من هو أبو تمام

من هو أبو تمام للإجابة على هذا السؤال تابع هذا المقال على موقعنا زيادة، هو شاعر له قصة كفاح طويلة مليئة بالنجاحات والتحديات حتى أصبح من أشهر الشعراء وأصبح ينافس البُحتري والمتنبي.

من هو أبو تمام

  • اسمه كاملاً حبيب بن أوس بن الحارث الطائي. ولد عام 803 في قرية في جنوب سوريا تسمى قرية “جاسم”.
  • وكانا والديه يتبعان الديانة المسيحية ثم اعتناق الديانة الإسلامية بعد ذلك، وكان يتصف بطول القامة ولون البشرة السمراء.
  • بدأ رحلته عندما تم استدعائه إلى مركز الخلافة العباسية من قبل الخليفة العباسي ليقدم ما لديه من أشعار.
  • كان يتصف بصوته الأجش لذا كان يكلف راوي ليردد أشعاره المختلفة للخلفاء.
  • كان يسمونه الشعراء بالمداحة والنواحة، ويرجع ذلك إلى أنه كتب 513 قصيدة متنوعة منها قصائد الرثاء وقصائد الغزل وقصائد المدح.
  • وكان مشهور بقوة إحساسه وعمق تفكيره وظهر ذلك في أبيات شعره مما جعله مميز، إلا أن لذلك جانب سلبي ألا وهو صياغة بعض الكلمات بطريقة تحتاج إلى تفكير عميق من السامع ليفهم المعنى.

تعرف على شخصية: معلقة زهير بن ابي سلمى حكيم شعراء العرب

حياة أبو تمام

  • نشأ في الشام وتعلم العلوم المختلفة كاللغة العربية وأدابها والقواعد النحوية والدين، واتجه إلى مصر وتعلم في الحلقات التعليمية التي كانت تقام في مسجد عمرو بن العاص.
  • كانت أشعاره مختلفة، تشمل الرثاء مثل رثاء “عمير بن الوليد”، والمدح مثل مديح “عبد الله الظاهر” أحد حكام مصر القدامى.
  • كان معروف بقدرته على تقليد الشعراء القدامى ولكنه في النفس الوقت منفرد بطريقة في إلقاء الشعر وفي محتوى الشعر نفسه.
  • كان يعمل في بداية حياته حائك (خياط)، وكانت بداية ازدهاره الفعلي في الشعر في حمص.
  • لم يذهب إلى الشام ومصر فقط بل ذهب إلى أرمينيا أيضًا ومدح “خالد بن يزيد الشيباني”، وبعد أن مات المأمون اتجه إلى بغداد.
  • ثم أصبح من أشهر الشعراء هناك، وتقرب إليه الخليفة المعتصم وحضره أثناء فتحه للعمورية، وعندما قتل الأفشيين وقضى على ثورة بابك الخرمي.
  • وبعد ذلك ذهب إلى خراسان ليبدأ في مدح “عبد الله بن طاهر”، ثم عادة إلى بغداد مرة ثانية.

أسرة أبو تمام

بالنسبة لأسرته فلم يُعرف عنها الكثير حتى الآن، والمعروف فقط أن له أخ اسمه “سهم” وزوجة وولدين من أولاده وذلك من خلال قصائد الرثاء التي كان يكتبها لهم.

مؤلفات أبو تمام

  • فحوب الشعراء.
  • مختار أشعار القبائل.
  • نقائض جرير والأخطل.
  • ديوان الحماسة.

ديوان الحماسة لأبي تمام

  • يعد من أكثر مؤلفاته شهرة، جمع فيه أجود أشعار العرب، وقسمه لفهارس.
  • فهرس خاص بـ “أعلام شعراء الحماسة”.
  • فهرس “قوافي ديوان الحماسة”.
  • فهرس “أنصاف الأبيات”.
  • فهرس “أعلام الشعراء”.
  • فهرس “أعلام غير الشعراء”.
  • وكان الديوان يحتوي على أبواب عديدة مختلفة كالمراثي، والنسيب، والأدب، الأضياف المديح، الهجاء، مذمة النساء، الصفات، الملح، المديح.

