اقسم بالله هذا الدعاء يهلك الظالم

تحرير: عمرو في 20 فبراير 2023

اقسم بالله هذا الدعاء يهلك الظالم مجربةٌ نتائجه، فشرع الله -عز وجل- الدعاء رحمةً بالعباد؛ وجعله عبادة يؤجر المسلم على أدائها كسائر العبادات لتقوى صلته بربه، لذا يوضح موقع زيادة صيغ أدعية المظلوم على الظالم يمكن الاعتماد على ترديدها عند الوقوع في الظلم.

اقسم بالله هذا الدعاء يهلك الظالم

أكَّد الله في قرآنه الكريم أنه لا يجب أن يدعو المسلم على غيره، لكن جاء في تفسير ابن عباس –رضي الله عنه- أن الله لا يحب أن يدعو أحد على غيره إلا عند وقوع الظلم.. لذا على من يستشعر الظلم من أحد المُتجبرين الطغاة عليه أن يلجأ إلى الله بالدعاء؛ فمن الدُعاء ما يردّ القدر ويُلطفه.

ربّ أغلقت الأبواب إلّا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلّا بك.
اللهمّ إنّ الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك.
يا ربّ ها أنا ذا يا ربّي، مغلوب مبغيّ عليّ مظلوم، قد قلّ صبري وضاقت حيلتي، وانغلقت عليّ المذاهب إلا إليك، وانسدّت عليّ الجهات إلا جهتك، واسترشدت دليلي فلم يدلّني إلاّ عليك، فرجعت إليك يا مولاي صاغراً راغماً مستكيناً، عالماً أنّه لا فرج إلاّ عندك، ولا خلاص لي إلاّ بك، أثق بوعدك في نصرتي.
يا ربّ إنّ الظالم جمع كل قوّته وطغيانه، وأنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدّعاء.
اللهم أرغم أنف كل ظالم، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوة إلا قصمته، ولا كلمة مجتمعة إلا فرقتها، ولا قائمة علو إلا وضعتها، ولا ركناً إلا وهنته ولا سبباً إلا قطعته.
اللهم من أعان عبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض فأعنه، ومن نصرهم فانصره، ومن مدّ لهم يداً بالإحسان فامدد له يدك بالإحسان، ومن خذلهم فاخذله، ومن مكر بهم فامكر به.
يا رب إن الظالم جمع جنده، وسلاحه، وسجونه، وزنازينه، ومنع عني الأهل والأحباب وتركني في ظلمة الزنزانة على الأرض والتراب، وأنا عبدك جمعت له ما استطعت من الدعاء.
يا ربّ اللهمّ عليك بمن ظلمني وأنت تعلمه، اللهمّ خيّب أمله، وأزل ظلمه، واجعل شغله في بدنه، ولا تفكّه من حزنه، وصيّر كيده في ضلال، وأمره إلى زوال، ونعمته إلى انتقال.

أجاز الله –عز وجل- للمظلوم أن يدعو على ظالمه، كما أكد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أن للمظلوم دعوة لا ترد، لكن بشرط أن يقع الظلم بالفعل ولا يكون من يشعر بالظلم تختلط عليه الأمور.

فإن تأكد وقوعه في الظلم عليه بالتوجه إلى الدعاء للمولى –عز وجل- ليكون اقتدى برسوله، فأكد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أنه لا مُعين للإنسان إلا مولاه تعالى.

فطلب من المسلمين ألا يسألوا إلا الله ولا يطلبوا من سواه، فيجيب الله دعوات عباده لاسيما المستغفرين والمستعينين به، فكان هناك في الجاهلية رجل يقوم بكل الأعمال الصالحة من مساعدة المحتاجين وصلة الأرحام، فقال النبي –صلى الله عليه وسلم- أنه يجب أن يدعو الله ويستعين به ليكون من المغفور لهم.

حيث سأل الصحابة – رضي الله عنهم- الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن مكان الله، فهل هو قريب فنناجيه ونتحدث معه، أم هو بعيد فننادي عليه ليجيبنا، فأنزل الله تعالى في كتابه ردًا على ذلك أنه أقرب للإنسان من حبل الوريد، وأنه يُحب من يلجأ إليه يدعوه ليستجيب له دعواته.

