من هو مسيلمة الكذاب

من هو مسيلمة الكذاب؟ وما هي قصته؟ حيث إن معرفة القصص الإسلامية من الأمور التي تساهم في زيادة الإيمان بالله، ومعرفة صفات أشرف الخلق، وطريقة تعاملهم مع الكذب والخداع.

فإن قصة مسيلمة الكذاب تحتوي على الكثير من العبر للمسلم، فتزيد من قوة التحمل والثبات لديه، والمحاولة في عدم الوقوع بالفتن؛ لذا من خلال موقع زيادة سوف نعرض لكم من هو مسيلمة الكذاب مع ذكر قصته.

من هو مسيلمة الكذاب

اختلفت الأقاويل حول اسمه، فقيل إنه مسيلمة بن حبيب الحنفي الكذاب، وفي روايا أخرى إنه مسيلمة بن ثمامة بن كثير بن حبيب الحنفي، ولد مسيلمة في اليمامة، بقرية تعرف باسم “الجبيلة”، كما قد لُقب مسيلمة باسم أبو الهارون، وأبو ثمامة، وقد كانت له قصة شهيرة سيتم عرضها في الفقرات القادمة.

اقرأ أيضًا: من هو قائد معركة اليرموك سنة 13 هجري 

قصة مسيلمة الكذاب

لا بد في بداية الحديث عن إجابة سؤال من هو مسيلمة الكذاب ذكر قصته، فكان مسيلمة رجل من رجال بني حنيفة، والذي كان كثير الدجل ويتخذ منها عملًا والعياذ بالله، حتى أن وصل به الأمر أن يقوم بادّعاء النبوة في عهد نبينا محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ، كما أحاط نفسه ببعض الكاذبين والدجالين ليثبت صحة أقواله.

قد ادّعى مسيلمة أن الله ـ عز وجل ـ قد أنزل عليه آيات منها: وَاللَّيْلُ الدَّامِسْ، وَالذِّئْبُ الْهَامِسْ، مَا قَطَعَتْ أَسَدٌ مِنْ رَطْبٍ وَلَا يَابِسْ.  لَقَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَى الْحُبْلَى، أَخْرَجَ مِنْهَا نَسَمَةً تَسْعَى، مِنْ بَيْنِ صِفَاقٍ وَحَشَا. إنَّ بني تميم قومٌ طهرٌ لقاح، لا مكروه عليهم ولا إتاوة، نجاورُهم ما حيينا بإحسان.

تبع مسيلمة كثير من بني حنيفة، وأهل اليمامة، لما حاول إظهاره من المعجزات المختلفة التي تشبه معجزات الأنبياء، وذلك من خلال أعمال الدجل والسحر، فكان يستطيع أن يقوم بوضع البيضة في زجاجة، أو أن يقوم بقص ريش طائر من ثم يعيده إليه ويطير مرة أخرى.

إلا أن الله ـ عز وجل ـ كشف كذبه، فأحبط محاولته إظهار أنه صاحب كرامات، فعندما ذهب إلى رجل أصابه ألم في عينيه فوضع يده عليها مدعيًّا أنه سيشفيها، فأُصيب الرجل بالعمى، ويمسح على رؤوس الأطفال فمنهم من يصاب بالقرع، وعندما بصق في بئر فقد جفّ مائه.

فساد مسيلمة الكذاب

كما كان مسيلمة يسعى لفساد الأرض، فكان يحثّ الناس على ترك الصلاة، وإباحة شرب الخمر، بالإضافة إلى إباحة ممارسة العلاقات الغير شرعية، للحد الذي جعله يلُقب نفسه بالرحمن، ومن ثم طلب من رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ أن يتقاسم معه الأرض.

