هل موت الحيوان مكتوب

هل موت الحيوان مكتوب؟ وماذا يحدث له بعد الموت؟ فالحيوانات لم يذكر عن موتها الكثير في القرآن الكريم او السنة، حيث يجمع العلماء على أنه في علم الغيب علينا أن نستند بالقرآن والسنة، ولا يجب علينا الكثرة من السؤال في ذلك العلم حيث لا توجد جدوى أو أي استفادة من العلم به، يتضح ذلك في موقع زيادة.

هل موت الحيوان مكتوب؟

بالسؤال عن هل موت الحيوان مكتوب أم لا، فيجب العلم أنه كل شيء يحدث في هذا العالم الشاسع من قدرة الله عز وجل ومكتوبة عنده في كتابه، مما يشمل ذلك موت الحيوانات والإنسان وجميع المخلوقات.

حيث تلقى تلك الكائنات مصير مختلف عن الإنسان بعد الموت، إلا أنها من الكائنات التي لها روح في الدنيا ويتم قبض تلك الروح عند اقتراب الأجل المحدد لكل منهم.

اقرأ أيضًا: أين تذهب الروح بعد الموت

هل للحيوانات روح؟

توجد الكثير من الأشخاص الذين يزعمون أن الحيوانات لا روح لها، حيث لا يعتمد قولهم على أي دليل شرعي في ذلك العالم المجهول بالنسبة للإنسان، إلا أنه توجد العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة لتدل على أن الحيوانات جميعًا لها روح تقع بيد الله سبحانه وتعالى، ومن تلك الأدلة ما يلي:

جاء في قوله تعالى في كتابه الكريم: فَنَفَخْنَا فِيهِا مِن رُّوحِنَا” (سورة الأنبياء: 91)، وفي ذلك دلالة على وجود روح للحيوان، حيث نسب الله تعالى روح الإنسان في تلك الآية له دلالة على تشريفها وتعظيمها.

مما يدل على وجود الأرواح الأخرى التي يتم تكريم روح الإنسان عليها، وذلك يؤدي إلى أنه يوجد درجات عدة للأرواح، كما توجد الأرواح الخبيثة والأرواح الطيبة التي تكون من الأشياء المكرمة.

ذكر تعالى في قوله على لسان عيسى عليه السلام في توضيح الدلالة على أنه رسول من الله في قوله: أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ” (سورة آل عمران: 49).

بمجرد النفخ من عيسى عليه السلام تحول الطين إلى طير وطار وتحرك بأمر من الله عز وجل، ويجب الإشارة إلى أن تلك الآية تثبت قضيتين هامتين، وهما الروح والحياة في هذا الطين.

اقرأ أيضًا: الفزع من النوم والشعور بالموت

هل ملك الموت يقبض أرواح الحيوانات

استكمالًا لإجابة سؤال هل موت الحيوان مكتوب أم لا، أوضح العلماء أنه لا يمكننا إثبات أو نفي أي من الأمور الغيبية التي لا نستطيع الحكم عليها إلا في حال وجود دليل لها من الكتاب والسنة، ففي حالة الشك بأي أمر غيبي ونفاه الكتاب أو السنة ننفيه، وإذا أقره الكتاب والسنة نقره، ولا يجب علينا التدخل بأي شكل من الأشكال في كل الغيبيات.

علينا أن نعلم أنفسنا وأولادنا وطلابنا وكل الأمة أنه يجب عدم التدخل في تلك الأمور الغيبية التي لن تفيد أو تعلي من شأننا بشيء، فقد تحدث أن تدخل بعض الشبهات في عقول أبنائنا عند التساؤل عن تلك الأسئلة مما يؤدي لاهتزاز عقيدتهم.

حتى لا تفسد العقيدة الخاصة بالأطفال والكبار كذلك علينا أن نوضح لهم أن نثق بالله وقدرته ولا نكثر من التفكير في تلك الغيبيات التي لن نجد لها دليل، ولذلك فيجب أن نعلم أن روح الحيوانات بيد الله سبحانه وتعالى والعلم بكيفية قبضها ومن يقبضها من الأمور التي لا نعلم عنها نصًا أو دليلًا يشير إليها.

قد أشار الله تعالى إلى أن ملك الموت هو من يقبض روح الإنسان باستناد السنة والقرآن الكريم، ولا يجب أن نتوقع نفس الشيء مع الحيوان دون إثبات كافٍ.