خاصةً من يداوم على الدعاء في كل وقت وفي الخير قبل البلاء، بالإضافة إلى الدعاء بكل ما هو مُستحب والبعد عمّا يتنافى مع أحكام الشريعة الإسلامية وعقائدها.

علاوةً على التطهر والتوجه إلى مكان القبلة واستحضار القلب ورفع اليدين إلى السماء، والثناء على المولى –عز وجل- والصلاة والسلام على نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.

دعاء للمظلوم مُجرب

الدعاء هو روح الدين الإسلامي الحنيف وأساسه، فحالة العبد وهو يتجه إلى الله –عز وجل- يتضرع له ويتذلل ليطلب مُراده من أسمى معالم الإيمان، فيخرج فيه العبد من حوله وقوته ويطلب العون من مولاه الجبار.

فعلى المسلم أن يستغل هذه العبادة لزيادة صلته بربه، حيث ينتج عن المداومة على الدعاء تحقيق الاستجابة لاسيما إن كان الداعي واقع في المظلمة بالفعل، فالشعور بالظلم من أسوأ ما يشعر به العبد.. لذا أتاح الله في هذه الحالة أن يدعو العبد على من ظلمه.

يا ربّ استجب لدعوة عُبيدك المظلوم وانصرني فإنّك يا كريم قلت لدعوة المظلوم بعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين.
رفعت يدي إلى الله وقلت يا رب أغلقت الأبواب إلا بابك، وانقطعت الأسباب إلا إليك، ولا حول ولا قوة إلا بك يا رب، اللّهم إنّي ومن ظلمني من عبيدك، نواصينا بيدك، تعلم مستقرّنا ومستودعنا، وتعلم منقلبنا ومثوانا.
اللهم عليك بالظالمين فإنهم لا يعجزونك، حسبنا الله ونعم الوكيل، اللهم يا مجيب الدعاء، أسألك بعزّتك وبقوتك أن ترينا في الظالمين عجائب قدرتك.
اللهم اجعل حظّ عبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض وافراً ونصيبهم كبيراً، وما أنزلت من شر، وبلاء، وداء، وسوء، وفتنة فاصرفه عنا وعن الإسلام والمسلمين، واجعله في الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن والاهم ممّن يصرّون على ما يفعلون وهم يعلمون، يا رب العالمين.
اللهم أنت من قلت يا عبادي إنّي حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظلموا، اللهم إنه ظلمنا وقهرنا وأبكانا فأنت كفيلنا وحسبنا يا الله.
يا رب إن الظالم ملك أسباب القوة في الدنيا، وأنا عبدك لا أملك إلا إيماني بك وتوكلي عليك ودعائي لك.
اللهم أحص الظالمين وأعوانهم ومن ركن إليهم ومن والاهم عدداً، واقتلهم بدداً، وسلّط عليهم جنودك، ودمّرهم بقدرتك وجبروتك، وأذلّهم لعبادك المظلومين والمستضعفين في الأرض يا رب العالمين، ربّنا افتح بيننا وبين الظالمين بالحقّ وأنت خير الفاتحين.

في التقرب إلى الله بالدعاء يشعر العبد بقرب مولاه –عز وجل- فيبدأ العبد بمناجاة الله وترديد كل ما يجول في خاطره ويشعر به قلبه، فيستشعر قرب المولى –عز وجل- وحتى إن لم تتحقق الإجابة فيتأكد أن الله إلى جانبه؛ يسانده في تعثراته ويخرجه من محنته التي وقع بها بسبب الظلم.

حيث أكد نبي الله –صلى الله عليه وسلم- إن لم يتحقق الدعاء فيكون في ميزان الأعمال الصالحة للعبد، ويرد الله به الكرب والبلاء عن المسلم، وإن لم يرده فيخففه.

