حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي

حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي وهو الله سوف نتعرف عليهم اليوم عبر موقع زيادة ، حيث يتساءل الناس في بعض الأحيان فيما بينهم عن حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي وهو الله، حيث أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك يوجد بعض الناس الذين قد ينسبون بعض الفضائل والنعم إلى غير الله تعالى، وقد لا يعلم البعض الحكم الشرعي في ذلك، كما قد يقعون في بعض المحظورات والبدع الباطلة لجلهم بالأمر، وفي هذا المقال سنتعرف على الحكم الشرعي لهذا الأمر.

كما أدعوك للتعرف على: الرد على عظم الله اجركم واحسن عزائكم وغفر لميتكم

ما هي النعمة؟

حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي وهو الله

تطلق النعمة في العموم على ما رزق الله تعالى به عباده وما يهبهم من أشياء تستحق الشكر، وفي اللغة هي الإحسان بغير عوض وغير غرض، كما قيل أن النعمة يقصد بها التنعم في العيش والرغداء وفي الأمور التي يتيسر بها أمور الإنسان وتطيب حياته بها، ومن ذلك قوله تعالى:

(ونعمة كانوا فيها فاكهين).

أسباب حفظ النعمة

قال تعالى (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ  وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد).

بين لنا الخالق جلا وعلا أن من أراد أن تدوم نعمه، عليه بشكر الله تعالى عليها، وأن من أراد أن يزيد الله له نعمه، عليه أيضًا بشكر الله تعالى عليها، فشكر الله في كل الأحوال هو سر الأسرار في دوام النعم على العبد.

وعلى الرغم من ذلك، فقد أرشدنا الله تعالى إلى بعض الطرق التي من خلالها يمن الله على عباده ويرزقهم من حيث لا يحتسبوا، ألا وهى كثرة الدعاء وكثرة الاستغفار، فالدعاء هو سلاح المؤمن، كما أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرنا أن لا شيء يرد القضاء إلا الدعاء، وقد جاء في الكتاب العزيز قوله تعالى:

(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).

ولا تتردد في قراءة المزيد عبر: رد على جزاك الله خير معناها وفوائدها وفوائد شكر النعمة

كيف يكون شكر النعمة؟

نعم الله تعالى على الإنسان عديدة وكثيرة، كما أن النعم تنقسم إلى نعم للتوفيق في الحياة الدنيا، ونعم للتوفيق والهداية إلى الدار الآخرة، وكلا النوعين يستحق الشكر من جانب العبد لله جلا وعلا، وسوف نتعرف على كيفية شكر النعمة من المخلوق لخالقه:

  • الإيمان بالله سبحانه وتعالى والاعتراف بألوهيته وربوبيته وفضله، وانه هو الواحد المتفضل على خلقه بالنعم العظيمة والصغيرة.
  • شكره سبحانه بالقول عن طريق ترديد ألفاظ الشكر، كقولنا الحمد لله والشكر لله، اللهم إنا نشكرك على نعمك وعلى فضلك العظيم، فمن المعهود بين الناس أن من صنع لهم جميلًا بادروا بشكره، والأمر في حق الخالق أكبر وأدعى للشكر.
  • كثرة شكر الله والتعبير عن الامتنان بصلاة الشكر أو ما يعرف بسجود الشكر، وهي سجدة لا يشترط فيها وضوء ولا توجه إلى القبلة، بل يفعلها الإنسان فور سماع ما يحب أو ما يتمنى، تعبيرًا منه بجانب الفضل والمنة لله عز وجل.
  • ومن أوجه شكر الله على نعمه، استعمال نعمه سبحانه في أوجه الخير المختلفة كدفع الظلم وتحقيق العدل، كذلك بتجنب نواهيه والتمسك بأوامره.
  • التحدث والإعلام وإخبار الناس عن بعض النعم التي من الله بها تعالى على عبده يعتبر من أوجه شكر نعم الله على العبد، حيث قال المولى:

(وأما بنعمة ربك فحدث).

