شروط ذبح العقيقة

شروط ذبح العقيقة المتعارف عليها لدى المسلمين هي شروط بسيطة ومحددة، حيث يتم ذبح العقيقة للمولود عند حلق شعره، أو في اليوم السابع من مولده وقد حدد الفقهاء أنه ما ينطبق على الأضحية ينطبق على العقيقة، من حيث سن العقيقة ونوعها وخلوها من العيوب، وتتم التضحية بهذه الذبيحة شكرًا لله على رزقه بهذا المولود.

شروط ذبح العقيقة

من شروط ذبح العقيقة هو تحديد نوعها وعددها طبقًا للمولود، فقد قالت السيدة عائشة رضي الله عنها نقلًا عن أحاديث رسول الله أنه ” أمرهم عن الغلام شاتان مكافئتان، وعن الجارية شاة”، ومن حيث نوعها فيفضل أن تكون الذبيحة ذكرًا عن كونها أنثي.

كان قد اتفق علماء الدين والفقهاء فيما بينهم عن كونه يتم التضحية بالغنم على الرغم من اعتراض البعض في قولهم أن رسول الله كان يعق من الشاة ويأمر الناس بالعق بها، واتفق جمهور العلماء والفقهاء أنه يجوز التضحية في العقيقة بأي نوع من البقر أو الإبل أو الشياه.

يفضل أن تذبح العقيقة في اليوم السابع من ولادة المولود أو في اليوم الرابع عشر من ميلاده أو فيما بعده بأسبوع، لكن لا ضرر من التأخير عن ذلك حتى قبل البلوغ، ولكن يفضل التعجيل بالعقيقة قدر الإمكان لما فيه من شكر لفضل الله.

إقرأ أيضًا: وقت ذبح العقيقة في المذهب المالكي والمذاهب في الإسلام

سلامة الذبيحة من شروط ذبح العقيقة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يخص سلامة العقيقة:” أربع لا تجوز فيها الأضاحي فقال العوراء بين عورها والمريضة بين مرضها والعرجاء بين ظلعها والكسير التي لا تنقي” حيث أن رسول الله وضح أنه لا يجوز ولا تصح التضحية بالعوراء ولا العمياء ولا المريضة و لا التي تعرج ولا التي أصيبت بكسر في أحد قوائمها، وفيما يتعدى ذلك من الضرر الأعلى.

فيما يخص سن الذبيحة التي يضحي بها في العقيقة والتي تعد من شروط ذبح العقيقة شرعًا أنه لا يجب أن تتجاوز سن معين في كل نوع من الأضاحي، فإذا كانت الأضحية من البقر فيجب أن تكون قد أتممت عامها الثاني، وإذا كانت الذبيحة من الإبل فيجب أن تكون قد أتممت عامها الخامس، وأما إذا كانت من الشياه فيجب أن تكون قد أتممت شهرها السادس، وإذا كانت الأضحية من الماعز فيجب أن تكون قد أتممت عامها الأول.

الدعاء الذي يردد عند ذبح العقيقة

يعتبر من شروط ذبح العقيقة هو ذكر الدعاء المخصص عند الذبح، وقد أجمع جمهور العلماء من فقهاء الدين أنه لا يختلف دعاء ذبح العقيقة عن دعاء ذبح غيرها من الأضاحي، فالذبح عمومًا يتمثل في التسمية باسم الله والتكبير بقول الله أكبر، كما يجب أن ينوي لذبح العقيقة ويقول الذي يذبح : بسم الله الرحمن الرحيم الله أكبر، فاللهم لك وإليك عقيقة المولود فلان (ويذكر اسم المولود أو المولودة).

كما يتم اختيار الذابح أو الذي يعق عن المولود أو المولودة، ففي أساس الأمر أن يذبح الوالد عن مولوده أو مولودته، وإن كان الأب غير حاضر الذبح فيجوز أن تعق عنه أمه أو خاله أو عمه أو جده.

إقرأ أيضًا: شروط العقيقة ابن عثيمين ورأى الشرع في جنس العقيقة والسن الجائز في الذبيحة الخاصة بالعقيقة

عدد الأضاحي في العقيقة عن كل مولود

اختلف الفقهاء من علماء المسلمين في عدد الأضاحي في كل عقيقة عن كل مولود، فنقلًا عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها “أن النبي أمر أن يعق عن الغلام شاتين” ، وأنه يعق عن الجارية شاة واحدة.

بينما اختلف قول الفقهاء من الحنفاء أنه يذبح عن المولود الذكر شاة واحدة، وكان دليلهم على ذلك أن رسول الله عق عند مولد سيدنا الحسن وسيدنا الحسين كبشًا عن كل مولود منهما.

