نشأة التاريخ الهجري والميلادي

التاريخ الهجري والميلادي ونشأة كل منهما وشهور السنة الهجرية والميلادية، ولماذا سمي كل منهما بهذا الاسم؟

في الحقيقة إن لكل من التقويم الهجري والميلادي حكاية خاصة وقصة مختلفة عن الآخر، وعن هذا سوف يكون موضوع مقالنا اليوم عن التاريخ الميلادي والهجري.

التاريخ الهجري والميلادي

ترجع نشأة التاريخين الهجري والميلادي إلى العديد من الأسباب والأحداث التي جعلت من نشأتهما ضرورة قصوى، للعديد من الأسباب التي سنذكرها في هذا المقال، ولكن دعونا أولًا نبدأ بذكر قصة تأسيس التاريخ الميلادي.

إقرأ أيضًا: التقويم الهجري والميلادي وما هو الفرق بينهم وتفاصيل أقدم التقويم

قصة بداية التقويم الميلادي

بداية التقويم الميلادي كانت في بلاد الرومان، وليس كما يقال إنها بدأت مع ميلاد المسيح عيسى -عليه السلام، فالتقويم الميلادي مر بمراحل كثيرة حتى أصبح كما هو عليه الآن.

فتسمية الشهور الميلادية ترجع إلى الرومان ولكن المسيحيين استخدموا هذه التسميات الرومانية للأشهر فيما بعد لأن الدعوة للدين المسيحي جاءت في وقت كانت الإمبراطورية الرومانية فيه تسيطر على الأخضر واليابس.

والتقويم الميلادي يسمى أيضًا بالتقويم الجريجوري نسبة إلى البابا (جريجوريوس الثالث عشر) بابا مدينة روما الذي قام بتعديل التقويم اليولياني (نسبة إلى يوليوس قيصر) ليصبح التقويم الروماني على ما هو متعارف عليه الآن، كما يدعى أيضًا بالتقويم المسيحي أو التقويم الغربي.

والتقويم الميلادي يختلف تمامًا عن التقويم القبطي فالتقويم القبطي هو التقويم الذي استخدمه الفراعنة قديمًا لمعرفة أشهر الفيضان والزرع والحصاد، وهذا التقويم لا يمت بصلة للتقويم الميلادي.

وبعد ذلك وتحديدًا في منتصف القرن السادس الميلادي (أي بعد ميلاد المسيح -عليه السلام- بحوالي ستمائة سنة) أشار الراهب الروماني ديونيسيوس اكسيجونوس باختراع التقويم الميلادي، واقترح أن يكون ميلاد السيد المسيح عيسى –عليه السلام- هو بداية التقويم الميلادي، حيث لم يرضى بأن تكون بداية التقويم الميلادي هي نفسها بداية التقويم الروماني الذى بدأ منذ تأسيس مدينة روما القديمة عاصمة الدولة الرومانية، وقد استطاع هذا الراهب النجاح فيما يريد تحقيقه وغيًر التقويم الروماني إلى التقويم الميلادي فبدأت كل الدول والممالك التابعة للديانة المسيحية آنذاك باستخدام التقويم الميلادي.. منذ سنة 532 ميلاديًا يستخدم التقويم الميلادي.

قصة بداية التقويم الهجري

بدأ التقويم الهجري في العام الذي هاجر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة المنورة، ولكن من يسمع هذه الجملة يظن أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد هاجر في بداية هذه السنة ولكن هذا يعد اعتقادًا خاطئ، حيث كانت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول يوم 12 من هذا الشهر الكريم على أشهر أقوال العلماء، ولكن سمي هذا التقويم بالتقويم الهجري لأن هجرة الرسول قد حدثت فيه فحسب.

وقد أنشأ هذا التقويم في عهد سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين، ولكن هذه الفكرة لم تكن من محض تفكير سيدنا عمر -رضي الله عنه- فحسب، بل قد تم ذكر عدد شهور السنة الهجرية وتقسيماتها في القرآن الكريم قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل على ذلك الآية الكريمة: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

فهذه الآية دليل محض على الميقات القمري المتبع في طريقة حساب الأشهر الهجرية، فالأشهر الهجرية تحتسب عن طريق القمر وطلوع الهلال كما نعلم فقد قال الله -سبحانه وتعالى- في محكم التنزيل: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) فقد جعل الله الهلال علامة على بداية شهر رمضان ليصوم الناس أيام ههذا الشهر، وكذلك جعلها ليعرف الناس بداية بقية الأشهر الهجرية.

