متى يكون الطلاق صحيحًا

متى يكون الطلاق صحيحًا؟ ومتى يكون الطلاق باطلًا؟ حيث إن نسبة الطلاق أصبحت مرتفعة جدًا في تلك الأيام، وأصبحت العلاقة بين الأزواج في تذبذب مستمر.

فمن اللازم معرفة كلا الزوجين شروط قيام البيت الذي يحب الله النظر إليه، والحفاظ على الحياة الزوجية سويًا، لذا سنناقش في هذا الموضوع إجابة سؤال متى يكون الطلاق صحيحًا، عبر موقع زيادة.

متى يكون الطلاق صحيحًا

متى يكون الطلاق صحيحًا

أثبتت الدراسات المجتمعية، ارتفاع نسبة الطلاق في العالم مؤخرًا، ومن الشائع وجود بعض الرجال الذين يحلفون بالطلاق، في وقت الغضب الشديد، ومنهم من يمزح بتلك الكلمة مرارًا، دون العلم بمدى الخطورة، وأنه يمكن أن يكون الطلاق قد وقع بمجرد نطقه لها! فيتساءلون بعدها متى يكون الطلاق صحيحًا.

تختلف الطرق للطلاق، منها ما يقع، ومنها ما يسقط ويكون غير صحيح، وذلك تبعًا للحالة العقلية للرجل، والطريقة التي نطق بها لفظ الطلاق، فإن كان الرجل غير عاقل، كما أنه يختلف بحسب الوقت، فهناك الطلاق السني، والبدعي.

كذلك يعتبر الطلاق صحيح، في حالة عدد الطلقات، كما أنه ينقسم في هذا الحالة لنوعين، الطلاق الرجعي، وذلك يمكن أن يرد الزوج المرأة إلى عصمته مرة أخرى، والطلاق البائن، والذي قد يحدث فيه إمكانية رجوع الزوج لزوجته مرة أخرى بشروط.

كما يقع الطلاق إن تم قول الرجل له بشكل صريح، أي بنطق لفظ “أنتِ طالق”، حيث إنه تلك الألفاظ لا توحي سوى بوقوع الطلاق حتى وإن كان على سبيل الدعابة والمزح، أي في حالة قصد الرجل التام لها، وذلك تبعًا للسنة النبوية حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “ثلاثٌ جِدُّهنَّ جِدٌّ، وَهَزلُهُنَّ جِدٌّ: النِّكاحُ، والطَّلاقُ، والرَّجعةُ”.

اقرأ أيضًا: حكم من حلف بالطلاق على شيء لم يحدث

الطلاق اللفظي “الشفوي”

ينقسم الطلاق بحسب اللفظ المنطوق به، إلى نوعين:

  • طلاق صريح.
  • طلاق كنائي.

1- الطلاق الصريح

تنقسم آراء الفقهاء على الألفاظ المتممة للطلاق والتي تجعله صحيحًا، حيث يرى الحنفية، والمالكية، بأن الألفاظ التي تجعل الطلاق واقع لا محالة، هي كل الألفاظ المتعلقة بكلمة طلاق، من أنت طالق، أو أنت مطلقة، أو أنت مطلاق.

بينما يرى فقهاء المذهب الحنبلي، والشافعي، أن الطلاق اللفظي الصريح لا يقع إلا بصدور الكلمات التي تم ذكرها في القرآن الكريم، وهي الطلاق، والفراق، والسراح.

2- الطلاق الكنائي

يعتبر الطلاق الكنائي من أنواع الطلاق اللفظي، التي قد تجعل الطلاق صحيحًا، والذي تعتمد فيه صحة الطلاق على نية الزوج، فإنه قد يصدر كلمات مثل: اذهبي إلى أهلك، أو سأتركك، أو ابتعدي عن البيت، وتختلف احتمالية وقوع ذك الطلاق، فإنه يقع فور إعلان الرجل عن نيته فقط، وما دون ذلك فلا يعتبر الطلاق صحيحًا.

الحلف بيمين الطلاق

ينقسم رأى الفقهاء في صحة وقوع الحلف بيمين الطلاق، في حالة ذكر الرجل لمشيئة الله من بعده.

حيث يرى المذهب الحنفي، والشافعي، أن هذا الطلاق لا يعتبر صحيحًا، حسب السيرة النبوية، عن ابن عمر أن الرسول عليه السلام قال:”مَن حلَف على يمينٍ، فقال: إن شاء اللهُ، فلا حِنْثَ عليه”.

بينما يرى مذهب المالكية، أن الرجل إن حلف بيمين الطلاق وأتبعه لمشيئة الله إنه يكون صحيحًا، ولكن لم يتم إثبات قوة أو صحة أقوالهم.

اقرأ أيضًا: كيف تعرف أن زوجتك تريد الطلاق؟

الطلاق الرجعي والطلاق البائن

يعتبر الطلاق رجعي أو بائن حسب عدة أشياء، منها ما يتمثل في كونها أول طلقة أو آخرها، كذلك إن كان الطلاق صادر من الزوج نفسه، أو صادر من القاضي، كما يتحدد حسب رجوع الزوجة لزوجها، أو عدم رجوعها، كما أن جميع أنواع الطلاق التي تصدر من الزوج نفسه، لزوجته تعتبر طلاق رجعي، أو حدوث قضية الخلع.

