أسباب الإرث وشروطه وموانعه

أسباب الإرث وشروطه وموانعه تتضمن العديد من القواعد التي يجب معرفتها، حيث وضعت الشريعة الإسلامية بعضًا من القواعد لاتباعها في الإرث، والتي لا يمكن مخالفتها، والإرث هو ما يتركه الميت للحي من أبناء أو إخوة أو زوجة، وسوف نعرض لكم من خلال موقع زيادة أسباب الإرث وشروطه وموانعه.

أسباب الإرث وشروطه وموانعه

وضع الدين الإسلامي أسباب الإرث وشروطه وموانعه، وقد أوضح أسباب الإرث وشروطه الواجبة وموانع الإرث، وهناك بعض الأسباب التي اتفق عليها الفقهاء لأسباب الإرث وهي:

  • النسب: المراد به الحقيقية والصلة التي تجمع الورثة بالمتوفى، ولا يحتسب القرابة البعيدة، فيجب أن تجمع الوارث بالميت صلة ولادة فيكون من أبنائه أو أبناء أبنائه.

حيث إن هناك من يرث بالفرض وهناك من يرث بالعصبة ومن يرثون بالعصبة هم الأبناء والأحفاد والزوجات والآباء والأمهات والزوجات والأزواج والإخوة والأخوات والأعمام وأولادهم.

  • النكاح والمصاهرة: فيكون لكلا الزوجين الميراث بمجرد حدوث قعد الزواج الصحيح بينهم، حتى لو توفي أحد منهم قبل النكاح، ولا يتوارث الأزواج بعضهم إذا كان الزواج باطلًا مثل زواج المتعة أو الزواج بدون شهود.

أما المطلقة فيتم النظر في أمر الطلاق، فإذا كان الطلاق رجعيًا وتوفي الزوج في فترة العدة فأنها تحصل على ميراثها كامل، أما إذا كان طلاق بائن يتم النظر في حال الزوج إذا كان قد طلقها وهو في صحته فلا يكون لها ميراث وإذا طلقها أثناء مرضه فتحصل على الميراث عند بعض الفقهاء، لأن هناك بعض الأزواج يطلقون زوجاتهم لظلمها وعدم أخذها للميراث.

  • الولاء: المقصود به أن يكون الرجل عبدًا، ثم يعتقه سيده، فإنه يرث سيده إن توفى سيده دون أن يكون له وارث، وأيضًا يرث السيد مملوكه إذا كان لا وارث له، لأن هناك صلة قرابة تجمع بين العبد وسيده فيرث كلًا منهما الآخر تعصيبًا.
  • جهة الإسلام: والمقصود بهذا السبب هو موت الشخص ولا وارث له نهائيًا من الأسباب السابقة فتعود جميع أمواله إلى بيت مال المسلمين واستخدامها في بناء المساجد أو مساعدة الفقراء وهو أحد الأسباب الثابتة عند المالكية والشافعية.

اقرأ أيضًا: تقسيم الميراث لمن ليس له ولد

آراء الفقهاء في أسباب الإرث المختلف فيها

هناك أسباب للإرث لم تكن محل اتفاق بين جميع الفقهاء، فبعض الفقهاء اعتبر أنه سبب للإرث وبعضهم لم يعتبره سببًا والأسباب المتفق عليها من جميع الفقهاء هي النكاح والولاء والنسب فيما عدا ذلك فهناك أسباب اختلف فيها الفقهاء وهي:

1- جهة الإسلام

الإرث بالإسلام كما ذكرنا من يقول إن الذي يتوفى ولا وارث له فإن جميع أمواله تعود إلى بيت مال المسلمين، للفقهاء مذهبان في هذا السبب للإرث وهما:

  • مذهب الحنيفة والحنابلة: يرى الحنيفة والحنابلة أن جهة الإسلام ليس سببًا للورث، حيث يمكن البحث عن الأقارب من جهة النسب، أو يتم توريثه لذوي الأرحام، فإن لم يوجد أحد من هؤلاء جميعًا يتم عودته إلى بيت المال المسلمين على أنه مال ضائع.
  • مذهب المالكية والشافعية: يرى المالكية والشافعية أن جهة الإسلام من أسباب الإرث، واستدلوا على ذلك من حديث الرسول صلى الله عليه: “أَنا وارثُ مَن لا وارِثَ لَهُ، أعقلُ عنهُ وأرثُهُ، والخالُ وارِثُ من لا وارِثَ لَهُ، يَعقلُ عنهُ ويرثُهُ” (صحيح).

المقصود بالحديث هو رجوع مال المتوفى إلى بيت مال المسلمين، فتوضع التركة في بيت مال المسلمين إرثًا بالعصوبة إذا لم يكن له وارث بالأسباب الثلاثة الأساسية.

