أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام

أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام من الأشياء التي لا بد التعرف إليها، وذلك لأن الله سبحانه وتعالى وضع الكثير من القواعد في الدين الإسلامي التي تحقق الاستقرار في الحياة الزوجية، فمن خلال موقع زيادة سوف يطرح هذا المقال تلك القواعد مبينُا حكم عدم الالتزام بها.

أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام

من الأشياء التي اهتمت بها الشريعة الإسلامية هي المعاملة بين الزوجية، وذلك لأن الإسلام يهدف إلى تحقيق المساواة والاستقرار بين الأزواج، لذلك هناك العديد من النصوص الدينية التي تفيد بأسس المعاملة بين الزوج والزوجة.

يعتبر الأساس البين الذي وضعه الله سبحانه وتعالى للحياة الزوجية هو المودة والرحمة، فقال عز وجل في كتابه الكريم وَمِنْ ءَايَٰتِهِۦٓ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَٰجًا لِّتَسْكُنُوٓاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَٰتٍۢ لِّقَوْمٍۢ يَتَفَكَّرُونَ ]سورة الروم: 21[، أنزل الله تلك الآية ليشير إلى قدرته ورحمته سبحانه وتعالى أنه يخلق أزواجًا تكون لنا سكنًا وراحة، وأشار إلى أنه جعل العلاقة بين الزوجين قائمة على المودة والرحمة.

كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة العالم أجمعين أكثر الناس رفقًا بنسائه وكان يعاملهن بالحسنى، وقد حث الدين الإسلامي على حسن معاشرة النساء، كما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام بالتودد إلى الزوجة بالكلمات من أجل حل النزاعات التي تنشأ بينهما.

اقرأ أيضًا: هل خيانة الزوج لزوجته ظلم

أحاديث شريفة عن معاملة الزوج لزوجته

في سياق الحديث عن أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم العديد من الأحاديث التي تفيد بالطريقة التي لا بد أن يتعامل بها الزوج مع زوجته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا]رواه البخاري[.

فقد جاء هذا الحديث من أجل أن يخاطب المؤمنين الموحدين بالله سبحانه وتعالى ألا يؤذون جارًا، واستكمل وصيته بأن يحسنوا إلى النساء ويرفقوا التعامل معهن، وإن في تكرار جملةاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا” تأكيدًا على أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال بأن يحسنوا معاملة نسائهم.

كذلك فإن هناك العديد من الأحاديث النبوية الشريفة التي تفيد بالتعامل السليم الذي لا بد أن يتبعه الرجل مع زوجته ومن هذه الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سألَهُ رجلٌ: ما حَقُّ المرأةِ علَى الزَّوجِ قالَ تُطعِمُها إذا طعِمتَ، وتَكْسوها إذا اكتسَيتَ ولا تضرِبِ الوجهَ ولا تُقبِّحْ ولا تَهجُرْ إلَّا في البيتِ” ] رواه الوداعي[.

فقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سأله أحد الرجال على حق الزوجة إلى أن يطعمها وينفق عليها، والجدير بالذكر أنه لم يحدد النفقة التي يجب أن تنفق على الزوجة، فعلى الزوج أن ينفق ما يقدر عليه، كما نهى عليه الصلاة والسلام عن الضرب على الوجه، لأن هذا الأمر يتعلق بالكرامة، ونهى عن التلفظ بالشتائم والقبيح من الكلام الذي قد يؤذي نفسها.

آداب التعامل بين الزوجين

في سياق الحديث عن أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام، فإن الآداب التي تتعلق بالحياة الزوجية تعتبر من أهم الأشياء التي لا بد أن يعرفها الأزواج، وذلك من أجل تحقيق الاستقرار والحياة الكريمة بينهما، وفي الفقرات التالية سوف نتعرف إلى مجموعة من تلك الآداب.

1- آداب تعامل الزوج مع زوجته

من أجل أن تظل العلاقة الزوجية في حالة من الاستقرار ومن أجل أن تنعم السعادة والحب في العلاقة، لا بد أن يقوم الزوجين بتأدية كافة الواجبات التي تقع عليهما، كما لا بد من أن يلتزم الزوج ببعض الآداب التي تحقق هذا الغرض، ومن هذه الآداب التي يلزم أن يتحلى بها الزوج مع زوجته ما يلي:

1- التماس الأعذار

استكمالًا للحديث عن أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام، فإن من الضروري معرفة أن التماس الأعذار من الأشياء التي تساعد في تحقيق الاستقرار والحياة الكريمة بين الزوجين وتعمل على تقليل الخلافات والنزاعات بينهما، الأمر الذي يؤدي إلى هدوء البيت وزيادة المشاعة العاطفية بينهما، ويخلق الحماس من أجل الوصول بالعائلة إلى الأفضل دائمًا.

