هل إذا فسرت الحلم بنفسي يقع

هل إذا فسرت الحلم بنفسي يقع؟ يرى البعض أنهم يمتلكون قدرة تفسير أحلامهم ويتساءلون هل بذلك تقع أحلامهم أم لا، وهل يعطي المرء الحالم نفسه تفسير حقيقي أم منحاز لنفسه فقد يأتي الحلم كاشفًا عن موت قريب أو حادث أو ما شابه، وذلك ما يتبين عبر موقع زيادة.

هل إذا فسرت الحلم بنفسي يقع؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:} إنَّ الرؤيا تقع على ما تعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رِجلَيه فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا، فلا يحدث بها إلَّا ناصحًا أو عالمـًا {.

ينهى الرسول عن تفسير الرؤى إذ لم تكن على علم بها، حيث إن تفسير الأحلام هو علم له أصوله ومصادره التي يستند عليها، والخوض في تفسير الحلم أو الرؤيا لا يكون فأل خير.

لذلك فإذا قررت تفسير رؤياك على نفسك كن حذرًا وتوخي الأمانة العلمية إن وجدت، وإن لم توجد فالأفضل أن تتوجه لأهل العلم وتسألهم قبل أن تقع فيما قد يضرك.

يجب أن يضع الحالم في اعتباره أن ليس لكل رؤية تفسير فقد يكون الحلم من الشيطان أو كما يقولون أضغاث أحلام ليس لها ما يفسرها.

اقرأ أيضًا: بحث كامل عن علم التفسير

آراء العلماء في تفسير الحلم لحلمه

  • يقول النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير الرؤيا “أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا” وبذلك لا يقطع بفكرة التفسير بأنها حقيقة مطلقة، ولا أنها باطل بشكل كامل.
  • كما أكد بعض العلماء أمثال المفسر أبو عبيد “الرؤيا لأول عابر” ويقصد ذلك أن أول مفسر للرؤية عادةً ما يتحقق تفسيره، أو بمعنى آخر لا على الحالم أن يسأل أحد غير الأول، فإن لم يصب تفسيره فعليه بالرجوع إليه.
  • قال النابلسي “الرؤيا معلقة متوقفة على تأويلها، فمتى أولت وقعت”، وهنا تطرق النابلسي لنقطة أخرى وهي عدم وقوع الرؤيا إلا بتفسيرها سواء من قبل الرائي نفسه أو من قبل أول مفسر لها.
  • يرى الطيبي أن التفسير الصحيح للرؤيا ووقوعها يستلزم بعض النقاط أهمها التعبير الصحيح والدقيق عن الحلم من قِبل الحالم، كما يتطلب التفسير الجيد الاستناد إلى ما ورد في القرآن والسنة وما ورد عن التابعين مثل ابن سيرين وغيره من كبار المفسرين.

تفسير الحالم لحلمه السيء

يشعر الحالم بخوف شديد من الأحلام السيئة التي يرى فيها دم أو شخص بشكل مخيف أو شخص يهدده، ويدفعه الخوف إلى كتمان هذه الأحلام وعدم البوح بها ولا محاولة تفسيرها.

لكنه في قرارة نفسه يحاول تفسيرها ودائمًا ما يصل به الأمر إلى الخوف الشديد من الإصابة بمكروه؛ لذلك عليه تحصين نفسه للوقاية من شياطين الإنس والجن بهذه الأدعية حتى تزول عنه أحلامه المُروعة.

  • }أعوذ بكلمات الله التامات، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض وبرأ ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق يطرق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن {.
  • }اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شر {.
  • }اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم أحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. {
  • }اللهم اهدنا فيمن هديت وعافنا فيمن عافيت وتولنا فيمن توليت وبارك لنا فيما أعطيت وقنا وأصرف عنا شر ما قضيت إنك تقضي بالحق ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت {.

يجب التنويه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حذرنا من الأحلام التي ننساها؛ لأن بها شرًا ولا يجب محاولة تذكرها أو طلب تأويلها لما في ذلك من ضرر على الحالم.

