هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد

هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد؟ وما هي شروط قبول التوبة؟ حيث إن بعد ارتكاب العبد أي ذنب أو معصية يقوم بالرجوع إلى الله – عز وجل – وطلب السماح والعفو عن هذا الذنب، وطلب رحمة الله بعد ارتكاب المعصية، ومن خلال موقع زيادة نعرف هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد أم لا تقبل.

هل تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد

يعد الزنا من المعاصي والذنوب الكبيرة، فهو كبيرة من الكبائر التي تؤدي إلى غضب الله – سبحانه وتعالى – ويوجد عقوبة للزاني وهو الرجم بالحجارة حتى الموت، فإذا تأمل العبد هذه العقوبة في الدنيا وما أعده الله – عز وجل – في الأخرة من عذاب للزاني، يعلم العبد إنها من أبشع الذنوب والمعاصي.

يمحو الله – سبحانه وتعالى – الذنوب ويقبل التوبة وقال تعالى في كتابه عن الزنا والقتل: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ) [الفرقان: 70]، وقال رسول الله – صلٍ الله عليه وسلم – أيضًا في أمر التوبة: “التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لا ذَنْبَ لهُ” (رواه أبو سعد الأنصاري)، أي الذي تاب إلى الله بنية خالصة في عدم ارتكاب الذنب مرة أخرى تاب عليه الله – سبحانه وتعالى -.

أما عند الحديث عن إقامة الحد فهو ضروري من أجل توبة الزاني، ولا تقبل توبة الزاني دون إقامة الحد، أي لا تنفع توبة العبد إلا بإقامة الحد حتى لو تاب إلى الله – عز وجل – وهذا ما يظهره الحكم الشرعي.

في حالة القيام بمعصية الزنا يتم إقامة الحد عليه، ومن تاب بعد قتل النفس بغير حق يُقام عليه القصاص حتى إذا تاب توبة خالصة لله تعالى، ولكن من تاب قبل أن يقدر عليه فعل الذنب ثم تاب الله عليه قبل أن نقدر عليه وجاء العبد نادمًا تائبًا، في هذه الحالة لا يُقام الحد عليه وقال الله تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ) [المائدة: 34]، وهذا يشير إلى أن التوبة قبل القدرة حكمها يختلف عن التوبة بعد القدرة.

قبول توبة الزاني

يعد الزنا كبيرة من الكبائر في الإسلام، حيث إنه فعل شنيع وقبيح جدًا، وفي حالة وجود الزاني محصن أي متزوج فذلك ذنبه أكبر وأعظم؛ لأن الله – عز وجل أنعم عليه بالزوجة والعائلة ورغم ذلك ذهب في طريق المعاصي لقضاء شهوته، وتعد كفارة تلك المعصية في الإسلام هي الرجم حتى الموت.

في حالة عدم وجود شهود على ذلك الأمر فهذا يعني أن الله – عز وجل – قد ستر عن هذا الذنب، وينبغي على الزاني أن يتوب توبًا نصوحة ويعزم على عدم ارتكاب هذا الذنب مرة أخرى، وقد روي عبادة بن الصمات عن رسول الله – صلٍ الله عليه وسلم – وقال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ، وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِن أصْحَابِهِ: بَايِعُونِي علَى أنْ لا تُشْرِكُوا باللَّهِ شيئًا، ولَا تَسْرِقُوا، ولَا تَزْنُوا، ولَا تَقْتُلُوا أوْلَادَكُمْ، ولَا تَأْتُوا ببُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بيْنَ أيْدِيكُمْ وأَرْجُلِكُمْ، ولَا تَعْصُوا في مَعروفٍ، فمَن وفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللَّهِ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَعُوقِبَ في الدُّنْيَا فَهو كَفَّارَةٌ له، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَهو إلى اللَّهِ، إنْ شَاءَ عَفَا عنْه وإنْ شَاءَ عَاقَبَهُ فَبَايَعْنَاهُ علَى ذلكَ” (رواه البخاري).

يكثر الزاني من الاستغفار والأعمال الصالحة والجيدة، والابتعاد عن أي ذنوب ومعاصي، والله – عز وجل – يحب التائبين حيث قال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].

شروط قبول التوبة

عند ارتكاب العبد للذنوب والمعاصي، لا بد أن يتوب ويرجع إلى الله – عز وجل – وتتم التوبة من خلال عدة أمور ومن أجل قبول التوبة ينبغي توافر مجموعة من الشروط، ومن هذه الشروط ما يلي:

  • الرجوع عن الذنب بشكل نهائي والعزم على عدم العودة إليه.
  • الشعور بالندم بعد ارتكاب المعصية.
  • الإخلاص لله – عز وجل – بالتوبة، وأن تكون النية صادقة والحصول على رضى الله تعالى.
  • التوبة قبل الغرغرة أي قبل لحظات الحياة الأخيرة.
  • القيام بأعمال صالحة مثل بر الوالدين وتقديم الخير.
  • أن يشعر الزاني بحجم المعصية التي قام بها والخطأ الكبير في حق الله – سبحانه وتعالى-.
  • الابتعاد عن ارتكاب الذنب، والندم على فعله.
  • الابتعاد عن أصحاب السوء الذين يشجعون على ارتكاب الذنوب والمعاصي.
  • لا بد من غض البصر عن الحرام.
  • الابتعاد عن الخلوة بامرأة غير المحارم.

اقرأ أيضًا: شروط التوبة من الزنا

تتم التوبة بإخلاص وصدق ونية خالصة لله – عز وجل – ويبتعد الزاني عن ارتكاب الزنا مرة أخرى والابتعاد عن المعاصي والذنوب، وذلك من خلال التقرب إلى الله – سبحانه وتعالى – بواسطة الأعمال الصالحة وأداء العبادات والصيام وإخراج الصداقات.

قد يعجبك أيضًا