بعض أشعار أبو تمام

بما أننا مازلنا نجيب عن السؤال من هو  أبو تمام فلابد من أن نعرض بعض أشعاره التي تبين كم هو شاعر مميز يستحق أن يتحير الأدباء بينه وبين كبار الشعراء كالبحتري والمتنبي:

يقول  أبو تمام

لَمّا رَأَيتُ الأَمرَ أَمراً جِدّا        وَلَم أَجِد مِنَ القِيامِ بُدّا

لَبِستُ جِلدَ نَمِرٍ مُعتَدّا            وَجِلدَ ضِرغامٍ يَقُدُّ قَدّا

جَمَعتُ جَمعَ العَرَبِ الأَشِدّا      جَمعًا يُلِدُّ الظالِمَ الأَشَدّا

يَهُدُّ أَركانَ الجِبالِ هَدّا           كانَ تَميمٌ لِأَبينا عَبدا

يقول أبو تمام

بالشَّامِ أهلي، وبَغداد الهوى               وأنا بالرَّقتين وبالفسطاط إخواني

وما أظنُّ النَّوى ترضى بما صَنعتُ      حتى تُطوِّحَ بي أقصى خَراسان

خلَّفتُ بالأفق الغربيَّ لي سكناً            قد كانَ عيشي به حُلواً بحُلوانِ

تعرف على: من هو نزار قباني وما هي أهم أعماله؟

يقول أبو تمام

في القصيدة التي كتبها بعد فتح العمورية، وتعد من أكثر أشعاره شهرة والتي يبحث عنها الكثير:

السيف أصدق أنباءً من الكتبِ             في حده الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ

