هل يدخل الجنة غير المسلمين

هل يدخل الجنة غير المسلمين، أم أن أصحاب الديانات الأخرى مصيرهم الحتمي هو النار، تدور تلك الأسئلة في ذهن الكثير من المسلمين، ودائمًا ما يكون من الأمور المثيرة للجد بشكل شديد، حيث يؤكد البعض على أن الجنة لا يدخلها سوى المسلمين فقط، بينما يرى البعض الأخر أن هناك من يدخل الجنة من غير المسلمين، ومن خلال هذا المقال عبر موقع زيادة سنتعرف على إجابة هذا السؤال.

هل يدخل الجنة غير المسلمين

كما وضحنا أن هناك اختلاف كبير بين العلماء حول التأكيد على احتمال دخول غير المسلمين للجنة، ومنهم من ينكر ذلك بشدة ومنهم من يؤكده، ولكن سنطرح الآن رأي شيخ الأزهر في هذا الموضوع.

سبق لشيخ الأزهر أن قال أن الله سبحانه وتعالى لن يعذب أهل الفترة، وعلى سبيل المثال فإن الأوروبيين يعاملون بنفس حكم أهل الفترة، ويرجع ذلك إلى أن الدعوة إلى الإسلام تم توصيلها إليها بشكل خاطئ ومغشوش، مما جعلهم ينفرون من الدين الإسلامي.

يستدل شيخ الأزهر على رأيه هذا بأن الناس في البلاد الأوروبية لا يعلمون أي شيء عن الدين الإسلامي، فقط يأخذون معلوماتهم عنه من خلال ما يتم عرضه على الشاشات من أمور شنيعة عن الإسلام والمسلمين من قتل وغيره، ولذلك فهم في حكم أهل الفترة، حيث لم يصلهم العلم المتعلق بالدين الإسلامي.

اتخذ الطيب دليل من القرآن الكريم للتأكيد على قوله، وهو قول الله سبحانه وتعالى: “وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا”، وأكمل حديثه بقوله كيف يقوم الله سبحانه وتعالى بتعذيب شعوب مثل تلك الشعوب التي لا تعرف أي شيء عن الإسلام أو عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.

لا يقتصر هذا الحكم فقط على الأوروبيين، بينما ينطبق أيضًا على الوثنيين الموجودين في أدغال قارة إفريقيا، حيث أنهم أيضًا لم تصلهم الدعوة للدين الإسلامي، أو وصلت إليهم بشكل منفر ومشوه، وهو ما تسبب في كرههم للدين الإسلامي ورسوله عليه الصلاة والسلام.

أشار الشيخ الطيب أيضًا إلى قول الشيخ محمود شلتوت شيخ الأزهر الأسبق في هذا الأمر، حيث قال أن الكفر الذي يدخل على إثره الإنسان جهنم يكون لمن وصلته رسالة الدين الإسلامي بالشكل الصحيح، وكان متوفر لديه التفكير والتأمل فيه، وتأكد من أنه الدين الحق، إلا أنه بالرغم من ذلك لم يدخل الدين الإسلامي وظل على كفره.

خلال حديث الشيخ الطيب أشار إلى وجود تقصير كبير من جانب علماء الإسلام من حيث تبليغهم لرسالة الدين الإسلامي بشكله السمح لغير المسلمين في البلاد المختلفة، والتقصير يعد من جانبين، فالأول هو سكوتهم عن تبليغ الرسالة لغير المسلمين وتركهم بعد ذلك في اتخاذ قرار الإسلام أو تركه، والجانب الآخر هو تصوير الإسلام بشكل مجتزأ ورديء.

وجه شيخ الأزهر أيضًا انتقاد للأسلوب الذي يتم اتباعه عند مخاطبة الأشخاص الغير مسلمين الموجودين في إفريقيا، حيث قال أن الدعاة احين يتوجهون لإفريقيا لا يكون تركيزهم مع الوثنيين، بينما يكون توجههم للمسلمين، وذلك ليقولو لهم بأنهم صوفية أو أشاعرة كفار، وأن عليهم الدخول مرة أخرى في الإسلام، وهو ما يعد جهد دون فائدة بالإضافة إلى إهدار المال، وذلك لفساد هذا المنطلق في الدين الإسلامي.

أكمل الشيخ الطيب انتقاده لما يحدث بين التيارات والطوائف الإسلامية المختلفة من حيث تكفيرهم لبعضهم البعض، فقد قال أن هناك الكثير ممن يرون أن القضاء على الصوفية أهم من تبليغ الإسلام للوثنيين، وأشار إلى أن تلك الصورة التي يظهر بها الإسلام على أنه دين يقوم علمائه بتكفير بعضهما ويتقاتلون فيما بينهم هو ما يضر بنشر الدين الإسلامي بمفهومه الصحيح.

