اليوم العالمي للصحة النفسية 2024

ما هو اليوم العالمي للصحة النفسية؟ وما الغرض من تحديده؟ إن الاهتمام بالصحة لا يشمل البدن فقط، بل هناك صحة نفسية يجب تسليط الضوء عليها نظرًا لأهميتها وخطورة إهمالها لما تنتجه من توابع، وهي تعني بوجود حالة نفسية وسلوكية جيدة، وقد عرفتها منظمة الصحة العالمية بأنها الحالة التي تكفل للفرد الاستقلال والرفاهية والشعور بالارتياح، لذا من خلال موقع زيادة سنشير إلى اليوم العالمي للصحة النفسية بتوضيح أهميته.

اليوم العالمي للصحة النفسية 

جاء وباء كورونا بالأثر السلبي على النفسية العامة في المجتمعات لما أحدثه من أضرار بالغة ومعدل وفيات مرتفع، على أن هناك فئات بعينها قد تضررت من الجائحة في كافة الجوانب، المادية منها والمعنوية، خاصة أولئك المعنيين بتقديم الخدمات الطبية.

بالإضافة إلى التأثير البالغ على الفئات المهمشة، إلى جانب الذين يعانون من أمراض نفسية من الأساس، فيزيدهم الوباء العالمي خللًا في صحتهم النفسية، ناهيك عن تعطيل خدمات الصحة النفسية والعصبية جراء الجائحة.

في شهر مايو 2024 عقدت جمعية الصحة العالمية التي نظمتها منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فكانت تضم الكثير من حكومات الدول لمناقشة الأمر نظرًا لأهميته، فبدلًا من الحرص فقط على تقديم الرعاية الصحية للأبدان، إعطاء جانب من الاهتمام للصحة النفسية للمواطنين.

على أن اليوم العالمي للصحة النفسية 2024 يوافق 10 أكتوبر، الذي يعني بتعزيز الوعي العام بمناقشات خاصة بالصحة النفسية، لتشمل جميع المواطنين في كافة البقاع.

ففي هذا اليوم يتم إلقاء بعض المناقشات الإيجابية التي من شأنها أن تكون مصدر لإلهام من يعانون من الخلل والاضطراب جراء آثار الجائحة، فبذلت بعض البلدان جهودًا عظيمة لتقديم الدعم للآخرين في هذا الصدد، كذلك فالشعار الذي يتم رفعه في اليوم العالمي للصحة النفسية هو “الرعاية الصحية النفسية للجميع” لنجعل هذا واقعًا.

اقرأ أيضًا: متى تأسست منظمة الصحة العالمية؟

طرق الاهتمام بالصحة النفسية

هناك عدة تدابير تتخذها بعض البلدان حتى تجعل المواطنين في موطن استفادة من الجهود المعنية بالصحة النفسية، هادفة في سعيها إلى تقليل عدد المصابين بفيروس كورونا، ذلك لأن زيادة عدد الإصابات اليومية لها بالغ الأثر النفسي على روتين الحياة عند الأغلب.

كذلك فإن توابع جائحة كورونا التي ظهرت في التلقين عن بعد، إيقاف بعض أنواع العمل، ومنع التواصل مباشرة مع البعض، كل تلك الإجراءات تحتاج إلى وقت طويل حتى يتم التأقلم عليها واعتبارها بديلًا وافيًا عن العادات اليومية السابقة.

هنا تسعى الجهات المعنية إلى إدارة تكيف المواطنين مع تلك الأمور، فضلًا عن تخفيف مشاعر الخوف لديهم من الإصابة بالعدوى، فالشعور بالقلق الدائم من شأنه تحطيم الحالة النفسية، فيعد فيروس كورونا بمثابة تحدي صعب أمام الجميع.

كما أنه لا ينبغي أن يقتصر اهتمام السياسات المحلية المعنية بالصحة النفسية على الاضطرابات الخاصة بها فقط وتوضيحها، بل يجب أن يتجاوز هذا ليعني بتوضيح القضايا واسعة النطاق التي من شأنها إحداث التعزيز الإيجابي للصحة النفسية.

لذا هناك عدة نصائح وتوجيهات تعمل على تقديم الدعم النفسي، جاءت في إطار الاهتمام بتخصيص اليوم العالمي للصحة النفسية في هذا التوقيت، ومن تلك الإرشادات ما يلي:

1 الاطلاع على المستجدات الموثوق منها

ربما يكون هناك أثرًا سلبيًا لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة عند الترويج إلى الشائعات التي تبث الذعر لدى فئات دون الفئات المستهدفة من الأمر، الأمر الذي يعود بالسلب خاصة على أولئك الذين يقتصرون في تلقي معلوماتهم على تلك الوسائل النخبوية.

لذا لا يجب متابعة الأخبار إلا من خلال المصادر الموثوق منها، حتى إن كانت تلك الأخبار ليست إيجابية محفزة بالقدر الكافي، يكفي أن تكون حقيقية لاطلاعك على ما يمكن فعله على إثرها، فتأخذ الاحتياطات اللازمة دون الصدام بالمفاجئات السيئة.

احرص على الاستماع إلى توصيات السلطات المعنية في بلدك، وما تصدره من توجيهات على القنوات الإخبارية المعتمدة، علاوةً على اتباع ما يصدر عن منظمة الصحة العالمية.