بينما عند ولادة توأم في بطن واحدة فأنه وبإجماع أراء فقهاء الدين أنه وجبت في العقيقة لكل منهما أضحية، أي أنه يتم إراقة دم أضحية عن كل مولود، ولا خلاف على ذلك بينهم، وتم اعتبارها من شروط ذبح العقيقة للتوأم.

بينما اختلف العلماء في أحقية الاشتراك في العقيقة بين أكثر من فرد أم لا، حيث أنه اختلف القول إلى أكثر من رأي، فقال اتباع مذهب أبي حنيفة ومذهب مالك الشافعي أنه لا يتم الاشتراك في العقيقة، حيث أن رسول الله أقر أن لكل مولود عقيقة، بمعني أن عن كل نفس تولد عقيقة منفصلة.

بينما كان رأي أتباع المذهب الشافعي أنه يجوز الاشتراك في العقيقة إذا كانت الأضحية من البقر، وذلك لبدانتها وأنها يمكن أن تُجزأ إلى سبعة من العقائق، وهذا القول هو الأكثر تداولًا.

هل يعتبر الجمع بين الأضحية والعقيقة من شروط ذبح العقيقة

تعتبر مسألة الجمع بين نية الأضحية والعقيقة من أكثر المسائل اختلافًا عند البحث في شروط ذبح العقيقة، فاختلف أراء الفقهاء من علماء الدين إلى فريقين، إحداهما يري أنه لا يمكن الجمع بين النيتين في الأضحية والعقيقة، نظرًا لاختلاف السبب بينهما، ففي العقيقة تكون النية هي شكر فضل الله على ما رزق به الشخص، بينما النية في الأضحية هي الاحتفال بالعيد وتخليدًا لتقدم سيدنا ابراهيم عليه السلام بالتضحية بسيدنا اسماعيل عليه السلام وفدو الله له بكبش عظيم، وهذا هو رأي أتباع مذهب الإمام مالك والإمام الشافعي.

بينما في القول الآخر يجوز الجمع بين الأضحية والعقيقة، حيث أنها تعتبر إراقة دماء في كلا الحالتين بهدف التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا هو رأي أتباع مذهب الإمام أبو حنيفة النعمان.

إقرأ أيضًا: هل يجوز الإشتراك في الأضحية الخروف وما حكم الاشتراك في الأضحية

كيفية توزيع لحم العقيقة واعتبارها من شروط ذبح العقيقة

مع ذبح العقيقة يأتي الحكم في توزيع لحمها، فاختلف الفقهاء في كون العقيقة يِؤكل منها أم توزع كاملة أم تُقسم، وكانت أراء الفقهاء تتمثل في أن من شروط ذبح العقيقة عند أتباع مذهب الإمام مالك أنه يجوز الأكل منها و إطعام الغير ويخرج منها جزء للصدقة وذلك دون تحديد مقادير معينة.

أما اتباع مذهب الإمام أبو حنيفة وأتباع مذهب الحنابلة أنه يتم تقسيم ذبيحة العقيقة إلى ثلاثة أثلاث واحد منهم للصدقة والأخر للأكل والأخير للإهداء، أما الرأي الثالث والذي يرجحه أتباع مذهب الإمام الشافعي أنه يتم تقسيم ذبيحة العقيقة إلى نصفين متماثلين، نصف ملك للمضحي يفعل به ما يشاء سواء من الإهداء أو الأكل والنصف الأخر من الذبيحة فهو للصدقة.

بينما ظهر الاختلاف بين أصحاب المذاهب الثلاث في كيفية توزيع الجزء المخصص من ذبيحة العقيقة في كونه يوزع مطبوخًا أم لحمًا نيئًا، وظهر في هذا الأمر قسمين من الآراء بين أتباع المذاهب، فمنهم من يري أن يوزع لحم الصدقة مطبوخًا لكراهة توزيعه نيئاً، وهذا هو رأي المالكية والحنابلة والحنفية.

منهم من يري أنه يمكن توزيع لحم الصدقة من العقيقة في هيئته النيئة، وأن يفعل به صاحبه ما يريده، وهذا هو رأي الأحناف.

وفي نهاية مقالنا تعتبر شروط ذبح العقيقة من أهم الأمور التي يتناولها ديننا الإسلامي بسلاسة وصدر رحب وغير ملزم بشكل قطعي للمسلمين إلا في أقوال محددة، فمع اختلاف أراء المذاهب في شتى أمور العقيقة ألا أنهم اتفقوا جميعًا على مدى أهميتها لشكر الله على ما رزق به الأب بمولوده أو مولودته.

قد يعجبك أيضًا