كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق

كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق يرجع الأمر في هذا الموضوع إلى عدد مرات الطلاق، فمن الممكن أن تكون الرجعة بعد الطلاق الأول أو الثاني أو الثالث، ومن الجدير بالذكر أن هناك شروط لهذه الرجعات، وهناك حكمة أيضًا من العودة بعد الطلاق، لذلك ومن خلال موقع زيادة سوف نوضح لكم كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق في جميع الحالات مع بيان أنواع الطلاق.

كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق

بناءً على ما قاله جمهور العلماء في بيان كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق يمكن إرجاع الزوجة بعد الطلاق من زوجها في حالة الطلاق مرتين؛ لأن الطلاق في هذه الحالة يكون غير بائن.

أي يمكن في هذه الحالة إرجاع الزوجة إلى زوجها في فترة العدة، وتكون هذه الرجعة بدون عقد أو مهر جديد، ومن الجدير بالذكر أنه من الضروري الحفاظ على الزواج وعدم التلفظ بالطلاق على أهون الأسباب.

يرجع التنبيه إلى ذلك الأمر إلى تنفيذ أوامر الله الذي فرضها علينا في كتابه الكريم حيث يقول الله عز وجل: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [ البقرة: 229].

من الجدير بالذكر أن الله عز وجل شرع للزوج الحق في رد زوجته أثناء فترة العدة، سواء كان هذا الأمر برضاها أو عدم رضاها، وذلك اتباعًا لأمر الله عز وجل في قوله تعالى في كتابه الكريم: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: 228].

اقرأ أيضًا: ما هو الطلاق الرجعي

طريقة إرجاع الزوجة بعد الطلاق

لبيان كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق وبناءً على رأي أهل العلم يمكن للزوج أن يرد زوجته بعد الطلاق مرتين فقط، حيث إن الطلاق للمرة الثالثة له حكم خاص، على أن يكون رد الزوجة خلال فترة العدة، ومن سنة الله ورسوله في إعادة الزوجة إلى زوجها أن يكون هناك شهود على الرجعة هذا الأمر محبب عند جمهور العلماء، لكن هناك علماء أجازوا عدم الإشهاد.

يكون أمر رد الزوجة إلى زوجها عن طريقين، الطريق الأول القول والطريق الثاني الفعل، ومن خلال الفقرتين التاليتين سوف نوضح لكم ذلك الأمر:

1- رد الزوجة إلى زوجها عن طريق القول

من أولى الأمور لبيان كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق والتي شرعها الله في كتابه الكريم أنه يحق له ردها من خلال القول، مثل أن يقول: “رددت إلى عصمتي” أو “أرجعتك” أو “ارتجعتك”… وغيرها من الكلمات الأخرى التي تدل على الرجعة، ويشترط أن تكون تلك الكلمات بنية صالحة في إرجاع الزوجة ومعاملتها معاملة حسن، ويكون ذلك أثناء فترة العدة.

فلا بد من حضور النية قبل القول، اتفق جمهور العلماء على الرجعة من خلال القول وصحتها.

2- رد الزوجة إلى زوجها عن طريق الفعل

ثانيًا عند الحديث عن بيان كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق اختلف العلماء في أمر رجوع الزوجة إلى زوجها عن طريق القول، فهناك ذهب فيها الفقهاء من الحنفية إلى صحة الرد من خلال الجماع أو من خلال مقدماته، حيث تعد هذه بادرة من بوادر حسن المعاشرة والإصلاح.

أما المذهب المالكي قال إن الرد بالفعل لا بد أن يسبقه النية الصادقة في الإرجاع، ثم من الممكن بعد عقد النية أن يكون الرجل بجماع زوجته أو يقوم بالمداعبة التي تسبق الجماع.

في المذهب الشافعي ذهب الفقهاء إلى الرفض الكامل لمبدأ الرد من خلال الفعل سواء بالجماع أو ما يسبقه، وقالوا إن الرد لا يجوز إلا بالقول فقط.