بيض الصَّفائح لا سُود الصحائف في     مُتونهن جلاء الشكِّ والرِّيبِ

والعلم في شُهب الأرماح لامعة            بين الخميسين لا في السبعة الشُّهبِ

أين الرواية بل أين النجوم وما             صاغوه من زُخرف فيها ومن كذبِ؟

تخرُّصًا وأحاديثًا ملفَّقة                      ليست بنبع إذا عُدَّت ولا غربِ

عجائبًا زعموا الأيام مُجفلة                عنهن في صفر الأصفار أو رجبِ

وخوفوا الناس من دهياء مظلمة           إذا بدا الكوكب الغربي ذو الذَّنبِ

وصيَّروا الأبرج العليا مرتبة              ما كان مُنقلبًا أو غير مُنقلبِ

يقضون بالأمر عنها وهي غافلةٌ          ما دار في فلك منها وفي قُطبِ

لو بينت قطُّ أمرًا قبل موقعه              لم يخفَ ما حل بالأوثان والصُّلبِ

فتح الفتوح تعالى أن يُحيط به             نظم من الشعر أو نثر من الخطبِ

فتح تفتَّح أبواب السماء له                 وتبرز الأرضُ في أثوابها القُشبِ

يا يوم وقعة عمورية انصرفت           عنك المنى حُفلًا معسولة الحلبِ

أبقيت جد بني الإسلام في صَعَد          والمشركين ودار الشرك في صببِ

أمٌّ لهم لو رجوا أن تُفتدى جعلوا           فداءها كلَّ أم برَّة وأبِ

وبرزة الوجه قد أعيت رياضتها          كسرى وصدَّت صُدودًا عن أبي كربِ

من عهد إسكندر أو قبل ذلك قد           شابت نواصي الليالي وهي لم تشبِ

بكر فما افترعتها كفُّ حادثة               ولا ترقَّت إليها همة النُوبِ

حتى إذا مخض الله السنين لها             مخْضَ الحليبة كانت زُبدة الحقبِ

أتتهم الكربة السوداء سادرة               منها، وكان اسمها فرَّاجة الكُربِ

جرى لها الفأل نحسًا يوم أنقرة            إذ غودرت وحشة الساحات والرحبِ

لما رأت أختها بالأمس قد خربت          كان الخرابُ لها أعدى من الجربِ

كم بين حيطانها من فارس بطل           قاني الذوائب من آني دم سربِ

بسنة السيف والخطيِّ من دمه             لا سنة الدين والإسلام مُختضبِ

لقد تركت أمير المؤمنين بها               للنار يومًا ذليل الصخر والخشبِ

غادرت فيها بهيم الليل وهو ضُحى        يشله وسطها صُبح من اللهبِ

حتى كأن جلابيب الدجى رغبت            عن لونها أو كأن الشمس لم تغبِ

ضوء من النار والظلماء عاكفة             وظلمة من دُخان في ضُحى شحبِ

فالشمس طالعة من ذا وقد أفلت             والشمسُ واجبة من ذا ولم تجبِ

تصرح الدهر تصريح الغمام لها           عن يوم هيجاء منها طاهر جُنُبِ

لم تطلع الشمسُ فيه يوم ذاك على          بانٍ بأهل ولم تغرب على عزبِ

ما ربع مية معمورًا يُطيف به              غيلان أبهى رُبى من ربعها الخربِ٦

ولا الخدود وإن أُدمِين من خجل          أشهى إلى ناظري من خدها التربِ

سماجة غنيت منا العيون بها              عن كل حسن بدا أو منظر عجبِ

وحسن منقلب تبدو عواقبه                 جاءت بشاشته عن سوء منقلبِ

لو يعلم الكفر كم من أعصر كمنت        له المنية بين السُّمر والقُضبِ

تدبير معتصم، بالله مُنتقم                   لله مرتقب، في الله مرتغبِ

ومطعم النصل لم تُكهَم أسنته              يومًا ولا حُجِبت عن روح مُحتجبِ

لم يغزُ قومًا ولم ينهض إلى بلد            إلا تقدَّمه جيش من الرعبِ

لو لم يُقد جحفلًا يوم الوغى لغدا           من نفسه وحدها في جحفل لجبِ

رمى بك الله بُرجيها فهدَّمها                ولو رمى بك غير الله لم يُصبِ

من بعد ما أشَّبوها واثقين بها              والله مفتاح باب المعقل الأشبِ

وقال ذو أمرهم لا مرتع صدر            للسارحين وليس الورد من كثبِ

أمانيًا سلبتهم نُجح هاجسها                ظبا السيوف وأطراف القنا السلبِ

إنَّ الحمَامين من بيض ومن سمر         دلُّوا الحياتين من ماء ومن عشبِ

لبيت صوتًا زَبَطْريًّا هرقت له             كأس الكرى ورضاب الحرَّد العربِ

عداك حر الثغور المستضامة عن         برد الثغور وعن سلسالها الحصبِ

أجبته معلنًا بالسيف منصلتًا                ولو أجبت بغير السيف لم تُجبِ

حتى تركت عمود الشرك منقعًرا          ولم تعرج على الأوتاد والطنبِ

لما رأى الحرب رأي العين توفلس        والحرب مشتقة المعنى من الحربِ

غدًا يصرف بالأموال جزيتها             فعزه البحر ذو التيار والعببِ

هيهات زعزعت الأرض الوقور به      عن غزو محتسب لا غزو مكتسبِ

لم ينفق الذهب المربى بكثرته            على الحصى وبه فقر إلى الذهبِ

إن الأسود أسود الغاب همتها            يوم الكريهة في المسلوب لا السلبِ

ولى وقد ألجم الخطِّي منطقه             بسكتةٍ تحتها الأحشاء في صخبِ

أحذى قرابينه صرف الردى ومضى      يحتث أنجى مطاياه من الهربِ

موكلًا بيفاع الأرض يشرفه              من خفة الخوف لا من خفة الطربِ

إن يعدُ من حرها عدو الظليم فقد         أوسعت جاحمها من كثرة الحطبِ

تسعون ألفًا كآساد الشرى نضجت         جلوُدهم قبل نضج التين والعنبِ

يا ربُ حوباء لما اجتث دابرهم           طابت ولو ضُمخت بالمسك لم تطبِ

ومغضب رجعت بيضُ السيوف به      حي الرضا من رداهم ميت الغضبِ

والحرب قائمة في مأزق لجب            تجثو القيام به صغرًا على الركبِ

كم نِيلَ تحت سناها من سنا قمر        وتحت عارضها من عارض شنبِ

كم كان في قطع أسباب الرقاب بها      إلى المخدرة العذراء من سببِ

كم أحرزت قُضب الهندي مصلتة                تهتز من قضب تهتز في كُثبِ

بيض إذا انتُضيت من حجبها رجعت    أحقَّ بالبيض أبدانًا من الحجبِ

خليفة الله جازى الله سعيك عن          جرثومة الدين والإسلام والحسبِ

بصُرت بالراحة الكبرى فلم ترها          تُنال إلا على جسر من التعبِ

إن كان بين صروف الدهر من رحم     موصولة أو ذمام غير منقضبِ

فبين أيامك اللاتي نُصِرْتَ بها           وبين أيام بدر أقربُ النسبِ

أبقت بني الأصفر المُصفر كاسمهم      صفر الوجوه وجلَّت أوجه العربِ

يهمك أيضًا: خصائص الشعر في العصر العباسي ومن أهم أهم شعراءه.

