تجربتي بعد وفاة زوجي

تجربتي بعد وفاة زوجي جعلتني أعيش أسوأ أيام بحياتي، فتجربة فقد الشريك خاصةً إذا كانت بينكم علاقة حُب قوية تجعلك تُعانين من الخوف والقلق ويكون الحُزن هو صديق دربك، فالأمر لا يتعلق فقط بفقدان أقرب إنسان لك، بل وأيضًا تتفاجئين بأنك وحدك يجب أن تقومي بإدارة شئون أسرتك من الناحية المالية والمعنوية فيلزمك الأمر لتمثلي دور الأب والأم، سأروي لكم تجربتي وكيف تخطيت هذه الفترة من خلال موفع زيادة.

تجربتي بعد وفاة زوجي

روت لنا امرأة قصتها بعد وفاة زوجها قائلة تجربتي بعد وفاة زوجي مزيج ما بين الحُزن والمفاجأة، فقد علمت أن زوجي يخونني بعد موته، بدأت قصتي حينما استيقظت في أحد الأيام على مُكالمة من صديق زوجي يُخبرني بها أن زوجي قد تعرض لحادث سير وتم نقله للمُستشفى وأخبرني بعنوانها.

حينها تلقيت الصدمة حتى كُنت غير قادرة على الحركة وتوجهت للمُستشفى كان قد فارق الحياة، حينها كُنت أشعر بألم شديد يغزو قلبي فقد مر على زواجنا 24 عامًا فقد وكانت لدي ابنتين تاليا وسيليا وكُنت حينها أبلغ 45 عامًا.

في يوم استقبال العزاء كُنت لا أقوى على الوقوف فساعدتني والدتي على الجلوس على الكرسي وإذا بامرأة تبكي بحُرقة قد جاءت لي وأخبرتني أنها زوجته أيضًا، شعرت أن العالم قد توقف حينها، مر شهر وأنا كُنت كالمُغيبة أشعر بالحزن الشديد على فراقه وعلى خيانته أيضًا حتى جاءت لي صديقة وأخذت تنصحني.

  • منحنا الله صفة النسيان التي نجتاز بها الكثير من المشاكل والعقبات في حياتنا، فأخبرتني أنها لا تطلب مني نسيان زوجي، ولكن محاولة نسيان أمر خيانته تلك والبدء من جديد وتذكري أيامكم السعيدة.
  • مسامحته فلا يُمكنك نسيان فعلته تلك قبل أن تُسامحيه، فقد كان شخصًا لينًا معك، فهذا سيُفيدك كثيرًا في تخطي كثرة التفكير التي ستقضي عليك إذا ظللت تُعنفينه وتلومين نفسك مرارًا.
  • حاولي التعبير عن حُزنك ولا تخفين ألمك يُمكنك أن تبوحي لي أو لأحد آخر فعبري عن مشاعرك سواء حُزن أو غضب.
  • اتركي لنفسك الوقت الكافي، فهو كافي لعلاج جروحك.
  • تجنبي تمامًا اتخاذ قرارات في تلك اللحظات، فأنتِ لا تُقدري القرار مُسبقًا ولكنك ستُعانين من أثاره تلك فيما بعد.
  • حاولي الاختلاط بأصدقائك وأهلك أكثر وأولادك أيضًا، فهم يعانون من الألم أيضًا فقد فقدوا درعهم الآمن.
  • يُمكنك البدء في عمل لكي تملئي وقت فراغك ولكي توفري لأسرتك الدعم المادي الذي يحتاجون إليه.

بالفعل بدأت في تطبيق نصائحها تلك تارة أفشل وتارة أنجح حتى تعافيت خلال 6 أشهر، لا أقول إنني لا أحزن عليه، ولكنني تمكنت من البدء من جديد مع أولادي بدأت في العمل بعد انتهاء العدة، حاولت أن أخفف الألم عن أولادي.

سواء بالتحدث معًا حول خططنا الفترة القادمة أو التنزه مع بعضنا البعض للتخلص من الأجواء الكئيبة التي تُهيمن على المنزل، كما أنني غيرت كثيرًا من ترتيب منزلي للشعور بالتغيير.

اقرأ أيضًا: عدة الزوجة بعد وفاة زوجها

تجربتي مع التحديات التي واجهتها بعد موت زوجي

كُنت قد سافرت مُنذ 4 أشهر وحينما عُدت علمت بوفاة زوج صديقتي فذهبت لها لكي أكون معها في هذه المحنة خاصةً أنها كانت أقرب صديقة لي، ولكن شعرت بالغرابة حينما رأيتها متماسكة وأقوى بكثير من قبل، فبالرغم أنها في البداية لم ترُد أن تتحدث في الأمر لكنها قالت هذه القوة اكتسبتها من تجربتي بعد وفاة زوجي.

