شعر عن المطر والحب نزار قباني يعكس مشهد متكامل لحالة من الحب والرومانسية وجمال تلك المشاعر المختلط بأجواء الشتاء التي تزيد من عمق الحالة، حيث ألف نزار مجموعات شعرية غاية الجمال في هذا الباب، ونتناول بعض منها من خلال موقع زيادة.
شعر عن المطر والحب نزار قباني
كتب نزار قباني أكثر من قصيدة شعرية في باب المطر والحب، وكل منها كانت تتناول جانب معين من الجوانب الرومانسية والعاطفية والتي تجعلك في حالة من الشغف والسعادة حيث تصف حالاتنا المختلفة والعميقة جدًا، ومنها:
1- عودة المطر والحبيبة لنزار قباني
أول الكتابات في شعر عن المطر والحب نزار قباني هي الأبيات التي ربط فيها نزار عودة الشتاء بعودة الحبيبة، ويصور المشهد الرائع لنا وما فيه من تفاصيل دقيقة وواقعية والتي يصورها في رؤيته لحبيبته التي يتغزل بها من خلال وصف حالتها في الشتاء منه حيث الأزياء والعطر وأثر ذلك على نفسه وشغفه بها، وجاءت الأبيات على النحو التالي:
“عاد المطر يا حبيبة َ المطر
كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبله
وكالمجنون أتركه يبلل وجهي وثيابي
ويحولني إلى اسفنجة بحرية
المطر
يعني عودة الضباب والقراميد المبللة
والمواعيد المبللة
يعني عودتك وعودة الشعر
أيلول
يعني عودة يدينا إلى الالتصاق
فطوال أشهر الصيف
كانت يدكِ مسافرة
أيلول
يعني عودة فمك وشعرك
ومعاطفك قفازاتك
وعطركِ الهنديّ الذي يخترقني كالسيف
المطر يتساقط كأغنية متوحشة
ومطركِ
يتساقط في داخلي
كقرع الطبول الإفريقية
يتساقط
كسهام الهنود الحمر
حبي لكِ على صوت المطر
يأخذ شكلاً آخر
يصير سنجاباً
يصير مهراً عربياً
يصير بجعة ً تسبح في ضوء القمر
كلما اشتدَّ صوت المطر
وصارت السماء ستارة ً من القطيفة الرمادية
أخرج كخروفٍ إلى المراعي
أبحث عن الحشائش الطازجة
وعن رائحتك
التي هاجرتْ مع الصيف”
اقرأ أيضًا: أجمل أشعار نزار قباني في الحب
2- الشعر والمطر لنزار قباني
من بين صور شعر عن المطر والحب نزار قباني الحالة التي صور فيها نزار الحب والشعر والمطر في آن واحد ومدى ارتباطهم ببعض، حيث يعبر عن حالته وطاقته المرتفعة التي تحدث بقدوم الشتاء بوصفه ارتباط قدومه برؤية وجه المحبوبة وبالتالي إتيان الشعر، ومن ثم تتمم الصورة الرومانسية صوت الموسيقى الذي ينبع عن المطر، حيث يقول:
“ الشعر يأتي دائماً مع المطر.
ووجهكِ الجميل يأتي دائماً مع المطر.
والحبُّ لا يبدأ إلا عندما تبدأ موسيقى المطر..
إذا أتى أيلول يا حبيبتي أسألُ عن عينيكِ كلَّ غيمة
كأنَّ حبِّي لكِ مربوط بتوقيت المطر…“
3- عقدة المطر لنزار قباني
شعر عن المطر والحب نزار قباني عبر فيه عن مشاعره السلبية ومخاوفه وعقدته من الشتاء حيث ارتبطت بغياب الحبيبة ويتناول الكثير من الصور المعبرة عن مدى تعلقه بها وعدم القدرة على تجاوزها، وجاءت الأبيات على النحو التالي:
“أخاف أن تُمطر الدُّنيا ولستِ معي
فمنذ رحتِ وعندي عقدةُ المطرْ
كان الشتاء يغطيني بمعطفهِ فلا أفكر في بردٍ ولا ضجرْ
وكانت الريح تعوي خلف نافذتي
فتهمسين: تمسَّك ها هنا شعري
والآن أجلسُ والأمطارُ تجلدني
على ذراعي.. على وجهي.. على ظهري
فمن يدافع عني.. يا مسافرة مثل اليمامة بين العين والبصرْ
وكيف أمحوكِ من أوراقِ ذاكرتي
وأنتِ في القلب مثل النقشِ في الحجرْ“
4- شكل الحب مع المطر لنزار قباني
من آخر الأشعار التي نتناولها في باب شعر عن المطر والحب نزار قباني هو الأبيات التي صور فيها نزار شكل حبه بعدد من الصور العميقة والمعبرة عن حالته في حبها خاصة مع هطول المطر، وهي كالآتي:
“المطرُ يتساقط كأغنيةِ متوحِّشة
ومَطَركِ يتساقط في داخلي كقرع الطبول الإفريقية
يتساقط.. كسهام الهنود الحُمْرْ
حبّي لكِ على صوت المطرْ..