1- الطلاق الرجعي

ينقسم الطلاق الرجعي إلى الطلاق الرجعي الأول أو الثاني، وتم تسميته بالطلاق الرجعي؛ تبعًا لمعناه، حيث أن بإمكان الرجل فيه إرجاع طليقته لعصمته، وذلك يعتمد على عدم انقضاء مدة العدة، والتي تمتد لثلاثة شهور لقول الله تعالى: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ)، وعلى عدد الطلقات واحدة، أو اثنتان، أو ثلاثة.

يعتبر الطلاق الرجعي صحيحًا بقول الرجل زوجته أنت طالق، والذي يمكن فيه أن يرجعها لعصمته قولًا فقط عن طريق قول جملة:” أرجعتك إلى عصمتي وعقد نكاحي”، أو عند حدوث العلاقة الزوجية، فبذلك يكون ردها قبل انتهاء فترة العدة، إن تكرر لمرتان، حيث قال الله تعالى: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ)، لكن بقوله للفظ الطلاق للمرة الثالثة لا يعتبر ذلك طلاق رجعي، وقد صحّ.

2- الطلاق البائن

يعتبر الطلاق البائن هو انتهاء فترة الطلاق الرجعي دون رد الزوجة لعصمة الرجل، حيث أنه بانتهاء فترة العدة، ومرور الطلقة الأولى، والثانية، يتحول الطلاق لبائن.

يعتبر الطلاق البائن هو عدم قدرة الرجل على رد زوجته لعصمته، وينقسم لنوعين، هما بينونة صغرى، وبينونة كبرى، وتعتبر البينونة الصغرى هي أن الرجل يستطيع رد الزوجة لعصمته، بعد انتهاء فترة العدة، لكن بعقد زواج جديد، ويتم كتابة مهر مختلف لها عن القديم، ويتطلب ذلك الأمر موافقتها.

أما في حالة طلاق الرجل لزوجته طلقتان رجعيتان، أو طلقة بائنة، وطلقة رجعية، أو العكس، ثم ردها إلى عصمته، فبعد وقوع الطلقة الثالثة تعتبر تلك الحالة التي لا يملك الرجل أن يرد زوجته إلى عصمته مرة أخرى.

ويمكن رد الزوجة للعصمة بعد الطلقة الثالثة، بزواجها من شخص آخر غير السابق، مع مراعاة وجوب عدم عقد النية من الزوجة على ذلك، أو في حالة انتهاء عدة الأرملة، عند توفى ذلك الزوج الجديد، وتسمى بالبينونة الكبرى.

الطلاق السني

يعتبر الطلاق السني صحيحًا إن وقع، وهو أن يطلق الرجل لزوجته في وقت طهرها، ولم يتم حدوث العلاقة الزوجية بينهم.

الطلاق البدعي

تعتبر تلك الحالة من الطلاق، من الآثام التي تؤخذ على الرجل، وتتمثل في أن يطلق الرجل زوجته بعد العلاقة الزوجية، أو أن يطلقها في وقت حيضها.

الطلاق الشرطي

تعتبر صحة الطلاق الصادر ويتبعه شرط ما، معتمدة على وقوع الشرط، والذي يتمثل في قول الرجل لزوجته إن ذهب لذلك المكان فأنت طالق، ففي تلك الحالة عند فعل المرأة لذلك الشرط بالذهاب للمكان، يكون الطلاق صحيحًا.

اقرأ أيضًا: نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق

متى يكون الطلاق صحيحًا ومتى يكون باطلًا؟

يمكن أن تتحدد عدة شروط تشير إلى صحة الطلاق، من عدمها، والتي تتمثل في:

  • أن يكون الرجل عاقل، أي لا يكون مصاب بمرض عقلي، كالجنون.
  • ألا يقع الطلاق في وقت غضب شديد، وعصبية، حيث قال الرسول عليه الصلاة والسلام: “لا طلاقَ ولا عِتاقَ في إغلاقٍ”.
  • أن يكون الزوج على قدر كافي من الوعي الذهني.
  • في حالة كان الرجل شارب للكحوليات والخمر، فإن الطلاق لا يكون صحيحًا.
  • الطلاق عن جهل، أي بعدم معرفة الرجل لمعنى الكلمة التي يقولها، وأنها تعتبر لفظ طلاق.
  • يعتبر الطلاق الكيدي، والذي يضطر فيه الزوج لطلاق امرأته بسبب غصب شخص آخر له، غير صحيح.
  • حالة الطلاق بوقت الفواجع، والمصائب، لا تعتبر صحيحة لأن الرجل يكون في حالة صدمة، وغير متزن نفسيًا.
  • إن كان الزوج يشرح لزوجته عن كيفية الطلاق، فكان في سياق الحديث كلمة أنت طالق، لا يعتبر الطلاق صحيحًا.
  • في حالة الوعد بالطلاق، والاتفاق عليه من قبل الزوج والزوجة، لا يعتبر الطلاق صحيحًا، إلى حين تنفيذه.

يعتبر الطلاق حلال ومن أكثر الحلول إيجابية، ببعض الحالات الزوجية، التي تتسبب في الكثير من الضرر للمرأة، لكنه من أبغض الحلال عند الله، ويجب على الزوجين الحفاظ على العلاقة الزوجية من أن يشوبها شائبة، ومعرفة أحكام الشرع حوله، لذا عرضنا في هذا الموضوع متى يكون الطلاق صحيحًا، ومختلف طرق النطق به.

قد يعجبك أيضًا