ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته

ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته؟ وهل يحق للزوجة الامتناع عن زوجها بسبب خيانته؟ ذلك أن الشريعة الإسلامية لم تغفل عن أي جوانب من جوانب الحياة، وأوضحت كافة الأمور المتعلقة بالأسرة، من أوامر ونواهي، كما بين حقوق كلًا من الزوجين تجاه الآخر، وأوجب على الزوجة أن تستجيب لزوجها متى دعاها إلى فراشه، وحذّر من امتناعها عن ذلك، لذا عبر موقع زيادة نوافيكم بالحكم الشرعي لذلك.

ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته؟

ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الزوج يحق له أن يطلب زوجته للفراش متى شاء ذلك، وأنه يجب عليها طاعته في هذا الأمر، وبناءً على ذلك.. فإنه لا يجوز للزوجة أن تمتنع عن فراش زوجها متى دعاها، ما لم يكن هناك أي سبب شرعي.

فتوجد بعض الأسباب الشرعية التي تبيح للمرأة الامتناع عن زوجها، هذا الحيض، أو النفاس، أو الظهار، وكذا الإحرام بحج أو عمرة، ونحوها من موانع الجماع، فإذا انتفت تلك الموانع وجب عليها إطاعة زوجها متى دعاها للفراش.

لذا إذا امتنعت الزوجة عن فراش زوجها فقد أعطت الشريعة الإسلامية للزوج طرقًا وخطوات لأجل التعامل مع المرأة الناشز من أجل تقويمها ورجوعها عن ذلك.

إذ أعطت له القُوامة، وبينت له أساليب الإصلاح حال نشوز الزوجة في قوله تعالى:

” الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرً” (سورة النساء: الآية 34)

بناءً على تلك الآيات فإذا كنت تتساءل ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته، فإنه يقوم بالآتي:

1- الوعظ والإرشاد

الخطوة الأولى من الخطوات التي تجيب عن تساؤل ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته.. بأن يحدثها برفق ولين، ويذكرها بما أوجب الله عز وجل عليها من حسن معاشرة زوجها، وطاعته، وعليه أن يصبر على نُصحها، فينصحها مرات ومرات، متفرقات، فإن ذلك يلين من حدتها، ويرجعها إلى الصواب.

اقرأ أيضًا: حكم امتناع الزوجة عن زوجها بسبب الزعل

2- الهجر في المضجع

إذا لم تستجيب المرأة من خلال موعظة زوجها لها ونصحه إياها، في تلك الحالة ينتقل إلى الخطوة الثانية من طرق التعامل مع المرأة الناشز وهي الهجر في المضجع، وذلك استكمالًا للإجابة عن تساؤل ماذا يفعل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته.

ذلك أن المرأة إن كانت مُحبة لزوجها فإن هذا الأمر يشق عليها من ثم ترجع عن نشوزها، ويقصد بالهجر هنا هو ترك المعاشرة فقط، فلا يترك الحديث معها، فلا يهجر البيت أو الأولاد، إذ لا بُد أن يكون الهجر دون بغي أو عدوان.

3- الضرب بشروط

في حال لم تستجب المرأة وتعود عن نشوزها بعد هجر زوجها لها في المضجع.. في تلك الحالة لم يبق أمام الزوج سوى الضرب، بيد أن الضرب هنا ضربًا رقيقًا غير مبرح، هدفه ليس الإيلام وإنما تأديب الزوجة، هذا الأمر يبين بوضوح كيفية تعامل الزوج إذا امتنعت عنه زوجته.

هذا ما أمر به الله عز وجل في قوله: واضْرِبُوهُنَّ…” قال القرطبي في تفسير الآية: “والضرب في هذه الآية هو ضرب الأدب غير المبرح، وهو الذي لا يكسر عظمًا، ولا يشين جارحة، كاللكزة ونحوها، فإن المقصود منه الصلاح لا غير.”

كما ينبغي على الزوج ألا يوالي الضرب في مكان واحد، ويتجنب الوجه، ولا يضربها بعصا أو سوط، وإنما يُراعي اللين والتخفيف في ذلك، وهذا ما بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث المروي عن أبي هريرة أنه سُئل:

“يا رسولَ اللَّهِ، ما حقُّ زَوجةِ أحدِنا علَيهِ؟ قالَ: أن تُطْعِمَها إذا طَعِمتَ، وتَكْسوها إذا اكتسَيتَ، أوِ اكتسَبتَ، ولا تضربِ الوَجهَ، ولا تُقَبِّح، ولا تَهْجُرْ إلَّا في البَيتِ.”

