من هو النبي الذي قطع راسه وشرب الخمر في جمجمته

من هو النبي الذي قطع رأسه وشرب الخمر في جمجمته؟ وما هي قصته؟ تعد هذه القصة من أشهر القصص التي اختلفت الروايات حولها.

لذا من خلال هذا الموضوع الذي سيعرضه لكم موقع زيادة سوف نتعرف سويًا على اسم ذلك النبي وأشهر الروايات التي قيلت في إجابة تلك الأسئلة بكافة الكتب السماوية.

من هو النبي الذي قطع رأسه وشرب الخمر في جمجمته؟

 

إن الأنبياء والمرسلين هم بشر بعثهم الله عز وجل لهداية قومهم وعبادة الله عز وجل وحده لا شريك، وعدد الرسل كثير منهم ما نعرفهم من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ومنهم من لا نعرفهم كما جاء في قوله تعالى “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ۗ” (سورة غافر الآية 78).

فعل بعض البشر بالأنبياء من الأفعال أكثرها سوءًا، مثل تكذيبهم أو رجمهم أو وصل الحد إلى قتلهم، وبالحديث عن إجابة سؤال من هو النبي الذي قطع رأسه وشرب الخمر في جمجمته؟ من الأنبياء فهو نبي الله يحيى بن زكريا عليهما وعلى نبينا الصلاة والتسليم.

إن مقتل نبي الله يحيى جاء في العديد من الروايات؛ فمنهم من يقول إن مقتل نبي الله يحيى –عليه السلام- كان بسبب امرأة زانية كان ينهاها عن فعلته؛ فاستحلت دمه من زوجها فقطع رأسه، وفي رواية أخرى أن أحد الملوك كان يريد الزواج من امرأة لا تحل له ونهاه يحيى عن فعلته؛ لأنها من محارمه فقطع رأسه.

أما رواية شرب الخمر في جمجمة نبي من أنبياء الله؛ فهي رواية ضعيفة بعض الشيء في الديانتين الإسلامية والمسيحية حسب ما ورد فيهما، لكن المتفق عليه هو قطع رأس يحيى بن زكريا إرضاءً لامرأة على الرغم من اختلاف القصص.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي يفر من زوجته يوم القيامة؟

قصة قتل يحيى بن زكريا حسب ما ذكره ابن كثير

الإمام الحافظ ابن كثير القرشي هو أحد مفسري القرآن الكريم، وهو أحد أشهر المؤرخين في التاريخ الإسلامي بتأليفه كتاب البداية والنهاية، حيث ذكر ابن كثير إجابة سؤال من هو النبي الذي قطع رأسه وشرب الخمر في جمجمته، لكن دون أن يذكر شرب الخمر في جمجمته فهو موضوع عنده.

فالقصة الأشهر عند ابن كثير في مقتل نبي الله يحيى أن أحد الملوك في قديم الزمان في عهد يحيى –عليه السلام- أراد أن يتزوج من أحد محارمه، وكان يحيى نبيًا مبعوثًا في هذه البلد فناه عن الزواج؛ فلما دنا الملك ممن يريد الزواج منها اشتهت دم يحيى مهرًا لها.

كما اشتهت أن يأتيها برأسه في طست فامتنع الملك عن هذا حتى امتنعت المرأة عن الملك؛ فبعث الملك بمن يقتلون يحيى، وبعد قطع رأس نبي الله ووضعها في طست مع دمائه تكلمت رأسه في معجزة من المولى عز وجل قائلة (لا تحل لك)؛ فما كان من المرأة إلا أن صُعقت فماتت على الفور من رؤيتها هذا المشهد.

أما مكان قتله فأورده ابن كثير في البداية والنهاية على الرغم من الاختلاف في مكانه فسفيان الثوري يقول إنه قتل على صخرة في بيت المقدس، بينما في رواية سعيد بن المسيب قتل في دمشق، كما أكد بن عساكر مقتل يحيى في دمشق معللاً بهذا أنه وجد رأسه حين بنائهم للمسجد الكبير في دمشق.

كما قيل في صيدا لإن الملك حسب ما ورد في المراجع أنه كان ملكًا على صيدا في الشام، وأن يحيى أرسل نبيًأ إليهم وقتله الملك في مكان ملكه، لكن هذا الخبر ضعيف في إسناده فالأرجح دمشق أو بيت المقدس.