2- التحاور

من أفضل الأشياء التي يمكن أن يقوم بها الزوجين في العلاقة بينهما أن يتحاوران في كل شيء ويحاولان إيجاد حلول وسط من أجل إرضاء الطرفين، فإذا قام الزوج بمحاورة زوجته في كافة الأمور التي تتعلق بالحياة الخاصة بهما وبأطفالهما والعائلة بشكل عام، فإن هذا الأمر يشعر الزوجة بأن لها كيان، كما أنه بذلك يعطيها احترامًا وتقديرًا لدورها في حياته.

3- الهدايا

من أفضل الأشياء التي يمكن أن يفعلها الزوج لزوجته أن يقوم بمنحها الهدايا بغض النظر عن قيمة تلك الهدايا، لكن هذا الأمر يمنح الزوجة شعور بقيمتها لدى زوجها، ويعطيها إحساس أنها دائمًا في باله.

4- الاهتمام بالنظافة

الجدير بالذكر أن الاهتمام بالمظهر لا يمكن حصره في مهام الزوجة فقط، لكن الزوج أيضًا لا بد أن يكون مهتمًا بنظافته ومظهره طوال الوقت، وذلك الأمر يعتبر من أهم الآداب التي لا بد أن يلتزم بها الزوج تجاه زوجته.

اقرأ أيضًا: حكم الزوجة التي تكره أهل زوجها

2- آداب تعامل الزوجة مع زوجها

استكمالًا لآداب التعامل بين الزوجين، فإن الزوجة أيضًا عليها واجبات وآداب لا بد أن تلتزم بها تجاه زوجها، وذلك من أجل أن يكون هناك تكافؤ بين كل من حقوق الزوج وحقوق الزوجة، فإن الحياة الزوجية تقوم على المشاركة، ومن هذه الآداب التي يجب على المرأة أن تقوم بها في تعاملها مع زوجها ما يلي:

1- التزين

استكمالا لعرض أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام، فإنه على الزوجة أن تتزين لزوجها وتتقرب منه طوال الوقت، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من الآثار الإيجابية في حياتهم الزوجية، فمن الصفات التي تتحلى بها الزوجة الصالحة هي القدرة على إدخال السعادة إلى قلب زوجها.

2- التلفظ بالألفاظ المحببة

من الآداب التي لا بد أن تلتزم بها الزوجة مع زوجها ألا تبوح بالكلام الذي يمكن أن يزعج زوجها وينفره منها، فلا بد من الحرص على التلفظ بالكلمات التي يحبها الزوج، بشرط ألا تكون هذه الكلمات منافية للأخلاق والدين.

3- الحياء

استمرارًا في الحديث عن أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام، فمهما بلغت الفترة التي قضتها المرأة مع زوجها فإن الزوج يحب أن تتحلى امرأته بالحياء، كما أنه لا بد من تجنب المرأة رفع صوتها ومحاولة التطاول على الآخرين بالكلام أو بالأفعال.

4- عدم تجميل الزوج فوق طاقته

من حسن تعامل المرأة مع زوجها أن تكون على دراية كاملة بمقدرته المادية وظروف حياته، كما عليها ألا تحمله نفقات غير قادر على تحملها، والجدير بالذكر أنه من صفات الزوجة الصالحة أن تتحمل ظروف المعيشة مع زوجها مهما كانت صعبة.

حكم الزوج الذي يسيء معاملة زوجته في الإسلام

بعدما تعرفنا إلى أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام، وأدركنا أهمية المودة والرحمة بين الزوجين من خلال القرآن وتأكيد النبي صلى الله عليه وسلم على ضرورة الاعتناء بالزوجة محسن معاملتها، فيمكن القول إن إهانة الزوجة شيء محرم شرعًا، ومن يقوم بإهانة زوجته سواء بالضرب أو بالشتم فإنه يكون مخطئ وآثم.