فإذا لانت الزوجة بعد القيام بواحدة من تلك الوسائل فالواجب على الزوج أن يتوقف عنها، وهذا بموجب الآية: فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرً”

على الرغم من ذلك.. لا يجوز للزوج أن يحمل زوجته فوق طاقتها في الجماع، فإذا كان رفضها لعذر كمرض أو عدم تحمل لم تكن آثمة برفضها الجماع.

كما ينبغي على كلا الزوجين أن يعرف كل منهما حقوقه وواجباته، ويعالجا مشاكلهما في إطار المودة والمحبة، فيراعي الزوج مشاعر زوجته، ويراعِ حالها، ويحرص على ألا يؤذيها أو يضرها.

اقرأ أيضًا: حديث عن طاعة الزوجة لزوجها

امتناع الزوجة عن زوجها وطلب الطلاق

إذا امتنعت المرأة عن فراش زوجها دون عذر شرعي في آثمة وتعد ناشزًا، لذا فإن الواجب على الزوج حينئذ أن يعضُلها حتى تختلع منه إذا طلبت الطلاق، فلا يُسرّحُها حتى ترد له ما أعطاها إياه من مهر ونحوه.

في ذلك يقول الله عز وجل: وَلَا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ…” (النساء: 19)

قال بعض المفسرون في تلك الآية: لا يحل لكم أيها الذين آمنوا أن تعضلوا نساءكم فتضيقوا عليهن وتمنعوهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن من صدقاتكم (المهر) إلا أن يأتين بفاحشة من زنا أو بذاء عليكم وخلاف لكم فيما يجب عليهن لكم… فيحل لكم حينئذ عضلهن والتضييق عليهن.

كما لا يحل للمرأة أن تمتنع عن فراش زوجها بالاحتجاج بزناه أو خيانته لها، فإنها لا تُبرر معصيتها بامتناعها عن فراش زوجها، ذلك أنها من حقوق الزوج الذي أكد الإسلام عليها، وحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- المرأة على طاعة زوجها، ونهاها عن الامتناع عنه متى دعاها.

من ذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: إِذَا دَعَا الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ إلى فِرَاشِهِ فأبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا المَلَائِكَةُ حتَّى تُصْبِحَ.

كما روي عن عليه الصلاة والسلام أنه قال:” والذي نَفْسي بيدِهِ، ما مِن رجُلٍ يدعو امرأتَهُ إلى فِراشِهِ، فتَأْبى عليه، إلَّا كان الذي في السَّماءِ ساخطًا عليها حتَّى يَرْضى عنها.

قال شيخ الإسلام: يجب عليها أن تطيعه إذا طلبها إلى الفراش وذلك فرض واجب عليها …. فمتى امتنعت عن إجابته إلى الفراش كانت عاصية ناشزة.”

كما قال بعض العلماء: وللزوج أن يستمتع بزوجته كل وقت، على أي صفة كانت، ما لم يضرها، أو يشغلها عن الفرائض.”

اقرأ أيضًا: أسباب امتناع الزوجة عن زوجها

هل يجوز امتناع الزوجة عن زوجها إذا منعها النفقة؟

لما كانت النفقة من الأمور الواجبة على الزوج لزوجته بالمعروف، لم يجز للزوج أن يمتنع عن إتيانها للزوجة، لذا أباحت الشريعة الإسلامية للزوجة التي امتنع زوجها عن نفقتها فراقه أو الصبر عليه فهي فيهما بالخيار.

في حال اختارت المرأة النفقة فإن ذلك لا يلزمها أن تُمكنه من نفسها ليستمتع بها، في ذلك يقول الشيرازي: وإن اختارت المقام بعد الإعسار، لم يلزمها التمكين من الاستمتاع، ولها أن تخرج من منزله، لأن التمكين في مقابلة النفقة، فلا يجب مع عدمها.”

لطالما راعت الشريعة الإسلامية الزوجين، وبينت لكل منهما حقوقًا وواجبات تحفظ كل منهما، وتضمن لهما حياة زوجية كريمة، كما جعلت لكل منهما أحكامًا تتوافق مع فِطرته.

قد يعجبك أيضًا