اقرأ أيضًا: هل تتحقق الأحلام السيئة؟

تحذير الرسول من تفسير الحالم لحلمه

طالما أشار رسولنا الكريم إلى خطورة التفسير بدون علم، كما بيّن أن التفسير لا يحتمل الصواب مائة بالمائة ولا أيضًا الخطأ، فمن الأحاديث التي تؤكد عدم تفسير الرؤى السيئة أو الاهتمام بها عندما حكى الحارث بن ربعي أنه سمع أبا سلمة يقول: “لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني، حتى سمعت أبو قتادة يقول: وأنا كنت لأرى الرؤيا تمرضني، حتى سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول: الرؤيا الحسنة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يُحِب فلا يحدث به إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتعوَّذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثًا، ولا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره“.

علاوةً على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بيَّن ما يتعرض له الإنسان من شر في حلمه، ومنه ما يُصوره الشيطان للعبد الضعيف أثناء نومه في أشكال أشباح مخيفة، تثير في نفسه الشكوك والآلام وتمنع عنه راحة النوم.

لذلك حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على التفاؤل وعدم أخذ الأحلام السيئة في دائرة الاهتمام.

فمن الرؤى التي بشر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته بها هي رؤية وجهه الكريم، حيث قال: “مَن رآني في المنام فقد رآني حقّاً، ولا ينبغي للشيطان أن يتصوّر بصورتي”، لذلك فإن رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام صادقة بإذن الله ولا تحتاج إلى مفسر.

هل تفسير الأحلام في النفس يجعلها تقع؟

هذا ينبني على صحة التفسير في الأساس من عدمها، فلا يستوجب تفسيرك المبدئي للحلم في ذهنك أن يكون صحيحًا، كما أنه قد يكون أضغاث أحلام فلا يكون له وقع على حياتك من الأساس.

أما عن وقوعها فقد تقع كما تخيلها الرائي، وقد تقع مغايرة تمامًا لما توقعه الرائي وقد لا تقع من الأساس، وما على الرائي فعله عند رؤياه شيء حسن أن يتفاءل به وعند رؤياه شيء قبيح أن يستعذ بالله منه لأنه من الشيطان.

فأكد على ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال: إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّهَا مِنَ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلاَ يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ، فَإِنَّهَا لَنْ تَضُرَّهُ”.

حيث يختلف تفسير الرؤيا باختلاف مفسرها نفسه، فقد يكون المُفسر له حسابات شخصية مع الرائي ولا يريد له الخير، أو أنه يحبه ولا يريد مصارحته بالتفسير الحقيقي.

فقال ابن حجر في فتح الباري عن ذلك الأمر: “الْحِكْمَةَ فِيهِ أَنَّهُ إِذَا حَدَّثَ بِالرُّؤْيَا الْحَسَنَةِ مَنْ لَا يُحِبُّ، قَدْ يُفَسِّرُهَا لَهُ بِمَا لَا يُحِبُّ: إِمَّا بُغْضًا، وَإِمَّا حَسَدًا، فَقَدْ تَقَعُ عَنْ تِلْكَ الصِّفَةِ، أَوْ يَتَعَجَّلُ لِنَفْسِهِ مِنْ ذَلِكَ حُزْنًا وَنَكَدًا، فَأُمِرَ بِتَرْكِ تَحْدِيثِ مَنْ لَا يُحِبُّ بِسَبَبِ ذَلِكَ الْحَدِيثُ الثَّانِي حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ “.

اقرأ أيضًا: تحقق الأحلام التي أراها في منامي

أمور يجب مُراعاتها عند تفسير الحلم

أولًا: ضع يدك على الحدث المهم

في الرؤيا ولا تلتف لصغائر الأمور، فمثلًا ابحث عما يدل على بشرى أو إنذار أو تنبيه، أو خير لك في الدنيا أو في الآخرة، ولا تنظر إلى غير ذلك من الأمور التي قد تعيقك على تفسير الرؤيا.

ثانيًا: استند بالقرآن الكريم في تفسيرك

قد تأتي رؤى برموز ذات دلالات واضحة موجود مثلها في كتاب الله فمثلًا: اللباس الجديد في الرؤيا قد يكون بشرى بالزواج؛ استنادًا بقوله تعالى:} هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهن {.

