كيف يتواصل النحل مع بعضه البعض

كيف يتواصل النحل مع بعضه البعض؟ وما هو توزيع الأدوار في الخلية؟ لا شك أن النحل مثل أي كائن آخر خصه الله بلغة خاصة يستطيع من خلالها التواصل فيما بين أفراده، وتلك اللغة لا يفهمها الجنس البشري إلا المتخصصين، نظرًا لأنها أكثر تعقيدًا مما نتصور وهذا ما سوف نتعرف عليه عبر موقع زيادة.

كيف يتواصل النحل مع بعضه البعض

أولًا: الحركات الراقصة

تستخدم النحلة زوايا جسدها لتوصيل الرسائل التي تريد لأبناء جنسها عن أماكن تواجد الطعام والشراب وهي وظيفة أساسية للنحل من أجل البقاء والتي يقوم بها ما يطلق عليه النحل العامل.

هناك مجموعة أخرى من النحل يطلق عليه اسم النحل الكشفي ويكون دوره في المجموعة أن يتحرك في رحلة بحث عن الطعام ومعرفة تلك الأماكن ثم العودة إلى المستعمرة ويمكن معرفة المكان الذي يوجد به الطعام عن بعد 150 متر.

تكون طريقة توصيل الرسالة عن طريق التحرك في الاتجاه المباشر ثم هز بطنها مع إصدار صوت أزيز من خلال استخدام الأجنحة، حيث يقوم النحل العامل بالتحرك في مجموعة تتكون من ثمانية أفراد بمحاذاة جسد النحلة في اتجاه الطعام مع الشمس.

1- أنواع الرقصات الغذائية

  • الرقص المستدير: يتم استخدام تلك الرقصات في حالة وجود مكان غذاء قريب من الخلية في حدود 50 متر ويكون التحرك في شكل دوائر ضيقة بصورة مستمرة لتحديد المكان.
  • رقص الاهتزاز أو الرقص المنجلي: يتم استخدام هذا النوع من الرقصات في حالة العثور على أماكن الغذاء في حدود 150 متر من الخلية ويكون التحرك في شكل هلال ثم يقوم النحل بالإشارة إلى موقع الغذاء بزاوية جسدها.

2- أهمية الرقص

  • الرقص عند النحل ليس سلوك عشوائي.
  • يحافظ على الخلايا من الموت.
  • تبادل الأدوار.

ثانيًا: إطلاق الفيرومونات

1- خصائص فيرمونات النحل

  • هي عبارة عن مادة كيميائية لها رائحة فريدة من نوعها تستخدمها النحل لتوصيل الرسائل وإعطاء الإشارات والتواصل مع بعضها البعض.
  • تلك الفيرومونات لها أنواع متعددة كما أنها لها استجابات مختلفة بالنسبة للنحل ويوجد نوعين من الفيرومونات:
  • الفيرمونات التي تنتجها الملكة: يتم استخدامها في التكاثر داخل الخلية فيوجد لها فرعين هما الفيرمونات التي يفهم من خلالها أن الأنثى مهتمة بالتزاوج والنوع الأخر غير مهتمة بالتزاوج.
  • الفيرمونات لمعرفة إذا كانت الملكة بخير: يتم إنتاجها من الملكة لتشجيع المستعمرة على العمل والاستمرار في الإنتاج.

2- أهمية الفيرمون في عملية تواصل النحل

  • السيطرة على سكان المستعمرة.
  • التنبيه على وجود ملكة جديدة في المستعمرة ليترك لها بقية النحل الحرية للتعرف على رائحتها.
  • الدفاع عن الخلية من خلال قرص الملكة للدخيل الذي يعرضها للتهديد فيتعرف بقية النحل عليه وبالتالي يتعرض إلى أكثر من لسعة.
  • تحديد الغذاء ومواقعة.

ثالثًا: التواصل الحسي

تتعدد الحواس التي يتواصل بها النحل مع بعضه البعض وتنقسم إلى ثلاث حواس رئيسية.

