من هو سيد الشهداء ومن أطلق عليه هذا الاسم؟ ولماذا سُمي به؟ وما هي قصته؟ حيث إن هناك العديد من القصص التي تتعلق به ويرغب الكثير من الناس في التعرف عليه، كل هذا وأكثر سنُجيب عليه في السطور التالية على موقع زيادة.
من هو سيد الشهداء
سيد الشهداء هو حمزة بن عبد المطلب، وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم وأحد صحابته الكرام رضي الله عنه، أعزه الله بالإسلام ونصر الله الإسلام به وقاتل وقُتل في سبيله، واستشهد في غزوة أحد، ولُقب بسيد الشهداء رضي الله عنه.
الرسول صلى الله عليه وسلم هو من أطلق عليه هذا الاسم، فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله”.
شهد له الصحابة ببلائه الحسن في الإسلام، فعن سعد بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أتي بطعام -وكان صائماً- فقال:
“قتل مصعب بن عمير وهو خير مني كفن في بردة إن غطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وأراه قال: وقتل حمزة – وهو خير مني -ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط – أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا -وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام“.
رُوي عن سعد بن أبي وقاص أنه قال:
“كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول: أنا أسد الله”.
كان رضي الله عنه شجاعًا مقدامًا أبلى خير بلاء في الجهاد في سبيل الله حتى استشهد رضي الله عنه وأرضاه.
فيما يلي سنتعرف على قصة حياة حمزة بن عبد المطلب حتى استشهاده رضي الله عنه لمن يسأل عن من هو سيد الشهداء.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كنية تكنى بها اسد الله حمزة .. سيرة ذاتية عن حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله
حمزة بن عبد المطلب
هو حمزة بن عبد المطلب بن عبد مناف القرشي الهاشمي رضي الله عنه، ويكنى بأبي عمارة وأبي يعلى، وولد بمكة، وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه إجابة سؤال من هو سيد الشهداء
كان أخو الرسول في الرضاعة حيث أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب التي أرضعت حمزة بن عبد المطلب أولًا ثم أرضعت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان فارق السن بينهم عامين فقد ولد حمزة قبل عام الفيل بعامين.
اخته هي صفية بنت عبد المطلب، وكان أبوه سيد قريش فعلمه القيم العربية التي كانت من مفاخر العرب في أشعارهم.
من هو سيد الشهداء؟ اتصف حمزة رضي الله عنه بالكرم والتسامح والشجاعة والقوة والمهارة في القتال، وشارك في حرب الفجار التي كانت بين قبيلة كنانة القريشية وقبيلة قيس علان التي كانت السبب في تعلمه فنون الحرب والقتال.
تزوج من بنت الملة بن مالك، وخولة بنت قيس، وسلمى بنت عميس، وولدن له أبناء وبنات هم عامر وعمارة ويعلى وبكر وفاطمة وأمامه وأمة الله.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: عم الرسول وأخوه في نفس الوقت من 4 حروف كلمة السر
قصة إسلام حمزة
لم يكن أحد من القريشين يتوقع أنه سيسلم، ولكنه أسلم في السنة الثانية أو السنة السادسة من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم عندما بلغه أن أبا جهل أذى الرسول صلى الله عليه وسلم غضب حمزة لما سمع ذلك وكرهه وذهب إلى أبي جهل.
قال له حمزة:
“يا مصفر استه تشتم ابن أخي وأنا على دينه؟ ثم ضربه بالقوس فشجه شجة موضحة فثار رجل من بنى مخزوم وثار بنو هاشم، فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فإني سببت ابن أخيه سبا قبيحا، فعلمت قريش أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عز، فكفوا عنه بعدما كانوا ينالون منه”.
ذهب حمزة بن عبد المطلب إلى دار أبي الأرقم وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان إسلام حمزة سبب في فرح الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، وكان فخرًا وعزًا لهم.
أسلم بعده بثلاثة أيام الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، لتصبح الدعوة الإسلامية بهما أقوى بفضل الله سبحانه وتعالى.
هاجر مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب (المدينة المنورة)، وآخاه الرسول صلى الله عليه وسلم مع زيد بن حارثة.
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: اول شهيد في غزوة أحد من هو وما هي قصته وما كان موقف رسول الله بعد وفاته
شجاعة حمزة
من هو سيد الشهداء؟ كان معروفًا بين القريشين بشجاعته وإقدامه في الحروب، فقد ابلى بلاء حسنًا مع قومه في حرب الفجار.
شارك حمزة رضي الله عنه في غزوة الأبواء وذي العشيرة وبني قينقاع وغزوة بدر وغزوة أحد التي استشهد فيها، وقاتل فيها حمزة بشجاعة كبيرة، وكان هو من بدأ بالقتال، وقيل أنه أول من عقد له راية في الإسلام .
