من روائع الشعر العربي القديم

شعر عربي قديم هو نوع من أنواع الشعر الذي يحتل مكانة كبيرة في التاريخ الأدبي، والتي يندرج تحت أي شعر كُتب باللغة العربية، ولقد مر الشعر العربي بالكثير من العصور ومنها العصر الأموي والعباسي وصدر الإسلام حتى وصل إلى العصر الحديث، لذلك سنقوم بذكر شعر عربي قديم في وتعريف الشعر العربي في هذا المقال عبر موقع زيادة.

شعر عربي قديم

الشعر العربي هو الشعر الذي كُتب في العصر الجاهلي باللغة العربية والذي يتميز بأركان ثابتة ومنها الوزن والقافية، كما أنه يتم فيه استخدام كلمات لغوية قوية وعبارات متينة وتراكيب محكمة.

إقرأ أيضًا: شعر عن الوطن العربي لأكثر من شاعر

من أهم شعراء العرب:

  • زهيرة بن أبي سلمى.
  • امرؤ القيس.
  • الأعشى.
  • عمرو بن كلثوم.
  • النابغة الذبياني.

معلقة النابغة الذبياني

يا دارَ ميَّةَ بالعَلياءِ فالسَّندِ

أقوَت وطالَ عليها سالِفُ الأبَدِ

وقفتُ بها أصَيلاً كي أُسائلَها

عيَّت جَواباً وما بالرَّبع من أحدِ

إلاّ الأَوارِيَّ لَأياً ما أبيّنُها

والنُؤيَ كالحوضِ بالمظلومةِ الجلَدِ

رَدّت عليهِ أقاسيهِ ولَبَّدَهُ

ضَربُ الوَليدَةِ بالمِسحاةِ في الثَّأَدِ

خَلَّتْ سَبيلَ أَتِيٍّ كانَ يَحْبِسُهُ

ورفَّعَتهُ إلى السَّجفَين، فالنَّضَد

أَمْستْ خَلاءً، وأَمسَى أَهلُها احتَمَلُوا

أَخْنى عَليها الّذي أَخْنى على لُبَدِ

فَعَدِّ عَمَّا ترى، إذ لا ارتجاعَ لهُ

وانْمِ القُتُودَ على عيْرانَةٍ أُجُدِ

مَقذوفَةٍ بِدَخيسِ النَّحضِ، بازِلُها

له صريفٌ، صَريفُ القَعْوِ بالمَسَدِ

كأَنَّ رَحْلي، وقدْ زالَ النَّهارُ بنا

يومَ الجليلِ، على مُستأنِسٍ وحِدِ

مِنْ وَحشِ وَجْرَةَ، مَوْشِيٍّ أَكارِعُهُ

طاوي المصيرِ، كسيفِ الصَّيقل الفَرَدِ

سَرتْ عليهِ، مِنَ الجَوزاءِ، ساريَةُ

تَزجِي الشَّمَالُ عليهِ جامدَ البَرَدِ

فارتاعَ مِنْ صَوتِ كَلَّابٍ، فَبَاتَ لَهُ

طَوعَ الشَّوَامتِ منْ خوفٍ ومنْ صَرَدِ

فبَّهُنَّ عليهِ، واستَمَرَّ بهِ

صُمْع الكُعُوبِ بَريئاتٌ منَ الحَرَدِ

وكانَ ضُمْرانُ مِنهُ حَيثُ يُوزِعُهُ

طَعْنَ المُعارِكِ عندَ المُحْجَرِ النَّجُدِ

شَكَّ الفَريصةَ بالمِدْرَى، فأننفذها

طَعْنَ المُبَيطِرِ، إذْ يَشفي من العضَدِ

كأَنَّه، خارجا منْ جنب صَفْحَتِهِ

سَفّودُ شِرْبٍ نَسُوهُ عندَ مُفْتَأَدِ

فَظلّ يَعْجُمُ أَعلى الرَّوْقِ، مُنقبضاً

في حالِكِ اللّنِ صَدْقٍ، غَيرِ ذي أَوَدِ

لَمَّا رَأَى واشِقٌ إِقعَاصَ صاحِبِهِ

ولا سَبيلَ إلى عَقْلٍ، ولا قَوَدِ

