حكم مس المصحف بدون وضوء، حيث أن القرآن الكريم هو كلام الله عزو جل، فكثير من الأفراد يتسائلون عن حكم لمس، او قراءة القرآن بدون وضوء، و سوف نقدم إليكم فتاوي افضل الفقهاء لكل من يهتم بتلاوة القرآن، ومعرفة أحكامه معرفة صحيحة، و يأملون أن ينادى عليهم يوم القيامة.
حكم مس المصحف بدون وضوء
- يسأل الكثير من المسلمين عن حكم مس المصحف بدون وضوء بين الفقهاء الأحكام المتعلقة بتلك المسألة و فصلوها على النحو الآتي :
- بالنسبة إلى قراءة القرآن بملامسة المصحف بشكل مباشر، والقراءة منه، فقد ذهب العلماء إلى عدم جواز لمس، أو مس المصحف بدون وضوء لمن كان متلبسا بالحدث الأصغر إلا أن يتوضأ، و استندوا إلى قول الله تعالى (لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ)
- بالنسبة إلى قراءة القرآن مما يحفظه المسلم بشكل غيبي دون ملامسة المصحف، فقد أجمع أهل العلم جواز قراءة المسلم، مما حفظه من القرآن دون وضوء، لأن لم يرد في السنة النبوية ما ينهى عن ذلك، و لكن أهل العلم رأوا أن الوضوء قبل قراءة القرآن أفضل.
- أما الفقهاء المعاصرين أجمعوا على جواز مس المصحف من الهاتف المحمول للمسلم الغير متوضئ، كما يجوز أيضا قراءة القرآن منه لانه ليس مصحف حقيقي، بل هو ذبذبات إلكترونية نتج عنها هذا الرسم الضوئي للقرآن الكريم.
- المحدث حدثا أصغر تجوز له قراءة القرآن بدون وضوء، فقد أجمع العلماء على جواز قراءة القرآن للمحدث، و لكن من الأفضل أن يتطهر.
- ولكن بالنسبة الى صاحب الحدث الأكبر(الجنب)، فلا يجوز قراءة القرآن بدون طهارة، حيث ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يحجبه عن قراءة القرآن إلا الجنابة، ولكن المسلم له قراءة القرآن إن كان قد حفظه عن ظهر قلب، ولم يمس المصحف.
ومن هنا سنتعرف على طريقة ختم القرآن في أسبوع والحكمة من قراءة القرآن وتقسيمه إلى سور: طريقة ختم القرآن في أسبوع والحكمة من قراءة القرآن وتقسيمه إلى سور
حكم مس المصحف بدون وضوء الحائض
أوضح أهل العلم أن النفساء و الحائض لا يستطيعان قراءة القرآن، ومس المصحف بدون وضوء إلا بعد أن يتطهر، فلا يتم قياسهما على الجنب، و لكن الصواب ان لا مانع عليهم قراءة القرآن بشكل غيبي عن ظهر قلب، لان في الادلة لا يوجد ما يمنع هذا في الحائض والنفساء لهما قراءة القرآن و لكن من غير مس المصحف.
نقل المصحف من مكان إلى آخر بدون طهارة
اتفق أهل العلم على ألا يجوز نقل المصحف من مكان إلى مكان آخر بدون طهارة، ولكن يجوز نقله إذا لمس بواسطة مثل لفافة، اما ان يلمسه بشكل مباشر بدون طهارة، فهذا لا يجوز.
ومن هنا يمكنكم التعرف على أجر قراءة القرآن من الجوال وفضل قراءة القرآن الكريم وأوقات قراءته: أجر قراءة القرآن من الجوال وفضل قراءة القرآن الكريم وأوقات قراءته
كيفية قراءة القرآن عند أهل العلم
- القراءة بالترتيل: يلتزم فيه القارئ بتقويم الحروف، وتجويد إلى الكلمات، والعمل على تحسين الأداء، وإعطاء كل حرف حقه و مستحقه من إتقان و تجويد، فيخرج كل حرف من مخرجه الصحيح محققا صفاته، أيضا إشباع الغنة و إظهار الشدة، و مراعاة التوقيف، و التفخيم، و علامات الوقف، فبهذه الكيفية أنزل الله القرآن الكريم، حيث قال تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلاً)
- القراءة بالتحقيق: تشبه هذه القراءة كثيرا القراءة بالترتيب، و لكنها اكثر تمهلاً، و انتباهاً تستخدم في مقام التعليم و التعلم، فهي مطمئنة أكثر من الترتيل، و اذا اعتاد الفرد عليها يكون في راحة لعدم وقوعه في أخطاء الأحكام.