2لا تستنزف أوقات طويلة في الاستماع إلى الأخبار

عند تلقي أخبار سيئة لقدر كبير، عليك بالتقليل من متابعتها أو التقليل من الوقت الذي تخصصه يوميًا لمتابعتها، حرصًا على عدم إثارة مشاعر القلق المفرطة، فقط عليك بالبحث عن آخر المستجدات اليومية الرئيسية دون التطرق إلى التفاصيل المؤلمة.

بالإضافة إلى عدم استهلاك عدد ساعات متفرقة من اليوم على تلك الأخبار، فهذا يبعث الطاقة السلبية على مدار اليوم، فيمكنك تخصيص وقت محدد لها دون الإخلال به، واترك بقية اليوم لنشاطاتك الأخرى، هذا بالنسبة لكبار السن على وجه الخصوص.

اقرأ أيضًا: ما هي التراكمات النفسية

3لا تقطع تواصلك مع الآخرين

لا يُمكن أن تكون جائحة كورونا هي الحاجز بينك وبين أقاربك وأصدقائك، فإذا كان اتباع الإجراءات الاحترازية يستلزم مكوثك في المنزل، فهذا لا يمنعك تواصلك الإيجابي معهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو الاتصال تليفونيًا.

ذلك لأن التأقلم مع الآثار السلبية الناتجة عن فيروس كورونا من أول الأسباب الهادمة للصحة النفسية، فلا تدخل نفسك في دائرة السلبيات، تعامل مع الأمر بقدر من الحكمة، ولا تغير ما كنت معتادًا عليه من قبل في تواصلك مع الآخرين.

4انظر إلى الإيجابيات

هذا هو قانون الأصحّاء، النظر إلى الإيجابيات إن كانت السلبيات تملأ الأرجاء، فلابد من وجود شيء إيجابي محفز على الاستمرار للأمام، فإن كانت جائحة كورونا قد سببت في عدم الخروج من المنزل حرصًا على السلامة العامة، فاستغل الأمر واصنع لذاتك أنشطة يومية من شأنها أن تكون معينًا مثمرًا لك في وقت الفراغ.

عليك باكتساب عادات جديدة يومية تبعًا لقدراتك ومهاراتك، من الممكن أيضًا الاهتمام بأمورك الشخصية بشكل أكبر عن ذي قبل، علاوةً على الانتظام في مواعيد النوم والاستيقاظ، فهذا سيؤثر إيجابًا على صحتك العامة.

خصص وقتًا لممارسة الهوايات واكتشف نفسك، وربما تجد ضالتك في العمل على إحدى وسائل العمل على الإنترنت المربحة والمعززة للمهارات في آن واحد.

من الممكن أن تمارس الرياضة في المنزل بمتابعة المواقع والتطبيقات المعنية بالأمر، يمكن القول إنه بإمكانك فعل كل ما كنت تعجز عن فعله أثناء انشغالك خارج المنزل.

5قدم الدعم للآخرين

أجلّ ما يُمكن فعله في هذا الوقت الحرج هو تقديم الدعم الإيجابي للآخرين وتحفيزهم على عدم اليأس، فيمكنك اغتنام الفرص المتاحة لك عبر الإنترنت لتنشر الإيجابيات على الحسابات الخاصة بك، وهذا عمل فاضل ستنال جراءه كل ما هو إيجابي.

بل يُمكنك مساعدة المصابين بالفيروس من خلال حثهم على الاستمرار في التفاؤل لتمام التعافي، فالحالة النفسية السيئة هي أكثر دافع للحالة الصحية الغاية في السوء، فقط قدم لهم بعض النصائح عن بعد، ولا تستهين بآثارها وبصماتها على صحتهم النفسية.

 

هكذا كانت تلك أهم ما تدعو إليه الجهات المنظمة لليوم العالمي للصحة النفسية، على اعتبار أن الصحة أشبه باكتمال السلامة البدنية والعقلية والنفسية معًا، وليست قاصرة على التعافي من المرض فقط.

اقرأ أيضًا: أهداف منظمة الصحة العالمية

خطة عمل شاملة للصحة النفسية 2013

جدير بالذكر أنه في عام 2013م اعتمدت جمعية الصحة العالمية التابعة للمنظمة خطة شاملة للصحة النفسية تبدأ من 2013 وتنتهي 2020م، تشير تلك الخطة إلى التزام الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية باتخاذ التدابير المعنية بتحسين الصحة العامة والنفسية.

تناولت الخطة 4 أهداف رئيسية يُمكن توضيحها فيما يلي:

  • العمل على تنفيذ الاستراتيجيات المعنية بالوقاية من اضطرابات الصحة النفسية.
  • تقديم التدعيم البحوث اللازمة ونظم المعلومات الخاصة بالصحة النفسية.
  • تعزيز وجود القيادة الناجحة في الاهتمام بشؤون الصحة النفسية.
  • توفير الخدمات المعنية بالصحة النفسية استجابة لاحتياجات المواطنين.

إن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة ولا يقل أهمية، وتتأثر بدورها بكافة العوامل الاجتماعية، لذا عنيت منظمة الصحة العالمية وخصصت يومًا معنيًا بالصحة النفسية معترف به في كافة بقاع العالم.

قد يعجبك أيضًا