أسباب وفاة بنات الرسول

أسباب وفاة بنات الرسول صلى الله عليه وسلَّم، ما هِيَ؟ ومتى كانت وفاة كلٍّ منهنَّ؟ فكم كان صبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم على مصائب الدنيا! هنَّ بنات أشرف الخلق ويتعرضن لطلاق ثم حصار وتجويع في شعب أبي طالب ووالدهنَّ يؤذى أشدَّ الأذى، ويتعرض لمحاولات التشويه والإهانة والتهديد والاغتيال، ثمَّ سفر ومرض وفقد، وقد يُخال إليك بعد ذلك من عظيم صبرهنَّ وسكونهنَّ وثباتهنَّ وتحملهنَّ أنَّ حياتهن كانت هادئة! فيُمكن التعرف إلى أسباب وفاتهنّ من خلال موقع زيادة.

أسباب وفاة بنات الرسول

إنَّ الكتابة عن أسباب وفاة بنات الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض علينا جانبًا من الرحمة في حياته مع بناته الشريفات الطاهرات، الطيِّبات المُطيَّبات، فلقد عِشنَ حياةً تَليقُ بما شرفهنَّ الله به مِن مكانهنَّ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتبرز لنا تلك اللحظات الختامية من حياتهنَّ – وقت وفاتهنَّ – أمارات التضحية والفداء والعزَّة والشرف التي عِشنَ عليها.

إنَّنا نتكلَّم عن تلك اللحظات وكلُّنا أمل أن تنتفع منها المسلمات، وأن يعددن لتلك اللحظات كما أعدَّت سيِّداتهنَّ، وأن يحرص الرجال على الاقتداء بالنبيِّ صلى الله عليه وسلَّم في معاملة بناتهم وتربيتهم، عسى أن يكون لنا مع النبيِّ وآل بيتِه وصحبِه في الجنةِ لقاء.

اقرأ أيضًا: كم دامت دعوة الرسول الجهرية

بنات الرسول

بنات الرسول صلّى الله عليه وسلم أربعة هنَّ: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، فأكبرهنَّ زينب، وتأتي بعدها رقيَّة، ثم أمُّ كلثوم، وأصغرهنَّ فاطمة رضي الله عنهنَّ أجمعين، وجميعهنَّ من زوجته خديجة رضي الله عنها، وقد وُلدنَ جميعهنَّ بمكَّة.

أمَّا أمُّ كلثوم فولدت قبل البعثة ب 23 سنة – أي قبل الهجرة بعشر سنوات -، وأمَّا رقية فولدت بعدها ب 3 سنوات – أي قبل الهجرة بسبع سنوات -، وأمَّا أمُّ كلثوم فولدت بعد رقية بسنة واحدة – أي قبل الهجرة بست سنوات -، وأمَّا فاطمة فولدت بعد أمِّ كلثوم بسنة واحدة – أي قبل الهجرة بخمس سنوات -.

كانت فاطمة أصغر بنات النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم، وقد أنجبتها أُمُّنا خديجة رضي الله عنها عن عمر يناهز 50 عاما، وكان عمر النبي صلى الله عليه وسلم وقتها 35 عامًا على الراجح.

لقد كان موتهم جميعهًا في حياته إلا فاطمة فإنَّها كانت أوَّل أهله لحاقًا به، فإن فاطمة رضي الله عنها هي آخر بنات النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولادة، وهي آخر بناته وفاة، وهي الوحيدة التي شهدت وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم إذ أنَّ أخواتها قد مِتنَ في حياته صلى الله عليه وسلم، أمَّا هي فكان موتها بعده.

متى توفيت بنات الرسول؟

  • كانت وفاة رقية رضي الله عنها هي الأولى وهي ابنته الثانية بعد زينب، فزينب هي الأكبر، وتصغرها رقية بثلاث سنوات وقد توفيت في السنة الثانية من الهجرة، ولها من العمر اثنتان وعشرون سنة.
  • ماتت زينب كبرى البنات رضي الله عنها في السنة الثامنة من الهجرة عن عمر يقارب تسعة وعشرين سنة.
  • توفيت أمُّ كلثوم رضي الله عنها بعد رقية وزينب في السنة التاسعة من الهجرة عن عمر يقارب سبعة وعشرين سنة.
  • أمَّا آخر من توفيت من بنات النبي صلى الله عليه وسلم فهي فاطمة، وتوفيت بعد أبيها صلى الله عليه وسلم في العام الحادي عشر من الهجرة عن عمر يقارب تسعة وعشرين سنة.

