هل تزوجت أسماء بعد الزبير

هل تزوجت أسماء بعد الزبير؟ وما قصة زواجها منه؟ إنَّ قصَّتها لترسم لمعاشر المسلمين والمسلمات سطورا من العَجَبِ تروي القلوب بأرقى معاني الإيمان والعبودية والاستسلام والبذل والتضحية والفداء! وإن إيمان هذه الجليلة الراسخ، وتواضعها الجمّ يُشِعُّ من بين أسطر قِصَّتها، هي ذات النطاقين الشريفة المشرَّفة؛ نعيش سطور قصتها من خلال موقع زيادة.

هل تزوجت أسماء بعد الزبير

هذه الصحابية الجليلة، القدوة العظيمة ذات النسب العالي، والنفس الراقية، والإيمان الراسخ: أسماء – ذات النطاقين – ابنة الصديق أبي بكر، وأخت أمِّ المؤمنين عائشة لأبيها رضي الله عنهم، وهي زوجة حواريِّ الرسول صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام رضي الله عنه.

تزوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه قبل الهجرة إلى المدينة، وحملت بولدها الصحابي الجليل عبد الله بن الزبير، وأنجبته بعد الهجرة، فكان أول مولود يولد بالمدينة.

أنجبت للزبير بعده أربعة أبناء وثلاثة بنات: عاصم، والمهاجر، وعروة، والمنذر، وخديجة الكبرى، وأم الحسن، وعائشة، وكان آخر أبنائها عروة؛ حيث وُلد في خلافة عمر بن الخطاب سنة 23 من الهجرة.

شاء العليم القدير لحكمته وعلمه، الذي يحيط بخلقه، ولا يحيطون به علما أن يُطَلِّقَ الزبيرُ رضي الله عنه -حواريَّ رسول الله- أسماءَ -بنت الصديق- رضي الله عنها، فتتجلَّى حكمة الله بصنيع هذه الصحابية الجليلة من صبر وتضحية وصلابة وجهاد بإيمان منقطع النظير يُبيِّن معدنها.

بعد طلاقها من الزبير بن العوَّام أقامت عند ولدها عبد الله، وسطَّرت معه ومع أبنائها سطورا من العظمة في سماء التاريخ، فكانت مفخرة لكل منتسب ومنتسبة إلى الإسلام العظيم، وقدوة لكل أمٍّ في الثبات والتثبيت وصناعة الرجال، وأسوة في الإيمان والصبر لكلِّ مُتبِّع ومُتَّبِعة للنبي العظيم محمد صلى الله عليه وسلم؛

لا عجب، فقد قال الله: “وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون” (سورة البقرة، آية: 216)، وبالسؤال عن هل تزوجت أسماء بعد الزبير؟ لا لم تتزوج بعده، وإنَّما عاشت حياةً يملؤها الجهاد والتضحية.

اقرأ أيضًا: أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين

مولد أسماء بنت أبي بكر وإسلامها

يدعونا سؤال هل تزوجت أسماء بعد الزبير؟ إلى معرفة من هي؟ ولدت رضي الله عنها قبل الهجرة بسبع وعشرين سنة وهي أكبر من أختها أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها بعشر سنوات، وهي أختها من أبيها.

كانت من السابقين إلى الإسلام، ولا عجب إذ أن أباها أبا بكر كان أول من أسلم من الرجال، وقد كانت تحبُّ أباها، وتقتدي به، فتعرَّفت على الحقِّ في وقت باكر، وما لبثت أن أسلمت، فكان إسلامها بعد 17 نفسًا أسلمت لله، واستجابت لدعوة رسوله صلى الله عليه وسلم.