قالتْ لهُ النَّفسُ: إنِّي لا أرَى طَمَعاً

وإنَّ مولاكَ لَمْ نَسلَمْ، ولَمْ يَصِدِ

فتلكَ تُبْلغُني النُّعمانَ، إنَّ لهُ فَضلاً

على النّاس في الأَدنى، وفي البَعَدِ

ولا أَرى فاعِلاً، في النّاس، يُشبهُهُ

ولا أُحاشي، منَ الأَقوامِ، من أحدِ

إلَّا سُليمانَ، إذْ قالَ الإلهُ لهُ

قُمْ في البَريَّة، فاحْدُدْها عنِ الفَنَدِ

وخيّسِ الجنّ! إنِّي قدْ أَذنتُ لهم

يبنونَ تدْمُرَ بالصُّفّاحِ والعمدِ

فمن أطاعكَ، فانفعهُ بطاعتهِ

كما أطاعكَ، وادلُلهُ على الرَّشَدِ

ومن عصاكَ، فعاقبهُ معاقبةً

تنهى اللظَّلومَ، ولا تقعد على ضَمَدِ

إلَّا لمثلكَ، أو من أنت سابقُهُ

سَبقَ الجوادِ، إذا اشتولى على الأَمَدِ

قصيدة إني ذكرتك بالزهراء مشتاقًا

هذه القصيدة للشاعر الأندلسي ابن زيدون.

إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا  والأفق طلق ومرأى الأرض قد راقا

وللنسيم اعتلال في أصائله    كأنه رق لي فاعتل إشفاقا

والروض عن مائه الفضي مبتسم    كما شققت عن اللبات أطواقا

يوم كأيام لذات لنا انصرمت  بتنا لها حين نام الدهر سراقا

نلهو بما يستميل العين من زهر      جال الندى فيه حتى مال أعناقا

كأن أعينه إذ عاينت أرقي    بكت لما بي فجال الدمع رقراقا

ورد تألق في ضاحي منابته  فازداد منه الضحى في العين إشراقا

سرى ينافحه نيلوفر عبق     وسنان نبه منه الصبح أحداقا

كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا    إليك، لم يعد عنها الصدر أن ضاقا

لا سكن الله قلبا عق ذكركم   فلم يطر بجناح الشوق خفاقا

لو شاء حملي نسيم الريح حين سرى وافاكمُ بفتى أضناه ما لاقى

لو كان وفى المنى في جمعنا بكمُ     لكان من أكرم الأيام أخلاقا

ياعلقي الأخطر الأسنى الحبيب إلى  نفسي إذا ما اقتنى الأحباب أعلاقا

كان التجاري بمحض الود مذ زمن  ميدان أنس جرينا فيه أطلاقا

فالآن أحمد ماكنا لعهدكمُ      سلوتمُ وبقينا نحن عشاقا

إقرأ أيضًا: لماذا سميت اللغة العربية بلغة الضاد

قصيدة آذَنتنا بينها أَسماء

هذه المعلقة لحارث بن حلزة اليشكري.

نَتنَـا بِبَينهـا أَسـمَــاءُ

رُبَّ ثَـاوٍ يَمَـلُّ مِنهُ الثَّـواءُ

بَعـدَ عَهـدٍ لَنا بِبُرقَةِ شَمَّـاءَ

فَأَدنَـى دِيَـارِهـا الخَلْصَـاءُ

فَالـمحيّاةُ فَالصّفاجُ فَأعْنَـاقُ

فِتَـاقٍ فَعـاذِبٌ فَالوَفــاءُ

فَـريَاضُ القَطَـا فَأوْدِيَةُ الشُـ

ـربُبِ فَالشُعبَتَـانِ فَالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَن عَهِدتُ فِيهَا فَأبْكِي

