لماذا سمي خط الرقعة بهذا الاسم

لماذا سمي خط الرقعة بهذا الاسم؟ ومن أول من وضع قوانينه وقواعده؟ يعتبر خط الرقعة أحد أجمل الخطوط العربية المستخدمة في التزيين والزخرفة الهندسية، لتميُّزه بالرونق والجاذبية وجمعه بين القوة والجمال، وفيما يلي من خلال موقع زيادة سنجيب على سؤال لماذا سمي خط الرقعة بهذا الاسم.

لماذا سمي خط الرقعة بهذا الاسم

خط الرقعة هو أحد الخطوط العربية التراثية القديمة، ويعتبر شكلًا متطورًا من خط الرقاع القديم، ويرجع وجود خط الرقعة إلى عهد السلطان العثماني محمد الفاتح، حيث انتشر خط الرقاع قديمًا في عهد العباسيين، وسمي بهذا الاسم لأنه أول كتابة به كانت على رقعة من الجلد.

الرقعة مفرد رقاع وهي قطعة الورق الصغيرة، تتكون الرقاع من جلد العزال، ومن المميزات التي يمتاز بها خط الرقعة هي السرعة والسهولة.

يعد من الأمور الهامة التي تم تعليمها خلال العصر العباسي، وكانت توجد أنواع أخرى من الخطوط لكل نوع مخترع، تعد الخطوط العربية من الأمور الفنية التراثية الأصيلة.

تطور خط الرقعة تدريجيًا على يد عدة كُتاب وخطاطين، مثل الخطاط أبو بكر ممتاز بن مصطفى أفندي في عهد عبد المجيد خان السلطان العثماني، حيث قام هذا الخطاط بوضع قواعد لخط الرقعة وهندسة لكتابة حروفه تشبه وتماثل الموازين القائمة لأنواع الخطوط الأخرى؛ حتى توحدت بعد ذلك الخطوط العربية لتناسب جميع التعاملات الرسمية للدولة.

في إطار حديثنا عن لماذا سمي خط الرقعة بهذا الاسم، فمن الأمور الغريبة عدم تواجد اسم أو شكل خط الرقعة في المخطوطة المعروفة بـ (جامع محاسن كتابة الكتاب ونزهة أولى البصائر والألباب) لمحمد حسن الطيبي، والتي تمت كتابتها في عام 908 هـ، حيث احتوت على 16 نوع من الخطوط المختلفة والمتنوعة من بين هؤلاء خط الرقاع، والذي يتميز في شكله عن خط الرقعة، وهذا دليل على عدم وجود خط الرقعة في زمن كتابة تلك المخطوط من بدايات القرن العاشر الهجري.

اقرأ أيضًا: تعريف الخط العربي ونشأته

سمات خط الرقعة

استمرارًا في حديثنا عن لماذا سمي خط الرقعة بهذا الاسم، هناك بعض السمات التي يتميز بها خط الرقعة عن غيره من الخطوط، ومن أهمها ما يلي:

  • السهولة واليسر أثناء الكتابة: نظرًا لأن بعض الحروف المنقوطة لا يتم وضع النقاط عليها وغيرها من أساليب وقواعد الكتاب لخط الرقعة.
  • توفير الوقت: توفر الكتابة بخط الرقعة الوقت مما يساعد على كتابة المزيد من الكلمات في وقت قصير.
  • السرعة: تتميز الكتابة بخط الرقعة بالسرعة نظرًا لسهولة شكل الحروف فالحروف المستخدمة في خط الرقعة تكون قصيرة وسهلة.
  • عدم الحاجة إلى التشكيل: لا يحتاج خط الرقعة إلى التشكيل إلا في حالات ضرورية فقط.
  • مما يميز خط الرقعة أيضًا أن جميع الحروف تكتب على السطر والقليل منها يخرج عنه بقليل مثل حرف الجيم وحرف الحاء وحرف الخاء وحرف العين وحرف الغين وحرف الميم وحرف الهاء، فتنزل تلك الحروف عن السطر.
  • من مميزاته أيضًا تعلمه خلال وقت قصير، وذلك لسهولة كتابة حروفه.
  • يميل اتجاه الأحرف قليلًا لجهة اليسار نحو الأسفل ويكون اتجاه الأحرف أفقيًا.

اقرأ أيضًا: من الحروف التي تطمس في خط النسخ

أنواع خط الرقعة

يوجد نوعان لخط الرقعة، وهما:

  • الخط الفني: يتميز هذا النوع بالبساطة والوضوح، ولدى هذا النوع قواعد وقوانين خاصة لكتابته، كما أنه يستخدم في كتابة عناوين الصحف والإعلانات التجارية والمجلات، وبعض الكتب.
  • الخط الدارج: لا يوجد لهذا النوع قواعد أو قوانين خاصة، حيث يستخدمه العامة في كتابتهم اليومية.

نشأة خط الرقعة العربي

بعدما تعرفنا إلى إجابة سؤال لماذا سمي خط الرقعة بهذا الاسم، دعونا نتعرف الآن إلى نشأته وتاريخه حيث ينقسم خط الرقعة في تاريخ انتشاره إلى نوعين، هما:

أولًا: خط الرقعة الأول

كانت نشأة خط الرقعة الأول في بلاد العالم العربي، حيث أُطلقت على خط ذاع صيته في بلاد المشرق العربي الإسلامي باستثناء المغرب والأندلس، وكان هذا الخط شبيه للخط الكوفي لكنه ليس متطورًا عنه؛ وذلك لدقة خطاطين الكوفة، وتبعًا للمقاييس والقواعد التي وضعوها في كتابة حروفهم والنقاط والتلوين، مما أدى إلى إعاقة الخطاطين على إخراج خط الرقعة بصورة هندسية خطية دقيقة.

