هل أحلام اليقظة مرض نفسي

هل أحلام اليقظة مرض نفسي هو سؤال دائم التردد على ألسنة فئة كبيرة من الأشخاص الذين يهربون من الواقع الذي يعيشون به، إلى عالم الأحلام، هروباً من واقع لا يرغبون به، إلى عالم من نسج الخيال يهربون داخله من مما يزعجهم في الواقع الفعلي ويؤرق راحتهم، يحمل في طياته الكثير من الأمور التي تسعدهم، وتزيل هموم وضغوط الحياة من داخلهم، ومن خلال السطور التالية عبر موقع زيادة سنتعرف على مزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع.

ما هي أحلام اليقظة

أحلام اليقظة هي عبارة عن بعض الاستجابات البديلة عن الاستجابات الواقعية، حيث أنه قد يسعى الفرد إليها باعتبارها وسيلة يستطيع من خلالها الشخص إشباع دوافعه الواقعية.

حيث أن الشخص قد يقوم لتحقيق إشباعه بشكل جزئي من خلال أحلام اليقظة والتخيل، ومن خلال ذلك يخفف شعوره بالتوتر والقلق المرتبطين برغباته.

قام أحد الأطباء النفسيين بالرد على تساؤل هل أحلام اليقظة مرض نفسي، قائلاً أنها ليست بالضرورة أن تكون مرض نفسي، ولكن يعد من الطبيعي أن يعيشها بعض الشباب خلال فترة المراهقة، ولكن يجب أن تكون بشكل معتدل.

حيث بعض الأشخاص التي تعاني من الانطوائية والعزلة تكون تتمتع في العادة بخيال واسع، تعيش من خلاله في عالم أحلام اليقظة، ويعد ذلك نتيجة ما يعاني منه الشخص من مرض نفسي.

حيث يشير ذلك إلى عدم قدرة الشخص على تحقيق رغباته وأهدافه، فيتجه إلى عالم الخيال لتحقيقها، بغرض الهروب من الواقع الفعلي الذي يعيش فيه الشخص.

لذا أفاد طبيب الأمراض النفسية بكون أحلام اليقظة ليست من الأمراض النفسية بالمعنى المعروف، ولكن يفضل على الشخص الذي يعيش دائماً فيها أن يقصد الطبيب النفسي لسؤاله.

هل أحلام اليقظة مرض نفسي

تسعى غالبية البشر في الهروب من العالم الواقعي إلى أحلام اليقظة من وقت لآخر، حيث يرغب الكثير في العيش داخل عالم الأحلام حياة خيالية مليئة بالذكريات الجميلة.

كما يعتقد الكثير أن أحلام اليقظة من الأمور الممتعة والتي لا ضرر منها، ولكن الواقع قد يكون غير ذلك، حيث أن كثرة الاستغراق عن الحد المسموح به داخل عالم أحلام اليقظة يشير إلى وجود مرض نفسي، ويفضل الذهاب إلى الطبيب واستشارته.

اقرأ أيضًا: وسواس النوبة القلبية

العلاقة بين أحلام اليقظة والأمراض النفسية

حيث يسود اعتقاد سائد بين كثير من الأشخاص المتواجدين في أحد الأماكن المفضلة لديهم ومع بعض الأفراد الذين يشعرون معهم بالسعادة ويرغبون في الجلوس معهم، هو ما يعرف بأحلام اليقظة والذي مع مرور الوقت يتحول الأمر إلى مرض نفسي يجب علاجه.

حيث أن العقل البشري يسعى دائماً إلى تحقيق الأماني والرغبات، فإذا لم يستطيع تحقيقها من خلال الواقع، فإنه يسعى إلى تحقيقها عن طريق عالم الأحلام.

على سبيل المثال قد يرى الطفل في منامه أنه يركب الدراجة التي وعده والده بأن يقوم بشرائها من أجله، كما يرى الشاب في منامه أنه تزوج في المنام من الفتاة التي يحبها.

كما قد يرى أحد الأشخاص الذي تعرض للظلم أنه يسترد حقه من الشخص الذي ظلمه، كما هو الأمر بالنسبة للطالب الذي يعجز عن التركيز في مذاكرته و محاضراته وبالتالي يشرد ذهنه لعدة ساعات.

كما قد يهتم بالمذاكرة ولكن دون تذكر شيء من المواد العلمية، وبالتالي يتدنى مستواه التعليمي، بالإضافة إلى الموظف الذي يقصر في أداء الأعمال الموكلة به نتيجة عدم صفاء ذهنه وقد بتطور معه الأمر إلى حد خسارة عمله.

كل تلك الاحلام وغيرها من الرغبات التي يرغب الأفراد في تحقيقها في أرض الواقع، وبالتالي يقوم المخ بتحقيقها في عالم الأحلام من خلال الحلم.

تعد تجربة حلم اليقظة التي يعيشها الإنسان ليست من خلال أفكاره فقط بل عن طريق السلوك والشعور به، حيث أنه قد يبتسم وتتغير حالته المزاجية إلى الأفضل وحتى أن ذلك الأمر قد يبدو واضحاً على ملامح وجهه.

كما قد يتطور الأمر مع الشخص إلى حد التفوه ببعض الكلمات التي عاشها خلال الحلم أو يقوم بتحريك يديه خلال تفاعله مع المنام، لذا فإن أحلام اليقظة تعد مفيدة ونافعة طالما لم تتخطى الحد المقبول وتؤثر سلبياً على حياة الفرد.