مقتل نبي الله يحيى في تاريخ الطبري

يعد الطبري أحد مفسري القرآن الكريم وأحد العارفين بتاريخ الملوك والرسل؛ فيُشار إلى أنه قد ذكر في الجزء الأول من كتابه الشهير تاريخ الطبري خبر مقتل يحيى بن زكريا عليهما السلام، وتبين أن روايته لا تختلف كثيرًا عن الرواية التي أوردها ابن كثير في كتابه.

فجاءت القصة أن أحد ملوك بني إسرائيل كان يقرب يحيى في مجلسه ولا يقطع أمرًا دونه؛ فأراد الملك أن يتزوج ابنة إحدى نسائه؛ فنهاه نبي الله عن هذا الفعل، فما كان الخبر حين وصوله لأم الفتاة التي يريدها الملك إلا وملأها حقدًا وكراهية من يحيى بن زكريا.

فما كان منها إلا أن زينت بنتها ومنعت الجواري عن الملك، وأرسلتها إليه في خلوته موصية إياها بأن تجعل الملك يشرب الخمر حتى يشتهيها؛ فإن دنا منها منعته حتى ينفذ لها ما تريد وهو رأس يحيى في طست، كان الملك ممتنعًا في بداية الأمر، لكنه وافق لكسب رضا الفتاة والزواج منها.

فما إن وصله رأس يحيى عليه السلام في الطست إلا وكان متكلمًا ينهاه عن الزواج منها ودمه يفور من الطست؛ فجاءوا بالرأس ودفنوها ومازال الدم يفور فأخذوا يلقون عليها التراب والدم يفور إلى أن وصلت أسوار المدينة التي يحكمها الملك.

أما مكان دفن ومقتل رأس يحيى عليه السلام فقد أورده الطبري واحدًا لا خلاف فيه متفقًا في قوله مع قول سعيد بن المسيب رضي الله، وما ذكره من بعده ابن عساكر أن يحيى قُتِل في دمشق، ولم يذكر الطبري خبر شرب الخمر في جمجمته.

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي آمن به جميع قومه

من هو نبي الله يحيى وما هي صفاته

بعدما عرضنا إجابة سؤال من هو النبي الذي قطع رأسه وشرب الخمر في جمجمته أن هذا النبي هو يحيى عليه السلام؛ ففي هذه الفقرة سنعرض لكم باختصار نبذة تعريفية عن نبي الله يحيى.

جاء ذكر نبي الله يحيى في آيات القرآن الكريم في خمس مرات في سورة مريم مرتين، وفي سورة الأنعام مرة وفي سورة الأنبياء مرة وفي سورة آل عمران مرة، جاءت ولادة نبي الله يحيى بعد دعاء لنبي الله زكريا في أثناء تعبده في الليل؛ فنادى الله عز وجل بما جاء في سورة مريم.

قال تعالى (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا) (سورة مريم 3-5) وقوله تعالى (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي) تدل على كبر سن زكريا وضعفه وطلبه في ولد يكون قرة عين له.

فاستجاب الله عز وجل وأعطاه الولد (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَىٰ وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ ۚ) (سورة الأنبياء 90)، والمقصود بقوله تعالى وأصلحنا له زوجه لأنها كانت عاقر لا تنجب ثم حملت بيحيى وصفات يحيى جاءت في حديث منكر موضوع أنه كان جميل وكان أحسن شباب عصره خلقة وكان لا يهوى النساء.

أما صفات سيدنا يحيى التي وردت في آيات القرآن الكريم هي:

  • سيدًا في قومه ذو مكانة عالية (وَسَيِّدًا وَحَصُورًا) (سورة آل عمران 39) فكان من حواري سيدنا عيسى بن مريم وقد جمع بني إسرائيل وخطب فيهم ويعظهم ويأمرهم بعبادة الله.
  • كان نبيًا تقيًا.
  • كان بارًا بوالديه ولم يكن عاصيًا لله عز وجل كما جاء في سورة مريم (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا) (الآية 13).

اقرأ أيضًا: من هو النبي الذي سيحرر فلسطين

بذلك نكون قد عرضنا لكم إجابة سؤال من هو النبي الذي قطع رأسه وشرب الخمر في جمجمته من الأدلة التاريخية والكتب التي ورد فيها ذكر يحيى، ونرجو أن تكونوا قد انتفعتم بإجابة هذا السؤال.

قد يعجبك أيضًا