هل يجوز إلغاء النذر

هل يجوز إلغاء النذر الذي تعهد به المسلم بالقيام بعمل لوجه الله تعالى؟ وما الدلالة على ذلك؟ فكثيرًا ما نكون في كرب وننتظر الفرج من عند الله وننوي على أن نقوم بعمل معين لوجه الله تعالى إذا انقضى ذلك الكرب وأتى الفرج من عند الله وذلك هو النذر، فمن خلال موقع زيادة يمكننا التعرف على كافة التفاصيل عن حكم النذر وجواز إلغائه.

هل يجوز إلغاء النذر

تشير كلمة النذر إلى مرادفات مثل ألزم وأوجب وفي ذلك بيان بطبيعة النذر حيث تدل كلمة النذر في الشريعة الإسلامية على إلزام المسلم عمل معين لنفسه لم يكلفه به الله تعالى ويلزمه به، لذلك على المسلم الوفاء بالنذر لأنه ألزم به نفسه أمام الله عز وجل.

حيث جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث شريف يؤكد على وجوب تحقيق النذر وهو كالتالي:

(مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، ومَن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ)،

لكن إن وُجد ما يمنعه من تحقيق النذر عليه بتأخيره إلى وقت لاحق.

فالإجابة عن سؤال هل يجوز إلغاء النذر؟ تكون لا يجوز إلغائه لكن يجوز تأخيره في حالة عدم الاستطاعة وعدم الاستطاعة تشير إلى وجود عائق يمنع المسلم من الوفاء بنذره ولا يجوز أن يؤخره من تلقاء نفسه وتلك هي الحالة الوحيدة التي يمكن فيها عدم الوفاء بالنذر في وقته.

أشار العلماء إلى أنهم يكرهون صيغة النذر فالمسلم فيه يشترط على ربه سبحانه وتعالى ويؤكد أنه سوف يقوم بأمر لوجه الله تعالى إذا حقق له ما يريد والأفضل أن يخرج المسلم الصدقات إرضاءً لربه ليحقق له ما يرغب ويريد، بينما إن قام بذلك ونذر أمر لله تعالى عليه أن يوفي به وإن عجز فعليه كفارة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز إعطاء كفارة اليمين لشخص واحد

شروط النذر

لا بد أن يتوافر في الناذر عدة شروط تجعل النذر صحيح ومن شأن الناذر أن يسأل وقتها هل يجوز إلغاء النذر؟ وتلك الشروط كالتالي:

  • أن يكون الناذر على دين الإسلام فالنذر لا يُقبل من غير المسلم.
  • يكون الناذر عاقل مُكلف فالنذر لا يقبل من المختل عقليًا أو الولد الصغير.
  • أن يكون النذر مختار من قبل الناذر ولا مُكره فيه.. عن محض إرادته والتزامه.
  • يكون النذر منطوقًا فالنذر بالإشارة لا يصح إلا لو كانت الإشارة واضحة ومفهومة.
  • أن يكون النذر نافذ للتصرف.

اقرأ أيضًا: مقدار كفارة الصيام للمريض

كفارة النذر

عند عدم الوفاء بالذنب على المسلم إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو عتق رقابهم وإن لم يجد فعليه بصيام ثلاثة أيام حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(كَفَّارَةُ النَّذْرِ كَفَّارَةُ اليَمِينِ)

وتلك هي الكفارة التي على المسلم عدم إغفالها إن لم ينفذ نذره.

اقرأ أيضًا: هل يجوز تأخير صيام كفارة اليمين

حكم النذر

إن كان النذر صحيحًا فعلى المسلم الوفاء به كاملًا، أما إن كان في أمر يعصي فيه العبد ربه عليه بإخراج كفارة يمين بدون الوفاء بالنذر، وقد كان للمذاهب الأربعة آراء في حكم النذر ويمكن توضيحها بالتفصيل في الآتي:

  • الحنفية: أجاب علماء الحنفية عن سؤال هل يجوز إلغاء النذر؟ بأنه لا يجوز وعلى المسلم أن يفي بنذره لله تعالى لأن في النذر تقرب لوجه الله تعالى.
  • المالكية: يؤكد علماء المالكية أن النذر في التقرب إلى الله وحسن طاعته من الأمور المستحبة والتي يجب على المسلم الوفاء بها، أما النذر المشروط فيرى بعض علماء المالكية أنه حرام لأن المسلم فيه يتدخل في شيء لا علاقة له فيها فذلك تدبير الله، حيث قال صلى الله عليه وسلم (لا تَنْذِرُوا، فإنَّ النَّذْرَ لا يُغْنِي مِنَ القَدَرِ شيئًا، وإنَّما يُسْتَخْرَجُ به مِنَ البَخِيلِ).
  • الحنابلة: يرى أنصار مذهب الحنابلة أن النذر مكروه حتى وإن كان في طاعة الله حيث لا يمكنه تغيير الواقع فالناذر ليس بإمكانه أن يشفي مريضًا حتى وإن عزم على إخراج الصدقات.

علاوة على أن النذر في معناه يحمل معنى بعدم التأدب مع الله على حد قول البعض بأنه لا يصح الاشتراط فيما يكتب الله سبحانه وتعالى من مقادير.

على المسلم التقرب من الله بالصدقات والأدعية في مواطن يُستجاب فيها الدعاء بأن يحقق له الله تعالى ما يرغب ويريد أفضل من النذر لأنه لا يغير القدر ولا يحقق الأمنيات.

قد يعجبك أيضًا