اول من تمنى الموت وحكم تمني الموت

اول من تمنى الموت نجيب عليه اليوم عبر موقعنا زيادة حيث أنه لا يخفى على أي إنسان أن الموت هو واحد من الحقائق التي لا يستطيع لأي كائن خلقه الله تعالى على وجه الأرض أن يفر منه، فهو المصير الحتمي مهما طالت الحياة.

والموت في منظور الشريعة الإسلامية يعني أن روح الإنسان تغادر جسده، وتذهب إلى عالم آخر، هو عالم ما بعد الموت، وهو من الغيبيات التي لا يدركها أحد إلا بعد موته، كما تعتبر الروح كذلك من الغيبيات، يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ” ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي، وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا”.

اول من تمنى الموت

وعادة ما ينزعج الناس من أحاديث الموت، فالموت مصحوب دومًا بالحزن والفراق، بل وأعظم من ذلك، وهو المصير المجهول الذي يقدم عليه الميت ولا يعلمه أحد سوى الله تعالى، غير أننا في بعض الأحيان قد نرى أناسًا يتمنون الموت، أو حتى يدعون به لأنفسهم، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أول من تمنى الموت، وعن حكم تمني الموت.

ويمكن التعرف على المزيد من التفاصيل عن سيدنا يوسف من خلال: سبب نزول سورة يوسف وسبب تسميتها بهذا الاسم وفضل قراءتها

أولًا: من هو أول من تمنى الموت؟

لقد ذكر ابن عباس أن نبي الله يوسف الصديق عليه سلام الله، كان أول من تمنى الموت ودعا به، حيث إن يوسف عليه السلام بعدما التقى مع أبيه وأمه وإخوته وتقلد ملك مصر، وأصبح بحوزته من النعم ما لا يحصى، وقد استقر في نفسه أن كل هذا زائل وغير باقي، وأن تمام هذه النعم عليه لا يعني استمرارها، فالكمال في الدنيا لله وحده، ومن ثم تمنى أن يقابل الله تعالى وأن يقابل من سبقوه من الصالحين.

وفي تفسير آخر ورد أن يوسف عليه السلام لم يكن قد تمنى الموت، ولكنه طلب من الله تعالى أن يأخذه مسلمًا، بمعنى أنه يطلب من الله عز وجل عندما ينتهي عمره ويحين موته أن يموت على دين الإسلام، وهذا هو التفسير الذي أجمع عليه جمهور العلماء.

وقد ورد عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه نهى المسلمين عن طلب الموت وتمنيه، فقد روى الإمام مسلم عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنيًا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كان الموت خير لي”، فالظرف الوحيد الذي يسمح للمسلم فيه أن يتمنى الموت هو خشيته من الوقوع في فتنة يخسر على إثرها إسلامه.

وبخصوص أن نبي الله يوسف الصديق قد تمنى الموت من قبل، فيمكن القول أن هذا الأمر كان مباح في شريعته وزمنه، لقول ابن عباس رضي الله عنه: ” ما تمنى نبي قط الموت، قبل يوسف”.

وقبل أن نعرف حكم تمني الموت في الإسلام، إليك عزيزي القارئ لمحة بسيطة عن هذا النبي الكريم، يوسف الصديق.

ويمكن أيضًا التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: سورة يوسف في المنام لابن سيرين

وننصحك أيضًا بقراءة: ما معنى اسم يوسف واهم الصفات العامة

ثانيًا: من هو نبي الله يوسف عليه السلام، وما هي أهم سماته؟

إن يوسف الصديق عليه السلام واحد من الأنبياء التي اهتم القرآن الكريم ببيان قصته للناس لما فيها من مواعظ وعبر، فيوسف عليه السلام هو ابن النبي يعقوب عليه السلام، وكان ليوسف أحد عشر أخًا غيره، وكان يعقوب عليه السلام يحب يوسف حبًا جمًا، حتى أن إخوة يوسف كانوا يشعرون بالغيرة منه لدرجة أنهم قد خططوا للتخلص منه، وبالفعل نجحوا في ذلك، حيث ألقوه في بئر ماء، ومن البئر إلى مصر حيث تربى في بيت عزيز مصر وصار شابًا فاتنًا، فتنت به زوجة العزيز وراودته عن نفسه ولكن الله عز وجل أنقذه بفضله.

