هل العين تسبب نفور الناس

هل العين تسبب نفور الناس؟ وما دلائل الحسد في الإسلام؟ لا شك أن الحسد من أسوأ الأشياء التي يُمكن أن تنتاب الإنسان، فهو شيء يُمكنه أن يُغير الحياة ويقلبها رأسًا على عقب، بل ويساهم في تحويلها إلى جحيم أحيانًا، ولكن هل هناك علاقة بين أثر العين ونفور الناس؟ هذا ما يُجيب عنه موقع زيادة.

هل العين تسبب نفور الناس

هناك العديد من المساوئ تنتاب الإنسان المُصاب بالسحر أو الحسد، ومن أشهر الأشياء التي يُمكن أن يشعر بها هو نفور الناس منه وابتعادهم عنه دون أي سبب واضح، وخاصةً إن كان المحسود أنثى، فإنها تجد كل من يقترب منها أو يُحبها يشعر بعدم الرغبة في التحدث إليها.

من الجدير بالذكر أن هناك العديد من الأعراض الأخرى التي تنتاب الشخص المحسود ولعل أهمها هو كُره الناس لهذا الشخص وابتعادهم عن مصادقته أو غيره؛ وهو ما يُصيبه بالضيق والحزن.

اقرأ أيضً: علاج العين والحسد في ثلاث ايام

أثر العين على الإنسان

يوجد أعراض أو آثار كثيرة جدًا تطرأ على الشخص المُصاب بالعين والحسد، والتي يجب على الإنسان فور الشعور بها محاولة تحصين النفس.

  • ضيق الصدر: يشعر الشخص المحسود دائمًا بالضيق؛ مما يدفعه نحو فعل أمور خارجة عن إرادته، مثل العصبية المُفطرة على أصغر الأمور.
  • الرغب في العزلة: العزلة هي أسهل طرق الهروب التي يسعى نحوها الشخص المحسود، فيجد نفسه لا يرغب في التحدث إلى أحد أو مخالطة أقرب الناس له، ويجد دائمًا راحته في الصمت التام في غرفته.
  • البكاء بلا سبب: الشعور بالضيق والحزن الذي لا ينتهي من أشهر العلامات التي تشير إلى أن هذا الشخص مُصاب بالعين، ولذلك فإن ذلك يدفعه في أحيان كثيرة نحو البُكاء دون أي سبب واضح.
  • عدم التوفيق: نادرًا ما ينجح الشخص المحسود في تنفيذ أمر مُعين، أو تحقيق هدف ما، لأن الشخص المحسود يجد عدم توفيق في أي شيء يقوم بفعله؛ مما يجعله يُعاني من الشعور بالإحباط.
  • الشعور بالكسل: العجز والكسل واحدة من أسوأ الأشياء التي تنتاب الشخص المصاب بالعين؛ حيث يجد نفسه لا يُنجز أي شيء يريد إنجازه.
  • ابتعاد الناس عن المحسود: الشخص المحسود المُصاب بالعين لا يلتف الناس أو يُحبون مُخالطته، ويجد نفسه وحيدًا في أغلب المواقف الصعبة التي يقع فيها.
  • النفور من العبادات: الشخص المسحور أو المصاب بالعين لا يطيق فعل العبادات التي أمر بها الله عز وجل، وبالتالي فهو ينفر منها دون أن يشعر تدريجيًا.
  • الشعور بالصداع: من أكثر الأعراض التي تُصاحب الشخص المحسود هو الصداع؛ حيث إن ذلك الأمر يُلازمه في كل وقت، ويُسبب له ضيق وألم شديد جدًا لا تقدر عليه جميع المُسكنات.
  • خفقان القلب: الشخص المُصاب بأثر العين عادةً ما يُعاني من خفقان شديد جدًت في القلب، وضيق ويشعر وكأنه على حافة الموت.
  • نوبات الهلع: العين تتسبب في هلع الإنسان زيادة خوفه وتوتره ويرى ذلك في أحلامه من كوابيس مُزعجة وأحلام مروعة.
  • شحوب الوجه: لا شك أن شحوب الوجه وتغير الملامح للأسوأ واحدة من أشهر علامات الإصابة بالعين التي تستلزم علاج على الفور.
  • فقدان الشهية: لا يشتهي الإنسان المُصاب بالعين الطعام، حتى وإن كان طعامه المفضل، لذا فإن فقدان الشهية الذي يُعاني منه عادةً ما يُسبب له خسارة كبيرة في الوزن.

اقرأ أيضًا: عبارات عن الحسد

دلائل العين والحسد في الإسلام

العين حق، وهناك العديد من الدلالات من القرآن الكريم والسُنة النبوية المُطهرة التي تؤكد على أن العين والحسد موجودة بيننا ويُمكنها التأثير سلبًا على حياتنا.

  • “لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى” (سورة طه، الآية: 132).
  • “أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ” (النساء: 54).
  • “وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ” (البقرة: 109).

كما أم السُنة النبوية المُطهرة تؤكد على وجود الحسد والعين، وتذم من يفعل ذلك، ويتجلى ذلك في قوله صلى الله عليه وسلم:

  • (لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللَّهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أيَّامٍ).
  • (لَا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا فَسُلِّطَ علَى هَلَكَتِهِ في الحَقِّ، ورَجُلٌ آتَاهُ اللَّهُ الحِكْمَةَ فَهو يَقْضِي بهَا ويُعَلِّمُهَا).