فبعث له رسالة في آخر السنة العاشرة من وقت الهجرة يطلب فيها من النبي عليه الصلاة والسلام أن يتقاسم معه جزيرة العرب، حيث يقول فيها: “من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله: آلا إني أوتيت الأمر معك فلك نصف الأرض ولي نصفها ولكن قريشٌ قومٌ يعتدون

فرد عليه نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول: “بسم الله الرحمن الرحيم.. من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب السلام على من اتبع الهدى أما بعد: فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين

مسيلمة الكذاب في السيرة النبوية

قد تم ذكر كذب وادّعاء مسيلمة في السيرة النبوية لأحاديث الرسول ـ عليه الصلاة والسلام فعن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: بَيْنما أنا نائِمٌ، رَأَيْتُ أنَّه وُضِعَ في يَدَيَّ سِوارانِ مِن ذَهَبٍ، فَفُظِعْتُهُما وكَرِهْتُهُما، فَأُذِنَ لي فَنَفَخْتُهُما فَطارا، فأوَّلْتُهُما كَذّابَيْنِ يَخْرُجانِ

ذلك ما يدل أن مسيلمة كذّاب ومُدعي، حيث إن مسيلمة كان قد ذهب في العام التاسع من الهجرة إلى الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ يطلب منه أن يورثه النبوة من بعده، فرفض النبي ذلك، ومن ثم ذهب إلى الناس في اليمن وقال إن محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ قد شاركه في النبوة.

اقرأ أيضًا: أقوال أبو بكر الصديق

قتل مسيلمة لمرسول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ

بعدما انتشر شر مسيلمة وزادت محاولات إفساده في الأرض، وجد محمد ـ عليه الصلاة والسلام ـ ضرورة بعث رسالة إلى مسيلمة لكي يتوقف عن ظلمه، وطغيانه مع حبيب بن يزيد، وهو واحد من الذين بايعوا الرسول في بيعة العقبة الثانية، وكان عددهم سبعين.

اشتد غضب مسيلمة بعد قراءة الرسالة وأمر بأن يتم تقييد حبيب من قبل رجاله، إلى صباح اليوم التالي، فجاء به أمام العامة من الناس، وسأله إن كان يؤمن أن محمدًا رسول الله، ويقول حبيب نعم أشهد، ثم يكرر السؤال عن نفسه، وهل تشهد بأن مسيلمة رسول الله؟ فينكر حبيب ذلك ويضحك ساخرًا بأنه لا يسمع ما يقوله، فأمر مسيلمة أن يتم قطع جزء من جسده بالسيف.

ظل مسيلمة يكرر الأسئلة على حبيب بن يزيد وهو ينكر أن مسيلمة رسول الله، ولم يتوقف مسيلمة عن الأمر بقطع جسده كلما يتفوه بأن محمد فقط هو رسول الله، إلى أن صعدت روح حبيب إلى ربه من كثرة تقطيع جسده، ووصل الخبر إلى أمه واحتسبته عند الله ـ عز وجل ـ شهيد.

اقرأ أيضًا: من هو سيد الشهداء؟

معركة اليمامة وموت مسيلمة الكذاب

في إطار عرض إجابة سؤال من هو مسيلمة الكذاب لا بد من ذكر قصة معركة اليمامة، التي بدأت بعدما ازداد عدد المتبعين لمسيلمة الكذاب من بني حنيفة وغيرهم، فبعث أبي بكر الصديق وقتها جيش لمحاربتهم وردّهم عن طغيانهم، وكان هذا الجيش يضم ثلاثة جيوش مختلفة في صفوفه.

فكان يضم جيوش شرحبيل بن حسنة، وخالد بن الوليد وعكرمة بن أبي جهل، وكان الجيش بأكمله تحت قيادة خالد بن الوليد، حتى اجتمع الجيشان أمام بعضهما في معركة تسمى “اليمامة”، والتي انتهت بهزيمة المرتدين عن دين الله ـ عز وجل ـ.

قد نال العديد من الصحابة الشهادة في تلك المعركة، كما تم قتل مسيلمة الكذاب في هذه الموقعة، على يد وحشي بن حرب في العام الثاني عشر من الهجرة، وقيل إنه تم قطع رأسه من قبل سماك بن خرشة، ومات عن عمر تعدى المائة عام.

إن مسيلمة الكذاب من أحد مُدعي النبوة في عهد الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ والذي كشف الله تعالى كذبه، وخداع الناس باستخدام الدجل والسحر.

قد يعجبك أيضًا