زواج أسماء بنت أبي بكر من الزبير

نُفيت إجابة هل تزوجت أسماء بعد الزبير؟ فما قصة زواج أسماء بنت أبي بكر بالزبير؟ وما نِتاج هذا الزواج؟

1- زواج وحياة أسماء مع الزبير

زَوَّجَ أبو بكر أسماءَ رضي الله عنها من الصحابي الجليلِ الزبير بن العوام رضي الله عنه  قبل أن يخرج مهاجرًا مع النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى المدينة، فكان زواجها قبل الهجرة؛

كان الزبير رضي الله عنه غيورًا، وعن ذلك تحكي أسماء فتقول:

تزوجني الزبير، وما له في الأرض من مال ولا مملوك، ولا شيء غير ناضح وغير فرسه، فكنت أعلف فرسه وأستقي الماء، وأخرز غربه وأعجن، ولم أكن أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي من الأنصار، وكن نسوة صِدق، وكنت أنقل النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله على رأسي، وهي مني على ثلثي فرسخ

تقول: “فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول الله ومعه نفر من الأنصار، فدعاني ثم قال: (إخ إخ)، ليحملني خلفه، فاستحييت أن أسير مع الرجال، وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس، فعرف رسول الله أني قد استحييت فمضى

تقول: “فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول الله وعلى رأسي النوى، ومعه نفر من أصحابه، فأناخ لأركب، فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشدَّ علي من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إليَّ أبو بكر بعد ذلك خادم يكفيني سياسة الفرس، فكأنما أعتقني“.

كانت من أصل شريف ونسب شريف، فلمَّا كان الزبير رضي الله عنه لا مال له ولا مملوك، قامت بما يقع على عاتقها من خدمته، وإعانته.

اقرأ أيضًا: صفات ابو بكر الصديق

2- أول مولود للمهاجرين في المدينة

كان عبد الله بن الزبير أول مولود للمهاجرين في المدينة، وقد وضعته أسماء رضي الله عنها بقباء بعد وصولها للمدينة، وقد استبشر المسلمون بمولده، فقد مرت عليهم فترة لا يولد لهم مولود حتى قيل إن يهود المدينة سحرتهم.

فحملته أسماء رضي الله عنها في بعض القماش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فحنّكه بتمرة وبارك عليه وسماه عبد الله باسم جده أبي بكر، وأمر أبا بكر أن يؤذن في أذنيه، وطاف نبأ ولادته بالمدينة، وقيل أنهم قد طافوا به في المدينة، وكبَّر المسلمون عند ولادته.

بويع عبد الله بن الزبير بالخلافة فكان خليفة للمسلمين بعد مقتل يزيد بن معاوية، واتخذ من مكة عاصمة للخلافة، وبايعته الولايات كلُّها إلَّا بعض مناطق بالشام، ولكنَّ خلافته لم تمكث طويلا إذ سيطر الأمويون المدينة المنورة.

حاصره الحجاج بن يوسف الثقفي بأمر من عبد الملك بن مروان، ونصب المنجنيق على جبل أبي قبيس، فتراجع معظم أصحاب عبد الله بن الزبير، وتركوه مع ثلة قليلة وحده في مواجهة جيش الأمويين.

استشار عبد الله بن الزبير رضي الله عنه أُمَّه أسماء رضي الله عنها، فما كان من الأمِّ العظيمة ألَّا أنَّها اتَّخذت موقفا عظيما يُبيِّن كيف يتعامل هؤلاء الناس مع الدنيا وكيف هو إيمانهم بالله!.

اقرأ أيضًا: بحث عن ابو بكر الصديق

وفاة أسماء رضي الله عنها

توفيت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير بليال، وبعد أن أتى جواب عبد الملك بن مروان بإنزال عبد الله بن الزبير رضي الله عنه من على خشبة الصلب، وقد أوصت “إذا أنا مِتُّ فَأَجْمِرُوا ثِيَابِي وَحَنِّطُونِي وَلا تَجْعَلُوا عَلَى كَفَنِي حَنُوطًا وَلا تَتَّبِعُونِي بِنَارٍ“.

انظر ما بقي لنا من أسماء وعبد الله والزبير من قبلهم وسائر الصحب الكرام، انظر ما بقي لنا من أثرهم وذكرهم وعزتهم وشرفهم، فتشبَّهوا بهم إن لم تكونوا مِثلَهُم، إنَّ التَشبُّهَ بالرِّجال فَلاحُ.

قد يعجبك أيضًا