كما أن الخشب يرمز للنفاق استنادًا لقوله تعالى} : كأنهم خشب مسندة{، قد يشير الماء إلى فتنة وذلك استنادًا لقوله تعالى: (لأسقيناهم ماءًا غدقًا لنفتنهم فيه).

أكل اللحم نيئًا في الحلم ينم عن غيبة وذلك استنادًا لقوله تعالى: (أيحب أن يأكل أحدكم لحم أخيه ميتًا فكرهتموه).

أيضًا رؤية الرماد في الحلم قد تعبر عن العمل الباطل وذلك استنادًا لقوله تعالى: (مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد اشتدت به الريح)، رؤية النعاس تعبر عن الشعور بالأمان وذلك استنادًا لقوله تعالى: (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه).

كما أن رؤية البستان في الحلم تعبر عن ازدهار العمل، واحتراق البستان يدل على خسارة كبيرة في العمل وذلك استنادًا لقوله: (فأصابه إعصار فيه نار فاحترقت).

ثالثًا: استند بالحديث الشريف في تفسيرك

قد ترى بعض الرموز التي قد أسماها الرسول صلى الله عليه وسلم في أحاديثه أسماءً تدل على صفاتها ونستنبط منها معانيها في الأحلام، فمثلًا رؤية الغراب قد تدل على رجل فاسق لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أسماه فاسقًا.

رؤية الفأر قد يراد بها المرأة الفاسقة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أسماها فويسقة، كما أن القارورة في الحلم قد تشير إلى المرأة فقد نعتها الرسول بهذه الصفة في حديثه (رفقًا بالقوارير) وفي ذلك دلالة على رقتهم وضعفهم.

اللبن في الرؤيا يرمز للعلم وذلك استنادًا لأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قام بتأويله علمًا، بينما الإبل في الرؤيا ترمز للعز، والخيل بالخير، والغنم بالبركة وذلك لقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): “الإبل عز لأهلها، والغنم بركة، والخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة”.

كما أن النخلة تشير إلى المسلم وذلك استنادًا لقوله: “إن من الشجرة شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم، حدثوني ماهي؟ قال ابن عمر: فوقع الناس في شجر البوادي، ووقع في نفسي أنها النخلة، ثم قالوا: حدثنا ماهي يا رسول الله؟ قال: هي النخلة”

رابعًا: استند بتأويلات الصحابة

فهم أعلم الناس بذلك بعد الرسول صلى الله عليه وسلم وكانوا على بصيرة تكفيهم لتأويل الأحلام والرؤى ونبذ الأضغاث منها، فالسن في فم الرجل قد يدل على السن أي العمر، فإذا كان في السن يدل على الموت فتركيبه يدل على الولادة أو الحمل.

خامسًا: التفريق بين الأحلام وأضغاث الأحلام

أضغاث الأحلام هي أخيلة من الشيطان لا رابط لها ولا تأويل، قد تأتي للإنسان بسبب إرهاقه الشديد أو قلة نومه فتكون مجرد أفكار متناثرة من عقله اللا واعي.

فقد ثبت في الأثر تفسير الصحابة للأحلام وتركهم للأضغاث ومنه قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما كان جالسًا مع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني سائلكم عن خصال فأخبروني بها: أخبروني عن الرجل بينما هو يذكر الشيء إذ نسيه، وعن الرجل يحب الرجل ولم يلقه وعن الرؤيتين إحداهما حق والأخرى أضغاث، وعن ساعة من الليل ليس أحد إلا وهو فيها مروع وعن الرائحة الطيبة مع الفجر فسكت القوم فقال: ولا أنت يا أبا الحسن؟

يحاول المرء الاجتهاد في تفسير حلمه بنفسه وقد يقع، فإذا وقع كما خال له فهو توفيقٌ من الله، وإن لم يقع فلعله أخطأ التقدير، لكن الأفضل أن نلجأ للمفسرين فهم أهل للتفسير.

قد يعجبك أيضًا