تجربتي في الفصل من العسكرية

تجربتي في الفصل من العسكرية كانت تجربة مؤلمة في بدايتها، لكنها غيرت نظرتي للحياة بشكل كبير، فقد شعرت بحزن شديد في أول هذه التجربة لكن الله منّ عليّ بالحل الذي يرضيني ويعوضني خيرًا عن هذا البلاء، وهذا ما سوف أشاركه معكم من خلال موقع زيادة.

تجربتي في الفصل من العسكرية

بدأت تجربتي مع الفصل من العسكرية عندما علمت بمرض أمي ولم أستطع أن أحصل على الإجازة التي كنت أرغب بها، لأني كنت عائدًا للتو من إجازتي الرسمية، وما لبثت أن عدت منها حتى جاءني خبر مرض أمي.

فلم أتمالك نفسي ونسيت الخدمة وهرعت لإنقاذها وتوفير الرعاية الصحية اللازمة، لاسيما أن أخي يعمل في بلد آخر ووالدي ليس لديه المقدرة على توفير الرعاية الصحية الكاملة لها.

  • كما أنني لم أتحمل الخبر وكان لدي دافع قوي لرؤيتها والبقاء إلى جانبها، متجاهلًا القانون العسكري الذي ينص على العقاب بالفصل العسكري إذا تغيب عن الخدمة لمدة سبعة أيام بدون إبلاغ الأمر بعذر مسبق.
  • عندما اتصل بي القائد عن السبب في عدم وجودي في الخدمة ذكرت له السبب لكنه كان رجلًا يقدس الحياة العسكرية لأقصى حد، ولا يعرف أعذارًا في تطبيق القانون العسكري وأمرني بالعودة متوعدًا بالعقاب، في نفس الوقت الذي أخبرني الطبيب أن الوالدة تحتاج جراحة ويجب إجراؤها في أقرب وقت.
  • بعد أن أجريت العملية واستقرت صحة الوالدة عدت لتسليم نفسي في الوحدة التي اتبعها، لأجد نفسي محولًا إلى المحاكمة، عندما ذهبت إلى مكتب القائد وملأت استمارة المحاكمة العسكرية وبدأ التحقيق.
  • أظهرت أسباب امتناعي عن أداء الخدمة، لكن الأعذار لم تكن قانونية كما أني أخطأت في عدم إبلاغي قبل العودة إلى المنزل.
  • بعد أن تم اعتماد قرار الفصل شعرت بالأسى والحزن على عملي الذي فقدته ودعوت الله أن يعوضني عن هذا البلاء وصبرت على ما ألم بي.
  • فكان عزائي الوحيد هو تماثل أمي للشفاء، عزمت على عدم اتخاذ القرارات الانفعالية والصبر على المصاب والتفكير بهدوء في حل تلك المشكلة.

اقرأ أيضًا: وش رأيكم في الشرطة العسكرية

إجراءات العودة إلى الخدمة بعد الفصل

من خلال تجربتي في الفصل من العسكرية تعلمت أن الفرج يأتي من الله خاصةً عندما يكون البلاء خارج عن يد الإنسان، كما أنني تعرفت على الأشخاص التي تحبني حقًا وتكن لي الاحترام والتقدير، والأشخاص التي تقتصر علاقتي بهم على مصالح العمل ليس إلا.

  • بعد يوم من التفكير والبحث عن طرق العودة إلى الخدمة وتقديم التظلم، وجدت القائد المباشر يتصل بي وكان بيننا احترام متبادل، وكان يشهد لي دائمًا بالكفاءة والإخلاص في العمل.
  • بعد السلام والاطمئنان على صحة والدتي، سألته ماذا تقترح عليّ للرجوع إلى الخدمة وما هي الإجراءات القانونية اللازمة لتقديم الطلب.
  • حدثني القائد عن نظام الأفراد العسكريين في المؤسسة العسكرية السعودية بصفته مجموعة متكاملة من القوانين التنظيمية التي تختص بأعمال الموظفين العاملين في القطاعات السعودية في النظام العسكري، ونصحني بتقديم نموذج طلب إعادة الخدمة العسكرية إلى هذا النظام لأنه المسار القانوني الوحيد.
  • تتمثل استمارة طلب الخدمة في كتابة خطاب مفاده طلب العنصر المفصول من الخدمة بإعادته إلى الخدمة وتقديمه إلى نظام الأفراد العسكريين، كما قال لي لا داعي للقلق بخصوص هذا الشأن وأن الكثير من الحالات المشابهة قدموا التماسًا وتم قبوله.