اقرأ أيضًا: الرقية الشرعية كاملة لعلاج السحر والمس والعين والحسد

طرق التحصين من العين

لا شك أن العين وأثرها من أسوأ الأشياء التي يُمكن أن تنتاب الإنسان، وهناك العديد من الطرق التي يُمكن تحصين المرء بها لنفسه.

1- التقرب من الله تعالى

لا بُد أن يتقرب الإنسان دومًا من الله عز وجل ويسعى نحو فعل الخير والأمور التي تقربه إليه، ومن أهمها:

  • المحافظة على أداء جميع الصلوات.
  • إخراج الزكاة والصدقات.
  • الحرص على الدعاء في أي وقت.
  • الابتعاد عن المُحرمات مثل لعب الميسر وشُرب الخمر والزنا والكذب وشهادة الزور وغيرها.
  • إرشاد الناس إلى الطريق الصواب وإبعادهم عن الطريق الخاطئ.
  • الامتناع عن الكذب مهما كانت دوافعه.
  • العطف على الفقراء والمساكين.
  • الجهاد في سبيل الله تعالى.
  • الإيمان بأن الله وحده هو من ينفع ويضر، وذلك تصديقًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (واعلم أنَّ الأُمَّةَ لو اجتمعت على أن ينفعوكَ بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يضروكَ بشيءٍ، لم يضروكَ بشيءٍ إلا قد كتبه اللهُ عليكَ، جَفَّتِ الأقلامُ ورُفِعَتِ الصُّحُفُ).

2- قول الأذكار

لا بُد من الحرص على قول الأذكار في كل وقت، فهي من أكثر الأشياء التي تُحصن الإنسان من شرور الإنس والجن، ومن أفضل الأذكار التي يُمكن قولها.

  • لا حول ولا قوة إلا بالله، وذلك تصديقًا لِما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا” (سورة الكهف، الآية: 39).
  • أعوذ بالله من العين، وأعوذ بالله من الحسد، وذلك تصديقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (استعيذوا باللهِ من العينِ فإنَّ العينَ حقٌّ).

3- ستر المحاسن عن البشر

أثر العين لا ينبع إلا بعد أن يُفصح الإنسان عما لديه من محاسن، لذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقضاء الحوائج في ستر وكُتمان، وإخفائها عن البشر، ففي هذا بركة ورضا في الشيء.

فضلًا عن أن هذا الشي نفسه الذي فعله نبي الله يعقوب حينما كان يتقي عين الناس عن أبنائه، ويتجلى ذلك في قول الله تعالى: وَقَالَ يَا بَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۖ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ” (سورة يوسف، الآية: 67)

4- المحافظة على الرقية الشرعية

الرقية الشرعية من أفضل الأشياء التي يُمكنها إبطال مفعول العين، فضلًا عن أنها تُحصن الإنسان من كل شر، وهي:

  • قراءة سورة الفاتحة كاملة.
  • قراءة قوله تعالى: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ” (البقرة: 1-5).
  • “يأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ*قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ” (يونس: 58-57)
  • “ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” (النحل: 69).
  • “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسارًا” (الإسراء: 82).
  • “أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ*وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ وَقُل رَّبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ” (المؤمنون: 118-115).
  • “الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِأً وَهُوَ حَسِيرٌ” (الملك: 4-3).
  • “وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ” (القلم: 52-51).
  • “أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا” (النساء: 54).
  • “وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ” (إبراهيم: 26).
  • قراءة سورة الإخلاص كاملة.
  • قراءة سورة الفلق كاملة.
  • قراءة سورة الناس كاملة.

5- أدعية التحصين

لا شك أن في الدعاء بركة وسحر لا يُدركه الكثيرون، ومن الجدير بالذكر أن هناك العديد من أدعية التحصين التي يُمكن قولها للحفاظ على النفس من أثر العين والحسد، وأهمها ما ورد في السُنة النبوية الصحيحة.

  • (كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يعوِّذُ الحسنَ والحسينَ، يقولُ: “أعيذُكُما بِكلماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِن كلِّ شيطانٍ وَهامَّةٍ ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ”).
  • “اللهمَّ أنت خلقْتَ نفسي، وأنت توفَّاها، لك مماتها ومحياها، وإن أحيَيْتَها فاحفَظْها، وإن أمَتَّها فاغفِرْ لها، اللهم إني أسألُك العافيةَ”.
  • (أَعوذُ بكلِماتِ اللهِ التامَّاتِ، الَّتي لا يُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ ولا فاجرٌ، مِن شرِّ ما خلقَ، وذرأَ، وبرأَ، ومِن شرِّ ما ينزِلُ مِن السَّماءِ، ومِن شرِّ ما يعرُجُ فيها، ومِن شرِّ ما ذرأَ في الأرضِ وبرأَ، ومِن شرِّ ما يَخرجُ مِنها، ومِن شرِّ فِتَنِ اللَّيلِ والنَّهارِ، ومِن شرِّ كلِّ طارقٍ يطرُقُ، إلَّا طارقًا يطرقُ بِخَيرٍ، يا رَحمنُ).
  • (اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيت، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت).

العين والحسد من أسوأ الأشياء التي يُمكن أن تنتاب الإنسان، لذا علينا أن نأخذ حذرنا جيدًا ونتحصن منها، ومن أفضل الطرق التي يُمكن اتباعها هي التقرب من الله عز وجل والابتعاد عن فعل المُحرمات.

قد يعجبك أيضًا