فلا يجوز أن يقوم الرجل بإهانة زوجته فإن البشر جميعًا سواسية، لا يوجد حق إهانة شخص لآخر، فمن الجدير بالذكر أن الزوجة هي شريكة للرجل في حياتهما، ولا يقتصر دورها على المهام المنزلية والعلاقة الزوجية فقط، لكن لها الحق في الاحترام والحياة الكريمة مثل الرجل تمامًا.

كذلك فعلى الرجل أن يتناقش مع زوجته في الأمور التي تزعجه منها حتى تبدأ في تجنب فعل هذه الأشياء، كما الحال بالنسبة للزوجة، فإذا كان هناك ما يؤذيها في تصرفات زوجها لا بد أن تتحدث معه حول هذه التصرفات حتى يبتعد عن فعلها.

طريقة التعامل مع الزوج الذي يسيء معاملة زوجته

يتجلى أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام في العديد من التصرفات، لعل أهم تلك التصرفات أن يحترم الزوج زوجته وألا يهينها، ولكن إذا كانت المرأة تعاني من إهانة الزوج لها فعليها أن تتعامل بطرق معينة معه، ومن تلك الطرق التي سوف نعرضها عليكم من خلال الفقرات التالية:

1- سماع كلام الزوج بحرص

إن اتباع الطرق الدبلوماسية في الرد على الزوج الذي يهين زوجته يكون أحد صفات الذكاء التي تتحلى بها المرأة، فعليكِ أن تقومين بسماع الكلمات التي يقولها وإذا كانت قابلة للنقاش ابدئي بالنقاش معه وحاولي أن تستوعبي الكلام الذي يقوله، أما إذا كان يسب ويهينك، فمن الأفضل أن تحاولي أن تتجاهلين كلامه ولا تقومي بالرد عليه، وذلك حتى لا تتفاقم المشكلة وتكبر ويقوم بالتطاول عليكِ أكثر.

2- التحلي بالهدوء

من أكثر الخطوات أهمية في مواجهة تلك المشكلة الهدوء والمحاولة في التحكم بالمشاعر، لأنه في حالة خروج مشاعرك وقت النزاع سوف يكون الأمر أسوأ مما تتخيلين، فإن الرد وقت الغضب يجعل الزوج يشتد غضبًا ويزيد فيما يفعله، نعلم أنه من الصعب عندما يتعلق الأمر بالتحكم في إخراج مشاعر الغضب، لكنه الحل الأفضل من أجل امتصاص غضب الزوج وتجنب تزايد المشكلة.

3- المبادرة بالاحترام

لا شك أنه على المرأة أن تعمل على احترام زوجها حتى يحترمها ويحافظ على مشاعرها، فالمرأة أغلب الأوقات يكون في يدها تحديد مصير العلاقة بينهما هل ستكون مبنية على التقدير والاحترام، أم سوف يهدمها الإهانة.

بالرغم من عدم القدرة على التحكم في الأشياء التي يقولها الزوج، لكن يمكننا التحكم في طريقة الرد، والجدير بالذكر أن هذا الأمر يملك القدرة الخارقة في حل المشكلات وتهدئة النزاعات بشكل فعال.

اقرأ أيضًا: حكم جرح الزوج لمشاعر زوجته

5- تقديم المساعدة للزوج

في نطاق الحديث عن أساس تعامل الزوج مع زوجته في الإسلام، لا يمكن إغفال أن الزوجة لها دور في تغيير السلوكيات والتصرفات الغير مناسبة التي يقوم بها زوجها، فدائمًا يوجد شيء يمكن فعله في هذا الأمر.

الجدير بالذكر أنه دائمًا المرأة تستطيع تقويم السلوك الغير مرضي لزوجها ولكن ليس بطريقة مباشرة، فلا بد أن يتدخل شخص آخر موثوق فيه وله دلالة على الزوج من أجل تذكيره كيف يمكنه أن يتعامل معكِ باحترام ومودة، وبشكل عام يمكنك أن تجعلي زوجك بمثابة صديق لكِ وتحاولين أن تحتويه وترعي مشاعره، بالتأكيد سوف يكون ذلك فعالًا.

إن الإسلام يهتم بكافة الأمور التي تساعد الإنسان على العيش في حياة كريمة، فقد أشار إلى أن الزوجة لها حق الاحترام والمودة على زوجها، كذلك فإن الزوج له نفس الحق، لذلك على الزوجين أن يتبعوا تعاليم الإسلام في التعامل بينهما حتى تعم البركة على حياتهما.

قد يعجبك أيضًا