كان من شجاعته يوم بدر أنه كان يُقاتل بسيفين فقتل وجرح منهم اعدادًا كبيرة في الغزوة، وقد بلغ الذين قتلهم يوم بدر عشرة من المشركين كان منهم عتبة بن الربيعة.
شارك حمزة بن عبد المطلب في غزوة أحد التي ابلى في أولها بلاءً حسنًا، واظهر فيها من الشجاعة والإقدام في القتال حتى أنه بلغ عدد الذين قتلهم من المشركين واحد وثلاثين من الكفار.
مقتل حمزة
كان سبب مقتل حمزة أن رجلًا يُدعى جبير بن مطعم وعد مولاه وحشي بن حرب إن قتل حمزة سيعتقه، وكانت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان زعيم قريش، ووصل إليها أن حمزة رضي الله عنه قتل أباها عتبة بن الربيعة، وعمها شيبة بن الربيعة، وأخاها الوليد بن عتبة في غزوة بدر.
سمعت بأمر وحشي فأغرته هي أيضًا بالمال والحلي، فوعدته بذلك من أجل أن تثأر وتنتقم، فقتله وحشي بن حرب الحبشي الذي أسلم بعد ذلك، وقتل بعد إسلامه مسيلمة الكذاب في يوم اليمامة، كذلك وقد أسلمت هند بنت عتبة يوم فتح مكة.
مثّل وحشي بن حرب بجسد حمزة بن عبد المطلب بعد قتله، وفتح بطنه ليخرج كبده ويقدمه لهند بنت عتبة.
عن ابن مسعود قال:
“قال أبو سفيان يوم أحد: قد كانت في القوم مثلة، وإن كانت لعن غير ملاء مني، ما أمرت ولا نهيت ولا أحببت ولا كرهت، ساءني ولا سرني قال: ونظروا فإذا حمزة قد بقر بطنه وأخذت هند كبده فلاكتها فلم تستطع هند أن تأكلها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكلت منها شيئاً؟ قالوا: لا. قال: ما كان الله ليدخل شيئاً من حمزة النار”.
استشهد سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب في السابع من شهر شوال في السنة الثالثة من الهجرة، وكان يبلغ من العمر تسع وخمسين عامًا.
دُفن مع عبد الله بن جحش رضي الله عنهما وهو ابن أخت حمزة، ونزل في قبره عدد من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، منهم: أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن ابي طالب والزبير بن العوام رضي الله عنهم أجمعين
يمكنك أيضًا الاضطلاع على: كم عدد المبشرين بالجنة وصفاتهم
الحزن على استشهاد حمزة
ذهب الرسول صلى الله عليه وسلم ليبحث عن حمزة بعد غزوة أحد، فوجده في بطن الوادي وقد مثِل بجسده رضي الله عنه، فأصابه الحزن الشديد وبكى عليه، وكان لا يريد أن ترى أخته صفية بنت عبد المطلب ما حل به من التمثيل بجثته ولكنها أصرت على رؤيتها له في هذه الحالة.
عن ابن عباس قال:
“لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع قال: فلقيت علياً والزبير فقال علي للزبير: اذكر لأمك، قال الزبير: لا بل اذكر أنت لعمتك قالت: ما فعل حمزة؟ قال فأرياها أنهما لا يدريان قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أخاف على عقلها قال: فوضع يده على صدرها ودعا لها فاسترجعت وبكت، ثم جاء وقام عليه وقد مثل به فقال: لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع. قال: ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم فيضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم سبعاً ثم يرفعون ويترك حمزة ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم حتى فرغ منهم حتى صلَّى عليه سَبعينَ صَلاةً”.
من هو سيد الشهداء؟ هو حمزة بن عبد المطلب وبشّر الرسول بأنه من أهل الجنة هو ومن قُتل معه في غزوة أحد، ففي الحديث الذي ورد في مصنف أبي داود بإسناد صحيح عن ابن عباس قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في جوف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ إخواننا عنا أنا أحياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند الحرب فقال الله سبحانه أنا أبلغهم عنكم -قال- فأنزل الله: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”.
خلاصة الموضوع في 7 نقاط
ذكرت فيما سبق إجابة سؤال من هو سيد الشهداء؟ نستخلص منه ما يلي:
- سيد الشهداء هو حمزة بن عبد المطلب أطلق عليه هذا الاسم الرسول صلى الله عليه وسلم.
- عرف عن حمزة بن عبد المطلب بشجاعته وفروسيته وصفاته العربية الأصيلة.
- اسلم حمزة بن عبد المطلب قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة.
- شارك حمزة مع الرسول صلى الله عليه وسلم في عدة غزوات أبلى فيها بلاءً حسنًا وشجاعة منقطعة النظير حتى استشهد رضي الله عنه.
- قُتل حمزة على يد وحشي بن حرب الحبشي.
- حزن الرسول صلى الله عليه وسلم عليه.
- بشر الرسول صلى الله عليه وسلم أن حمزة والذين استشهدوا معه في يوم أحد من أهل الجنة.