فلم يُكن الأمر هينًا أبدًا، ففي ليلة أصبحت مسؤولة عن أسرة بكل احتياجاتها أمور من ناحية التربية وتعليم الأولاد والأمور المالية والتوجيه ومحاولة تعويضهم عن فقدانهم لوالدهم، كُنت بحاجة أن أكون قوية فليس لدي خيار آخر.

1- الأمور المالية

أصبح أبي أمي وأخي أيضًا في البداية يساعدونني حتى أستطيع النهوض من هذه المحنة، ولكنني أيقنت أن هذه حياتي لا مفر ولن أعيش هكذا دائمًا، لذا عُدت لعملي فكُنت أعمل من قبل وفاته ولكن كانت هذه مدخراتي الخاصة، فقُمت بتقسيمها ما بين المرافق واحتياجات أبنائي والمنزل وهكذا.

حتى قد تم توزع الميراث وساعدني كثيرًا حتى أنني بدأت في مشروع صغير لعله يساندني أنا وأبنائي، وأصبح يُحقق دخل مُناسب بجانب عملي ومعاش زوجي.

2- تربية الأولاد

كان الأمر في البداية صعب نسبيًا نظرًا لكون أمر التربية كان مُقسم بين وبين زوجي، فحاولت أن أسيطر قليلًا على الأمر، من خلال البدء في الأمور التي كان يقوم بها زوجي ثم مهامي، وحاولت أتحدث معهم حول جدية الأمر، وأنهم يجب أن يكونوا متعاونين معي لكي تستمر الحياة من بعد موت والدهم.

فلا يجب أن نحتاج لمساعدة أحد، وفي الحقيقة ساعدوني كثيرًا فأحيانًا يتنازلون عن الرفاهيات التي كانوا يستمتعون بها وأصبحوا مسئولين أكثر، ولكنني بين الحين والآخر أعوضهم عن هذا حتى لا أسلب منهم سعادتهم بقدر المُستطاع.

3- ملء وقت الفراغ

كُنت أحب زوجي كثيرًا فلم يكُن زوجي فقط بل كان صديقي أيضًا، وبالتالي فكان فراقه صعب كثيرًا حاولت أن أكون بمفردي لفترة، لكي أتعافى أخذت أدون مشاعري وكل ما أشعر به، وتحدث كثيرًا مع والدتي وقد ساعدني هذا كثيرًا.

بعد أن تخطيت هذه المرحلة أيقنت أن الفراغ هو ما يجعلني أفكر كثيرًا، فكُلما انشغلت تقل حدة مشاعري ولكنها بالتأكيد لا تختفي وكذلك أفكاري، ومن هُنا بدأت فكرة مشروعي لكي أنشغل، وجعلت أبنائي ينغمسون معي حتى أساعدهم أيضًا على تخطي هذه المشاعر السلبية التي تُسيطر علينا.

فقد شاركنا الكثير من الأنشطة معًا.. فكُنا عون لبعضنا، فتجربتي بعد وفاة زوجي بالرغم من قسوتها، لكنها ساعدتني على معرفة كيفية اتقرب من أبنائي أكثر فبالرغم من صعوبة الأمر وكلنني تخطيته.

4- التعايش مع أهل زوجي

علاقتي مع أهل زوجي مُنذ زواجي كانت علاقة طيبة، يسودها الحب والاحترام المُتبادل، فكانوا بمثابة الأهل لي، فقد كان وجودهم داعم كبير لي فبالرغم أنهم فقدوا ابنهم ولكنهم حاولوا أن يخففوا عني هذا الألم، فكانوا بين الحين والآخر يزوروني فبالرغم أننا نسكُن معًا في البيت نفيه، ولكنهم كانوا دائمًا أشخاص سالمة تحترم خصوصيتنا.

تقربوا مني كثيرًا وساعدني ذلك على التعايش معهم، ولكن بعد فترة كُنت أحتاج للانتقال لسكن آخر لكي أكون بجانب والدتي، ولم يُعارضوا ذلك وبالفعل انتقلت لمنزل خاص ولكن كُنت أتواصل معهم باستمرار.

4- المُشاركة الاجتماعية

قد ساعدني والداي كثيرًا في هذا الأمر، فكانوا ينظمون لنا مواعيد لنخرُج معًا كمحاولة منهم للتخفيف عني وعن الأولاد وقد كان الأمر بالفعل مُجديًا، فالأجواء العائلية المرحة في النهاية تُخفف عنك، كما عاد أطفالي للتمرين كُنت أنتظرهم بالنادي مع أصدقائي، وقد ساعدوني كثيرًا بالحقيقة سواء في التعبير عن حزني سواء بحديثي أو بكائي.