اقرأ أيضًا: حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

أسباب موت بنات الرسول

إنَّ الموت لا يعرف صغيرًا من كبير، ولا غنيًّا من فقير، ولا ذا جاه من أشعث أغبر مدفوع بالأبواب، حتى أنَّه لم يعرف بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّ بلوغ الأجل الذي كتبه الله هو السبب الذي لا تنفع معه الأسباب.

إنَّنا حين نتكلم عن أسباب موت بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنَّنا نعرض بعض الأسباب الصغيرة، والوقائع والأحداث والإرهاصات التي وقعت كمقدمات لموتهن رضي الله عنهنَّ.

قد يكون جلُّ ما نعرضه من أسباب وفاة بنات الرسول هو إرهاصات، ووقائع، وأحاديث، وأحداث تتعلَّق بموتهنَّ، فهل من الممكن أن نتعرف من خلال ذلك على شيء من الجهاد والصبر والتضحية والفداء في حياتهنَّ وحياة أبيهنَّ صلى الله عليه وسلَّم؟!

سبب وفاة رقية رضي الله عنها

مَرِضت رقية رضي الله عنها قبل غزوة بدر، وقيل أنَّه كان مرض الحصباء، وقد حان النفير للجهاد، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال يوم بدر، وابنته رقية رضي الله عنها مريضة، فخلَّف عليها زوجها عثمان رضي الله عنه رغمَ أهمية هذه الغزوة، ليُمرِّض رقية رضي الله عنها ويرعاها في مَرَضِها، وضَرب لعثمان بسهمه في الغنيمة.

كانَ لعثمان رضي الله عنه أجرٌ عند الله كمن حضر الغزوة، فقد أخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، “وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحيٌ يوحى”، ففي الحديث الذي رواه البخاريُّ عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: (إنما تغيَّب عثمان عن بدر، فإنه كانت تحته – زوجته – بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم – رقية -، وكانت مريضة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه).

كان عثمان رضي الله عنه يُمرِّضها أيَّام الغزوة، حتَّى جاء البشير بانتصار النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمسلمين في غزوة بدر، فوافق مجيئه وقتَ تَسوِية التراب على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلَّم رقيَّة، ولمَّا قفل رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إلى المدينة عائدًا من بدر منتصرًا، استقبل خبر موت ثمرة فؤاده رقيَّة، فما كان منه إلَّا أن خرج إلى بقيع الغرقد، فوقف على قبرها يدعو لها بالرَّحمة والمغفرة مُسلِّما راضيًا بقضاء الله يحتسب ابنته صلى الله عليه وسلم عند ربِّه.

ماتت رقية رضي الله عنها، وهي صابرة محتسبة على سرير المرض ولمَّا ترى أباها الذي خرج للجهاد في معركةٍ هي من حيث موازين القوة محسومة النتيجة للكافرين، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنته على فراش المرض لا يعرف أيراها بعين الدنيا مرة أخرى أم سيُفرِّق بينهما كأس الموت! فهل نعجب من جلد الأب أم صبرِ البُنيَّة؟! فقد كان المرض أحد أسباب وفاة بنات الرسول.

كان عثمان بن عفان رضي الله عنه مهمومًا بعد موت زوجته رقية ابنة رسولِه وحبيبِه صلى الله عليه وسلَّم، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم حاله، فقال له: (ما لي أراك مهموما؟)، قال يا رسول الله: (وهل دخل على أحد ما دخل عليَّ، ماتت ابنة رسول الله التي كانت عندي وانقطع ظهري، وانقطع الصهر بيني وبينك

فبينما هو يحاوره قال النبيًّ صلى الله عليه وسلم: (يا عثمان هذا جبريل عليه السلام يأمرني عن الله أن أزوجك أختها أم كلثوم على مثل صداقها وعلى مثل عشرتها)، يروى هذا الحوار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعثمان عن سعيد بن المسيّب رضي الله عنه، وبالفعل زوجه النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابنته الأخرى أم كلثوم، وهي ابنته الأصغر من رقية بسنة واحدة، فلُقِّب عثمان بعد ذلك بذي النورين، لأنه تزوَّجَ بنتين من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروي أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: (لو كان عندنا ثالثة لزوَّجناكها يا عثمان).