  • حاسة الشم: يتمتع النحل بحاسة شم قوية وتعتبر من أقوى حواس الشم في العالم وتعد أقوى من حاسة شم ذباب الفاكهة والبعوض، حيث يفضل النحل الروائح الحلوة فهي التي تحفز النحل نحو الأزهار والبحث عن الرحيق كما أنها الوسيلة التي يستقبل بها النحل الفيرمون من المملكة.
  • حاسة البصر: النحل مثله الإنسان يستطيع الرؤية لكن بشكل مختلف عما يرى الإنسان فالنحل يرى الأزهار في النهار لكن في أوقات الليل لا يعتمد على النظر بل الشم والحركة والتذوق.
  • حاسة التذوق: النحل الجائع يتواصل به عن طريق التحرك في الخلية بسرعة لمدة 48 ساعة وهو ما يساعد الخلية في إخراج المواد الغريبة منها وتلك الحركة تعتمد على نوع النحل وظروف الخلية نفسها.

اقرأ أيضًا: مقادير خلية النحل

توزيع الأدوار في خلية النحل

تتكون مستعمرة النحل من ثلاثة أنواع من النحل هما الملكة ولا يوجد أخرى، والنحل العامل، والذكور، كما تحتوي الخلية أو المستعمرة على ما يقدر 60.000 نحلة لكل واحدة منهم وظيفة محددة.

1- النحل العامل

هي الأكثر عددا والأصغر من حيث الحجم داخل المستعمرة وهي غير قادرة على التزاوج أو التكاثر، كما تكون النحلة العاملة أنثى لا ذكر ويبلغ متوسط عمرها في فصل الصيف ستة أسابيع وفي الخريف ستة شهور وللعاملات خصائص مميزة.

  • المحافظة على الخلية عن طريق عملية التهوية والتبريد والتدفئة.
  • الدفاع عن الخلية والملكة من الدخلاء.
  • تنظيف الخلية من النحل الميت.
  • إفراز الشمع المستخدم في بناء أمشاط الشمع.
  • جمع الرحيق وحبوب اللقاح.
  • تحويل الرحيق إلى عسل.
  • توفير احتياجات الملكة.
  • إفراز الغذاء الملكي لإطعام اليرقات الصغيرة.

2- ملكة النحل

تحتوي المستعمرة على ملكة واحدة لا تتغير إلا في حالة وصولها لسن العجز وهي أنثى تنتج البيوض المخصبة وتتغذى على العسل وحبوب اللقاح كما أن الملكة ناضجة من الناحية الجنسية فهي لا تتزاوج ولها عدة خصائص.

  • يصل عدد البيض الذي تضعه الملكة في فترة خمس سنوات وهي فترة حياتها إلى أكثر من مليون بيضة.
  • تكون النحلة الملكة أكبر في الطول.
  • جناحها يصل إلى ثلثي البطن.
  • إبرة اللسع لديها مقوسة وطويلة.
  • صدرها أكبر من بقية النحل.
  • لا تملك سلال لجمع حبوب اللقاح.
  • لا يمكنها إنتاج شمع.
  • إفراز الفرمون للتواصل.
  • وضع البيض لاستمرار الخلية.

3- ذكور النحل

يتم إنتاج الذكور من البويضات غير المخصبة ولها وظيفة هي إخصاب الملكة العذراء ويستهلك الذكر ثلاث أضعاف ما تستهلكه النحلة العاملة، كما أن الذكر يموت فور تزاوجه مع الملكة ولها عدة خصائص.

  • الرأس الكبير.
  • عيون مركبة كبيرة تحيط برأسه.
  • لا يملك إبرة اللسع.
  • لا يملك سلال لجمع حبوب اللقاح.
  • لا يمكنه إنتاج شمع.
  • يعتمد على النحل العامل في الحصول على الغذاء.

اقرأ أيضًا: بحث حول مجتمع النحل وأنواعه

كيف ينتج النحل العسل

تتراوح كمية العسل المنتجة في السنة ما بين 10 إلى 200 رطل من العسل وهذه الكمية ليست كمية ثابتة بل متغيرة من خلية إلى أخرى والظروف التي تكون بها حالة الخلية.

1- مواصفات الخلية المثالية

  • الخلية يجب أن تكون محمية من التغيرات الجوية.
  • أن تكون الخلية في موقع مناسب ليتمكن النحل من الحصول على الغذاء.
  • أن تكون الخلية محمية من الأمراض والأعداء.
  • أن تكون بداخلي الخلية ملكة واحدة بياضة.

