تجربتي مع خدام سورة يس

تجربتي مع خدام سورة يس تُبين حقيقة خدام سور القرآن، ذلك أنه شاع كثيرًا الاعتقاد بوجود خدام لبعض سور القرآن يتم تسخيرهم لجلب الأرزاق، أو لفك السحر أو بنية تحقيق الأماني، وكان للشريعة الإسلامية موقفًا منها، نُبين ذلك عبر موقع زيادة.

تجربتي مع خدام سورة يس

لطالما كانت لي دعوة أُلازمها، وأمنية أرغب في تحقيقها، أدعو الله بها في كل وقت، ولأن صديقتي تعلم هذا أرادت مساعدتي فأخبرتني عن خدام سورة يس، وأنهم من الملائكة وظيفتهم تحقيق الأماني والرغبات، علاوة على استخدامهم في علاج المس والسحر.

كما أخبرتني عن ضرورة القيام بعض الأمور لأجل تحضير خدام سورة يس، أن أقوم بالتالي:

  • الوضوء وضرورة طهارة البدن والمكان والثياب.
  • يفضل الاختلاء بالنفس عند قراءة سورة يس.
  • قراءة سورة يس 7 مرات يوميًا لمدة لا تقل عن 41 ليلة، مع قول” سلام قولًا من رب رحيم” 818 مرة.
  • إشعال بخور من نوع خاص.
  • استقبال القبلة.
  • قول دعاء تسخير خدام سورة يس، وصيغته: سبحان المُنفس عن كل محزون.. سبحان المفرج عن كل مديون.. سبحان من خزائنهُ بين الكاف والنون.. سبحان من يقول، كُن فيكون...
  • …اللهم يا مُفرج الهموم فرج عني واقض حاجتي.. اللهم يا مُجير النبيين، ومُسخر الفيل، وفالق البحر لبني إسرائيل.. سخر لي ما أريد.. إنك فعالٌ لما تُريد.. بحق قولك (الحمد لله ربّ العالمين)، اللهم أعني على كل ما أريد، يا رحمن يا رحيم، وبحق سورة يس وبحق سيد المرسلين

بيد أنني لم أقتنع بأي مما قالت، حتى أنني نصحتها بعدم ترديد هذا القول، وإن كانت تفعل ذلك أن تتوقف عنه.

هنا بدأت تجربتي مع خدام سورة يس، إذا سألت أحد الشيوخ الثقة عن هذا الأمر، وأخبرني بالحكم الشرعي له، وأن الاعتقاد بمثل هذا الأمور يعد اعتقادًا فاسدًا، إذا لا أساس له في الشرع.

كما أخبرني أن لذلك بدائل شرعية تُساعد على الرزق والتحصين، وكذا تحقيق الأمنيات..

فأما تحقيق الأمنيات، فعليك بالدعاء، فإن الله عز وجل لا يرد من دعاه بيقين، حيث قال تعالى: “ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ…[غافر: 60]

أما التحصين من حسد أو مس.. فقد أخبرتنا الشريعة بالتحصين من خلال الرقية الشرعية، وقراءة الأذكار.

أما جلب الرزق.. فينبغي التوكل على الله عز وجل والاستعانة به، وكذا الإكثار من الاستغفار، ذلك أن الله عز وجل يقول: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا [نوح: 10-12].

اقرأ أيضًا: خواص سورة يس واستخداماتها .. هام جدا

علامات حضور خدام سورة يس

يزعم البعض ممن يعتقدون وجود خُدامًا للسورة يس أنه بمجرد القيام بكافة الأمور التي تساعد على استحضار خدام السورة، فإنه تظهر العديد من العلامات التي تدل على وجودهم، وأن تلك العلامات تتفاوت من شخص لآخر، بين أن الشائع منها:

  • ظهور بعض نفحات الهواء.
  • قشعريرة قوية مفاجئة.
  • الشعور بتنميل في الجسم.
  • الإحساس بوجود عدد من الأشخاص يحيطون به دون أن يدركهم بصره.
  • سكينة وهدوء شديد ينتاب الشخص
  • ارتفاع الصوت بشكل مفاجئ عند قراءة سورة يس، والتعلثُم حين القراءة.

بيد أن تلك الأمور كلها لا صحة لها، وإنما هي من العقائد الفاسدة للمشعوذين وأصحاب البدع، لا يعتقد بها مؤمن.

ما سر سورة يس عند الروحانيين؟

لعل السبب وراء ما شاع من تجارب مع خدام سورة يس، وغيرها من الاعتقادات، هو التجارب الحقيقة، والفوائد العظيمة التي حصل عليها البعض بعض المداومة على قراءتها، منها:

  • يقرأها البعض للمحتضر لتخفيف سكرات الموت.
  • قضاء الحاجات.
  • فك عقدة اللسان.
  • فك الكرب والحزن والهم.
  • السكينة والراحة والهدوء التي يحصل عليها المرء إثر تلاوتها.
  • حل بعض المشاكل النفسية والاضطرابات.
  • جلب الخير والبركة إلى المنزل.
  • تساعد على طرد الشياطين.
  • التخلص من الذنوب.
  • التخلص من الخوف والفزع.

لما نقل البعض تلك الفوائد للسورة استخدمها بعض المشعوذين وأصحاب النفوس المريضة في كثير من البدع والخرافات، والشريعة بريئة منهم.

على الرغم من ذلك.. فالقرآن كله خير، وقراءة أي جزء منه يعمل على تفريج الهموم والكروب.