اقرأ أيضًا: حقوق الزوجة بعد وفاة زوجها حسب الشرع

تجربتي فكيف أكملت حياتي بعد زوجي

هذه كانت تجرُبة أختي، فبعد مرور 4 سنوات على زواجها توفى زوجها بسبب إصابته بمرض السرطان، فقد كان زواجهم كما يقولون (صالونات) ولكنها أحبته لطيبة قلبه واحترامه لها، وقد كان مُقتدر ماديًا وحقق لها الكثير، فقبل وفاته قد افتتح لها شركة باسمها حينما علم بمدى حُبها للعمل.

بعد وفاته لأنها لم تكُن لديها أبناء فقد عاملها أهله مُعاملة سيئة للغاية، لذا بعدت عنهم وعاشت بمنزلها وقد كانت تقضي مُعظم أوقاتها معنا حتى لا تكون بمفردها، فقد كانت تلتزم بتخليد ذكراه سواء من خلال زيارة مقبره أو التبرع باسمه وكثيرًا من الطُرق الأخرى، ولكن كانت بين الحين والآخر تنهار لشعورها بمدى ضعفها وكُنت دائمًا أساندها محاولة التخفيف عنها.

  • ممارسة التمارين الرياضية في صالة الألعاب ساعدتها في التخلُص من الطاقة المكبوتة.
  • الجلوس أمام البحر فقد كان يمنحها الشعور بالراحة.
  • كُنت لا أجعلها تستمر في البقاء على السرير بمفردها تُفكر بل كُنت أشغلها بكثير من الأمور، حتى أنني أقنعتها باستكمال دراستها من خلال البدء في الدكتوراه بمجالها وقد ساعدها ذلك كثيرًا في تخطي هذه الأزمة، فأصبحت مُنشغلة كثيرًا بحياتها.

بعد مرور 4 سنوات تزوجت أختي مرة أخرى، وأصبحت حياتها أفضل بكثير عن قبل، تجربتي بعد وفاة زوجي أهلتني للحياة مرة أخرى فتتعلم المضي في الحياة بعد المرور بدروس قاسية.

تجربتي في تجهيز أبنتي اليتيمة للزواج

كانت هذه تجربة جارتنا، فقد توفى زوجها في وقت عصيب، وهو قبل زواج أبنتها بعدة أشهر، وخلال هذه الفترة كانت الفتاة تتجهز لزواجها، وجميعنا نعلم أن التجهيز للفرح يتطلب مصاريف ضخمة سواء في استكمال الملابس والمفارش وأثاث المنزل وغيرها، فبمجرد وفاة الزوج كانت الأم تقوم بكُل شيء.

فقد كان يمُلك محل عطارة، لذا بدأت هذه المرأة بالعمل في المحل وقد كان لديها أين يُعينها أيضًا فتكاتفوا جميعًا بعد وفاة الأب، وبالرغم من إصرار كُل من حولهم على تأجيل فرح الفتاة، إلا أن الأم لم ترُد ذلك تنفيذًا لوصية أبيها، فقد كانت تعمل في الليل والنهار وكذلك الأخ حتى يتمكن من توفير كافة المنزل والأبنة.

حينما كان أحد يسألها على عن حالتها وكيف أصبحت بهذه القوة كنت تخبرهم تجربتي بعد وفاة زوجي لم تكُن لتقضي على بل جعلتني قوية أمام أصعب المواقف.

فبالرغم من حزنهم الشديد على وفاة سواء على وفاة الزوج أو الأب إلا أنهم كانوا يتحلون بالقوة الكافية، قد كان الأمر صعب أحيانًا، ولكن بعد مرور فترة من الوقت بدأت الأم تعاني من كوابيس فترى الزوج يبكي بحرقة في منامها، وهذا الأمر تكرر معها أكثر من مرة.

ذلك ما جعلها تشعر بالقلق كثيرًا، فمع تكرار الأمر توجهت إلى رجُل دين صالح، وأخبرها بضرورة إخراج الصدقة وبالفعل فعلت ذلك، ولكن استمر الحلم معها حتى حلمت يومًا أنه يُمسك بيديها ويمنحها بعض من الأموال ويلوح بيده تجاه أحد الرجال.

لكنها لم تستطع تميز هذا الشخص وعندما استشيرت الطبيب حول هذا الأمر أخبرها أن الزوج تقريبًا كان لديه عليه ديون.. حينما بحثوا حول الأمر.