يرجع الفضل إلى ابن مقلة الأندلسي في حفظ وتجويد هذا الخط، ويرجع ذلك للقرن الرابع الهجري، وجاء من بعده ابن البواب فثبت أصوله وقواعده.

خط الرقعة الأول ليس هو الخط الموجود حاليًا والمعروف باسم الرقعة، فقد استخدم هذا الخط في المعاملات الكتابية والأغراض الإدارية والتحريرية، وليس في كتابة القرآن الكريم، فكان يستخدم لكتابة الرقاع ومن هنا كانت تسميته بهذا الاسم.

ثانيًا: خط الرقعة الحديث

جاءت نشأة خط الرقعة الحديث من المزج بين خط النسخ وخط الثلث، ويظن البعض أن أول من استخدمه هو الخطاط التركي محمد عزت أفندي وأخذ ينمو ويطور في عهد السلطان سليمان وعبد الحميد الأول سنة 1200هـ.

وضع قواعد خط الرقعة الحديث الخطاط التركي أبو بكر ممتاز في عهد السلطان عبد المجيد عام 1280هـ، وسماه بخط همايون، وذاع صيته في الدولة العثمانية، حتى أنه تغلب على خط النسخ، والذي كان خطًا مقدسًا يستخدم في كتابة المصاحف والأحاديث النبوية الشريفة.

انتشر هذا الخط في مصر في عهد الملك فاروق، وأول من خط به هو نجيب بك كاتب الملك فاروق، ومن أشهر الخطاطين بخط الرقعة في مصر هو عدلي بولس، وكان أول رئيس للتحرير في جريدة الأهرام وانتشر في لبنان على يد الخطاط كامل بابا.

يستخدم خط الرقعة في التزيين، كما هو التزيين في المساجد القديمة وتم استخدمه حديثًا أيضًا لتزين المساجد والأماكن السياحية والقصور والمباني الضخمة العملاقة بهدف زيادة الدخل القومي من خلال السياحة وزيارة تلك المناطق.

اقرأ أيضًا: ما هي حروف الجر في اللغة العربية؟

أنواع الخطوط العربية

تتعدد الخطوط العربية في أشكالها وزخارفها الهندسية وتنقسم لعدة أنواع سنذكر من خلال النقاط التالية:

  • الخط الكوفي: يعتبر الخط الكوفي من أشهر وأقدم الخطوط العربية على الإطلاق، ويرجع سبب التسمية إلى نشأته في مدينة الكوفة في بلاد العراق، يمتاز تنسيقه وتماثل حروفه، ومن أشهر من اشتهر بهذا الخط هو العالم والخطاط يوسف أحمد.
  • خط النسخ العربي: سمي بهذا الاسم لكثرة تداوله والكتابة به، ومؤسس هذا الخط هو الوزير ابن المقلة، ويمتاز هذا الخط بالوضوح وكبر حروفه وهذا يضمن القراءة الصحيحة.
  • خط الرقعة: سمي بهذا السم نسب إلى الرقاع وهي جلد الغزال، ويعد الخطاط التركي ممتاز بيك هو واضع أسسه وقواعده، ومن سماته السهولة والسرعة، وهو من الخطوط المستخدمة يوميًا.
  • الخط الفارسي: يسمى بهذا الاسم نسبة إلى بلاد فارس، ويتميز بدقة حروفه وامتدادها، والبعد عن التعقيد والوضوح والسهولة.
  • خط الطغرى: هو الخط الذي يكتب بخط الثلث، ويعد ذلك من خصائصه، ويعتبر آخر استخدام أساسي له في نهاية عهد السلاطين والولاة.
  • خط الثلث: من أكثر الخطوط تعقيدًا في كتابته، وبالرغم من ذلك فهو يعد أجملهم وأروعهم شكلًا، تعد المرونة من ضمن خصائصه؛ وذلك لأن معظم حروفه تتكون من عدة أشكال للكتابة، ونظرًا لصعوبة كتابته وطول الوقت فإن استخدامه يقتصر فقط على العناوين الرئيسية وبعض الآيات.
  • الخط المغربي: يسمي بذلك الاسم تبعًا لمكان انتشاره الأساسي وهي بلاد المغرب، كما أنه ينتشر أيضًا في بلاد شمال أفريقيا، ومن ضمن خصائصه استدارة الحروف بشكل واضح وكبير.
  • خط الإجازة: وهو الخط الذي يجمع بين خطي الثلث والنسخ.
  • الخط الديواني: سمي هذا الخط بهذا الاسم نسبة إلى استخدامه في كتابة الدواوين، حيث يتميز بالحيوية وسهولة تطويعه وكتابته على سطر واحد، وواضعه هو إبراهيم منيف.

تتميز الخطوط العربية المتنوعة بالجمال والرونق، والتي تظهر في الصياغات الأدبية والعلمية، حيث يشكل كل حرف شكلًا جماليًا خاصًا.

قد يعجبك أيضًا