إقرأ أيضًا: ترتيب الأشهر الهجرية وما هو سبب تسميتها بهذا الاسم

قصة اعتماد هذا التقويم

وردت رسالة إلى سيدنا أبي موسى الأشعري مؤرخة بتاريخ شهر شعبان وغير مكتوب فيها السنة فلم يكونوا قد فكروا بعد في جعل التقويم الهجري يكون بالسنين بل كانوا يتعاملون في خطاباتهم بالشهور، فذهب أبو موسى الأشعري إلى أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- وقال: “يا أمير المؤمنين، تأتينا الكتب، وقد أرِّخ بها في شعبان، ولا ندرى أي شعبان هذا، هل هو في السنة الماضية؟ أم في السنة الحالية؟”، فجمع عمر -رضي الله عنه- كبار مستشاري دولة الخلافة الإسلامية الراشدة وأشار عليهم بوضع بداية لهذا التقويم الذي كانت العرب تعرف أشهره وأساميها لكنهم لم يحددوا بداية له.

فأشار عليه بعضهم باعتبار مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بداية لهذا التقويم، ومنهم من أشار أيضًا بجعل بدايته في السنة التي توفي فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن الاقتراح الذي قوبل بالموافقة هو أن يكون بداية هذا التقويم هو أهم حدث في تاريخ الأمة الإسلامية ألا وهي الهجرة النبوية الشريفة.

وقد تم اعتماد التقويم الهجري كتقويم لدولة الخلافة الراشدة آنذاك في شهر ربيع الأول من العام 16 لهجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحديدًا في سنة 622 ميلادية.

شهور السنة الميلادية

  • يناير: وقد سمى الرومان هذا الشهر بهذا الاسم نسبة إلى “يانوس” إله الشمس وحارس السماء عند الرومان قديمًا.
  • فبراير: وسمي بهذا الاسم نسبة إلى كلمة febra”” وتعني في اللغة اللاتينية القديمة “التطهر” أو “التطهير” لأن هذا الشهر يعتبر عيدًا عند الرومان يغسلون فيه أنفسهم من الذنوب والخطايا وسط طقوس دينية كبيرة، وكان هذا الشهر يعد آخر أشهر العام عند الرومان.
  • مارس: نسبة إلى إله الحرب عند الرومان القدامى “ماريتيوس”، وكان هذا الشهر هو بداية السنة عندهم لاعتقادهم أيضًا أن “ماريتيوس” هو جالبٌ للحظ.
  • إبريل: نسبة للمعبودة “إبريل” أحد الآلهة عندهم المسئولة عن تفتح الأزهار وجعل الشمس تضئ بعد خمودها في فصل الشتاء، وهو اسم مشتق من الكلمة اليونانية “avril” والتي تعني تفتح الأزهار في فصل الربيع.
  • مايو: نسبة إلى الإلهة “مايا” رمز الشرف والتبجيل عند الرومان، وهي ابنة الإله “أطلس” حامل الأرض ووالدة الإله “عطارد” أيضًا.
  • يونيو: يقال أنها نسبة إلى الإلهة “جونو” إله القمر وزوجة المشترى، ويقال أنه مشتق من الكلمة اللاتينية “jonious” والتي تعني الشباب، وقد سمي هذا الشهر بهدا الاسم لأن الشباب كانوا يحتفلون فيه بأعيادهم.
  • يوليو: نسبة إلى أعظم ملوك الرومان “يوليوس قيصر” وقد وقد ولد فيه أيضًا فأطلقوا اسمه على هذا الشهر.
  • أغسطس: نسبة إلى ابن يوليوس قيصر “أغسطس قيصر”، واسمه الحقيقي هو “أكتافيوس أغسطس” وهو أول من أطلق عليه لقب “امبراطور” في الدولة الرومانية، حيث استطاع تحويل الدولة الرومانية إلى امبراطورية مترامية الأطراف.
  • سبتمبر: وتعني “سبعة” أو “الشهر السابع” في اللغة اللاتينية القديمة، وكان ترتيب هذا الشهر أيضًا هو السابع عند الرومان.
  • أكتوبر: وأصله في اللاتينية كلمة “octo” وتعني الرقم ثمانية، وهو أيضًا الشهر الثامن في التقويم الروماني.
  • نوفمبر: وأصله في اللاتينية كلمة ” novem ” وتعني الرقم تسعة، وهو أيضًا ترتيبه في التقويم الروماني.
  • ديسمبر: وأصله في اللاتينية كلمة ” deca” وتعني الرقم عشرة، وهو أيضًا الشهر العاشر في التقويم الروماني.

