ما هو الحجر الأسود وما قصته؟ من أين آتى؟ الحجر الأسود هو أهم أجزاء الكعبة الشريفة، حيث يبدأ الطواف منه، ويسعى الحجاج والعامرين للوصول إليه ولمسه وكأنه جزءًا من الجنة، لذلك تأتي عادةً التساؤلات عما هو الحجر الأسود وما قصته، وهذا ما سنعرضه من خلال .
ما هو الحجر الأسود وما قصته
يعتبر الحجر الأسود أحد أركان الكعبة المشرفة وهو جزء لا يتجزأ منها، كما أنه مكون من خمس عشر حجرًا بأحجام مختلفة ومتعددة وأكبر جزء منها يشبه حجم التمر، ولكن ما يظهر للحجاج هم ثماني أحجار فقط.
أما باقي الأحجار فيقال إنهم موجودين في أعلى الحجر الأسود ولم يظهروا لأنهم معجونين بالعنبر والمسك ومجموعة أخرى من الناس تقول إنهم دخلوا في بناء الكعبة
كما أنه جدير بالذكر أن الحجر عندما نزل من السماء إلى الأرض كان لونه أبيض لامع ولكن الله طمس نوره.
اقرأ أيضًا:علامات ظهور الامام المهدي
أصل الحجر الأسود
إجابةً على سؤال ما هو الحجر الأسود وما قصته فإن الحجر الأسود مكانه الأصلي كان في الجنة، ونزلها سيدنا جبريل للأرض الأرض، وذلك تزامنًا مع ببناء الكعبة الشريفة بواسطة نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل، وقد انزل الله الملائكة لتشارك في بناءها ووضعوا الأساس
(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ)
[سورة الحج آية رقم 26]
عند إنتهاء سيدنا إبراهيم من بناء الكعبة طلب من ابنه إسماعيل الحجر الأخير ليتم بناء الكعبة، فذهب إسماعيل عليه السلام للبحث عن الحجر مرارًا وتكرارًا وفي كل مره يطلب نبي الله إبراهيم حجر أفضل.
فنزل الله سيدنا جبريل عليه السلام بالحجر الأسود والذي كان ناصع البياض، ولكن عقب هبوه للأرض تحول لونه من الأبيض إلى الأسود من خطايا وسوء أعمال الإنسان.
فعندما جاء إسماعيل عليه السلام بالحجر المطلوب وجد الحجر الأسود في مكانه، فسأله من أين أتيت بهذا الحجر فرد عليه قائلًا من عند الله كما ورد في الآية الشريفة
(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُود)
[سورة البقرة الآية رقم 125]
هل أصل الحجر الأسود نيزك؟
في صدد عرضنا لسؤال ما هو الحجر الأسود وما قصته يجب علينا عرض آراء العلماء والغرب ووجهة نظرهم في أصل الحجر الأسود، فهناك دراسات وأبحاث عديدة أجريت عام 1857، والتي أكدت أن أصل الحجر الأسود حجر نيزكي، وما أثبت هذه الدراسات أن هناك عالم يُدعي هاري سانت جون كان يتجول ويبحث عن مدينة في الصحراء عام 1932 لم يجد المدينة، ولكنه وجد نيزك يصدم بالأرض وهذا النيزك مغطى من الخارج بأحجار سوداء اللون
كما أضافت العالمة إليزابيث تومسن سنة 1980 من خلال ورقة بحثية بها دلائل علمية، أن الحجر الأسود أتى من أثر نيزك سقط في الصحراء داخل الربع الخالي وهو يقع ببُعد حوالي 1,100كم شرق مدينة مكة ووقع هذا النيزك من6000 سنة.
فكان هناك أكثر من كعبة بالجزيرة قبل الإسلام مثل كعبة شداد الايادي و كعبة بيت اللات والكعبة المكرمة وكعبة ذي الشري وبيت رضا وبيت الأقضر وكعبة رحيم وبيت ذي الخلصة
فهناك نظرية تشير إلى أن كل هذه الكعبات تشترك في صفتين وهما امتلاكهم حجار سوداء اللون وهي من أشلاء النيزك وبقاياه وأنهم جميعهم بشكل مكعب.
كل هذه الأبحاث والدراسات ما إلا إجتهادات شخصية وليس لها أي دليل ثابت على أرض الواقع.