في مذهب الحنابلة ذهب الفقهاء إلى أن رد الزوج لزوجته لا يتم إلا من خلال الجماع فقط ولا يصح بدون ذلك سواء من القول أو مقدمات الجماع.

ما هي شروط رجوع الزوجة لزوجها؟

في إطار الحديث عن بيان كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق تتضح الشروط التي وضعها الله لرجوع الزوجة إلى زوجها من خلال الآية التالية، يقول الله عز وجل: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [البقرة: 228].

من خلال النقاط التالية سوف نوضح لكم هذه الشروط بالترتيب:

  • ترجع الزوجة لزوجها في حالة الطلاق، أي أن النكاح قد تم بالفعل ثم قام الزوج برمي يمين على زوجته، وذلك لقوله تعالى (وَالْمُطَلَّقَاتُ) [البقرة: 228].
  • من الضروري لعودة الزوجة لزوجها أن يكون الطلاق رجعيًا، بمعنى أن يكون الطلاق إما مرة واحدة أو مرتين، وذلك لقوله تعالى (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ) [البقرة: 229]، في هذه الحالة يمكن الرجوع ورد الزوجة.

أما في حالة الطلاق للمرة الثالثة فلا رجوع للزوجة إلى زوجها إلا عن طريق الزواج برجل آخر ونكاحهما برغبة كلا منهما، ويكون الفراق بينهما أي بين الزوجة وزوجها الجديد بسبب حقيقي وليس من أجل العودة إلى زوجها السابق، فحدوث هذا الأمر بدون رغبة وبدون فراق حقيقي منافي لأوامر الله عز وجل ومن يفعل ذلك يعد آثمًا.

  • يحق للزوج رد زوجته أثناء فترة العدة، وذلك لقول الله تعالى (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ) [البقرة: 228]، أما في حالة انتهاء العدة وأراد الزوج رد زوجته عليه أن يقوم بتقديم مهر جديد وعقد جديد.
  • من الضروري أن يقوم الزوج برد زوجته ونيته في ذلك الإصلاح وليس للإضرار بها، وذلك لقول الله تعالى: (إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا) [البقرة: 228]، ففي حالة كان رده لها من أجل إلحاق الأذى بها يحق لها رفض ذلك وإثبات ذلك للقاضي الشرعي.
  • في حال تمت جميع الشروط السابقة خاصة رد الزوج لها من أجل الإصلاح فإن الرجعة واقعة على الزوجة سواء رضيت أم لا، نظرًا لقول الله تعالى: (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ) [البقرة: 228].
  • لا بد أن تكون طريقة الإرجاع مباشرة وصريحة، ولا يصح أن يكون رد الزوجة بناءً على أحد الشروط.

التعرف إلى فترة العدة التي يحق للزوج فيها رد زوجته

في نطاق الحديث عن بيان كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق لا بد أن نوضح ما هي فترة العدة التي شرع وأباح الله فيها رجوع الزوجة إلى زوجها.

فترة العدة عند المرأة المطلقة هي حسب قول الله تعالى: (ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ) [البقرة: 228]، والمقصود بها هو نزول دم الحيض على المرأة ثلاث مرات، وهذا الأمر عند جمهور العلماء، أما في حالة كانت المرأة حامل فيمكن للزوج ردها قبل الولادة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثالثة

الحكم في إرجاع الزوجة إلى زوجها بعد الطلاق

استمرارًا لحديثنا عن بيان كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق ينقسم حكم رد الزوجة إلى زوجها إلى خمس أقسام، والأصل هو إباحة رد الزوجة، والحكم يختلف باختلاف الحالة، وفيما يلي من خلال الفقرات التالية سوف نقدم لكم حكم رد الزوجة إلى زوجها:

1- الرجعة الواجبة

يجب إرجاع الزوجة إلى زوجها بعد الطلاق مرة واحدة، ويسمى الطلاق هنا طلاق بدعيًا، وكان حكم العلماء بناءً على قول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما طلق ابن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنه ـ زوجته وكانت حائض فسأل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال له رسول الله: لِيُراجِعْها ثُم يُمسِكْها حتى تَطهُرَ، ثُم تَحيضَ فتطهُرَ، فإنْ بَدَا له أنْ يُطَلِّقْها طاهِرًا قبلَ أنْ يَمسَّهَا، فتِلكَ العِدَّةُ التي أمرَ اللهُ أنْ يُطلَّقَ لها النساءُ” صحيح.