وبعد هذه الحادثة سجن يوسف سنينًا في سجن مصر، حتى أذن الله بخروجه، فقد رأى العزيز في منامه حلمًا مفزعًا ولم يعرف تفسيره سوى يوسف، ولذلك أخرجه العزيز من السجن بل وأسند إليه مهمة خزائن البلاد، وتدرج يوسف حتى أصبح هو عزيز مصر.

كما التقى بأبويه وإخوته مرة أخرى، الذين سجدوا له فتحققت الرؤيا التي كان قد رآها في صغره أن الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا يسجدون له.

وقد ذكر القرآن الكريم قصة يوسف مفصلة في سورة كاملة هي سورة يوسف، يقول الله تعالى: ” ألر، تلك آيات الكتاب المبين، إنا أنزلناه قرآنًا عربيًا لعلكم تعقلون، نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين، إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين، قال يا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدًا إن الشيطان للإنسان عدو مبين،

وكذلك يجتبيك ربك ويعلمك من تأويل الأحاديث ويتم نعمته عليك وعلى آل يعقوب كما أتمها على أبويك من قبل إبراهيم وإسحاق إن ربك عليم حكيم…. إلى آخر هذه الآيات”.

وقد اتسم يوسف عليه السلام بعدد من السمات التي اختصه بها الله عز وجل، ومن أهم هذه الصفات:

  • الجمال الأخاذ، فقد ورد أن يوسف عليه السلام كان له شطر الجمال الموجود في الدنيا كله.
  • موهبة تفسير الأحلام، التي جعلها الله تعالى سببًا لكي يتحول يوسف عليه السلام من سجين إلى عزيز مصر.
  • العفة وخشية الله تعالى: فيوسف الصديق عليه السلام نموذج عظيم للعفة والخوف من الله عز وجل، فحينما فتنت به امرأة العزيز وأحبته حبًا شديدًا حتى أنها حاولت إغوائه، تمنع يوسف عليه السلام عنها ولم يطاوعها في ذلك حتى حينما هددته بالسجن، ودعى الله أن ينجيه من مكرها.
  • الحكمة وحسن التصرف وغير ذلك من صفات جعلت منه صالحًا ليكون عزيز مصر فيما بعد.

ما هو حكم تمني الموت في الشريعة الإسلامية؟

في كثير من الأحيان قد نجد إنسان ما يتمنى الموت أو حتى يطلبه من الله ظنًا بأنه أفضل له من الحياة، ومهربًا له من المصاعب والآلام، فهل يجوز ذلك؟

إن تمني الموت منهي عنه في الدين الإسلامي، فالرسول عليه صلوات الله وسلامه يقول:” لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه، إنها إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرًا”، كما أن الحياة الطويلة أفضل للمسلم الذي يؤمن بالله ويعمل الصالحات ويجتنب السيئات، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:” خير الناس من طال عمره وحسن عمله”.

وقد ذكر أبي هريرة عليه رضوان الله  قصة لرجلين مسلمين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، فرجل منهم نال الشهادة، أما الآخر فقد مات بعد صاحبه بعام، وقد رأى طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في منامه أن الرجل الذي مات مستشهدًا قد دخل الجنة بعد الرجل الآخر الذي مات بعده بعام، وقد استغرب ذلك!

ومن ثم قص طلحة على النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى، فأجابه النبي: ” أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة أو كذا وكذا –صلاة السنة-“.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم اول من تمنى الموت وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الحال.

قد يعجبك أيضًا