كم مرة هدمت الكعبة نجيب عليه اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أن الكعبة الشريفة هي قبلة الأمة الإسلامية، الذي جاء أمر الله المباشر بالتوجه نحوها في الصلاة، بعدما كان المسلمون يتجهون نحو القدس الشريف، وهي حرم الله الآمن، تعرف بالكعبة لهيئتها المكعبة، وتعرف بالبيت الحرام، لأن الله عز وجل قد منع الحرب داخلها، وإليها تهفو أفئدة المسلمين من مختلف بقاع الكرة الأرضية، يقصدونها حجاجًا ومعتمرين، فيغفر الله عز وجل لهم كل ذنب وخطيئة، فتلك أقدس البقاع في العالم.
كم مرة هدمت الكعبة
ترتفع الكعبة الشريفة في منتصف المسجد الحرام الواقع غرب مدينة مكة المكرمة، وهي سوداء اللون ويبلغ طولها نحو 15 متر، وتغطى بغطاء حريري مكتوب عليه بعض من الآيات القرآنية.
وأما عن بناء الكعبة الشريفة، فأكثر الأقوال تأكيدًا في هذا الشأن، هو أن الله عز وجل كلف ملائكته الكرام بتشييدها، وبعد ذلك كلف النبي إبراهيم وولده النبي إسماعيل –عليهما السلام- برفع قواعدها، يقول الله عز وجل في الآية 127 من سورة البقرة: “وإذ يرفع إبراهيم الواعد من البيت وإسماعيل، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم”.
وقد عصفت بالكعبة الشريفة عدة أحداث مؤثرة، لعل أبرزها ما نعرفه جميعًا عن محاولة إبرهة الحبشي إزالتها وتحويل الحج منها إلى البناء الذي شيده في اليمن، تلك المحاولة التي باءت بالفشل لأن الله عز وجل سلط على جيش إبرهة أسرابًا من الطيور تقذفهم بحجر يرديهم قتلى، وهي القصة التي أخبرنا بها القرآن الكريم في سورة الفيل.
لكن لعل معظمنا لا يعرف أن هناك محاولات أخرى لهدم الكعبة قام بها آخرون في أزمان مختلفة قد نجحت وهدمت الكعبة بالفعل!
فكم مرة هدمت الكعبة إذن؟ ومن قام بذلك؟ ولماذا؟ كل ذلك سوف نجيب عليه في السطور القادمة.
ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل عن الكعبة الشريفة من خلال: قصة بناء الكعبة وأهم المعلومات الهامة التي لم تعرفها من قبل
كم مرة هدمت الكعبة الشريفة؟
وفق ما أوردته الكتب الإسلامية والتاريخية، فإن الكعبة الشريفة تعرضت للهدم 6 مرات، على يد أشخاص مختلفين، وفي أزمنة مختلفة، فقبل الإسلام تعرضت للهدم مرتين، وبعده تعرضت للهدم 4 مرات.
من الذي قام بهدم الكعبة، ولماذا؟
في المرات التي تهدمت فيها الكعبة الشريفة، لم يكن الفاعل هو نفسه، حيث:
- المرة الأولى كانت على يد إبرهة الحبشي
وكما وضحنا فقد باءت بالفشل، وحمى الله بيته الحرام.
كما نرشح لك المزيد من التفاصيل من خلال: تفسير حلم الكعبة في غير مكانها لابن سيرين وللنابلسي
المرة الثانية كانت على يد قريش
قبل خمسة أعوام من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، قام رؤساء وحلفاء القريشيين الذين كانوا يحاربون النبي –عليه الصلاة والسلام- بهدم الكعبة، غير أن ذلك لم يكن من قبيل محاربة الدعوة الإسلامية، بل لأن الكعبة قد تعرضت لأمطار عنيفة كما تعرضت لحريق كبير عندما كانت قبيلة قريش تبخرها، فقاموا بهدمها حتى يعيدوا بنائها.
المرة الثالثة كانت على يد عبد الله بن الزبير
وقعت هذه الحادثة في عام 64 هجرية، فبعد الخلاف الذي نشب بين يزيد بن معاوية وعبد الله بن الزبير، عمد يزيد إلى مهاجمة مكة المكرمة بسبب احتماء عبد الله فيها، وكانوا يقذفون جيشه بالمنجنيق فأصابوا سقف الكعبة وكسوتها، ولذلك هدمها عبد الله بن الزبير لكي يرممها ويشيدها مرة أخرى.
وقد زود إليها ابن الزبير باب إضافي و6 أذرع، ووضع فيها الحجر الأسود.
المرة الرابعة كانت على يد الحجاج بن يوسف الثقفي
هذا الواقعة كانت في عام 73 هجرية، إبان عهد الخليفة عبد الملك بن مروان، حيث أرسل جيشًا مؤلف من 6 آلاف جندي على رأسهم الحجاج الثقفي للاستيلاء على مكة وضمها إلى خلافة عبد الملك، وهجموا على مكة بالمنجنيق والحجارة، وسقطت أجزاء من الكعبة بسبب ذلك.
