خصائص الشعر في العصر العباسي

خصائص الشعر في العصر العباسي تعتبر من أفضل خصائص الشعر التي عرفها العالم العربي، فهو كلام ذات وزن وقافية يقوم أساسه على عدة عناصر مختلفة مثل القصيدة والتفعيلة والعاطفة والقافية.

يتكون الشعر من نوعان وهما الشعر الحر والشعر العمودي حيث عرف العرب الشعر منذ عصر الجاهلية وهم من قاموا بتأليفه، تميزوا العرب بفصاحتهم وبلاغتهم وحسن صحة لغتهم.

كان للشعر أهمية كبيرة لدى العرب حيث كان لهم بمثابة سجل يقومون بتسجيل فيه حساباتهم وذكرياتهم وأنسابهم بالإضافة إلى أنه كان يمثل لهم مستودع لحفظ حكمتهم وبلاغتهم حيث قال المظفر بن الفضل ” أمّا الشعرُ فإنّه ديوان الأدب، وفخر العرب، وبه تُضرَب الأمثال، ويفتَخِر الرّجالُ على الرجال، وهو قيدُ المناقبِ ونظامُ المحاسنِ”.

سوف نتناول في هذا المقال أهم خصائص الشعر في العصر العباسي بالإضافة إلى أهم مميزات الشعر وأهم شعراء العصر العباسي، وكل هذا من خلال موقع زيادة.

خصائص الشعر في العصر العباسي

المقدمة الطللية

احتذى شعراء البدو القدماء في العصر العباسي على المقدمات الطللية في أغلب قصائدهم حيث كانت تحمل هذه القصائد الكثير من المعاني العميقة مثل معاني الرحيل والفناء والرثاء والألم على رحيل وفراق المحبوبة.

قاموا العرب بتوظيف هذه المعاني العميقة في مدح الخلفاء والغزل في المحبوبة، حيث ابتكر العرب مقدمات جديدة حتى تتناسب مع عصرهم ومن هذه المقدمات (المقدمات الخمرية، المقدمات الحكمية، مقدمات وصف جمال الطبيعة).

اقرأ أيضًا: شعر نبطي حزين عن الفراق وأهم خصائص الشعر النبطي

البعد عن القصائد الطويلة

قام شعراء العصر العباسي بالبعد عن القصائد المطولة حيث قاموا بتنظيم أشعارهم على هيئة مقطوعات صغيرة وقاموا بهذا التطور بناءً على طبيعة التطور الحضاري للعصر العباسي.

بناءً على هذا التطور الحضاري أصبح العرب لم يعد يجتمعون في الأسواق القديمة لسماع تلك الاشعار والقصائد التي كان يقوم بتنظيمها الجاهليون وأصبح هدف العرب هو انشغالهم بمشاغل الحياة مثل التجارة والصناعة والزراعة ولم يعد هدفهم هو سماع وتذوق الشعر مثلما كان.

أصبح شعر العرب في العصر العباسي المتطور يتحدث عن موضوع واحد وأصبحت القصائد تقتصر على عدد صغير من الأبيات على عكس شعر العرب القدماء الذي تنوعت موضوعاته وكثرت عدد ابياته.

دفع انتشار الغناء في العصر العباسي العرب على تنظيمهم لأبيات الشعر في قطعة موسيقية واحدة صغيرة حتى تكون قابلة للغناء بطريقة سهلة.

كثرة التجديد في المعاني والأفكار

قام شعراء العرب بتطوير المعاني والأفكار في أشعارهم حيث كثرت المعاني العميقة والخيال والصور في أشعارهم.

بالإضافة إلى استخدام أساليب المبالغة والتجسيد التي كانت من أكثر السمات التي قام الشعراء العرب بالارتكاز عليها في أشعارهم وبالأخص في مواضيع الغزل والمدح.

استخدم الكثير من الشعراء أساليب المحسنات اللفظية والمعنوية حيث أبدع الكثير من الشعراء في استخدام هذه الأساليب على الرغم من أن نفس هذه الأساليب وجدت في قصائد أخرى لا جمال فيها.

التجديد في الأسلوب

أثر التطور العمراني والتطور الثقافي والحضاري في العصر العباسي أثر كبير في أسلوب الشاعر ولغته حيث اتسم أسلوب الشاعر بالسهولة والسلاسة خاصةً في المصطلحات البدوية العمية التي دائمًا ما تطلب المزيد من الشرح والتفسير.

تنوعت الأساليب التي استخدمها الشعراء في العصر العباسي واتبع كل شاعر الأسلوب الذي يتناسب معه ويفضله حيث اتسمت بعض الأساليب ببعدها التام عن التصنع والتكلف بالإضافة إلى حرص الشاعر على الموضوعية والتحرر منها حيث كان يتقيد بها الشعراء القدماء في كافة قصائدهم حيث أصبح كل شاعر له حرية التصرف في طريقة عرض فكرته.

وجدت بعض الأساليب الذي اتسمت بالتقليد والاحتذاء بالشعراء القدامى الذين كانوا يستخدمون الصور البدوية واللغة القديمة التي تحتاج إلى شرح بالإضافة إلى استخدام بعض الصور الغربية.

الوزن والقافية

قام بعض شعراء العصر العباسي بتنظيم أشعارهم على أسلوب الوزن والقافية التقليديين بينما البعض الاخر قام بتطوير هذه الأوزان حيث تتناسب مع روح وطبيعة وذوق العصر الحضاري المتطور.