سبب وفاة زينب رضي الله عنها

إنَّ من أسباب وفاة بنت الرسول زينب رضي الله عنها هو واقعة محوريَّة في قِصَّتها حدثت بينما كانت مهاجرة من مكة إلى المدينة مع أخِ زوجها: كنانة بن الربيع، وذلك بعد موقعة بدر، فقد تأخرت هجرتها عن هجرة أخواتها بنات النبيِّ صلى الله عليه وسلم: فاطمة ورقية وأمّ كلثوم رضي الله عنهنَّ، وقد امتدَّ الأذى الذي لاقته في هجرتها ليكون سببًا في مرض موتها بعد سنوات، فما الذي عاشته زينب رضي الله عنها؟

وُلدت زينب رضي الله عنها للنبيِّ صلى الله عليه وسلَّم من خديجة وعمر النبيِّ إذ ذاك ثلاثون سنة، وعاشت بين أبوين كريمين، وأيُّ فخار في صحبة هذين الأبوين، إنَّ الأب محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين، والأمُّ خديجة بنت خويلد رضي الله عنها الكاملة من نساء العالمين، وهما من أشرف قريش نسبًا، وأعظمها جاهًا.

خطبها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع وتزوج منها قبل البعثة النبوية، وإنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لمَّا بُعث، اشتدَّ أذى قريش له ولآل بيته، وكان من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد عقد على ابنتيه رقية وأم كلثوم في الجاهلية لابني أبي لهب: عتبة وعتيبة؛

فلمَّا نزلت “تبَّت يدا أبي لهم وتبَّ”، طلَّقا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر وتحريض من أبي لهب وأمِّ جميل لعنهما الله، ولم يكونا قد دخلا بهما.

أمَّا أبو العاص فكان له موقف آخر حين مشت إليه وجوه قريش، وقالوا: (اردد عَلَى مُحَمَّد ابنته – يعنون زينب رضي الله عنها -، ونحن نزوِّجك أيَّة امرأةٍ أحببت من قريش). قال: (لا، ها الله، إِذَا لا أفارق صاحبتي، فإنَّها خير صاحبة)، وبهذا بقيت زينب زوجة لأبي العاص، وهو مشرك يومئذ وهي مسلمة – ولم يكن الوحي قد نزل بالتفريق بين المسلمة والمشرك بعد -.

يتَّضح بهذا لماذا تأخرت هجرة زينب، لقد كانت زينب زوجة أبي العاص وبقيت معه في مكة إلى أن جاء يوم بدر، يومَ أخذ أبو العاص أسيرا مع من أُسِرَ من المشركين، وكان يومئذ كافرا، فقامت زينب بالإرسال في فدائه، فأرسلت قلادة من ذهب كانت قد أهدتها لها أمُّها خديجة.

تأثَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا رأى القلادة، ورقَّ لها رقة شديدة، وكان يتأثَّر عند ذكر خديجة، وقال:)إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا) فقالوا: نعم.

أطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا العاص، وأخذ عليه العهد أن يفرق بينه وبين زينب حين يصل إلى مكة، ويرسلها إلى المدينة، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ورجلا من الأنصار ليستلما زينب فقال لهما: (كُونَا بِبَطْنِ يَأْجَجَ – مكان على طريق مكة والمدينة بعد بدر بشهر أو قريب منه – حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأْتِيَا بِهَا).

عاد أبو العاص وأرسل زينب إلى المدينة مع أخيه كنانة بن الربيع، وخرجوا في وضح النَّهار، فتحدَّث رجال قريش بذلك، وخرجوا في طلبها حتى أدركوها بذي طوى، وكان أوَّل من سبق إليها هبَّار بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العُزَّى، وهي في الهودج، فرمى رمحه فاضطرب البعير، وسقطت زينب رضي الله عنها، ورُوِيَ أنها كانت حاملا فأسقطت حملها.

كان كنانة بن الربيع راميًا بارعا، فنثر كنانته، وأخرج سهامه وتوعد من يقترب منهم بأن يصيبه فيقتله، فتفرَّق الناس عنهم، ثمَّ جاءه أبو سفيان فأشار عليه بأن يرجع بها في ذلك الوقت، ثمَّ يخرجها خفية إلى المدينة، فلا يكون خروجها ظاهرًا حتى لا يتحدث الناس أنَّ قريشًا قد جَبُنَت، فوافق على ذلك وعاد ثمَّ أخرجها خفية إلى المدينة.

لازم المرض والضعف زينب رضي الله عنها لسنوات على إثر هذه الحادثة حتى تُوفِّيت في السنة الثامنة من الهجرة بالمدينة، فغسَّلتها أم أيمن، وأم المؤمنين السيدة سودة بنت زمعة، وأم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنهنَّ أجمعين، صلَّى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل في قبرها ومعه أبو العاص.