يأخذ شكلاً آخر..
يصير سنجاباً، يصير مهراً عربياً..
يصير بَجَعةً تسبح في ضوء القمر
كلَّما اشتدَّ صوتُ المطرْ
وصارت السماء ستارةً من القطيفة الرمادية..
أخرجُ كخَرُوفٍ إلى المراعي أبحث عن الحشائش الطازجة
وعن رائحتكِ التي هاجرتْ مع الصيف“
قصيدة “سأقول لك أحبك” نزار قباني
بصدد تناولنا شعر عن المطر والحب نزار قباني نعرض أحد أجمل قصائده في الحب، ويعبر فيها شدة حبه لمحبوبته حيث يصور استمرارية ذلك الحب مهما حدث من تغيرات في العالم ومهما استحال وقوع الحب رغمها إلا أنه سيظل مستمرًا في ذلك، ويقول فيها:
“سَأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. حينَ تنتهي كلُّ لُغَاتِ العشق القديمة
فلا يبقى للعُشَّاقِ شيءٌ يقولونَهُ.. أو يفعلونَهْ..
عندئذ ستبدأ مُهِمَّتي في تغيير حجارة هذا العالمْ
وفي تغيير هَنْدَسَتِهْ شجرةً بعد شَجَرَة
وكوكباً بعد كوكبْ وقصيدةً بعد قصيدَة
سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. وتضيقُ المسافةُ بين عينيكِ وبين دفاتري
ويصبحُ الهواءُ الذي تتنفَّسينه يمرُّ برئتيَّ أنا
وتصبحُ اليدُ التي تضعينَها على مقعد السيّارة هي يدي أنا..
سأقولها، عندما أصبح قادراً، على استحضار طفولتي، وخُيُولي، وعَسَاكري، ومراكبي الورقية..
واستعادةِ الزّمَن الأزرق معكِ على شواطئ بيروتْ..
حين كنتِ ترتعشين كسمَكةٍ بين أصابعي.. فأغطّيكِ..
عندما تَنْعَسينْ، بشَرْشَفٍ من نُجُوم الصّيفْ..
سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. وسنابلَ القمح حتى تنضجَ.. بحاجةٍ إليكِ..
والينابيعَ حتى تتفجَّرْ.. والحضارةَ حتى تتحضَّرْ..
والعصافيرَ حتى تتعلَّمَ الطيرانْ.. والفراشات حتى تتعلَّمَ الرَسْم..
سأقولُ لكِ “أُحِبُّكِ”.. عندما تسقط الحدودُ نهائياً بينكِ وبين القصيدة..
ويصبح النّومُ على وَرَقة الكتابة ليسَ الأمرُ سَهْلاً كما تتصوَّرينْ”
حول نزار قباني
من خلال تناولنا شعر عن المطر والحب نزار قباني نشير إلى بعض المعلومات الهامة التي يرغب أي من المهتمين بأشعاره في معرفتها حوله، حيث نتناول خلفية كاملة حول ذلك الشاعر والأديب الذي يعج تاريخه بالكثير من الأعمال الرائعة والخالدة، وفيما يلي أهم المعلومات عنه:
- ولد في أحد أحياء مدينة دمشق القديمة، تحديدًا في 21 مارس عام 1923 م.
- نشأ في كنف والده والذي كان زعيمًا وطنيًا، وهو أحد أعيان البلد.
- كان الأخ الثاني بين أربعة أولاد وبنت.
- حصل على موهبته الفذة وراثةً عن عمه أبو الخليل القباني.