إقرأ أيضًا: كيف اعرف برجي بالهجري ومواصفات كل برج

شهور السنة الهجرية

  • محرم: وهو الشهر الأول من أشهر السنة الهجرية، وكان العرب يطلقون عليه هذا الاسم قديمًا لأنهم كانوا يحرمون القتال فيه، وهو من الأشهر الحرم الأربعة.
  • صفر: وسمي هكذا لأن أهل مكة كان يتركون ديارهم في هذا الشهر ويرتحلوا إما للحرب أو للتجارة، فكان يقال: اصفرت الدار أي: خلت من أهلها بسبب خروجهم منها.
  • ربيع الأول: وكان هذا الشهر عند العرب قديمًا يصادف فصل الربيع فسمي بربيعٍ الأول لهذا السبب على أصح الأقوال.
  • ربيع الآخر: وسمي أيضًا بهذا الاسم لذات السبب الذي سمي به ربيع الأول، حيث كان يمثل الشق الثاني لفصل الربيع عند العرب.
  • جمادى الأول: وهو الشهر الخامس في التقويم الهجري، وسمي بذلك لأن المياه كانت تتجمد في هذا الوقت من العام بسبب شدة البرودة.
  • جمادى الآخرة: وسمي أيضًا بذلك لنفس سبب تسمية جمادى الأول.
  • رجب: وهو أيضًا من الأشهر الحرم، وكلمة رجب كانت تعني عند العرب الشيء العظيم أو المهاب، فسمي هذا الشهر بذلك لأن العرب كانت تعظمه ولا تذهب للحرب فيه، وقد ذكر هذا الشهر في القرآن الكريم فقال -تعالى-: (إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِه الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلِّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِؤُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللّه)، فالنسيء هو شهر رجب وقد أنزلت هذه الآية لأن العرب كانت تبدل وتحرب في ميعاد شهر رجب وفقًا لمواعيد حروبهم وغاراتهم ولا ينزلونه منزله القمري الحقيقي.
  • شعبان: وفي سبب تسمية هذا الشهر بهذا الاسم أقوال:
  • أن العرب كانت تتشعب في ذلك الشهر للقتال بعد توقفهم في شهر شعبان.
  • أن هذا الشهر تشعب بين رجب ورمضان فسموه شعبان لذلك.
  • أن أغصان الشجر كانت تتشعب في هذا الوقت من العام.
  • رمضان: وسمي بذلك لأن أرض مكة كانت “ترمض” في هذا الوقت من العام أي تشتد حرارتها، وقيل: أنه سمي بذلك لارتماض البطون واحتراقها من الجوع والعطش بسبب الصيام وشدة الحر.
  • شوال: وهو الشهر العاشر الذي يكون فيه احتفال المسلمين بعيد الفطر المبارك، وقد أطلق عليه العرب ذلك لأن ألبان إبلهم كانت تشول فيه أي: تجف وتقل وتنقص.
  • ذو القعدة: وهو أيضًا كالمحرم ورجب في أنه من الأشهر الحرم الأربع الذكورة في قوله -تعالى-: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ)، وسمي بذلك لقعود العرب في منازلهم هذا الشهر وعدم خروجهم للقتال استعدادًا لموسم الحج.
  • ذو الحجة: وهو المتمم للأشهر الثلاثة الحرم الأخرى (محرم – رجب – ذو القعدة)، وكما هو واضح من اسمه فقد سمي بذلك لأنه يكون فيه موسم الحج.

إلى هنا نكون قد أنهينا موضوعنا اليوم عن التاريخ الهجري والميلادي، ونتمنى أن نكون قد ساعدنا في إفادتكم بهذا الموضوع.

قد يعجبك أيضًا