وفاة أم كلثوم رضي الله عنها

عِند ذكر أسباب وفاة بنات الرسول لا بُد من ذكر أن أمُّ كلثوم رضي الله عنها توفيّت في سنة الوفود – السنة التاسعة من الهجرة – ذلك أنَّ وفود العرب قد تتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك السنة لتعلن إسلامها، ولمَّا توفيت رضي الله عنها بعد رقية وزينب دمعت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

يُروى في الحديث عن أمِّ عطية رضي الله عنها أنها قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته أم كلثوم، فقال: “اغسلنها ثلاثًا أو خمسًا أو أكثر من ذلك إن رأيتنَّ ذلك بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا أو شيئًا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني“، فلما آذناه، ألقى إلينا حقوه، وقال: “أشعرنها إياه”، ورُوِيَ أن ذلك كان في موت زينب، وعلى كلِّ:

فلَكَ أن تتصوَّر تَرَدُّدَ رسول الله صلى الله عليه وسلَّم على غسل ابنته، وقلبُه قلبُ الأبِ، ثمَّ يدخل على القائمات على الغسل من الصحابيات، وكنَّ: أسماء بنت عميس وصفية بنت عبد المطلب وأمّ عطية الأنصارية، فيعطي ثوبه – إزاره – ليكون شعارًا لها، والشِّعار يكون ملاصقا للجسد، فيضعنه بينها وبين الكفن، ثمَّ وقف النبيَّ صلى الله عليه وسلم على قبرها، وعيناه تدمعان.

اقرأ أيضًا: وصايا الرسول قبل وفاته

وفاة فاطمة رضي الله عنها

فاطمة الزهراء هي أصغر بنات الرسول صلى الله عليه وسلم، وأحبهنَّ إليه، وأقربهنَّ منه، وكانت تُلقَّب بأمِّ أبيها، لشدة حرصها على النبي صلى الله عليه وسلم، ورعايتها له، وعطفها عليه، وكانت أول أهله لحاقا به فتوفيت بعده بستة أشهر، وكانت تعلم أنَّها أوَّل أهله لحاقا به، فقد أخبرها بذلك وأخبرها بأنَّه سيموت.

أقبلت تمشي كأنَّ مشيتها مشيته صلى الله عليه وسلم، فقال: (مرحبا بابنتي وأجلسها عن يمينه أو عن شماله)، ثمَّ أسرَّ إليها حديثا فبكت، ثم أسرَّ إليها حديثا فضحكت، فسألتها عائشة رضي الله عنها عما قاله لها رسول الله صلى الله عليه وسلم سِرَّا فتسبَّب في بكائها أولا ثم ضحكها! لكنَّ فاطمة قالت: (ما كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).

فلمَّا قُبِضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها أمُّ المؤمنين عائشة مرة أخرى فأخبرتها أنَّه قال لها: (إنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُنِي القُرْآنَ كُلَّ سَنَةٍ مَرَّةً، وإنَّه عَارَضَنِي العَامَ مَرَّتَيْنِ، ولَا أُرَاهُ إلَّا حَضَرَ أجَلِي، وإنَّكِ أوَّلُ أهْلِ بَيْتي لَحَاقًا بي، فَبَكَيْتُ، فَقالَ: أما تَرْضَيْنَ أنْ تَكُونِي سَيِّدَةَ نِسَاءِ أهْلِ الجَنَّةِ، أوْ نِسَاءِ المُؤْمِنِينَ فَضَحِكْتُ لذلكَ).

توفيت فاطمة رضي الله عنها بعد ثلاث ليال خَلَونَ من شهر رمضان، وصلَّى عليها زوجها عليّ رضي الله عنه بعد أن غسَّلها هو وأسماء بنت عُمَيس، ودفنت ليلا، ووارى التراب آخر بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء أهل الجنة، أمُّ الحسن والحسين سِبطا رسول الله وسيِّدا شباب أهل الجنة، فبكتها المدينة، وبكاها المسلمون بكاءً شديدًا

عِند ذكر أسباب وفاة بنات الرسول نجِد أن المرض كان أحدها، والحزن، وقدر الله، وقد تعلمنا من صبر رسول الله على وفاتهنّ الكثير.. فالمُسلم صابر محتسب مهما مرّت عليه الصعوبات.. فلا أقسى من وفاة الابن والأب حي!

خِلال ذكر أسباب وفاة بنات الرسول أدركنا كم كانت مرارة صبرهنَّ على الأذى في سبيل الرسالة وهنَّ اللاتي كان عمر أكبرهنَّ عند الوفاة 29 سنة، أيُّ بنات كنَّ! فإنَّ صبرهنَّ كان لدين الإسلام، وإنَّه لدين لا يُوفَّى.

قد يعجبك أيضًا