- تربى وتعلم نزار في الكلية العلمية الوطنية، والتي كانت تتبع نظام تعليمي حديث حيث اتخذوا من اللغة الفرنسية لغة ثانية لهم.
- دراسته الفرنسية منذ الصغر ساعدته على التواصل مع الثقافات الغربية والاطلاع عليها مما ساعده كثيرًا في فكره الأدبي.
- حصل نزار على كلية الحقوق في عام 1941 م.
- عمل في السلك الدبلوماسي في وزارة الخارجية وقد تولى منصب سفيرًا في العديد من الدول.
- طبيعة عمل نزار ساعدته على الاختلاط والاطلاع على الكثير من الثقافات مما خدم موهبته.
- قدم استقالته من العمل الدبلوماسي في عام 1966 م.
- استقر الشاعر بعد ذلك في لبنان كي يتفرغ إلى كتابة الشعر، ومنها أسس دار نشر خاصة بأعماله، والتي سميت (منشورات نزار قباني).
- قضى أيامه الأخيرة في لندن ومات عام 1998 م.
اقرأ أيضًا: شعر نزار قباني عن الشوق للحبيب
حقائق عن نزار قباني
نتناول بعض الحقائق المشوقة المتداولة عن حياة الشاعر القدير نزار من خلال النقاط التالية:
- بدأ نزار كتابة الشعر في عامه السادس عشر.
- أول ديوان كتبه كان (قالت لي السمراء)، وقد صدر على نفقته الشخصية.
- كانت هناك هوايات أخرى لنزار وكانت سابقة على اكتشافه موهبة كتابة الشعر وهي (عزف الموسيقى – الرسم).
- من أشهر أقوال نزال: “لا تحب بعمق قبل أن تتأكد أن الطرف الآخر يحبك بنفس العمق، فعمق حبك اليوم هو عمق جرحك غدًا”.
- حقق نزار نجاحًا باهرًا في العديد من المجالات وقد كتب العديد من الدواوين بمختلف أنواع الشعر، وألف كذلك عدد من الكتب الهامة.
- من المشهور عن نزار كتابة الشعر الرومانسي إلا أنه كان مبدعًا كذلك في عدد من المجالات الأخرى ومنها الشعر السياسي.
- حصل نزار على العديد من الجوائز على مدار حياته ومنها (جائزة جبران العالمية – جائزة بن عليّ العويس للإنجاز الثقافي والعلمي).
أهم أعمال نزار قباني
نشير إلى أهم أعمال نزار والتي لها دور كبير في تخليد اسمه وساعدت على ترسيخ مكانته الأدبية والشعرية، وهي على النحو التالي:
- مئة رسالة حبّ.
- قالت لي السّمراء.
- الرّسم بالكلمات.
- أنت لي.
- قاموس العاشقين.
- هل تسمعين صهيل أحزاني.
- أحبّك والبقيّة تأتي.
اقرأ أيضًا: اجمل قصائد نزار قباني
أشعار نزار التي تم غناؤها
من الجدير بالذكر بينما نشير إلى شعر عن المطر والحب نزار قباني هو الأعمال الشعرية التي قدمها نزار وتم غناؤها من قبل كبار المطربين في عصره ومن بعده، وهي على النحو التالي:
- عبد الحليم: غنّى قصيدتين (رسالة من تحت الماء – قارئة الفنجان).
- أم كلثوم: غنّت له قصيدتين (أصبح عندي الآن بندقيّة – رسالة عاجلة إليك).
- فيروز: غنّت له (وشاية – لا تسألوني ما اسمه حبيبي).
- نجاة: غنّت له (ماذا أقول له – كم أهواك – أسألك الرّحيلا).
- كاظم السّاهر: غنى له 4 قصائد (إنّي خيّرتك فاختاري، زيديني عشقاً، علّمني حبّك، مدرسة الحبّ).
- فايزة أحمد: غنت قصيدة واحدة هي “رسالة من امرأة”
- ماجدة الرّومي: غنت له 3 قصائد هي: (بيروت يا ستّ الدّنيا – مع الجريدة – وكلمات).
- أصالة: غنّت له قصيدة “أغضب”.
تناولنا معظم ما ورد في شعر عن المطر والحب نزار قباني ولكن ألف نزار العديد غيرها من الأبيات الشعرية ومنها ما كان نثري وخاصة في باب الحب، ويمكنك الاطلاع عليها من خلال قراءة دواوينه الرومانسية.