة في صفوف المسلمين عن طريق الخروج معهم لجميع مراحل الغزوة من أجل نشر الفتنة بينهم.

أهمية غزوة تبوك

في سياق الإجابة عن سؤال لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟ يجب أن نعرف أهمية غزوة تبوك، حيث تكمن أهمية غزوة تبوك في حصول المسلمين على عدد من المراكز الموجودة في شبه الجزيرة العربية، وكان عدد المسلمين فيها كبير.

كانت غزوة تبوك هي أول غزوة يشارك فيها رسول الله خارج المدينة ضد عدو خارجي، والتي مكنت المسلمين من التمهيد لفتح الشام وزيادة هيبة المسلمين.

اقرأ أيضًا: اسم أطلق على الجيش في غزوة تبوك

نتائج غزوة تبوك

بعد أن تعرفنا إلى أهمية وسبب غزوة تبوك يمكننا أيضًا معرفة نتائج غزوة تبوك والتي تتلخص في:

  • أسقطت غزوة تبوك هيبة الروم وسط القبائل العربية، خاصة القبائل المتحالفة معها في الغزوة ضد المسلمين.
  • إظهار قوة المسلمين وأنها قوة لا يتم الاستهانة بها، وأن قوة المسلمين استطاع فرض نفسها في كثير من المعارك خاصًة في هذه الغزوة أمام الروم.
  • انضمام عدد كبير من القبائل العربية إلى الدين الإسلامي، خاصًة بعد فتح مكة والطائف وانتصار المسلمين في غزوة تبوك على الروم، حتى سمي العام الذي تلا غزوة تبوك بعام الوفود؛ لوفود الكثير من الناس على رسول الله لاعتناق الإسلام.

كانت غزوة تبوك هي الغزوة الأخيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان وقتها وقت عسر على المسلمين لذا في إطار الحديث نكون قد عرفنا لماذا سميت غزوة تبوك بغزوة العسرة؟ لشدة تعسر المسلمين في وقتها.

قد يعجبك أيضًا