عند علماء الحنفية والمالكية استدلوا بهذا الحديث، أما عند علماء الحنابلة والشافعية، أعدوا ذلك من السنة هذا على شرط أن يكون معاملته لها معاملة حسنة، أما في حال كان رده لها بناءً على نية مبيتة لها في الأذى وإلحاق الضرر، ففي حالة كان الرجوع فيه أذى للزوجة يحق لها الطلاق بل وجب الطلاق من زوجها.

2- الرجعة المندوبة

هذه الرجعة تكون في حالة ندم الزوج والزوجة معًا، ذلك من الممكن أن يكون بناءً على الحب بينهم أو في حالة وجود أطفال؛ لأن المصلحة في الحالة الثانية تكون عامة أي من أجل الأطفال، لأنه من الضروري تربية الأطفال في بيئة خالية من الخصام، قال الله تعالى: (فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) [النساء: 128].

3- الرجعة محرمة

تحرم الرجعة إلى الزوج في حالة أراد برد زوجته إلحاق الأذى والضرر بها، أو في حالة أراد الزوج أن يرد زوجته قبل فترة العدة بوقت قليل حتى يطلقها مرة ثانية، من أجل أن يزيد مدة العدة، وقد غضب الله من هذا الأمر، وأنزل الله في كتابه تعالى قوله: (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُواً وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [ البقرة: 231].

4- الرجعة المكروهة

المقصود من هذه الرجع أن الزوج يرد زوجته رغم علمه على عدم مقدرته أن يقيم حدود الله سواء بالإحسان إلى الزوجة أو تلبية حاجتها المادية والمعنوية، والأمر ذاته عند الزوجة في حالة كانت غير مؤدية لفرائض الله عليها.

5- الرجعة المباحة

هذا هو الحكم الأصلي في الرجعة، وهو ما اجتمع عليه جمهور العلماء من الحنابلة والشافعية والمالكية والمذاهب الأخرى، وذلك لقول الله تعالى: (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ) [البقرة: 228].

اقرأ أيضًا: حدود العلاقة بين الزوجين في الطلاق الرجعي

أنواع الطلاق في الإسلام

أنواع الطلاق في الإسلام متعددة وكثيرة، حيث يتنوع الطلاق من حيث الأحكام الشرعية، والطلاق بناءً على اللفظ وعلى حسب الأثر المترتب عليه، وعلى حسب تعلقه بأمر أو لا، ومن خلال النقاط التالية سوف نقدم لكم انقسامات هذه الأنواع:

  • الطلاق بناءً على الحكم الشرعي ينقسم إلى جائز ومحظور.
  • الطلاق بناءً على اللفظ ينقسم إلى طلاق صريح وطلاق كناية.
  • الطلاق بناءً على الأثر المترتب ينقسم إلى طلاق رجعي وطلاق بائن، والبائن به بينونة كبرى وبينونة صغرى.
  • الطلاق بناءً على التعلق بأمر معين أو لا ينقسم إلى الطلاق الناجز والطلاق المعلق.

لقد شرع الله الطلاق لحكمة والرجوع عنه لحكمة، ويمكن أن نقول إن حكمة من إرجاع الزوجة إلى زوجها بعد الطلاق رحمة بها وبزوجها؛ لأنه في أغلب الأحيان يكون الطلاق بدافع الغضب أو عدم التفكير السليم؛ لذلك شرع الله الرجوع بعد الطلاق مرتين كحد أقصى دون عائق.

قد يعجبك أيضًا