توجد بعض الأقوال الخاصة بأهل العلم والتي توضح لنا الآراء المختلفة في هذا الموضوع:

  • القول الأول: يقول بعض أهل العلم أن الملك الموكل لقبض الأرواح على الأرض هو نفسه الموكل لجميع المخلوقات على العموم، مما يشمل الإنسان والحيوانات والجن والطيور وسائر المخلوقات الأخرى.
  • القول الثاني: من أهل العلم من قال إن الله عز وجل هو من يتوفى جميع المخلوقات الكونية غير الإنسان.
  • القول الثالث: ورد في ذلك القول بعض الأحاديث التي لا تصح ولم تثبت عن النبي- صلى الله عليه وسلم-، حيث ينص الحديث الذي رواه البعض عن البهائم كلها من القمل والبرغوثيات والجراد والخيل والبغال كلها والبقر وغير ذلك أن اجلهم يحدد بالتسبيح.

في حال انقضاء تسبيحهم ينتهي أجلهم من الله وليس لملك الموت أي دخل في ذلك بأي شكل، وهذا الحديث ليس من الأحاديث الصحيحة حيث أجمع الكثير من أهل العلم أنه حديث موضوع.

  • القول الرابع: وهو جمع أهل العلم الذين أيدوا أن الله تعالى أعلم منا جميعًا بذلك العلم وأنه من الغيبيات التي لا يجب لنا التدخل بشأنها والتفكير فيها دون دليل قطعي من القرآن والسنة، ويجب الذكر أن البحث المبالغ فيه والتعمق دون جدوى من ذلك التطلع في المسائل الغيبية نهى عنها الرسول- صلى الله عليه وسلم-.

اقرأ أيضًا: علامات خروج الروح من الجسد

هل يشعر الحيوان بعد الموت

بعد الإجابة عن سؤال هل موت الحيوان مكتوب أم لا، يتساءل البعض عن شعور الحيوانات بعد الموت، فالحيوان يكون مصيره بعد الموت إلى البرزخ يوم القيامة ولكنه لن يكون مثل مصير الإنسان بأي حال.

أما عن شعوره من بعد الموت إلى ذلك الوقت من العلم المجهول الذي لا يعلمه إلا الله، ولم يصدر أي دليل يوضح ذلك في القرآن أو السنة.

ماذا يحدث للحيوان بعد الموت

مصير الحيوانات بعد الموت مختلف عن الإنسان في بعض الأشياء، وهو يكون كالآتي:

1- حشر الحيوانات يوم القيامة للاقتصاص

يتم حشر جميع المخلوقات يوم القيامة للحساب من الإنسان والحيوانات بجميع أنواعها، فالحيوانات أمم مستقلة يتم حشرها يوم القيامة كباقي الأمم، حيث توجد العديد من الأدلة في القرآن الكريم التي تثبت ذلك مثل:

قوله تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ” (سورة الأنعام: 38)

والدليل هنا أن جميع الحيوانات من الأمم التي خلقها الله ورزقها وسيتم بعثها يوم القيامة كما نحن البشر.

كما في قوله تعالى: وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ” (سورة التكوير: 5)، حيث تحشر الحيوانات يوم القيامة مع بعضها للاقتصاص.

2- تحويل أرواح الحيوانات إلى التراب

يكون المصير الأخير للحيوانات عكس الإنسان تمامًا بعد الحشر والبرزخ، فالإنسان يعيش حياة خالدة سواء الجنة أو النار جزاء عمله الذي قدمه في الدنيا، بينما يكون مصير الحيوانات إلى التراب والعودة كما كانت من قبل.

نستدل على ذلك من قوله تعالى: إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا” (سورة النبأ: 40)

كما ورد في الحديث الشريف: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (يحْشر الْخَلَائق كلهم يَوْم الْقِيَامَة؛ الْبَهَائِم وَالدَّوَاب وَالطير وكل شَيْء، فَيبلغ من عدل الله أَن يَأْخُذ للجماء من القرناء، ثمَّ يَقُول: كوني تُرَابا، فَذَلِك حِين يَقُول الْكَافِر: (يَا لَيْتَني كنت تُرَابا)). (رواه أبو هريرة وحسنه الألباني)

ماذا نقول بعد موت الحيوان

في حالة موت الحيوانات يقول المسلم “إنا لله وإنا إليه راجعون”، وذلك القول عند حدوث أي من الأمور المقدرة عند الله عز وجل في علم الغيب، كما أن البكاء على الحيوانات عند الموت من الأمور الجائزة.

بعد التعرف على إجابة سؤال هل موت الحيوان مكتوب أم لا؟ يجب التطلع إلى العديد من المصادر في الكتاب والسنة، ولا يجب إثبات شيء أو نفيه في حالة عدم وجود دليل له.

 

قد يعجبك أيضًا