كيفية العودة للخدمة العسكرية 1443

من أهم الأمور التي تعلمتها أثناء تجربتي في الفصل من العسكرية هي اتباع الخطوات القانونية التي تضعها الدولة بشكل صحيح للوصول في النهاية إلى ما تريد بطريقة شرعية، كما علمت بأن القانون يجيز للعسكري المفصول من الخدمة العسكرية لأسباب واضحة في القانون العسكري أن يعود من خلال تقديم عرض.

قمت بتقديم العرض بهدف العودة على الخدمة العسكرية، بعد إرفاق جميع الأوراق الثبوتية التي توضح حالتي التي تسببت في وقوع البند الذي كان سبب الفصل، وهو الغياب عن الخدمة لمدة تتخطى السبعة أيام.

قامت السلطات المختصة في نظام الأفراد العسكريين بتقييم حالتي وتحدد الموقف فيما إذا كنت أستحق العودة أم لا؟ وهل كان العذر مقبولًا أو يجب الاستمرار في قرار الفصل؟ لكن تطلب مني الأمر استيفاء بعض الشروط والضوابط الهامة.

 

شروط العودة إلى الخدمة العسكرية بعد الفصل

وضعت الهيئة المنظمة للأفراد العسكريين بعض لضوابط والشروط التي يجب أن تتوافر في الجندي المفصول من الخدمة، بهدف التأكد من جديته وأهليته للعمل العسكري، وهل لديه من الرصيد الأخلاقي والعمل ما يكفي لاستعادة موقعه أم لا؟

  • اشترط القانون العسكري في حالتي إظهار ما يثبت الظروف القهرية التي تسببت في التغيب عن الخدمة، مما استلزم إحضار جميع التقارير الطبية وأوراق العملية الجراحية التي أجريت لوالدتي وتقديمها مع الطلب حتى تنظر اللجنة فيها.
  • كذلك يشترط أن يكون حسن السير والسلوك أثناء الخدمة قبل الفصل، وهذا ما يظهر في تقارير القادة.
  • يجب أن تكون المخالفة التي قام بها العسكري هي الوحيدة في ملفه العسكري وعدم تكرار المخالفة التي ارتكبها عدة مرات.
  • خلو الملف الجنائي من الجرائم المُخلة بالشرف عدم صدور أحكام سابقة.
  • يشترط أن يكون الجندي المفصول مؤهلاً لأداء الخدمة العسكرية مرة أخرى من الناحية البدنية والعقلية.

اقرأ أيضًا: شروط العودة للخدمة العسكرية

المحظورات على العسكريين في المملكة السعودية

بعد صدور قرار بعودتي إلى الخدمة حرصت على معرفة جميع القواعد المنظمة للأفراد العسكريين في المملكة، والالتزام بالمواد القانون العسكري المنصوص عليها في نظام الخدمة العسكرية، لأن القيام بأحد تلك المحظورات يتسبب في الفصل من الخدمة، وهذا ما لا أريد تجربته مرة أخرى.