قد يزداد الأمر مع عدد من الحالات التي ترافقها بعض الأعراض النفسية مثل التوتر والقلق، وتعكر من صفو الحياة لدى الشخص وهنا يتطلب الأمر التدخل الطبي لتحرير المريض من سجن أحلام اليقظة.

كما قد يتطلب الأمر أخذ بعض جلسات العلاج النفسي، ليستطيع المريض تدارك المشكلة والعيش في واقع الحياة الفعلي، حيث أنه في كثير من الأوقات قد تتمثل الأفكار الوسواسية العيش في عالم أحلام اليقظة.

اقرأ أيضًا: أفضل علاج للوسواس القهري الشديد

الإفراط في أحلام اليقظة والأمراض النفسي

نستطيع الجذم بأن الكثير من الأمراض النفسية تضمن على بعض طرق التفكير السلبية، لا نستطيع التحكم بها، حيث أنها قد تضمن القدرة على التخيل والتوقع.

كذلك الأمر ينطبق على الإكثار من أحلام اليقظة، والذي قد يشير إلى إصابة الشخص بمرض نفسي يتمثل في الشعور بالقلق أو الاكتئاب، أونقص الانتباه، اضطرابات فرط النشاط أو غيرها.

حيث يتوقف عدم العيش في أحلام اليقظة وما تحتوي عليه، ونسب تكرارها وشدة تأثيرها على حالة الشخص النفسية، لذا يجب التنويه حول أن الاستغراق في عالم أحلام اليقظة لا يشير بالضرورة إلى الإصابة بمرض نفسي.

لكن الإفراط في أحلام اليقظة، بالإضافة إلى بعض الأعراض المرضية الأُخرى دليل قاطع على معاناة الشخص من المرض النفسي، وحتى الآن لم نستطيع معرفة الحد المقبول الطبيعي لأحلام اليقظة.

بمعنى أنه لا نستطيع الحُكم عن كون العيش في أحلام اليقظة أصبح أكثر من الحد المسموح له، واللائق لذا يجب علينا معرفة الإشارات الدالة على توافر المرض النفسي هي من خلال معرفة صفات أحلام اليقظة عند الإصابة بالمرض النفسي.

أحلام اليقظة والاكتئاب

ترتكز أحلام اليقظة عند مرضى الاكتئاب حول كثرة التفكير في بعض الخواطر والمواقف السيئة التي بدورها تزيد من حد الاكتئاب، كما يظهر الاستغراق في عالم أحلام اليقظة، عند ضياع الدافع.

كما الحال عند فقد الرغبة في ممارسة مختلف الأنشطة، مما يؤدي إلى زيادة حالة عدم التركيز وفقد القدرة على القيام بالفرائض اليومية.

أحلام اليقظة والقلق

عند الشعور بالقلق فتصبح أحلام اليقظة هي من أسوأ الفروض التي يعيشها الفرد، حيث يعيش الشخص حالة من اللحظات السيئة والخوض في بعض التفكيرات السيئة.

مما يجبر الشخص على تخيل بعض المواقف السيئة للغاية والخوض في القلق، وذلك على الرغم من عدم حدوث الأمر من الأساس، على سبيل المثال التشابك بالألفاظ أو بالبدن مع أحد الأشخاص الأخرى، أو حدوث مصيبة تؤدي إلى الوفاة.

في بعض الأحيان تعتبر أحلام اليقظة أحد الوسائل للهروب من الواقع المليء بالضغوط النفسية والقلق وهو الأمر الذي يطلق عليه المتخصصون اسم ” الإفلاتية” أو ” الهروبية”.

تعد تلك أحد وسائل الدفاع الذي يلجأ المخ إليها، لحمايته من الألم والقلق، ولكن عادة يلجأ الشخص إلى الهروب من العالم الذي يعيشه، إلى عالم أحلام اليقظة.

اقرأ أيضًا: أعراض الوسواس القهري الجسدية

بعض النصائح لأحلام اليقظة المرتبطة بسوء التأقلم والتكيف

  • كفل جو من الاستقرار العصبي والنفسي داخل أعضاء الأسرة.
  • احتواء مشاكل المراهقة وحلها.
  • تقوية الثقة بالنفس لدى الشخص.
  • التنويه عن أهمية العمل المفيد الخلاّق وزرع بعض بذور التفوق والنجاح، وتعريف الشخص أهمية التفوق والارتقاء بالعمل.
  • اكتشاف الاضطرابات العصبية والنفسية في وقت باكر، والسعي لعلاجها قبل فقدان الوقت وضياعه.
  • الاتصال بين الأشخاص والقيام بالمشاركة في الكثير من الأنشطة المختلفة، منها الاجتماعية والمدرسية والثقافية والرياضية.

أما بالنسبة لجميع ما يتعلق بالأطفال فيجب اتباع الآتي:

  • شغل الأوقات الشاغرة والعمل على تنمية الهوايات المفضلة لديهم.
  • اكتشاف الاضطرابات العصبية والسعي لعلاجها قبل فوات الآوان.
  • تعزيز قدرة الابتكار لديهم وحثهم على الاجتهاد في العمل وتحقيق النجاح، والاجتهاد.

هل أحلام اليقظة مرض نفسي، كان محور حديثنا اليوم معكم، وقد حرصنا على تعريف أحلام اليقظة، وعلاقتها بالمرض النفسي، وذكرنا عواقب الخوض فيها بكثرة، وعلاقتها بالاكتئاب و القلق.

قد يعجبك أيضًا