- القراءة بالحَدْر: أي قراءة سريعة، و لكن مع مراعاة كافة الأحكام الخاصة بالقراءة جميعها، و لهذا ينصح من يطبق تلك القراءة الانتباه، حتى لا يقع في إثم نتيجة الإفراط في الانتباه مما قد يؤدي إلى بتر غنة او حرف وغيرها من الأحكام.
- القراءة بالتدوير: هي تلك القراءة التي تكون بين الترتيل و الحدر، فلا تمهل و لا سرعة في القراءة، و لكنها أيضا مرتبة مثل قراءة الترتيل أي مراعاة جميع أحكام القراءة.
حكم قراءة القرآن من المصحف الإلكتروني أو الهاتف المحمول
نتيجة لتطور الحياة فإن مسألة قراءة القرآن من المصحف أمر يهتم به معظم الأفراد المداومين على قراءة القرآن أولاً بأول، فلا يكون هناك أي ذكر عن قراءة القرآن من الهاتف المحمول، نعرض إليكم الآن أراء الفقهاء و أهل العلم بخصوص تلك المسألة:
- ذهب الحنفية إلى فساد الصلاة، وعدم قراءة القرآن من المصحف بشكل مطلق، إذا كان بشكل قليل أو كثير و ذكر أبي حنيفة سبب الفساد إلى أمرين الأمر الأول هي أن حمل المصحف، والنظر فيه و التقليب هو عمل كثير، و خاصة في الصلاة، ولكن استثنى ابن حنيفة، لو كان المسلم حافظاً القرآن و قرأه دون مصحف إلكتروني، فإن صلاته في ذلك لا تفسد.
- ذهب المالكية إلى كراهة القراءة في المصحف في صلاة الفرض بشكل مطلق سواء في أول الصلاة أو في اثنائها، ولكن هناك فرق في النوافل بالنسبة إلى القراءة في أول الصلاة، أو في اثنائها فكرهوا القراءة في اثنائها، و أجازوا القراءة من المصحف في أولها، فقد يغتفر فيها ما لم يغتفر في الفرض.
- ذهب الشافعية والحنابلة إلى جواز قراءة القرآن من المصحف في الصلاة، حيث ذكروا ( لو قَرَأ القرآن من المُصحف لم تبطُل صلاته سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة كما سبق، ولو قلّب أوراقه أحياناً في صلاته لم تبطل).
- كل ذلك الأحكام تنطبق على القراءة في المصحف، أو في الهاتف، او في المصحف الإلكتروني أثناء الصلاة، وذلك لأن القراءة من المصحف أثناء الصلاة، يعرض أيضا الآيات القرآنية، سواء معروضا على حائط، أو محمولا في اليد، وأما خارج الصلاة فلا مانع من القراءة من المصحف الإلكتروني، مع الالتزام بأحكام القراءة وآدابها.
ولا يفوتكم قراءة موضوع هل يجوز قراءة القرآن بدون حجاب وما حكم قراءة القرآن للحائض والنفاس: هل يجوز قراءة القران بدون حجاب وما حكم قراءت القرآن للحائض والنفاس
فضل قراءة القرآن الكريم
- ذهب الفقهاء إلى أن قراءة القرآن من المصحف أفضل لأن النظر في المصحف عبادة، و بالتالي تجتمع قراءة القرآن والنظر فيه استناداً إلى رسول الله صلى الله( قراءة الرّجل في غير المُصحف ألف درجة، وقراءته في المُصحف تُضاعَف على ذلك ألفي درجة).
- و كل ذلك ينطبق على المصحف الإلكتروني او أي جهاز طالما يعرض فيه آيات القرآن الكريم، أما إذا اختلفت الآيات فإنها تفقد معناها كمصحف.
- أهل القرآن يحبهم الله و بشر الرسول صلى الله عليه وسلم اهل القرآن فقال (إنَّ للهِ أهلين من النَّاسِ، قالوا: من هم يا رسولَ اللهِ، قال: أهلُ القرآنِ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه)
- إن قراءة المسلم القرآن الكريم والمداومة على ذلك تكون سبباً في شفاعة الله له يوم القيامة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (اقْرَؤوا القرآنَ؛ فإنه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه).
نتمنى أن نكون قد أجبنا على حكم مس المصحف بدون وضوء، و قراءة القرآن من المصحف أو غيبياً سواء عند الحدث الأكبر أو الأصغر، و كذلك قدمنا لكم فضل قراءة القرآن و كيفية قراءته، و لأن قراءة القرآن من الهاتف المحمول، هي قضية العصر بسبب التطور فقدمنا لكم أراء أهل العلم بشأن جواز قراءة القرآن من المصحف الإلكتروني أو الهاتف المحمول سواء في الصلاة أو خارجها.