يقول أبو تمام

أَلِلعُمرِ في الدُنيا تُجِدُّ وَتَعمُرُ             وَأَنتَ غَداً فيها تَموتُ وَتُقبَر

تُلَقِّحُ آمالاً وَتَرجو نَتاجَها و             عُمرُكَ مِمّا قَد تُرَجّيهِ أَقصَرُ

وَهَذا صَباحُ اليَومِ يَنعاكَ ضَوؤُهُ        وَلَيلَتُهُ تَنعاكَ إِن كُنتَ تَشعُرُ

تَحومُ عَلى إِدراكِ ما قَد كُفيتَهُ            وَتُقبِلُ بِالآمالِ فيهِ وَتُدبِرُ

يقول أبو تمام

هَلِ اِجتَمَعَتْ عَليا مَعَدٍّ وَمَذحِجٍ          بِمُلتَحَمٍ إِلّا وَمِنّا أَميرُها

بَلِ اليَمَنُ اِستَعلَتْ لَدى كُلِّ مَوطِنٍ      وَصارَ لِطَيءٍ تاجُها وَسَريرُها

مُحَرَّمَةٌ أَكفالُ خَيلِيَ في الوَغى           وَمَكلومَةٌ لَبّاتُها وَنُحورُها

حَرامٌ عَلى أَرماحِنا طَعنُ مُدبِرٍ            وَتَندَقُّ بَأسًا في الصُدورِ صُدورُها

يقول أبو تمام

تَصَدَّت وَحَبلُ البَينِ مُستَحصِدٌ شَزرُ      وَقَد سَهَّلَ التَوديعُ ما وَعَّرَ الهَجرُ

بَكَتهُ بِما أَبكَتهُ أَيّامَ صَدرُها               خَلِيٌّ وَما يَخلو لَهُ مِن هَوىً صَدرُ

وَقالَت أَتَنسى البَدرَ قُلتُ تَجَلُّداً           إِذا الشَمسُ لَم تَغرُب فَلا طَلَعَ البَدرُ

فَأَذرَت جُماناً مِن دُموعٍ نِظامُها           عَلى الصَدرِ إِلّا أَنَّ صائِغَها الشَفرُ

وَما الدَمعُ ثانٍ عَزمَتي وَلَوَ اَنَّها          سَقى خَدَّها مِن كُلِّ عَينٍ لَها نَهرُ

النقد الذي تعرض له أبو تمام

  • النقد الأول: كان متعمق في استخدام المعاني لدرجة أنه كان يتصف بأنه مخالف لقواعد اللغة العربية.
  • النقد الثاني: كان يستخدم أوصاف ومعاني غريبة وغير مألوفة للعرب، وكان يستخدم تشبيهات غريبة عليهم.

أشهر أقوال أبو تمام

  • السيف أصدق أنباءً من الكتب (قصيدة كتبها بعد فتح عمورية ووصف فيه الحرب ضد الرومان).
  • بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنا بالرقمتين وبالفسطاط إخواني.
  • نقل فوائدك حيث شئت من الهوى ما الحب إلا للحبيب الأول (من أكثر المقاولات المشهورة والمستخدمة حتى الآن).

وفاة أبو تمام

توفى عام 845 م في الموصل بعد أن ترك تراث من الشعر ليس له مثيل، ومازالت ذكراه خالدة فلابد على كل من يريد أن يتعلم الشعر أن يقرأ للعلامة أبو تمام، ولم ينساه أحدًا حتى بعد مماته وكُتبت له العديد من القصائد التي ترثيه:

قال علي بن الجهم في رثاء لأبو تمام

غاضَتْ بدائعُ فِطنَةِ الأوهامِ              وعَدت عليهَا نكبَةُ الأيام

وغَدا القريضُ ضئيلَ شَخصٍ باكياً       يشكو رَزِيتَهُ إلى الأقلام

قال الحسن بن وهاب في رثائه لأبو تمام

سَقتْ بالموصل القَبرَ الغريبَا             سحائِبُ يَنتحِبنَ لَهُ نَحِيبَا

إذا أطلَعنَهُ أطلَقنَ فيهِ                    شُعيبَ المُزنِ مُنبعقاً شَعيبَا

تحدثنا بالتفصيل عن من هو أبو تمام وأين ولد والبلاد التي سافر إليها وتألق فيها، وأمثال من الأشعار التي كتبها وكان يتميز بالتنويع في أنواع الشعر وما زالت أقواله تستخدم أثناء الحديث بين العامة، كما عرضنا أوجه النقد التي وجهت إليه.

قد يعجبك أيضًا