اقرأ أيضًا: الحيوانات التي لا تدخل الجنة

هل الجندي المسيحي إذا استشهد يدخل الجنة

كان الدكتور أحمد كريمة (أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر)، رأي في موضوع دخول الجندي المسيحي للجنة إذا استشهد، حيث قال أن الجندي المصري لا أهمية لديانته، ولا يوجد اختلاف إذا كان يتبع للدين الإسلامي أو المسيحي، ففي حالة استشهاد أي جندي في سبيل الله يكون مصيره الجنة كما وعد الله بذلك.

هل كل المسلمين يدخلون الجنة

من قام بنطق شهادة أن لا إله إلا الله وهو مؤمن ومصدق بها، ثم مات عليها، فإن مصيره في نهاية المطاف يكون دخوله الجنة، وذلك حتى وإن طالت مدة عذابه وبقائه في نار جهنم، فإن مصيره في النهاية يكون الجنة، وهذا ما يعتقد فيه أهل الجماعة والسنة.

اقرأ أيضًا: لماذا ابليس كان يعيش مع الملائكة

هل الترحم على غير المسلمين حرام

تناول الدكتور أحمد ممدوح ” القائم بأعمال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية” الإجابة عن السؤال حول جواز الترحم على غير المسلم بأن هناك أمرين يجب التفرقة بينهما فيما يتعلق بالترحم على غير المسلمين، فإن الله تعالى تعهد بعدم المغفرة لمن مات على غير الإسلام.

نظرًا لذلك فلا يجب طلب المغفرة لغير المسلمين، بينما من الجائز طلب الرحمة له، حيث تختلف الرحمة عن المغفرة، فرحمة الله أوسع كثيرًا من المغفرة، كما وضح العلماء أن رحمة النبي تجوز على جميع البشر سواء في الدنيا أو في الآخرة، وفي يوم القيامة تذهب كل الخلائق لطلب الشفاعة من النبي سواء كانوا من المؤمنين أو الكفار، ثم يشفع لهم النبي عليه الصلاة والسلام للتخفيف من ذنوبهم.

مما سبق نستنتج أن الترحم هو أمر جائز على غير المسلمين، بينما المنهي عنه هو طلب المغفرة، واستكمل الدكتور أحمد ممدوح حديثه قائلًا أن للمسلم أن يترحم على غير المسلم المعروف بأخلاقه الطيبة والكريمة، وعدم معاداته للدين الإسلامي، ولا يعد ذلك ذنب يأثم عليه.

اقرأ أيضًا: ما هو أول يوم خلقه الله سبحانه وتعالى؟

حكم قول كافر للمسيحي

وضح الدكتور عبد الفتاح العواري (عميد كلية أصول الدين في جامعة الأزهر) رأي الإسلام في تكفير الشخص المسلم لغيره المسيحي.

حيث قال أن القيام بمثل تلك الأفعال يعد من العوامل المسببة للزيادة من مشاعر الكراهية، وهو ما قد نهانا عنه الدين الإسلامي، فقد حرم الله تعالى على المسلمين بتوجيه السباب إلى الأوثان والأصنام، لما يترتب عليه من أذى لمن يعبدونها.

فإذا نهانا الله تعالى أن سب الأصنام المصنوعة من الحجارة، فمن الأولى أن يكون نهانا أيضًا عن توجيه السباب لمن هم على دين آخر غير الإسلام، فكل إنسان مسؤول عن معتقداته، ولا يحق لأي شخص أن يتدخل بها.

حكم حضور جنازة غير المسلم

أوضحت دار الإفتاء حكم حضور المسلم لغيره من الذين لا يتبعون الدين الإسلامي، حيث أباحت حضور الجنازة، وأكدت على عدم وجود أي مانع شرعي لحضور الجنازة الخاصة بالأشخاص الغير مسلمين، كما لا يوجد ما يمنع القيام بواجب التعزية.

كان الاستدلال على هذا الرأي نابع من ما يأمر به الدين الإسلامي بالتعايش مع الأديان الأخرى بسلا بشرط عدم المشاركة فيما يتعارض مع ثوابت الدين.

وأن الإسلام معروف بالمعاملة الحسنة مع الجميع، حتى مع أصحاب الديانات المختلفة الأخرى، ومشاركتهم في المواقف الحزينة والسعيدة كذلك، ومن يقوم بذلك فهو يساعد في نشر الصورة الجيدة للدين الإسلامي، ولا يأثم على ذلك.

 

بهذا ينتهي مقالنا عن الإجابة على سؤال هل يدخل الجنة غير المسلمين، والذي تعرفنا من خلاله على أنه من الجائز أن يدخل بالفعل غير المسلمين الجنة، ولكن ذلك في حالات محددة.

قد يعجبك أيضًا