  • الرأي الراجح في هذا الأمر هو رأي الحنيفة والحنابلة حيث يجب البحث عن أقارب للمتوفى أو ذوي أرحامه، أما ما استدل به الشافعية والمالكية في الحديث فيجب أن يتم في حالة عدم وجود أقارب أو ذوي الأرحام.

2- إسلام الرجل على يد رجل آخر

يُعد من أسباب الإرث التي تم الاختلاف فيها عند الفقهاء إسلام الرجل على يد رجل آخر، فهل يكون من الولاء؟ في هذه المسألة مذهبان وهما:

  • مذهب المالكية والشافعية والحنابلة: يقول بأن إسلام رجل على يد رجل آخر لا يثبت الولاء بينهم، ولا يوجد توارث بينهم بهذا الولاء، واستدلوا بهذا على قول رسول الله إنما الولاءُ لمن أعتَقَ، وأفاد الحديث شيئًا واحدًا وهو عتق الرقبة ليس إلا.
  • مذهب الحنيفة ورواية عن الإمام أحمد: حيث قال الحنيفة أن الولاء يثبت للرجل إذا أسلم رجل على يد رجل آخر وعاقده، فيرثه الرجل إذا لم يكن هناك وارث له.

استدلوا بهذا الرأي من الحديث الشريف عندما سأل تميم الداري الرسول صلى الله عليه: سألتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما السنةُ في الرجلِ مِنْ أهلِ الشركِ يُسْلِمُ على يَديْ رجلٍ مِنَ المسلمينَ فقال هوَ أَولى الناسِ بِمَحياهُ ومَمَاتِهِ(إسناد الحديث ضعيف).

اقرأ أيضًا: إجراءات استلام الميراث من البنك

مفهوم الإرث وأركانه

في اللغة العربية يسمى ما يتركه المتوفى من شيء بالإرث، حيث ينتقل الإرث إلى من كان باقيًا بعده بعد وفاته، وفي بعض الأقوال يسمى الإرث بالتركة؛ لأنه جميع ما تركه المتوفى من أموال أو أملاك مثل الأراضي والبيوت، ويتم توزيعه على مستحقيه بعد وفاة صاحب الشأن.

أركان الإرث تنقسم أركان الإرث في الإسلام إلى ثلاث أركان وهي:

  • المُورث: هو المتوفى الذي ترك خلفه أموالًا أو حقوقًا.
  • الوارث: هو الشخص الذي تنتقل إليه جميع الأشياء التي تركها المتوفى، ويربطه بالمتوفى أحد الأسباب.
  • الورث: هو ما تركه المتوفى خلفه من أموال أو حقوق.

موانع الإرث

بينما نحن بصدد أسباب الإرث وشروطه وموانعه يمكننا التعرف على موانع الإرث، حيث إن موانع الإرث في الإسلام هي التي بسبب وجودها يتم منع الوارث من الميراث، وهناك موانع قد اتفق عليه جميع الفقهاء وموانع اختلف عليها الفقهاء، ومن الموانع المتفق عليها:

  • الرق أو العبودية حيث حرم الإسلام العبودية، ويُعد الرق من أهم موانع الإرث؛ حيث منع الدين الإسلامي العبد من إرث سيده أو إرث قريبه لأن جميع أفعاله أو أمواله تعود إلى سيده بعد مماته.
  • القتل اتفق جميع الفقهاء على أن القتل يمنع من الإرث، فإذا قتل الوارث موروثه بغرض الحصول على التركة بشكل أسرع، فيحرم الوارث من هذا الميراث عقابًا له على فعلته.

شروط الإرث

بعد التعرف على أسباب الإرث وشروطه وموانعه توجد بعض الشروط التي وضعها الإسلام، والتي يجب أن تتوافر بشكل تام حتى يتم الإرث، ومنها:

  • موت الموروث: فيجب أن يتم التحقق من موت الموروث ويتم ذلك بعدة طرق منها: المشاهدة، بشهادة عدلين، إذا تم إلحاقه بالأموات حكمًا وهو الشخص الذي مر مدة على انتظاره وحكم القاضي بموته.
  • حياة الوارث للموروث، حيث يشترط كون الوارث حيًا عند موت الموروث حتى يحصل على الإرث.
  • عدم وجود مانع من الميراث وهو ألا يكون هناك أي مانع من الموانع التي تم ذكرها مسبقًا.

