فتح البصيرة بسورة الفاتحة

فتح البصيرة بسورة الفاتحة يحتاج إلى بعض الخطوات، حيث إن سورة الفاتحة لها العديد من الفوائد والأسرار التي يجهلها المؤمن، كما أنها تعتبر أم الكتاب وأعظم سورة في القرآن الكريم وهي واحدة من السبع المثاني فيه، والكافية والوافية والشافية وسنعرض أهم المعلومات عن طريق موقع زيادة.

فتح البصيرة بسورة الفاتحة

أفضل وقت يمكن للمؤمن أن يقوم بفتح البصيرة بسورة الفاتحة هو بعد صلاة الفجر مباشرةً يمكن للمسلم أن يقوم بقراءتها حتى يصل إلى ما يقارب المائة مرة، ويكرر ذلك في الليل حتى يصل إلى مائتي مرة، تحديدًا بعد صلاة العشاء.

على المسلم أن يجدد نيته في كل مرة بزيادة طاقته الروحانية وأن يفتح الله عليه البصيرة ويرشده إلى طريق الحق والصواب الذي يهديه ويكون تمهيدًا لدخوله الجنة.

على أن يكون الحد الأدنى للقيام بفتح البصيرة بسورة الفاتحة هو سبعة أيام، والحد الأقصى هو 40 يوم، ويفضل أن يقوم المؤمن بذكر الله طوال اليوم، وتسبيحه والتهليل إليه والاستغفار والصلاة على نبي الله عليه أفضل الصلاة وأتم السلام.

اقرأ أيضًا: فضل سورة الفاتحة في الشفاء

منازل البصيرة في الدين

بعد الإجابة عن كيفية فتح البصيرة بسورة الفاتحة علينا القول إن البصيرة في الدين أنها هي الأمر الكاشف الذي تعرف الإنسان من خلاله على ربه عز وجل خير المعرفة، كما أنها تساعد العبد في الوصول إلى الطريق الحق لعبادة الله سبحانه وتعالى.

فالبصيرة هي ما أنزله الله عز وجل وشرعه على رسله الذي بعثهم إلى جميع الأمم وعلى آخر رسله وأنبيائه محمد صلى الله عليه وسلم، وعند الحديث عن حقيقة البصيرة يجب القول إنها تتمثل في الأمر الذي يكون به بيان الحق وإدراك كافة الأمور والأشياء من حولك على حقيقتها.

حيث إن البصيرة هي الإدراك التام لما يحصل لقلب الإنسان والظهور والبيان لكافة ما يدور داخل عقله، وجاء الله عز وجل واصفًا كتابه الكريم بالبصائر وذلك لأنه يحتوي على كافة الأدلة، والهدى والبيان الذي يقود عباده إلى طريق الحق ويرشدهم إلى الهدى.

تتمثل المنزلة الأولى في الدين الإسلامي بكونها كل ما أعترف به نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام، والحقوق المذكورة في الإسلام.

كما تتمثل المنزلة الثانية للبصيرة في العمل بهذه المعرفة، وفي هذا الجزء هناك فئة من الناس يتجاهلون فعل الحق بسبب جهلهم أو تركهم للعمل به، وبسبب الفروقات في التزام الناس بهذه المنزلة يتحقق التفاوت في الدرجات في دار الآخرة والدنيا.

هناك أيضًا مجموعة من الناس في بعض الأحيان تتلبس عليهم الحقيقة ويجهلون بها ولشديد الأسف بعد البحث والمطالعة والمراجعة يخرجون بنتائج عكس الطريق الحق، ويتيهون أيضًا على الرغم من السعي للوصول.

لذلك على المسلم في كافة أحواله أن يسأل الله عز وجل بعظيم قدرته وحكمته وسلطانه أن يرشده معرفة الحق وأن يسدد قوله وعمله ورأيه وحكمته وكافة الأعمال التي يقوم بها في الدنيا.

على الرغم من كل ذلك قد يمنح الله بعضًا من عباده البصيرة ولكن على الرغم من ذلك يقررون ألا يتبعونها ولا يعملون بما جاء في الحق، وذلك في قوله تعالى من كتابه الكريم: “وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ”.

المقصود هنا بأولي الأيدي هم من عرفوا الحق واستعانوا بما آتاهم الله من قوة من أجل العمل به، أما أولي الأبصار، فهذا دليل على معرفة أنبياء الله عز وجل الذين اصطفاهم بدين الحق على حقيقته.