اقرأ أيضًااول من شرب من ماء زمزم
حكم تقبل الحجر الأسود والكعبة
يجب على كل المسلمين والمسلمات أن يعلموا أن الحجر الأسود مجرد جماد لا ينفعهم ولا يضرهم في شئ وأن تقبيله بهدف التيمم أو أخذ البركة وهذه الأفكار الخاطئة هي بدعة أما يجوز تقبيل الحجر إلا في حالة الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين قال”إنِّي لَأعلَمُ أنَّك حجَرٌ لا تضُرُّ ولا تنفَعُ ولولا أنِّي رأَيْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُقبِّلُكَ ما قبَّلْتُك“
[الراوي: عمربن الخطاب، المحدث: الطبراني]
أحداث متعلقة بالحجر الأسود
بالحديث عن ما هو الحجر الأسود وما قصته يتوجب علينا عرض أهم الأحداث والقصص التي تعرض لها الحجر الأسود، فكثير من الأشخاص في هذا الوقت حاولوا أن يقوموا بسرقة الحجر الاسود عدة مرات وإنتزاعة من الكعبة الشريفة
طامعين في المكاسب والأموال التي سيحصلون عليها من وراء بيع هذا الحجر، لأنه يحتوي على معادن نفسية ويتميز بشكله ولونه واختلافه الجذاب، ولكن الله حمي الحجر الأسود من هذه المحاولات ومنها:
- في إحدي الأيام قام الحصين بن النمير بقذف الكعبة بالمنجنيق ليستهدف عبد الله بن الزبير الذي كان يحتمي في الكعبة ثم ألحقت النار بالكعبة فقام بن ازبير بوضع الحجر الأسود في قلادة ليحمي الحجر الأسود من الضياع وتكرر هذا الحداث سنة 73هجريًا.
- مرة أخرى وقبل رسالة الرسول الكريم أصيبت الكعبة بالحريق الكثيف مما أدي إلى تأكل جدرانها وحجراتها وضعف بنيان الكعبة فقرروا هدم الكعبة وبناءها من جديد فقاموا بنداء أقوي حكماء العرب وهو الوليد بن مغيزة الذي قام باقتلاع الحجر الأسود ليستطيعوا هدمها وبنائها من جديد
فحدث خلاف بين القبال فيمن ينول شرف وضع الحجر الأسود مكانة، فقبلوا بمشورة رسول الله وهي أن يضعوا الحجر الأسود في ثوب ويمسك كل طرف من أطرافه مندوب عن قبيلة، وبالتالي تنول كل القبائل شرف إرجاع الحجر الأسود مكانه.
اقرأ أيضًااسم يطلق على الحجر الأسود
معلومات عن الحجر الأسود
ضمن إطار عرضنا لسؤال ما هو الحجر الأسود وما قصته يجب أن نضيف معلومات هامة عن الحجر الأسود، فهناك كثير من المعلومات الهامة التي يجب معرفتها كل مسلم ومسلمة ومنها:
- يعتبر أصل الحجر الأسود من يواقيت الجنة ولا يُحمي باللهب أو النار.
- يقع الحجر الأسود في الركن الجنوبي الشرقي ويبدأ الحجاج الطواف من عنده.
- وضع اليد والسمح عليه يعتبر من مسح خطايا وذنوب العبد وتجديد الإيمان والعهد مع الله والتوبة إليه.
- يطلق عليه أسماء أخرى مثل الحجر الأسعد والحجر الأسود والحجر القادم من الجنة.
- سيظهر الحجر الأسود يوم القيامة بعينان يبصر بهما.
- بيضاوي الشكل ويتكون من أكثر من أجزاء ويتميز بلونة الأسود المائل للأحمر ويبلغ قطرة 30 سم.
- يوجد على رأس الحجر الأسود ثماني قطع في لامنتصف معجونين بخليط مكون من المسك والشمع والعنبر.
- الحجر الأسود محاط بإطار مرصع بالفضة ليحميه من المخاطر والعوامل الأرضية.
- هو الحجر الوحيد في العالم الذي يطفو على سطح الماء.
- أول من قام بتقبيل الحجر الأسود محمد صلى الله عليه وسلم ثم قامت أمته بتقبيل الحجر من بعده.
- يعتبر الحجر الأسود مُلتقى شفاة الصالحيين والأنبياء والمعتمرين والحجاج.
الحقيقة وراء ما هو الحجر الأسود وما قصته أن الحجر الأسود جاء من الجنة وأنزله الله إلى الأرض وهذا ما تؤمن به الأمه الإسلامية رغم تعدد الأقاويل وافتراء المشركين.