  • لكن ينبغي على الشخص أن يتحرى الوقت والأشخاص الذين يحدثهم عن نعم الله عليه لئلا يعرض نفسه للحقد والحسد.
  • استخدام النعم في التمتع في الدنيا دون إسراف ولا تقتير، فمن رزقه الله بالمال وجب عليه إظهار ذلك في ملبسه ومشربه، وكذلك وجب عليه إدخال السرور على رعيته بهذا المال.
  • مساعدة الغير وتذكر أن الله هو المنعم الحقيقي، وأن للعباد جزء كبير في مال العبد وأنه ليس سوى سبب لتوصيل الرزق إلى عباد الله، فلا يبخل ولا يتبختر ولا يغتر.

أسباب زول النعم

كما بينا أن الخالق عز وجل وجهنا إلى أن الشكر هو سبب دوام النعمة واستمرارها، كان لزامًا علينا أن نوضح أنه يوجد بعض الأشياء التي تؤدي إلى سرعة زوال النعم ألا وهي كثرة الذنوب والمعاصي.

كذلك السفه وعدم استخدام النعم في المحل الصحيح يؤدي إلى زوالها من العبد، فالنعم هي عبارة عن أرزاق، ومن لم يحفظ رزق الله ونعمه، قد لا يحفظها الله عليه.

اقرأ أيضا من هنا: دعاء شكر الله على نعمه وأهمية الدعاء وشكر الله تعالى وفوائد حمد وشكر الله تعالى

حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي وهو الله

حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي وهو الله

عرفنا أن الله تعالى هو المنعم الحقيقي، وأنه هو أهل العبودية والذلة والربوبية، وعلينا الآن أن نعرف ما هو حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي وهو الله؟، حيث تنقسم الإجابة إلى نوعين وهما كالآتي:

1ـ كفر النعمة

والمراد بها نسبة النعم إلى غير الله سبحانه وتعالى عن طريق ظاهر القول أو باللسان فقط، وفي هذا النوع يذكر الإنسان السبب دون المسبب كما قال تعالى:

”يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ).

ويعرف هذا النوع بكفر النعمة وهو لا يجوز، وقد يقع فيه كثير من الناس جهلًا ودون قصد، ومن أمثلته:

  • إذا اجتهد شخص ما ونجح وأبلى بلاء حسنًا ونسب نجاحه إلى نفسه دون ذكره لتوفيق الله تعالى.
  • إذا تعافى الشخص من مرض ما وقال أن سر الشفاء هو الدواء أو اجتهاد الطبيب وحذاقته لمهنته.
  • إذا اجتهد الشخص وحصل على مال وفير وتبدل حاله من الفقر إلى الغنى ونسب ذلك إلى شدة سعيه وذكائه.
  • إذا اجتهد الشخص للحصول على أمر من أمور الدنيا كان شبه مستحيل وعند بلوغه له ادعى الفضل لنفسه فقط.

ومن أمثلة هذا النوع ما حدث مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ما روى عن زيد بن خالد الجهني حيث قال:

صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: “هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب.

2ـ كفر أكبر

وهذا النوع أخطر من سابقه، حيث يتم فيه نسبة النعم إلى غير الله تعالى مع الإقرار والاعتراف أنها ليست من الله وليس لله فيها يد، وخطورة هذا النوع من كفر النعمة أنه يسمى بالكفر الأكبر إذ أنه يخرج الشخص من ملة الإسلام.

حيث أن فيه قد ينكر الشخص وجود الله أو ينكر قدرة الله عز وجل على تحقيق النعم إما إنكار علني عن طريق التلفظ به، أو حتى بالقلب.

كما يمكنك التعرف على: وكان فضل الله عليك عظيما.. وأشهر الأدعية التي نذكرها لشكر الله باللسان

وفي النهاية نكون قد تناولنا موضوع حكم نسبة بعض نعم الله إلى الخلق ونسيان المنعم الحقيقي وهو الله، وتحدثنا عن الأمور التي إذا ما اتبعها المسلم حفظ الله عليه نعمه، كما بينا بعض طرق الشكر التي يتوجب على العبد أن يداوم عليها، إذ أنها تعبر عن حسن عبوديته لربه وتوقيره وخشيته منه، هذا بالإضافة إلى ضرورة نسب النعم إلى الله عز وجل فهو الخالق المنعم الذي ليس له شريك ولا ولد.

قد يعجبك أيضًا