اقرأ أيضًا: كيف خلق الله الكون في ستة أيام

سبل الوصول إلى البصيرة

بدلًا من البحث عن طريقة فتح البصيرة بسورة الفاتحة يمكن للمرء أن يتتبع العديد من الأعمال التي يكافئ الله بها العبد بفتح بصيرته وتنويره للفهم والعلم الحق، والتي تتمثل في:

1- أكل المال الحلال   

من الجدير بالذكر أن العبد الذي يتحرى المال الحلال في كل عمل يقوم به من أجل الحصول على الرزق يكون سببًا له في توفيق ربه وهدايته للصواب والحق، ويحجب الله سبحانه وتعالى المحرمات عنه.

2- هداية الله للعبد وتوفيقه

على العبد أن يدعو ربه على الدوام أن يرزقه البصيرة في دينه ودنياه ويهدي قلبه وذلك لا يتحقق إلا بقرار من الله سبحانه وتعالى وكرمه وهدايته وتوفيقه لعبده، لذلك على العبد أن يدعو ربه على الدوام بدعاء:

“اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، فاطر السموات، والأرض، عالم الغيب، والشهادة، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإذنك، فإنك تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم”.

بالإضافة إلى ذلك جاء على لسان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ورضي عنه: “ربما طالعت على الآية الواحدة نحو مائة تفسير، ثم أسأل الله الفهم، وأقول: يا معلم آدم، وإبراهيم علمني، وكنت أذهب إلى المساجد المهجورة، ونحوها، وأمرغ وجهي في التراب، وأسأل الله، وأقول: يا معلم إبراهيم فهمني”.

جاء في سورة يوسف في الآية رقم 24: “كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ“، والتي نزلت بعدما نجى الله عز وجل يوسف من فتنة امرأة العزيز، وهذا يعتبر دليل واضح على أن الإخلاص هو سبب خلاص العبد من فتن الشهوات وفتن الشبهات بأنواعها المختلفة.

3- تقوى الله عز وجل

جاء في سورة الأنفال في الآية رقم 29: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا”

المقصود بالفرقان هنا هو البصيرة التي تجعل العبد قادر على التفرقة بين الحق والباطل، والشبهات التي تتلبس بلباس الحق، والحكم في هذه الآية أن الله عز وجل سوف ينير بصيرة العبد إذا حقق الشرط وهو تقوى الله سبحانه وتعالى.

حيث إنه إذا كان العبد متقيًا لله عز وجل فإن بصيرته تنفتح بقدر ما يمتلك من تقوى، وبقدر ما تكون تقواه ضعيفة يغمم الله عينيه عن الحق.

4- الإيمان بالله عز وجل

لأن الإيمان هو الخطوة الأساسية المسؤولة عن فتح القلب وتنويره والوصول إلى البصيرة، بالإضافة إلى ذلك فالإيمان مسؤول عن جعل العبد منتبهًا على الدوام فيحصل على كافة المنافع من كل الحواس التي يمتلكها على سبيل المثال البصر والسمع.

بل يستطيع العبد أن ينتفع من الفطرة البشرية ويستجيب بكل ما يمر به وينتفع بكل ما يشاهده، وهذا بالطبع لا يتمثل في أهل البصائر المنعدمة من لا يعرفون ما هو الإيمان بل يتبعون الدين اتباع أعمى.

يقرؤون الآيات ويمثلون بحثهم عن الحقيقة وفي الحقيقة هم ضعفاء تغويهم الدنيا ولا يمرون في طرق الإيمان سوى مرور الكرام دون تأمل أو اعتبار أو انتفاع، انتكست فطرتهم ولا يمكنهم أن يتأثروا بشيء جاء في الدين.

اقرأ أيضًا: أفضل الأعمال للتقرب إلي الله

أنواع البصيرة

1- البصيرة الوهبية

هي التي تكون توفيق من الله عز وجل على عبده، وبهذا يفتح الله قلب العبد حتى يرى الحق كما يكون ويبصر الحقيقة، حيث أن العبد في هذه الحالة يسير على الصراط المستقيم وفقًا لما أقره الله من أحكام وتشريعات مهتديًا بما قاله الله سبحانه وتعالى ورسوله في كتبه، ويعمل بمقتضى ما جاء فيها، وتكون هذه الهبة من الكريم الرزاق.

2- البصيرة المكتسبة

يحصل الإنسان على هذا النوع من البصيرة بالاجتهاد ويكتسبه من الصبر على طلب العلم الصحيح والنظر والتمعن إلى كافة مصادر الهداية والتقوى التي تكون موجودة في آيات الكتاب الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

بالإضافة إلى ما ورد عن السلف الصالح الذي أزال غشاوة السؤال والاستفهام بالعلم والاستنباط والنظر في دلائل القرآن الكريم والسنة الشريفة.

هناك العديد من السور في القرآن الكريم التي تعتبر بمثابة خير شفاء للمؤمن وتنير روحه وترشده إلى طريق الحق، ما على المؤمن سوى أن يقرأها بتمعن ويحاول فهم تفسيراتها العميقة وما تعنيه.

قد يعجبك أيضًا