كما أمرنا الله –عز وجل- باتباع سنة نبيه محمد –صلى الله عليه وسلم- وفي ذلك أجر وثواب عظيم، فترديد الدعاء من سنته التي كان يداوم عليها؛ حتى علّم نبي الله محمد أصحابه –رضي الله عنهم- صلاة الاستخارة.

فصلاة الاستخارة يطلب فيها العبد العون من الله في كل أموره الحياتية، ويدعوه وينتظر التوفيق في سائر أموره؛ لكي يعتاد على الدعاء في كل حين، وفي الشدة قبل الرخاء خاصةً إن كان يشعر بالظلم.

دعاء المظلوم على الظالم مكتوب

مثلما أتاح الله –عز وجل- الدعاء على المظلوم عند الشعور بالظلم وعدم القدرة على العفو، لكنه إن قدر على العفو والتسامح وأن يجعل الله وكيله ويطلب منه أن يدبر أمره يكون أفضل وأولى.

لكن على الداعي على من يظلم أن يدعو بما يرفع ظلمه فقط، أما الدعاء على هلاكه ووقوعه في المرض وبعده عن محبيه خطأ ونهى الله عنه حتى لو كان العبد ظالم.. لذا يمكن ترديد صيغة الأدعية المُجابة على الظالم دون التطرق إلى هلاكه وخسارته وما لا يتعلق بحالة الظلم.

اللهم لا تجعل لكافر على مؤمن سبيلاً ولا لظالم على مظلوم سبيلاً، ربّنا افتح بيننا وبين الظالمين بالحقّ وأنت خير الفاتحين.
اللهم من لنا سواك لطلب رد المظلمة، اللهم يا ناصر الضعفاء انصرني. اللهم يا من خلقتنا وكرمتنا، اللهم يا من سنَّ الدين وعظَّمه، اللهم يا رافع النجوم ويا مُسخر الطيور سبحانك يا محيي العظام وهي رميم انصرني وحقق لي مرادي.
اللهم أرنا في الظالمين يوماً كيوم عاد، وثمود، وأصحاب الأيكة، وقوم تبع، واهزمهم اللهم كما هزمت الأحزاب وحدك يا الله يا رب العالمين، ربّ إني مظلوم فانتصر، اللهم إنه لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء.
اللهم إنك وعدتنا ألّا ترد للمظلوم دعوة، اللهم إنك وعدتنا ألّا ترد للمظلوم دعوة، فلا تردني يا الله وانتقم ممّن ظلمني.
اللهم إني أسألك أن تجعل ثأري على من ظلمني، اللهم اجعل تدبير من ظلمني تدميرًا له، اللهم اجعل كيد من ظلمني في نحره.
اللهم لا إله إلا أنت الواحد الأحد، يا من بالدعاء سميع، ويا من بما في الصدور عليم، اللهم يا جبار يا منتقم إني أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا بأن تدفع عني المظلمة.
اللهم هوِّن عليَّ مصيبتي ومظلمتي.
يا ربّ إنّي أحبّ العفو لأنك تحبّ العفو، فإن كان في قضائك النافذ وقدرتك الماضية أن ينيب أو يتوب، أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ مكروهه عنّي
اللهم إني واقفٌ منكسر بين يديك، مظلوم على بابك، يا من حرَّم الظلم على نفسه طالبًا نصرك في شدتي ومحنتي التي ظُلمت فيها.

على من يشعر بالظلم أن يبدأ في ترديد أدعية تهلك الظالم وتزيل ظلمه، مع العلم أنه من غير المستحب أن يدعو المظلوم على ظالمه بارتكاب المعاصي والفواحش.

فإرادة المعصية للغير تعتبر معصية، حيث يمكن للمظلوم أن يعفو عنه ويترك حقه بين يدي المولى العادل –عز وجل- ليأخذ منه عقابه وينتقم منه.

شرع الله الدعاء إنقاذًا للعباد؛ فهو العبادة التي يطلب العبد فيها ما يشاء من ربه دون بذل أي مجهود، فقط يحرك لسانه في حضور قلبه الخاشع، بل ويؤجر عليها وتزيد من ميزان أعماله.