أقوال الإمام علي عن الحق والباطل

أقوال الإمام علي عن الحق والباطل من أكثر الأقوال حكمة على الرغم من بساطتها، ناهيك عن فضل الإمام العظيم في الإسلام إلى جانب مسيرته الحافلة بالكثير من المواقف المؤثرة والملهمة لجميع المسلمين، لا سيما بعد خلافته، وقد شهد الإمام على كافة المشاهد التاريخية، وهذا ما جعل علياً ينفرد بشخصية بارزة لن تتكرر في التاريخ الإنساني، وهذا ما نتناوله عبر موقع زيادة.

أقوال الإمام علي عن الحق والباطل

ورد في كتاب نهج البلاغة الذي ألفه الإمام علي باقة من الحكم والمواعظ عن الحق والباطل، التي تعتبر نبراسًا للأجيال التي تلت عصر الصحابة وحتى يومنا هذا.

  • كُنْ فِي الْفِتْنَةِ كَابْنِ اللَّبُونِ، لاَ ظَهْرٌ فَيُرْكَبَ، وَلاَ ضَرْعٌ فَيُحْلَبَ.
  • الْبُخْلُ عَارٌ، وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ، وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ، وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ، وَالْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ
  • وقَالَ عليه السلام: الْعَجْزُ آفَةٌ، وَالصَّبْرُ شَجَاعَةٌ، وَالزُّهْدُ ثَرْوَةٌ، وَالْوَرَعُ جُنَّةٌ، وَنِعْمَ الْقَرِينُ الرِّضَى.
  • الْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ، وَالْأَدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ، وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ.
  • إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ.
  • قُرِنَتِ الْهَيْبَةُ بِالْخَيْبَةِ، وَالْحَيَاءُ بِالْحِرْمَانِ، وَالْفُرْصَةُ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ، فَانْتَهِزُوا فُرَصَ الْخَيْرِ.
  • مَنْ أَطَالَ الْأَمَلَ أَسَاءَ الْعَمَلَ.
  • أَفْضَلُ الزُّهْدِ إِخْفَاءُ الزُّهْدِ.
  • إِذَا كُنْتَ فِي إِدْبَارٍ الموت خلفك وتوجّهت إليه ليلحق بك، وَالْمَوْتُ فِي إِقْبَالٍ. فَمَا أسْرَعَ الْمُلْتَقَى!
  • قال عليه السلام: لِابنه الحسن عليه السلام: يَا بُنَيَّ، احْفَظْ عَنِّي أَرْبَعاً وَأَرْبَعاً، لاَ يَضُرَّكَ مَا عَمِلْتَ مَعَهُنَّ:
  • إِنَّ أَغْنَى الْغِنَىُ الْعَقْلُ.
  • أَكْبَرَ الْفَقْرِ الْحُمْقُ.
  • أَوحَشَ الْوَحْشَةِ الْعُجْبُ.
  • أَكْرَمَ الْحَسَبَ حُسْنُ الْخُلُقِ.
  • يَا بُنَيَّ، إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْأَحْمَقِ، فَإِنَّهُ يُريِدُ أَنْ يَنْفَعَكَ فَيَضُرَّكَ.
  • إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْبَخِيلِ، فَإِنَّهُ يَقْعُدُ عَنْكَ أَحْوَجَ مَا تَكُونُ إِلَيْهِ.
  • إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْفَاجِرِ، فَإِنَّهُ يَبِيعُكَ بِالتَّافِهِ
  • إِيَّاكَ وَمُصَادَقَةَ الْكَذَّابِ، فَإِنَّهُ كَالسَّرَابِ الظمآن في الصحراء فيحسبه ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً.: يُقَرِّبُ عَلَيْكَ الْبَعِيدَ، وَيُبَعِّدُ عَلَيْكَ الْقَرِيبَ.

اقرأ أيضًا: أقوال الإمام علي عن الكلام الجارح

مواقف الإمام علي في الحق والباطل

يتحدث العقاد في كتابه عن الإمام علي وعن سياسته الداخلية وطريقة حكمه، أنه قد انتزع الأموال التي وزعت على أحد الأشراف قبل فترة حكمه وردها إلى بيت المال وقال: «والله لو وجدته قد تزوج به النساء، وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة … ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق.»