  • زواج العسكري من أجنبية، قد يعرض المعلومات والأسرار العسكرية لإفشائها.
  • الدخول في مجال العمل السياسي أو القيام بالأعمال المنافية لتوجهات النظام العسكري، مثل التعبير عن الآراء السياسية المناهضة، أو الانضمام إلى المنظمات أو الجماعات والمشاركة في الاجتماعات.
  • الدخول في أنشطة تجارية طالما كان على ذمة القوات العسكرية، لتجنب استخدام السلطة والنفوذ.
  • الاحتفاظ بالمستندات العسكرية الرسمية والوثائق الإدارية التي يراها بسبب طبيعة عمله، ماعدا الأوراق الشخصية الخاصة للعسكريين، ما لم تكن أوراقًا سرية.
  • إفشاء الأسرار العسكرية جريمة تعرض صاحب هذا الفعل للمحاكمة وتعد من أخطر السلوكيات المحظورة على العسكريين، حتى وإن كان إفشاء الأسرار للسلطات العسكرية أو لأشخاص في المناصب العسكرية، ويلتزم الرجل العسكري بتلك إخفاء الأمور حتى بعد التقاعد.
  • لا يجوز للعسكري الخدمة العسكرية في بلد أجنبي بعد التقاعد، إلا بعد الحصول على تصريح رسمي من وزير الدفاع.
  • يحظر على العسكري تأسيس الشركات أو قبول منصب إداري في مجلس إدارة شركة.
  • انتقاد حكومة المملكة من الأعمال المحظورة على عناصر القوات العسكرية خاصةً في وسائل الإعلام، سواء داخل السعودية أو خارجها.
  • قبول الهدايا أو المكافآت من خارج المؤسسة العسكرية، لأن تلك السلوكيات من شأنها التأثير السلبي على توظيفهم العسكري.

اقرأ أيضًا: الرتب العسكرية بالسعودية

أسباب فصل العسكري من الخدمة

تجربتي في الفصل من العسكرية علمتني أن أكون على دراية كاملة بالقانون العسكري بعد العودة إلى الخدمة العسكرية، حتى لا أقع في مثل هذا الموقف مرة أخرى، خاصةً الإحاطة بجميع الأفعال التي تخالف الأحكام والضوابط العسكرية، وبالبحث في اللوائح عرفتها على سبيل الحصر.

  • إدارة الوحدات العسكرية بطريقة خاطئة وافتعال العراقيل لأهدافها.
  • إذا جاء العسكري بأعمال منافية للآداب أو المبادئ الأخلاقية أو الدينية.
  • أفعال من شأنها تلويث كرامة الزي العسكري أو الرتبة أو الشرف العسكري.
  • إذا قام الرجل العسكري بإحدى الجرائم التي تتعلق بمخالفة القوانين والتعليمات العسكرية وفقًا لما ورد في مادة 52، 53
  • السلوكيات الشخصية غير اللائقة المطابقة لمواد القوانين العسكرية خاصةً المادة 67، 68
  • أن يسيء استخدام الزي العسكري أو السلطة في التعدي على المواطنين.
  • الاستخدام الخاطئ للسلاح العسكري أو إظهاره في وجه المواطنين بدون سبب.
  • استغلال العلاقات العسكرية والصلاحيات الإدارية في تحقيق منفعة شخصية.
  • عندما يهمل الرجل العسكري في المهام والواجبات المكلف بها.
  • كسر الأوامر العسكرية أو مخالفة تعليمات القائد العام.
  • التخاذل في أداء الخدمات العسكرية والتخلف عنها دون سابق إذن.
  • ترك الخدمة أو الانقطاع عن الحضور في الموعد المقرر دون إصدار تقرير رسمي بذلك.
  • ارتكاب الجرائم التي تمس الأمانة مثل الحصول على الرشوة.
  • العبث بالأوراق الرسمية مثل أعمال التزوير والأعمال غير القانونية مثل شهادة الزور.
  • الفساد الإداري مثل الحصول على ترقيات أو أوسمة عسكرية دون استحقاق.
  • ضباع العهدة أو السرقة والاختلاس من الميزانية العسكرية.
  • الهروب من الخدمة والسفر إلى دولة أخرى والأعمال التي تمثل خيانة للوطن.

تجربتي في الفصل من العسكرية تعلمت منها العديد من الدروس الهامة، لذلك قررت مشاركتها مع الجميع لكي تعم الفائدة وينتشر الوعي.

قد يعجبك أيضًا