اقرأ أيضًا: هل تأخير توزيع الميراث يعذب الميت

تقسيم الميراث

بعد التعرف على أسباب الإرث وشروطه وموانعه يتم تقسيم الإرث من خلال مرحلتين؛ وهما الحقوق التي تسبق تقسيم الإرث، تقسيم الإرث، ويتم شرح كلتا المرحلتين بشكل تفصيلي في الآتي:

1- الحقوق التي تسبق تقسيم الإرث

يُقصد بها الحقوق التي تعود للآخرين، والتي يجب استخراجها من التركة وإعطاؤها لهم قبل البدء بتوزيع التركة على الورثة جميعًا، ولهذه الحقوق أشكال عديدة يمكن توضيحها في الآتي:

  • الديون: فإذا كان على المتوفى ديون قبل وفاته وكان قد تم الدين في حياته، في هذه الحالة يكون سداد الديون أولًا ثم يتم توزيع التركة على الورثة.
  • تجهيز الميت: بعد تسديد الديون يأتي حق تجهيز الميت، بل يأتي قبل غيره من الحقوق، وهو تجهيز الميت وتكفينه ودفنه والذي يعد كرامة للمتوفى.
  • الوصية: هذا الحق من الحقوق يسبق تقسيم التركة على الورثة، حيث جاء في القرآن أنه يجب تقديم الوصية على حقوق الورثة في قوله تعالى: (مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ)، وهي تحث الورثة على تنفيذ الوصية قبل البدء في تنفيذ حقوقهم وعدم التساهل فيها.
  • هناك بعض الفقهاء الذين أشاروا إلى أن حق تجهيز الميت يجب أن يكون أهم الحقوق ثم يأتي بعدها الديون ثم الوصية.

2- أخذ أصحاب الفروض نصيبهم

المقصود هنا بأصحاب الفروض هم الأشخاص الذي ثبت لهم الدين والسنة جزءًا من الميراث بدليل قطعي وحتمي، وسميت بعدة أسماء منها: النصيب، السهم، الحصة، ويبلغ عدد الفروض التي تم تقديرها في القرآن ستة فروض وهم: الثمن، الربع، النصف، السدس، الثلث، الثلثان، والتي منها يقسم أصحاب الفروض إلى قسمين وهما:

  • أصحاب الفروض النسبية: هم الورثة الذين يستحقون نصيبهم بسبب نسبهم للميت وهم: الأب، الأم، الجد الصحيح، الجدة الصحيحة، الأبناء، بنات الابن، الأخت الشقيقة، الأخت لأم، الأخ لأم.
  • أصحاب الفروض السببية وهم الذين يستحقون سهامهم بسبب العلاقة الزوجية ويكونا الزوج والزوجة، وإذا لم يوجد مانع للإرث يجب إعطاؤهم حقهم أولًا من الإرث قبل غيرهم.

حالات الميراث

في سياق التعرف على أسباب الإرث وشروطه وموانعه قرر الإسلام بعض الحالات حتى يرث الوالدين والأخوة والأخوات كل شخص بحسب حالات، ومن هذه الحالات الآتي:

1- حالات ميراث الأم

في بعض الأحيان قد ترث الأم الثلث أو السدس أو الثلث الباقي من التركة، فيتم ذلك عن طريق الآتي:

  • ترث الأم الثلث في حالة لم يكن للمتوفى وارث أو عدد من الأخوة.
  • ترث الأم السدس في حالة وجود وارث أو عدد من الأخوة.
  • ترث الأم الثلث الباقي من التركة في حالة ترك المتوفى أم وأب وزوجة فقط.

2- حالات ميراث الأب

قامت الشريعة الإسلامية بتحديد الحالات التي يرث فيها الأب، وهي تتمثل فيما يلي:

  • يرث الأب السدس في حالة وجود فرع وارث من الذكور للمتوفى.
  • يرث الأب بالتعصيب في حالة عدم وجود الفرع الوارث فيرث بالتعصيب.
  • يرث الأب بالفرض والتعصيب في حال كان الفرع المتوفى من الإناث، فيأخذ الأب السدس وتأخذ البنت النصف ثم يأخذ الأب الباقي.

3- ميراث الزوج أو الزوجة

من الضروري الإلمام بأسباب الإرث وشروطه وموانعه التي تم تحديدها في الآيات القرآنية والسنة النبوية، ومنها حالة ميراث الزوجين كالآتي:

  • ترث الزوجة الربع في حالة عدم وجود فرع وارث للمتوفى، أما في حالة وجود فرع وارث فتأخذ الثمن.
  • يرث الزوج النصف في حالة عدم وجود فرع وارث، أما إذا كان للزوجة فرع وارث فيأخذ النصف.

اقرأ أيضًا: كيف يوزع الميراث بعد وفاة الأب

4- ميراث الأولاد من الذكور والإناث

في ظل التعرف على أسباب الإرث وشروطه وموانعه، فإنه يتم تقسيم الإرث بين الأولاد في عدد من الحالات، وهي:

  • لو كان هناك ذكور فيأخذ الذكر الواحد قدر اثنتين من الإناث.
  • في حالة عدم وجود ذكر وكانت فتاة واحدة تأخذ النصف، أما إذا كانوا اثنتين يتم تقسيم الثلثان بينهم.

لقد أعطى الإسلام شأنًا كبيرًا للإرث عن طريق وضع أسباب الإرث وشروطه وموانعه، وميزه بعلم يطلق عليه علم المواريث يمكن الرجوع إليه في أي وقت.

قد يعجبك أيضًا