فرض الرفق بالرعية ووصى ولاته قائلاً: أنصفوا الناس من أنفسكم واصبروا لحوائجهم فإنهم خزان الرعية … ولا تحسموا أحدًا عن حاجته ولا تحبسوه عن طلبته، ولا تبيعن للناس في الخراج كسوة شتاء ولا صيف، ولا دابة يعملون عليها، ولا عبدًا، ولا تضربن أحداً سوطا لمكان درهم»

من وصاياه في تحصيل الخراج والصدقات: «… امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم عليهم… ولا تنفرن بهيمة ولا تفزعها، ولا تسوئن صاحبها فيها، ثم خيره فإذا اختار فلا تعرضن ما اختاره، فلا تزال كذلك حتى يبقى ما فيه وفاء حق الله في ماله … فاقبض حق الله منه، فإن استقالك فأقله»

كتب به إلى الأشتر النخعي يقول له: «انظر في أمور عمالك، فاستعملهم اختبارا ولا تولهم محاباةً وأثرة، فإنهم جماع من شعب الجور والخيانة، وتوخ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام، فإنهم أكثر أخلاقًا وأصح أعراضا، وأقل في امل طامع إسرافًا، وأبلغ في عواقب الأمور نظرا»

كان ينهى عن بطانة السوء مع حثه على اتخاذ العيون والجواسيس، فقال في وصيته لمحمد بن أبي بكر: «لا تدخلن في مشورتك بخيلًا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر، ولا جبانًا يضعفك عن الأمور، ولا حريصًا يزين لك الشره بالجور»

اقرأ أيضًا: أقوال الإمام علي عن الظلم والحكام الفاسدين

فضل الإمام علي في الإسلام

هو على ابن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، ولد علي في داخل الكعبة، وكرم الله وجهه عن السجود لأصنامها، وفتح عينيه على الإسلام ولم يعرف عبادة الأصنام قط، والاختلاف في سن إسلامه بين السابعة والسادسة عشرة، وكان عابدًا يشتهي العبادة.

إذا أردنا الإلمام بحياة أبا الحسن، علينا أن نعلم أنه قد شهد الفتنة منذ بدايتها وتأثر بها على أشد ما يكون التأثر، فلم يكن قوله في الحياة الدنيا إلا أن قال: «يا دنيا غُري غَيري … غري غيري!». مما يدل على أنه زاهد لأنه جريءٌ على الدنيا، كما تتجلى شجاعته في طلب الحقيقة في الزمن الذي أٌقبل الناس فيه على عرض الحياة ومتاعها.

اشتهر عن الإمام علي أنه لا يداهن في دينه ويسعى ليشمل تطبيق دينه على نفسه وعلى عدوه وبل وحتى على أعداء دينه، وله الموقف المشهور في قصة النصراني والدرع، فيدعي الإمام أن الدرع في يد النصراني إنما هي درعه، فيقول النصراني: قال النصراني: ما الدرع إلا درعي وما أمير المؤمنين عندي بكاذب! … والتف إلى عليٍّ يسأله: يا أمير المؤمنين هل من بينة؟ فضحك عليٌّ وقال: ما لي بينة! فقضى بالدرع للنصراني فأخذها ومشى … إلا أن النصراني لم يخط خطوات حتى عاد يقول: أما أنا فأشهد أن هذه أحكام أنبياء … وأسلم من فوره.

كانت معيشة الإمام على بن أبي طالب هي معيشة الزهد والكفاف، فقد كان يتفق على أنه يأكل الخبز اليابس الذي يكسره على ركبته، وأنه كان يلبس الرداء الذي يخرج فيه مسافراً ولا يبدله، وأن أحدًا من رعاياه لم يمت عن نصيب أقل من النصيب الذي مات عنه، ولا أحد من عماله مات في نصيب أعلى من النصيب الذي مات عنه الإمام وهو خليفة المسلمين، وكان الخليفة يوم كانت الخلافة تعارض عرض الحياة الدنيا… فكان بيته يخالف كل أنواع الترف والدعة.

يجدر بنا أن ننظر في أقوال الإمام علي عن الحق والباطل وما ألقاه في صدور أًصحابه من قولٍ وعملٍ لعلنا ننتفع من هذا النبع الوفير الذي لا ينضب، حيث يعد الإمام أحد أهم الشخصيات التاريخية في عصر صدر الإسلام وفي التاريخ العربي عامةً.

قد يعجبك أيضًا