  • اكتشفوا بالفعل أن هُناك رجل كان لديه أموال لزوجها، لذا توجهت له ومنحته المبلغ المُستحق وشعرت بالسعادة حينما اختفت هذه الأحلام المُزعجة.
  • عاهدت نفسها بأن تخرج له الصدقات وتُساعد المحتاجين باستمرار باسمه، وكانت الأم حينما تضعف وتشعر بأنها وحيدة بدونه كانت تتقرب من الله وتدعوا له كثيرًا وتدعوا أن يلهمها الصبر.
  • استطاعت بعد فترة أن تزوج أبنتها ولم يكُن ينقصها شيء، وحقيقي بالرغم من مرور كثير من الوقت على موت زوجها ولكننا جميعًا نتذكر دورها وكونها لم تيأس.
  • بل ساعدت أبنها فيما بعد لكي بدأ حياته أيضًا، دائمًا ما أحدث نفسي أن الحياة لا تتوقف ولكنها تستمر ويجب أن يستمر الإنسان معها فالأيام العصيبة تمُر ويمنحك الله القوة لتنجح في ذلك.

اقرأ أيضًا: أجر الصبر على وفاة الزوج

تجربتي مع الاكتئاب وموت زوجي

أخبرتني خالتي عن موت زوجها الذي مر عليه 6 سنوات، فقالت كان رجل كريم يحبه الجميع، ولم يجعلنا محتاجين لشيء طوال حياته بعد موته كُنت حزينة عليه بشدة لدرجة أنني أصيبت بالاكتئاب، فلم أكن قادرة على استيعاب الأمر، حاولت مرارًا تخطي الأمر وحدي ولكن دون جدوى.

لذا توجهت للطبيب خاصةً أن قبل موته بأشهر توفى أبي ولم أتعافى بعد، وبالفعل حينما تواصلت مع مُعالج نفسي أخبرني أنني أعاني من الاكتئاب بسبب تجربتي بعد وفاة زوجي وأبي وبدأ يُطبق آليات العلاج، تارة أنجح وتارة أفشل وهكذا ساعدني المُعالج على التعرف على أشخاص عانوا من نفس مشكلتي وبالفعل.

في البداية لم أحب الأمر ولكن فيما بعد أصبحوا مقربين لي وساعدوني كثيرًا على تخطي هذه الفترة، ثم استكمل المُعالج رحلة العلاج معي من خلال تطبيق تقنيات العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الفردي، وقد وصف لي طبيب لأنني كُنت أعاني من اضطرابات شديدة في النوم.

  • خلال تجربتي بعد وفاة زوجي كُنت أتابع مع الطبيب والمعالج معًا لمُدة 4 أشهر، وخلال هذه الفترة اقترحت العائلة رحلة لكي أحسن من مزاجي وبالفعل سافرنا وكان لهذا تأثير كبير، وإذا هُناك التقيت بمدير سابق لي وحينها أقترح على أنني أنضم معهم للعمل مرة أخرى، وقد استشرت المعُالج ورجح الفكرة بشدة وأخبرني أن هذا سيساعدني كثيرًا.
  • بالفعل بدأت في العمل معه وهذا ساعد على شغل وقت فراغي كثيرًا، بل واقترح عليّ مركز كبير بالعمل لإخلاصي به، وبالرغم من خوفي إلا أنني قررت المُجازفة، وحققت نجاحات كبيرة خلال فترة قليلة كُنت خلالها أعمل وأتلقى العلاج واعتني بأمي وأبي وابني، وأخذت اتقبل فكرة موت زوجي وأصبحت صبورة بشدة.
  • بل وأصبحت قادرة على التعبير عن مشاعري بسبب هذا المُعالج، وبالرغم من اقتراح الزواج من العائلة إلا أنني لم أكُن جاهزة للأمر بعد، وحتى هذا اليوم لم أتزوج ولن أفكر في الأمر ليس لأنه شيء سيء، ولكنني أحببت حياتي هكذا اتعلم الكثير، فطفلتي ساعدتني على تحمل المسؤولية وأصبحت أم جيدة اتباعها في كل شيء وأعلمها الكثير.
  • بعد مرور فترة تعبت والدة زوجي وبالرغم من مُعاملتها القاسية معي طوال تلك الفترة، لكنني خلال تعبها كُنت أساندها أكثر من أولادها وهذا جعلها تحبني بل وتعتذر لي أيضًا عما فعلته معي من قبل.

تجربتي بعد وفاة زوجي كانت درس كبير تعلمت من خلاله الكثير في حياتي، ليس فقط كيفية المضي في حياتي في أصعب الظروف ولكن أيضًا في كيفية تحُمل المسؤولية وتقديم الدعم لنفسي وللمُحيطين بي.

قد يعجبك أيضًا