اليَـومَ دَلهاً وَمَا يُحَيِّرُ البُكَـاءُ

وبِعَينَيـكَ أَوقَدَت هِندٌ النَّـارَ

أَخِيـراً تُلـوِي بِهَا العَلْيَـاءُ

فَتَنَـوَّرتُ نَارَهَـا مِن بَعِيـدٍ

بِخَزَازى هَيهَاتَ مِنكَ الصَّلاءُ

أَوقَدتها بَينَ العَقِيقِ فَشَخصَينِ

بِعُـودٍ كَمَا يَلُـوحُ الضِيـاءُ

غَيرَ أَنِّي قَد أَستَعِينُ على الهم

إِذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَجَـاءُ

بِـزَفُـوفٍ كَأَنَّهـا هِقَلـةٌ

أُمُّ رِئَـالٍ دَوِيَّـةٌ سَقْفَــاءُ

آنَسَت نَبأَةً وأَفْزَعَها القَنَّـاصُ

عَصـراً وَقَـد دَنَا الإِمْسَـاءُ

فَتَـرَى خَلْفَها مِنَ الرَّجعِ وَالـ

ـوَقْـعِ مَنِيناً كَـأَنَّهُ إِهْبَـاءُ

وَطِـرَاقاً مِن خَلفِهِنَّ طِـرَاقٌ

سَاقِطَاتٌ أَلوَتْ بِهَا الصَحـرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَا الهَوَاجِرَ إِذ كُـلُّ