قام الشعراء بتجديد وتطوير القافية حيث قاموا بتحديث كلًا من المزدوج والمسمط والمخمس، المزدوج هو اتفاق بين شطري البيت المتقابلين الذين يحملون نفس القافية مع الاختلاف من بيت لآخر.

بينما المسمط هو عبارة عن قصائد تتكون من أدوار ويتكون الدور الواحد من 4 أشطر حيث تتفق القافية في 3 أشطر بينما الشطر الرابع يكون منفرد لذلك يسمى العمود المسمط.

يعتبر المخمس مثل المسمط لأنه يتكون من عدة أدوار ويتكون كل دور من 5 أشطر تتفق القافية في الـ 4 أشطر الأولى بينما ينفرد الشطر الخامس.

الموسيقى الداخلية

أثر شعراء الجاهلية تأثير كبير على شعراء العصر العباسي وظهر هذا التأثير بشكل كبير في الموسيقى الداخلية حيث كانت الموسيقى الداخلية لها عدة أشكال مثل تكرار الألفاظ، الترصيع، اشتقاق الألفاظ.

الترصيع هو اتفاق قافية شطري البيت الأول والبيت الثاني ويعرف الترصيع أيضًا على أنه تماثل ألفاظ ومعاني وأوزان الفصل الأول مع الفصل الثاني.

اقرأ أيضًا: تعريف الشعر العمودي وبعض النماذج منه وما هي مميزاته وخصائصه؟

الطابع الشعبي

اقتصرت القصائد الشعرية على الطبقة الارستقراطية حيث كان الشعر يساعد في علاج قضايا الطبقة الحاكمة وبعد ذلك أصبح الشعر يشمل كل فئات المجتمع في العصر العباسي حيث قام الشعراء بوصف كلًا من

  1. الخمر.
  2. الأسد.
  3. النهر.
  4. الغلمان.
  5. الجاريات.
  6. الروض.
  7. العجوز.
  8. الخباز.
  9. صانعي الحلوى.

مميزات الشعر في العصر العباسي

شهد الشعر في العصر العباسي حركة ازدهار كبيرة حيث وصل هذا الازدهار عند أصحاب الأسلوب القديم والأسلوب الحديث بالإضافة إلى ظهور طائفة كبيرة من الشعراء الجدد مثل الضميري، ابي ضمضم الكلابي، عمارة بن عقيل حيث عرف هؤلاء الشعراء بالسليقة الشعرية الفطرية حيث تميز شعر هؤلاء الشعراء بعده مميزات محتفلة عما سبقوهم.

بعد أن علمنا خصائص الشعر في العصر العباسي لابد من أن نعلم مميزات الشعر في العصر العباسي.

  • وصف الشعر عن حياة الفرد.
  • استخدام أساليب البديع.
  • الحرص على استخدام المعاني الفلسفية.
  • تطوير وتجديد مقدمات القصائد.
  • تطوير نهج القصيدة.
  • تطوير الأوزان والقوافي.
  • استخدام أساليب المبالغة.
  • التجديد في موضوعات الشعر.

أشهر شعراء العصر العباسي

  • “الوليد بن عبد الله” وكان لقبه “البحتري”.
  • “حبيب بن أوس الطائي” وكان لقبه “أبو تمام”.
  • “معاذ بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي”.
  • “الحسن بن هانئ بن الصباح” وكان لقبه “أبو نواس”.
  • “أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي” وكان لقبه “أبو العلاء المعري”.
  • “أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكندي الجوفي” وكان لقبة “المتنبي”.

أهم الشواهد الشعرية

مدح المتنبي سيف الدولة الحمداني قائلًا

عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ

وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ.

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها

وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

يُكَلِّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمَّهُ

وَقَد عَجَزَت عَنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وصف او نواس الخمر قائلًا

ألا فاسقِني خمراً، وقل لي: هيَ الخمرُ،

ولا تسقني سرّاً إذا أمكن الجهرُ

فما العيْشُ إلاّ سكرَة ٌ بعد سكرة ٍ،

فإن طال هذا عندَهُ قَصُرَ الدهرُ

وما الغَبْنُ إلاّ أن ترَانيَ صاحِيا

وما الغُنْمُ إلا أن يُتَعْتعني السكْرُ

قال ابن الرومي في شعر الرثاء

بكاؤكُما يشْفي وإن كان لا يُجْدي

فجُودا فقد أوْدَى نَظيركُمُا عندي

بُنَيَّ الذي أهْدَتْهُ كَفَّايَ للثَّرَى

فَيَا عِزَّةَ المُهْدَى ويا حَسْرة المُهدِي

ألا قاتَل اللَّهُ المنايا ورَمْيَها

من القَوْمِ حَبَّات القُلوب على عَمْدِ

اقرأ أيضًا: شرح نص هل يخفى القمر وخصائص شعر عمر بن أبي ربيعة

في نهاية مقالنا نكون قد استوفينا الحديث عن أهم خصائص الشعر في العصر العباسي بالإضافة إلى مميزات الشعر في العصر العباسي والتي تطورت بناءً على التطور الحضاري للعصر، وتحدثنا أيضًا عن أشهر شعراء العصر العباسي مستدلين ببعض الشواهد الشعرية.

قد يعجبك أيضًا