2- الظروف المثالية لإنتاج العسل

  • يتجمع النحل حول زهور الحنطة السوداء والبرسيم فهي من الزهور المفضلة لديه.
  • الأزهار الغنية بالرحيق تتكون من هطول الأمطار فوق المتوسط.
  • النحل سليم الصحة وعدد سكن الخلية الكبير هما السبب في أن تكون الخلية قوية وخاصة النحل الصغير في السن.
  • توفير المساحة في الخلية من أمشاط الشمع لتخزين فائض العسل.
  • تتمكن الأزهار من إفراز الرحيق من خلال الطقس المشمس والدافئ.
  • طول النهار يساعد النحل في الطيران فالنحل يطير من الشروق إلى الغروب.

3- دورة حياة الخلية

  • الخلية لها دورة حياة مثل كل شيء في الحياة يسير بانتظام ففي حالة ازدحام الخلية يبدأ مجموعة من النحل في ترك المستعمرة وبناء خلية جديدة ويطلق عليهم (السرب).
  • يتراوح عدد السرب من 7000 إلى 9000 نحلة ويختلف السرب عن النحل الهارب من المستعمرة من حيث الرقم فالنحل الهارب يتكون من 50 إلى 1000 نحلة.
  • نفس اليوم الذي يتم فيه بناء المستعمرة الجديدة هو نفسه الذي يتم فيه بناء مشط العسل.
  • بالإضافة إلى إذا بدأ السرب في بناء خلايا الذكور يدل على أن المستعمرة الجديدة بحاجة على ملكة مناسبة وذلك لأن الملكة الحالية عجوز.
  • في حالة وجود ملكة صغيرة السن يتكون سرب ثانوي للعمل ببطء حتى تبدأ الملكة في وضع الحضانة بعد أربعة أيام ويختلف الوقت في حالة توافر أمشاط الشمع.
  • ثم تبدأ المرحلة الثانية وهي إرسال حبوب اللقاح إلى الخلية لتغذية الصغار، كما أن النحل يمكن أن ينتج في فترة صغيرة تقدر 15 يوم ثم يغادر 80% من النحل للبدء من جديد.

اقرأ أيضًا: الوسائل المستعملة والاحتياطات المتخذة في مجال تربية النحل

أبرز فصائل النحل

  • فصيلة النحليات: هي من أكبر أنواع الفصائل وتوجد في مستعمرات اجتماعية أو فردية كما يوجد لها فروع منها (نحل العسل- النحلة الطنانة- النحل النجار- الحفار- السحلب).
  • النحل القارض: هي نوع من أنواع النحل المنفرد وتوجد سلال حمل الرحيق في الجزء السفلي من البطن ويتكون من فروع منها (النحل البناء- القارض للأوراق).
  • نحل كوليتيديا: يطلق عليه نحل السيلوفان أو البوليستر وسبب التسمية هو المادة التي يفرزها ليستخدمها في صناعة بيته وهي عبارة عن مادة بلاستيكية بيولوجية كما لا يوجد له شعر على الجسد ويحمل حبوب اللقاح في معدته.
  • نحل هالكاليد: يطلق عليه اسم نحل العرق وذلك بسبب أن بعض فرعه تنجذب للأملاح كما يبني بيته في الأرض كما هو قابل للتغير حسب المعيشة الاجتماعية والمنفردة والبيئة الذي يوجد بها.
  • نحل أندرينيدا: ينتمي هذا النحل إلى نحل المناجم من جنس اندرينا وهو نحل يعيش منفردًا ويبني بيته في الأرض.
  • نحل STENOTRITIDAE: هي أصغر الفصائل المتواجدة بالنحل وتعيش في دولة أستراليا فقط وهو من النوع المنفرد الذي يبني بيته في الأرض.

حياة النحل ليست حياة سهلة بل هي حياة حافلة مليئة بالعمل، كما أن هذه الحشرة من أهم الحشرات في الحفاظ على التوازن البيئي وتلقيح الكثير من النباتات، لذا نجد أنها ذكرت في القرآن لأنها من مظاهر الإعجاز في خلقه.

قد يعجبك أيضًا