بيد أن الخطأ تخصيص سورة بعينها لذلك، فإذا قام الشخص بتخصيص سورة معينة فقرأها بتلك النية فزال همه، كان هذا من واسع حلم الله عز وجل وفضله، ولا يتعلق بأمر آخر.

اقرأ أيضًا: كيفية قراءة سورة يس على الظالم

حكم اعتقاد أن للسور خدامًا

لم يرد ذلك في الشريعة، بل إنه يعد من الاعتقاد الباطل، والعقائد الفاسدة للسحرة والمشعوذين، ذلك أن الاستعانة والتوكل لا يكون إلا لله، وإشراك الله عز وجل في تلك الأمور يعد شِركًا به.

في ذلك يقول الحكمي: وَاعْتِقَادُهُمْ فِي هَذِهِ الْأَسْمَاءِ أَنَّهَا تَخْدِمُ هَذِهِ السُّورَةَ أَوْ هَذِهِ الْآيَةَ، أَوْ هَذَا الِاسْمَ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، فَيَقُولُونَ: يَا خُدَّامَ سُورَةِ كَذَا أَوْ آيَةِ كَذَا أَوِ اسْمِ كَذَا، يَا فُلَانُ ابْنَ فُلَانٍ، وَيَا فُلَانُ ابْنَ فُلَانٍ أَجِيبُوا أَجِيبُوا، الْعَجَلَ الْعَجَلَ، وَنَحْوَ ذَلِكَ…

… وَمَا مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ وَلَا آيَةٍ مِنْهُ وَلَا اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ يَعْرِفُونَهُ إِلَّا وَقَدِ انْتَحَلُوا لَهُ خُدَّامًا وَدَعَوْهُمْ لَهُ، سَاءَ مَا يَفْتَرُونَ.

أما ما ورد في الشريعة لحفظ العبد من الشيطان ومس الجن، هو المداومة على قراءة آية الكرسي، لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: وَكَّلَنِي رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فأتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فأخَذْتُهُ، فَقُلتُ لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ – فَذَكَرَ الحَدِيثَ…

…فَقالَ: إذَا أوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، ولَا يَقْرَبُكَ شيطَانٌ حتَّى تُصْبِحَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ ذَاكَ شيطَانٌ.”

فضائل سورة يس

  • سورة من سور القرآن الكريم المكية، تبلغ عدد آياتها 83 آية.
  • اشتملت على العديد من المقاصد، كان ذلك في صيغة مترابطة، علاوة على إبرازها الصور والمشاهد بطريقة سلسة، منها مشاهد يوم القيامة.
  • مثلها مثل باقي سور القرآن لها فضل كبير، يثاب المرء على قراءتها.
  • بالرغم من ورود كثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي تخص السورة، إلا أنه لا شك أن سور كتاب الله عز وجل كله يحمل من الفضائل والبركة ما لا ينكرها مؤمن.
  • احتوت مبادئ التوحيد الثلاث، وهي: توحيد الربوبية والألوهية، والعبودية.

مقاصد سورة يس

حملت سورة يس الكثير من المقاصد والأهداف، من خلال القصص القرآني، وضرب الأمثال، وكذا ذكر المشاهد، من تلك المقاصد:

  • جاءت تسلية لقلب النبي صلى الله عليه وسلم، وتثبيتًا لفؤاده.
  • التأكيد على رسالة الإسلام، وكونها نزلت من عند الله على النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان أنها رسالة للناس عامة.
  • التأكيد على أصول الدين العظيمة، من توحيد، وإثبات الرسالة، الجزاء، البعث، الحساب، الوحي.
  • ضرب الأمثال للناس، المعرضين منهم، ومتبعي الرسل، وبيان عاقبة كل فريق منهم.
  • التذكير بالنعم التي لا تعد ولا تحصى، والتي رزق الله بها خلقه، والتي تعد دليلًا قاطعًا على ربوبيته عز وجل.
  • حث الناس على إتباع دعاة الخير، وتحذيرهم من تكذيب الرسل أو الاستهزاء بهم، والبعد عن الشرك بالله، وبيان عاقبة ذلك.
  • بيان إعجاز القرآن، وتحدي المكذبين الإتيان بمثله.
  • بيان أن الشيطان عدو للإنسان.

اقرأ أيضًا: ماهو فضل قراءة سورة يس ٤١ مرة

الدروس المستفادة من سورة يس

  • تثري في النفس الصبر والثبات على العقيدة، وتحث على التضحية في سبيلها، وما يحث على ذلك هو صبر الرسل على تكذيب أقوامهم.
  • الدعوة إلى الوحدانية، والحرص على الهداية.
  • تبعث الخشية من الله عز وجل، بعد العليم بقدرته على إحياء الموتى، والبعث.
  • بيان أن كتاب الله عز وجل محفوظ من التأويل أو التبديل والتحريف، وأنه كتاب عزيز.
  • كون القرآن الكريم معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • كون الموت والساعة من الأمور الغيبية الواقعة لا محالة، وأنه يجب على المسلم العمل لهذا اليوم، وعدم الغفلة.

لا أصدق من التجربة بشكل عام.. بيد أن التجربة لا تكفي إذا ما تعلقت بأمر من أمور الدين، لذا فقبل الشروع في أي أمر لاسيما غير المستساغ يبغي العلم بموقف الشرع منه، مثلما كان الحال مع تجربتي مع خدام سورة يس.

قد يعجبك أيضًا