ويمكن أيضًا الاستفادة من المعلومات المتنوعة التي قدمناها لكم من خلال: متى فرض الحج على المسلمين وما هي شروط الحج من الكتاب والسنة
المرة الخامسة كانت على يد أبو الطاهر القرمطي
القرامطة قوم سكنوا البادية، وعاشوا على مهاجمة القبائل الأخرى، وكانوا على خلاف كبير مع الدولة العباسية بسبب مهاجمتها للطائفة العلوية ونبذهم والقضاء على حياة الكثيرين منهم، على عكس حالهم مع الدولة الفاطمية التي كانت تعتنق الشيعية فكانوا على وفاق معاهم، غير أنهم سرعان ما غدروهم واستولوا على ممتلكاتهم في بلاد الشام وفلسطين.
وقد قام القرامطة في سنة 317 هجرية، بالهجوم على مكة التي كانت تحت إمرة الدولة العباسية، وسرقوا أبواب الكعبة الشريفة والحجر، فضلًا عما قاموا به من أفعال شنيعة فقد سفكوا دماء نحو ثلاثين ألفًا من حجاج بيت الله، وقد أخذوا الحجر الأسود إلى بناء شيدوه في مدينة الإحساء ليكون بديلًا للكعبة، ويقصده الناس للحج.
ومكث الحجر في مدينة الإحساء نحو 22 سنة، إلى أن أنذر الخليفة الفاطمي العزيز بالله بمحاربة الإحساء واستعادة الحجر، فقاموا بإعادته إلى الكعبة في عام 399 هجرية.
وقد هاجم القرامطة الكعبة الشريفة في يوم التروية، وكان يقودهم أبو طاهر القرمطي، وقد حاولوا كذلك الاستيلاء على مقام النبي ابراهيم عليه السلام لولا أن السدنة قاموا بتخبئته.
وفي سنة 318 هجرية وبعد سرقة القرامطة للحجر الأسود، دعوا أهل القطيف أن يقصدوا المكان الذي بناه القرامطة بدلًا عن الكعبة الشريفة، غير أن القطيف قد امتنعت عن ذلك، فقام القرامطة بالإجهاز على حياة العديد منهم.
وقد قدمت الدولة العباسية والدولة الفاطمية الكثير من العروض والإغراءات للقرامطة حتى يقبلوا بإرجاع الحجر الأسود إلى مكانه، غير أنهم لم ينصاعوا لأي من ذلك.
ولم يجد مع القرامطة أي سبيل، إلا تحذير الخليفة الفاطمي العلوي الذي أرغمهم على إرجاع الحجر إلى الكعبة مرة أخرى.
وعاد الحجر الأسود إلى مكانه المقدس في عام 339 هـ، حيث أعاده أحد القرامطة واسمه سنبر، وقيل أنه صهر أبو سعيد القرمطي.
وقد ورد فيما ورد أن الحجر قد أخذ إلى مدينة الكوفة أولًا وعلق على أحد أعمدة مسجد مدينة الكوفة لكي يشاهده أهل المدينة.
المحاولة السادسة على يد جهيمان العتيبي
في مطلع العام السنة الهجرية 1400، التي وافقت العشرين من شهر نوفمبر لعام 1979 م، قام جهيمان العتيبي وجمع من جيشه بالهجوم على الكعبة الشريفة والاستيلاء على بيت الله الحرام.
وقد كان جهيمان واحدًا ممن التحقوا بجامعة مكة المكرمة وجامعة المدينة المنورة من أجل دراسة علم الفلسفة، وخلال دراسته قابل محمد القحطاني، والذي أصبح صهره فيما بعد.
وفي نهايات سنة 1399 هجرية، ذكر القحطاني لجهيمان أنه شاهد في رؤيا أنه المهدي الذي سيظهر آخر الزمان ويفتح جزيرة العرب وباقي العالم.
وفي الساعات الأولى من صباح العام الهجري الجديد، استطاع أتباع جهيمان إيصال عربتين على متنها مياه وتمر وسلاح إلى المسجد الحرام، وكذلك استطاع نحو 200 فرد من ولوج المسجد، وبأيديهم نعوش بها الكثير من السلاح.
وقد تكلم أحدهم وهو خالد اليامي عن ظهور المهدي وأماراته وطرق مبايعته وغرضه، مستشهدًا بالنصوص النبوية التي تناولت مجيء المهدي وهيئته، حتى بلغ ما يبتغي قوله وهو أن المهدي سوف يخرج الآن من أركان الحرم، وبه كل الأمارات التي أخبر بها النبي.
ثم أرغم جهيمان ورجاله المصلون على عقد البيعة مع القحطاني، وكان يهاجم جيش المملكة الذي حاصرهم، ومات خلال الهجوم.
وبهذا نكون قد وفرنا لكم كم مرة هدمت الكعبة وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.