ابـنَ هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ عَميَــاءُ

وأَتَانَا مِنَ الحَـوَادِثِ والأَنبَـاءِ

خَطـبٌ نُعنَـى بِـهِ وَنُسَـاءُ

إِنَّ إِخـوَانَنا الأَرَاقِمَ يَغلُـونَ

عَلَينَـا فِـي قَيلِهِـم إِخْفَـاءُ

يَخلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الـ

ـذَنبِ وَلا يَنفَعُ الخَلِيَّ الخِلاءُ

زَعَمُوا أَنَّ كُلَّ مَن ضَرَبَ العِيرَ

مُـوَالٍ لَنَـا وَأَنَـا الــوَلاءُ

أَجـمَعُوا أَمرَهُم عِشاءً فَلَمَّـا

أَصبَحُوا أَصبَحَت لَهُم ضَوْضَـاءُ

مِن مُنَـادٍ وَمِن مُجِيـبٍ وَمِـن

تَصهَالِ خَيلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَـاءُ

أَيُّهَـا النَاطِـقُ المُرَقِّـشُ عَنَّـا

عِنـدَ عَمـروٍ وَهَل لِذَاكَ بَقَـاءُ

لا تَخَلنَـا عَلَى غِـرَاتِك إِنّــا

قَبلُ مَا قَد وَشَـى بِنَا الأَعْــدَاءُ

فَبَقَينَـا عَلَـى الشَنــــاءَةِ

تَنمِينَـا حُصُونٌ وَعِزَّةٌ قَعسَــاءُ

قَبلَ مَا اليَـومِ بَيَّضَت بِعُيــونِ

النَّـاسِ فِيهَـا تَغَيُّـظٌ وَإِبَــاءُ

فَكَـأَنَّ المَنونَ تَردِي بِنَا أَرعَــنَ

جَـوناً يَنجَـابُ عَنهُ العَمــاءُ

مُكفَهِراً عَلَى الحَوَادِثِ لا تَرتُـوهُ

للدَهـرِ مُؤَيِّـدٌ صَمَّـــاءُ

إِرمِـيٌّ بِمِثلِـهِ جَالَتِ الخَيــلُ

فَـآبَت لِخَصمِهَـا الإِجــلاَءُ

مَلِكٌ مُقسِطٌ وأَفضَلُ مَن يَمشِـي

وَمِـن دُونَ مَا لَـدَيـهِ الثَّنَـاءُ

أَيَّمَـا خُطَّـةٍ أَرَدتُـم فَأَدوهَـا

إِلَينَـا تُشفَـى بِهَـا الأَمــلاءُ

إِن نَبَشتُـم مَا بَيـنَ مِلحَـةَ فَالـ

ـصَاقِبِ فِيهِ الأَموَاتُ وَالأَحَيَـاءُ

أَو نَقَشتُـم فَالنَّقـشُ يَجشَمُــهُ

النَّـاسُ وَفِيهِ الإِسقَامُ وَالإِبــرَاءُ

أَو سَكَتُّم عَنَّا فَكُنَّا كَمَن أَغمَـضَ

عَينـاً فِـي جَفنِهَـا الأَقــذَاءُ

أَو مَنَعتُم مَا تُسأَلُونَ فَمَن حُــدِّ

ثتُمُـوهُ لَـهُ عَلَينَـا العَـــلاءُ

هَل عَلِمتُم أَيَّامَ يُنتَهَبُ النَّــاسُ

غِـوَاراً لِكُـلِّ حَـيٍّ عُــواءُ

إِذ رَفَعنَا الجِمَـالَ مِن سَعَفِ الـ

ـبَحرَينِ سَيراً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ

ثُمَّ مِلنَـا عَلَى تَمِيمٍ فَأَحرَمنَــا

وَفِينَـا بَنَـاتُ قَـومٍ إِمَـــاءُ

لا يُقِيـمُ العَزيزُ بِالبَلَدِ السَهــلِ

وَلا يَنفَـعُ الـذَّلِيـلَ النِجَــاءُ

لَيـسَ يُنجِي الذِي يُوَائِل مِنَّــا

رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجــلاءُ

مَلِكٌ أَضلَـعَ البَرِيَّةِ لا يُوجَــدُ

فِيهَـا لِمَـا لَدَيـهِ كِفَـــاءُ

كَتَكَـالِيفِ قَومِنَا إِذَا غَزَا المَنـذِرُ

هَلِ نَحـنُ لابنِ هِنـدٍ رِعَــاءُ

مَا أَصَابُوا مِن تَغلَبِي فَمَطَلــولٌ

عَلَيـهِ إِذَا أُصِيـبَ العَفَـــاءُ

إِذَ أَحَـلَّ العَلاةَ قُبَّةَ مَيسُــونَ

فَأَدنَـى دِيَارِهَـا العَوصَــاءُ

إقرأ أيضًا: شعر غزل جاهلي

معلقة يا ليل الصب متى غده

هذه المعلقة للحصري القيرواني.

ذياليل الصب متى غده               أقيام الساعة موعدهُ؟

رقد السُّمَّارُ وأرّقهُ             أسفٌ للبين يردِّدُّهُ

فبكاه النّجم ورق لهُ           مما يرعاه ويرصدهُ

كلفٌ بغزالٍ ذي هيفٍ         خوف الواشين يشرِّدهُ

نصبت عيناي له شركاً               في النوم فعزّ تصيدهُ

وكفى عجباً أني قنصٌ * للسِّرب سباني أغيدهُ

ينضو من مقلته سيفاً  * وكأن نعاساً يغمدهُ

فيريق دم العشاق به * والويل لمن يتقلَّدهُ

كلا لا ذنب لمن قتلت   *عيناه ولم تقتل يدهُ

يا من جحدت عيناه دمي  * وعلى خدَّيهِ تورُّدهُ

خداك قد اعترفا بدمي * فعلام جفونك تجحدهُ..؟

إنّي لأعيذك من قتلي  * وأظنك لا تتعمدهُ

بالله هب المشتاق كرىً * فلعلَّ خيالك يسعدهُ

ما ضرَّك لا داويت ضنى * صبٍّ يدنيك وتبعدهُ

لم يبقِ هواك له رمقاً * فليبكِ عليه عُوَّدُهُ

وغداً يقضي أو بعد غدٍ * هل من نظرٍ يتزودهُ ..؟

يا أهل الشوق لنا شرقٌ * بالدمع يفيض مورّدهٌ

ما أحلى الوصل وأعذبه * لولا الأيام تنكدهُ

بالبين وبالهجران فيا  * لفؤادي كيف تجلُّدهُ.

في نهاية مقالنا الرائع لقد قمنا بذكر شعر عربي قديم لبعض الشعراء القدامى، بالإضافة إلى أننا قمنا بتعريف الشعر العربي القديم والعصور التي عاصرها.

قد يعجبك أيضًا